أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - رابعة .. 2 .. n hombre y tres mujeres .. 4 ..















المزيد.....

رابعة .. 2 .. n hombre y tres mujeres .. 4 ..


هيام محمود

الحوار المتمدن-العدد: 5816 - 2018 / 3 / 15 - 02:56
المحور: الادب والفن
    


سُرعان ما هَدأتْ ثورةُ الثالثة , لم يَفُتْهَا قول الثانية (( أَخافُ أن تتركيني .. أنتِ أيضا )) , فَتَساءَلَتْ بينها وبين نفسها : "أنتِ أيضا" يَعْنِي أنّ هناكَ "مثليّة" قَدْ تَرَكَتْهَا , إذنْ هيَ "مثليّة" لا محالة !! .. أَصْدَرَتْ الثالثة على الثانية نفس الحُكم الذي أَصْدَرَتْهُ الأخيرة في حَقِّهَا مِنْ خلال السُّؤَال الذي طَرَحَتْهُ عليها .. في تلك اللحظات , كلّ وَاحِدَةٍ حَكَمَتْ على الأُخرى بأنّها "مثليّة جنسيّة" , عدمُ صُدورِ أيّ إيحاءات جنسية طيلة سَنَتِهِمَا تلك لم يُبعِدْ شَبَحَ "التُّهْمَة" فَكلُّ واحدةٍ قَالتْ عن الأخرى أن ذلك عقبة ستتجاوزها مع أول "فرصة" سَتَسْنَحُ لِـ "الخطوة الجنسيّة الأولى" ..

الثالثة : لماذا قلتِ "أنتِ أيضا" ؟
الثانية : لمْ أكنْ أعلم أنّكِ هوموفوب !
الثالثة : لستُ هوموفوب ! لم تُجِيبِي ..
الثانية : لِـــ .... لِـــ .... لِأنّي لا أُريدُ أن تكوني مثليّة ..
الثالثة : قلتِ أنّي "هوموفوب" ؟
الثانية : لستُ هوموفوب ! لكن ..
الثالثة : لكن ؟
الثانية : أأأأ .. لا أعلم ..
الثالثة : آه , فَهمْتُ .. إذن أنتِ تُخْفِينَ عَنِّي شيئًا ..
الثانية : ليسَ الأمر كذلك ..
الثالثة : سَأُغَادِرُ , وعندما تُقَرِّرِي أن تكوني صَادقةً وصَريحةً اِتَّصِلِي ..
الثانية : اِنتظري .. سأقولُ ..

بعدَ أنْ خَطَتْ عدة خطواتٍ , عَادَتْ الثالثة وَوَقَفَتْ أمام صديقتها حتّى شَارَفَتْ على الالتصاق بِهَا , كانتْ غاضبةً جدًّا .. عادتها كانتْ الصُّراخ في وجه كل مَنْ يُغضِبها , كان ذلك طبعًا سيِّئًا لم تَستطعْ التّخلصَ منه أو التّخفيفَ من حدّته حتّى مع والديها .. قالتْ لها : قَبلَ أنْ تقولي أيّ شيء , أُرِيدُ أنْ أَعرِفَ لماذا أَخْفَيْتِ عَنِّي هذا الذي ستقولينه ؟!

الثانية : لأنّي أُحبُّكِ ولا أُريدُ أنْ أَخسركِ ..
الثالثة : لا يكفيني هذا .. أُرِيدُ غَيْرَهُ ؟
الثانية : هل سَمعتِ ما قلتُ ؟
الثالثة : نعم سَمعتُ , أنا أيضا أُحبُّكِ ولا أُريدُ أنْ أَخسركِ , فأنتِ صديقتي الوحيدة التي ربّما سأخسرها إذا واصَلَتْ عدم صراحتها معي .. أنتِ لم تُجيبي سُؤالي !
الثانية : لستِ صديقتي .. كُلُّهنّ صديقاتي لكنْ أنتِ لا , ولَسْتُ صديقتكِ !

الثالثة تَرَاجَعَتْ إلى الوراء ... في تلك اللحظة عَادَتْ إلى الوراء .... سنوات طويلة مَضَتْ .. في الرابعة عشرة سَمِعَتْ نفس الكلام . بَقَتْ واقفةً في مكانها , دهشة .. حيرة .. خوف , لم تَقُلْ شيئًا .. كلام صديقتها واضح وقد أَعْلَنَ النهاية بوضوحٍ .. الفرق بين تلك اللحظة والتي مَضَتْ عندما كانتْ صغيرة "قُبْلَة" و "صَفْعَة" .. كانتْ صديقتها الوَحيدة أيضًا وكانتا معًا لا تفترقان حتّى ضاعَ كلّ شيء يوم أَعْلَمَتْهَا أنها "مثلية" بعد أن قَبَّلَتْها فَـ .. صَفَعَتْهَا .. صَفَعَتْ صديقتها الوحيدة .. ولم تَقْبَلْ منها كلّ اِعتذاراتها ورسائلها الأيام التي تَلَتْ ذلك اليوم .. لم يَهْدَأْ غضبها ولم تَغْفِرْ لصديقتها ذلك الحبّ وتلكَ القُبْلَة حتى لاحَظَتْ تَغَيُّبَها عن الفصل .. يوم .. يومين .. أسبوع .. أَبُوهَا نَقَلُوهُ إلى مكان آخر , قِيلَ أنه في المدينة المُجاوِرة .. وقِيلَ أنه في مدينة أخرى وهناك من قالوا أنه ذَهبَ خارج البلد لمدة سنتين أو ثلاث .. أبوها كان "من القواتِ الخاصّة" وحتى اِبنته لم تكن تقول عنه الشيء الكثير لأنّها لم تكن تَعْلَم .. ما وظيفة أبيها بالضّبط .. اِنقَطَعَتْ أخبارُ صديقتها , قالتْ في البدء : أحسن ! لا أُرِيدُ أن تكون صديقتي "شاذة" ! .. مع مرور الأيام والأشهر قَالتْ : لو لَمْ أَصْفَعْهَا لَكُنْتُ أكثر .. لباقة .. في السنة التي تَلَتْ تلك قَالتْ : اِفْتَقَدْتُهَا و .. لا يهمّ إن كانتْ "شاذة" .. بَعْدَ أيّامٍ من قولها ذاك ذَهبَتْ إلى المُدير وسَألتْهُ عنِ المكان الذي اِنْتَقَلَتْ إليه فأجابَها أنّ الأَرْجَحَ أنَّهُم غَادَرُوا البَلَدَ . تَذَكَّرَتْ أنّها بَكَتْ كثيرًا يومها .. صديقتها تِلك كَانتْ "الحَدَثَ" الأهمّ في كلّ سنواتِ دراستها التي سَبقَتْ الجامعة .

دار كل ذلك في بالها وهي تنظر إلى صديقتها .. الثانية .. ثم أَنْزَلَتْ عينيها وظَلَّتْ تَنظر إلى الإسمنت الذي تَقِفُ عليه هي و .. صديقتها .. للتوّ صديقتها صارَحَتْهَا بمثليتها وبحبّها لهَا .. الصدمة كبيرة لكنها لنْ تُخطئ نفسَ خطأ الطفولة ولنْ تَخْسَرَ صديقتها الوحيدة .. رَفَعَتْ عينيها وقالتْ لها : لا يَهمّني إذا كنتِ مثليّة ! أريدُ أن نَبْقَى كما كنا فقط ! لا أستطيع أيّ شيء آخر ..

الثانية : قُلتُ لكِ أني لستُ مثلية !
الثالثة : قلتِ أنكِ تُحبينني لكنكِ لا تَرَيْنَنِي كصديقة !!
الثانية : نعم .. وهل ذلك يعني أني مثليّة ؟
الثالثة : لا ! يَعْنِي أنَّكِ بوتسوانيّة !!
الثانية , وسعادتها لا تُوصَفُ لأنّها اِقتنعتْ بخطأ شكوكها في كون صديقتها "مثلية" : إذنْ أنتِ لستِ مثلية ؟! أنا سعيدة بذلك .. سعيدة جدّا !!
الثالثة : ماذا تُخفينَ عنِّي ؟ أريدُ أن أَعْرِفَ !! والآن !!
الثانية : أنا أيضا أُرِيدُ أن نَبْقَى كما نحنُ و .. فقط ! لا أستطيع أيّ شيء آخر .. ولا ولن يُوجدَ أيُّ شيء آخر !
الثالثة : صبري نَفَذَ , لنْ أزيدَ لحظةً أخرى مَعَكِ لو لم تَقُولي مَاذا تُخْفِينَ عنِّي !
الثانية : قولي ما رأيكِ أن نعودَ معًا إلى منزلنا ثم نذهب بعد ذلك إلى منزلكم ؟
الثالثة : إذا لَحقْتِ بي ... أَقْتُلِكِ !!

ثم .. تَرَكَتْهَا ومَشَتْ بسرعةٍ .. فلَحقَتْ بها صديقتها و .. قالتْ سآخذُ إذن أمكِ .. اِتَّصَلَتْ بِهَا .. طانط كيفَ حالكِ وكيف َحال عمّي .... آه , هو بجانبكِ .. دعيني أُسَلِّم عليه .. أهلا عمّي .... جيّد بخير أشكركَ .... عمّي .. عندي طَلَب ... يومان ثلاثة أيّام ثم نَأْتِ عندكم .... مُوَافِق .. شكرًا عمّي .... الثالثة كانتْ تُهَرْوِل غاضِبةً وهي تَسْمَعُ الاتّصال .. تَوَقَّفَتْ فتَوَقَّفَتْ صديقتها وراءها .. ثم تَجَاوَزَتْهَا , وَضَعَتْ حقيبتها أمامها وواصَلَتْ سيرها قائلةً : أسرعي لا تُضيعي علينا الوقت , ولا تَنْسَيْ حَقيبَتِي , اِحْمِلِيهَا بلُطْفٍ وإلا الليلة تنامينَ في الگاراج , هيَّا بسرعة !

.

في القطار , قَصَّتْ الثانية على الثالثة كل ما جرى مع الأولى , شَرَحَتْ لها طريقَ البحثِ عن هويتها "الجنسيّة" الذي مَشَتْهُ بمفردها لسنوات , وفسَّرتْ لها طبيعة الحبّ الذي عاشَتْه مع الأولى والذي تَحْمِلُهُ لها هي .. لم تَقتنعْ الثالثة وقالتْ بأنّ ذلك ليس حبًّا إنّما "صداقة حميمة" لا غير وأنَّ الحبَّ عندها هو الذي ستشعرُ به مع "رجل حياتها" فقط .. وَصَلَتَا المنزل .. عندما دخلتا غرفةَ الثانية , قالتْ الثانية للثالثة : يجبُ أن أذهبَ للحمام , اِبحثي عن شيء نسمعه .. الباسوورد ( Amira87 ) .. وقفتْ الثالثة أمام الكمبيوتر تنتظر .. تنتظر .. حتى رَأَتْ "خلفية الشاشة" .. صورة فيها صديقتها .. الثانية .. مع .. صديقتها "المثليّة" .. أميرة .. التي لم ترَها منذ أن كانتْ صغيرة .. في الرابعة عشرة .

.

(( Los niños se alinean en el camino de recuerdos y fotografías, alrededor de tu cama ... ))

https://www.youtube.com/watch?v=PMExBky7GJU



#هيام_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رابعة .. 2 .. n hombre y tres mujeres .. 3 ..
- رابعة .. 2 .. n hombre y tres mujeres .. 2 ..
- رابعة .. 2 .. n hombre y tres mujeres .. 1 ..
- علاء .. 18 .. Eres el mejor ..
- علاء .. 17 .. فيلم هندي ؟ أم .. مسلسل تركي ؟ ..
- كلمتي .. 20 .. وَكُلُّ أَلَمٍ أَنْتَِ الدَّوَاءُ الذِي يَشْف ...
- كلمتي .. 19 .. كُلُّ كَلَامٍ أَقُولُ أَنْتَِ أَصْلُ مَعَانِي ...
- كلمتي .. 18 .. وَوُجُودِي أَنْتَِ أَشْهُرُهُ أَنْهُرُهُ وَلَ ...
- كلمتي .. 17 .. أيُّ وُجُودٍ هَذَا الذِي لَنْ تَكُونِي فِيهْ ...
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. 6 .. 1 ..
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. 5 .. بقيّة الفصل ..
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. 5 ..
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. 4 ..
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. 3 ..
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. رسالة إلى ال ( Bisexue ...
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles .. 2 ..
- علاء .. 16 .. Mis dos ángeles ..
- Blue Eyes ..
- كلمتي .. 12 .. Bi .. 2 ..
- كلمتي .. 16 .. ( This is my man ) , ( This is my girl ) ..


المزيد.....




- الحبس 18 شهرا للمشرفة على الأسلحة في فيلم أليك بالدوين -راست ...
- من هي إيتيل عدنان التي يحتفل بها محرك البحث غوغل؟
- شاهد: فنانون أميركيون يرسمون لوحة في بوتشا الأوكرانية تخليدً ...
- حضور فلسطيني وسوداني في مهرجان أسوان لسينما المرأة
- مهرجان كان: اختيار الفيلم المصري -رفعت عيني للسماء- ضمن مساب ...
- -الوعد الصادق:-بين -المسرحية- والفيلم الأميركي الرديء
- لماذا يحب كثير من الألمان ثقافة الجسد الحر؟
- بينهم فنانة وابنة مليونير شهير.. تعرف على ضحايا هجوم سيدني ا ...
- تركيز أقل على أوروبا وانفتاح على أفريقيا.. رهان متحف -متروبو ...
- أمية جحا تكتب: يوميات فنانة تشكيلية من غزة نزحت قسرا إلى عنب ...


المزيد.....

- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو
- الهجرة إلى الجحيم. رواية / محمود شاهين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيام محمود - رابعة .. 2 .. n hombre y tres mujeres .. 4 ..