أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها - حوا بطواش - إمرأة تحب نفسها














المزيد.....

إمرأة تحب نفسها


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 5822 - 2018 / 3 / 21 - 01:25
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها
    


كثيرا ما نعيش حياتنا نحن النساء دون أن نحسّ بها. سنوات من العمر نعيشها بلحظاتها الحاضرة، نركض بين العمل والبيت، بين الزوج والأولاد والواجبات العائلية والاجتماعية، نعيش بين الحياة واللاحياة، دون أن نتوقف مع أنفسنا ونفكر قليلا، ودون أن يخطر ببالنا أن نخطّط شيئا للحظاتنا القادمة. اليوم، أجلس قليلا مع نفسي، وحدنا، أفكارٌ تتراكض في رأسي، تساؤلات وعلامات استفهام تشغل بالي.
من حولي الصباح هادئ. أجلس مع فنجان الشاي مع الليمون، مشروبي الصباحي المفضل، على شرفة بيتي المطلة على الشارع العام. القرية ما زالت نائمة. نور الصباح بدأ يتفتق من بعيد، يبشّر بيوم جديد، صفحة جديدة من كتاب الأيام.
حياة المرأة العصرية اليوم ليست بسهلة، تطالب بالمساواة مع الرجل وحق العمل وتحقيق الذات والمشاركة الفاعلة في المجتمع، وفي ذات الوقت تبقى واجباتها العائلية على حالها دون مشاركة الرجل الحقيقية.
(حياتي كلها ركض وضغط، هموم وواجبات، لا أنا أحس بها ولا هي تحس بي.)
تمضي حياتها كلها تفعل كل ما تفعله من أجل سعادة الآخرين، من أجل زوجها وأبنائها وبناتها، حتى عملها غالبا يكون من أجلهم ولا تحس من خلاله بتحقيق ذاتها.
(كذلك نعيش، سنوات من العمر تنقضي وتمرّ بنا الأيام وبقلوبنا نتمنى أن يأتي شيء ما... لا يأتي، ننتظر أن يتحقّق شيء ما... لا يتحقّق.)
أتساءل: هل على المرأة أن تكون رمزا للتضحية من أجل سعادة الآخرين؟ أليس من حقها أولا أن تفكّر بنفسها؟ أن تكون سعيدة؟ لماذا عليها أن تتخلى عن أحلام خبّأتها عمرا؟ أليس من حقها أن تفكّر وتهتمّ بنفسها. أليس من حقها أن تكون سعيدة فتُسعد من حولها؟
يحدث أحيانا (ربما كثيرا) في حياة المرأة أن يطلب منها رجل (زوج، صديق، زميل...) أن تفعل أمورا لا تريد فعلها... فقط... لأنه يستطيع! هكذا... ببساطة. صحيح أنها من الصفاقة أن يفعل ذلك، ولكن، من قال إنها مضطرة لفعل ما يريد؟؟
لماذا تفعل المرأة ما لا ترضاه لنفسها ثم تعود وتلوم الرجل؟ لماذا تسمح له بأن يضعف كيانها ويجرح كرامتها؟
في النهاية كل إنسان، رجلا كان أم إمرأة، مسؤول عن أفعاله وله حق الاختيار. مثلما يطلب هو منها ذلك فقط لأنه يستطيع، هي أيضا تستطيع (دائما تستطيع) أن تقول: لا!
(لماذا عليّ أن أتنازل عن مبادئي من أجل الآخرين؟ لماذا لا أكون واثقة من نفسي وأقول: لا!! من حقي أن أرفض فعل أي شيء، فقط... لأنني لا أريد.)
(لن يحترمني أحد إلا إذا اعتبرتُ نفسي جديرة بالاحترام.)
أحسّ بتوق لرمي كل ما أزعجني بالأمس رمية لا رجعة فيها. سأمنح نفسي فرصة للضحك، للفرح والمرح.
هذا الصباح يدعو إلى التّأمل. صباح الأمل... الأمل الذي ينهمرُ مع نور الصباح. صباح الجمال... جمال الندى الذي يملأ الورود، صباح الفرح... فرح العصافير المغرّدة على أغصان الشجر، صباح الدفء... دفء السماء على عشاق الصباح، والنور والجمال.
اليوم، أكثر من أي يوم مضى... سأحب نفسي.

كفر كما- الجليل الأسفل



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الهاربة 2
- الهاربة 1
- انتظار
- فيسبوك، خواطر وتأخير
- ابتسامة جدي
- الدفتر
- قلب في مهب العاصفة
- عازفة البيانو
- نظرة إلى الوراء
- أشواق (قصة مترجمة)
- صمت
- جدي، التستر والثقة بالآخرين
- مزاج، رجال وفشة خلق
- الزوج المثالي
- خواطر عن العنصرية، العلمانية والتعاطف الإنساني
- أنا شركسي... أنا شركسية
- اختفاء رباب ماردين 28 (الأخيرة)
- شوق مؤجل
- الضمبازا
- اختفاء رباب ماردين 27


المزيد.....




- مفاجأة غير متوقعة.. العثور على ضعف ما أبُلغ عنه من عدد حيوان ...
- جان نويل بارو يزور كييف بعد وابل من القصف الروسي
- سرعتها تفوق 700 كيلومتر في الساعة..كييف تعثر على حُطام المُس ...
- إيران تكشف عن موعد ومكان محادثاتها مع -الترويكا- الأوروبية.. ...
- ترقب بشأن تطور هجوم برشلونة بعد التحاق النجم الانجليزي راشفو ...
- استئناف المحادثات النووية بين إيران والقوى الأوروبية في إسطن ...
- عشائر بدو سوريا.. جذور عميقة في التاريخ وامتداد في الجغرافيا ...
- السجن ثلاث سنوات لطالب في كوت ديفوار بتهمة الإساءة للرئيس
- المحتوى المضلل يجد طريقه إلى -شات جي بي تي- بفضل المحتالين
- ما المواد -المتطرفة- التي أقرت روسيا تغريم الباحثين عنها؟


المزيد.....



المزيد.....
الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها - حوا بطواش - إمرأة تحب نفسها