أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - فيسبوك، خواطر وتأخير














المزيد.....

فيسبوك، خواطر وتأخير


حوا بطواش
كاتبة

(Hawa Batwash)


الحوار المتمدن-العدد: 5669 - 2017 / 10 / 14 - 01:29
المحور: الادب والفن
    


كل شي ولا زعل الفيسبوك

منذ أن بدأت العمل كموظفة استقبال في الكراج الذي أعمل فيه، منذ أكثر من عام، أخذتني مشاغل العمل الكثيرة والتزاماتي الحياتية في البيت والعائلة، أخذتني من العديد من الأمور التي أحب ممارستها، كالقراءة والكتابة والتنزّه والتأمل وحتى من بعض الصداقات، خاصة أن ساعات عملي قد ازدادت واستحوذت على تفكيري أمورٌ كثيرة تخص العمل لتسرقني من نفسي ومن الكثير مما وممن أحب. فجأة، تغيّرت حياتي كثيرا. لم أعد أقرأ كثيرا، ولا أكتب القصص ولا حتى أكتب على صفحتي في الفيسبوك. ظننتُ أنها فترة وتمر.
انقضت شهور على هذا المنوال وبدأ القلق يتسرب إلى نفسي. كنتُ أقرأ كل يوم منشورات أصدقائي على الفيسبوك ولكنني لم أعد أهتم بها كثيرا، وكل يوم كان الفيسبوك يستعرض لي ذكرياتي من منشوراتي في السنوات السابقة، فكانت بعضها تضحكني وبعضها تحرجني وبعضها تهزّني مرة أخرى كأنني أقرأها لأول مرة.
أحيانا كانت تنتابني رغبة في كتابة شيء ما على صفحتي لمجرد البقاء على تواصل مع الأصدقاء والصديقات، فكنتُ أجلس وأفكّر دقائق طويلة، أحتار، أتردّد... ولا أجد شيئا واحدا لكتابته، لدرجة كنتُ أتعجّب معها: كيف كنتُ من قبل أجد الكثير لأكتب؟؟ ماذا يحدث لي؟؟
كنتُ حينها أعمل في كراج صغير، أجلس وحدي معظم الوقت في المكتب الصغير الذي أدير شؤونه الصغيرة وأستمع خلال عملي إلى الإذاعة، فأسمع أخبار الساعة والنقاشات حولها . يبدو أن ذلك كان يزوّدني بخواطر كثيرة.
في الآونة الأخيرة، تسنّى لي وقت أكثر لنفسي، فباشرتُ بمحاولاتي للعودة شيئا فشيئا إلى نفسي، إلى عاداتي وهواياتي التي أحبها. عدتُ إلى الكتابة على صفحتي في الفيسبوك. ولكن، يبدو أن الفيسبوك زعلان مني بعد أن أهملته كثيرا، وأهملتُ أصدقائي، فلم تعُد منشوراتي تصل وتترك بعض الأثر مثلما كانت من قبل!

****
هي الخواطر كدة

لنعُد إلى موضوع الخواطر. هذا الأسبوع انهالت عليّ الخواطر بعد طول غياب، وكنتُ عند طبيب الأسنان حين هاجمتني، فجأة، دفعة واحدة، إذ لم أكن قادرة على كتابتها، ولكنني كنتُ متأكدة أنها واضحة جدا وسأتذكّرها ببساطة حين أعود إلى البيت لأكتبها. ولكن، فجأة، وجدتُ ذاكرتني تخونني. كنتُ أتابع مسلسلا تلفزيونيا حين تذكّرتُ ضرورة كتابة تلك الخواطر، فحاولتُ تذكّرهاـ ولكن، عبثا. لم تسعفني الذاكرة.
أوقفتُ المسلسل الذي كنتُ أتابعه، أغلقتُ على نفسي باب غرفتي، وأغمضتُ عينيّ. يجب أن أتذكّر.
رحتُ أذرع الغرفة جيئة وذهابا، أعصر مخي، هذه خواطر مهمة جدا لي ويجب أن أكتبها، لن أدعها تفلت مني مهما كان الثمن!
وفجأة، وكما فاجأتني في المرة الأولى، وكما ضاعت مني من بعدها... عاودني كل شيء دفعة واحدة... ككبسة زر.
هكذا هي الخواطر، لا نعرف متى وكيف تأتينا ولا كيف تهرب وتضيع منا.

****
تأخير

تذهب إلى موعد. في المرة الأولى يعتذر لك عن التأخير ويشرح لك محرجا بأنه حصل أمر طارئ.
لا بأس.
في المرة الثانية، يعتذر محرجا مرة أخرى ويخبرك بأمر آخر حصل معه أدّى إلى تأخيره، فتحسّ أنت بحرج أكبر من حرجه، وتخبّط في نفسك، ولكن، ورغم كل شيء، تعذره، لأن هذه الأمور قد تحدث لنا جميعا في أي وقت وتؤدي فعلا إلى تأخيرنا.
في المرة الثالثة، تتذكّر ذلك الصديق الذي عرفته من زمان، وقال لك في المرة الأولى التي عصّب فيها عليك إن ذلك كان بسبب توتّره لسبب ما، وفي المرة الثانية أخبرك أنه يمرّ بظروف صعبة، وفي المرة الثالثة، أدركت ما لم تكن تريد أن تعرف... أنه عصبيّ.

كفر كما
13.10.2017



#حوا_بطواش (هاشتاغ)       Hawa_Batwash#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ابتسامة جدي
- الدفتر
- قلب في مهب العاصفة
- عازفة البيانو
- نظرة إلى الوراء
- أشواق (قصة مترجمة)
- صمت
- جدي، التستر والثقة بالآخرين
- مزاج، رجال وفشة خلق
- الزوج المثالي
- خواطر عن العنصرية، العلمانية والتعاطف الإنساني
- أنا شركسي... أنا شركسية
- اختفاء رباب ماردين 28 (الأخيرة)
- شوق مؤجل
- الضمبازا
- اختفاء رباب ماردين 27
- اختفاء رباب ماردين 26
- اختفاء رباب ماردين 25
- اختفاء رباب ماردين 24
- العائد


المزيد.....




- دينيس فيلنوف يُخرج فيلم -جيمس بوند- القادم
- افتتاح معرض -قفطان الأمس، نظرة اليوم- في -ليلة المتاحف- بالر ...
- -نملة تحفر في الصخر-ـ مسرحية تعيد ملف المفقودين اللبنانيين إ ...
- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - حوا بطواش - فيسبوك، خواطر وتأخير