أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفرح في قصيدة -تعلية- بنان البرغوثي














المزيد.....

الفرح في قصيدة -تعلية- بنان البرغوثي


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5819 - 2018 / 3 / 18 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


الفرح في قصيدة
"تعلية"
بنان البرغوثي
كلنا يميل نحو الفرح، لهذا تجدنا نبحث عنه في كل شيء، في كل مكان، وعند كل شخص، فهو حاجة ملحة لنواصل الاستمرار في الحياة، "بنان البرغوثي" وجد فرحه في طفلته، فصورها لنا بقصيدة "تعلية" رابطاً بين الفرح الذي تحدثه الطفلة والفرح "التعليلة" ومعنى "التعليلة" الليلة الغناء والدبكة والرقصة التي تسبق العرس، إذن معناها ليلة فرح.
يفتتح الشاعر قصيدته فيقول:
"وترٌ على الكتفينِ شدّكِ صوبَنا
ما كان يحمل عُودَه منديلُ"
افتتاحية القصيدة بلفظ "وتر" له علاقة بالعنوان، يأخذنا الشاعر إلى ليلة الفرح فيأخذ منها "وتر، الكتفين، عود، منديل" وكلها تستعمل في أجواء "التعليلة"
قلنا أن هذه "التعليلة" تسبق ليلة الفرح الكبير، وبالتأكيد ستكون هناك لهفة عند أصحاب الفرح لاستكمال فرحتهم الكبرى:
"وتنَوّر القلبُ المشوق بما رأى
للخيل منتجع به وصهيل"
استخدام الشاعر "لتنور القلب" يقربنا من حجم وطبيعة الشوق الذي ينتظره الحبيب للقاء محبوبته، فكان الشاعر موفق تماما في اختياره لهذا الوصف.
ثم يأخذ في التغني بجمال المحبوبة/الطفلة فيصفها لنا قائلا:
"من مقلة مكحولة وفمٍ له
خطّان مرسومان أو قنديل
وعلى الجبين ضفائر تاج لها
وجدائلٌ لكأنّها إكليل
وجناتها تفاح شامٍ يانعٍ
تشتاقها ورحيقها تعليل"
فهو بهذا التغني يشارك (أهل الفرح) فرحتهم، فقد تخلى عن مكانته كسارد للأحداث واندمج مع المحتفلين، وكأنه بهذا التوحد بين (صور القصيدة) وما يقوم به، يريدنا أن نقوم نحن القراء بمشاركته بهذا الفرح، فهو لا يريدنا مجرد متلقين، بل فاعلين ومتفاعلين مع المشهد.
والجميل في هذا الوصف أنه ربط جمالها بالمكان، "تفاح الشام" ولم يكتفي بالصورة بل أضاف عليها الرائحة الزكية، "ورحيقها تعليل" وكأنه أرادها أن تكون تفاحة حقيقية، ذات شكل جميل، وطعم لذيذ ورائحة طيبة, ونجد المقطع الأول الذي يتحدث عن ضفائرها قدم بطريقة رائعة وناعمة، فالشاعر يريدنا أن نهتم ونركز على الجمال المجرد المنبعث من هذه المحبوبة.
يقدما الشاعر أكثر من هذه جميلته أكثر فيخبرنا أن الأثر الذي تتركه فيه:
"إن أقبلت ضحكت وإن هي أدبرت
تركتك مشتاقا وأنت عليل"
إذن الشاعر يفرح لحضورها ويسعد، وفي ذات الوقت يصاب بالحزن لفراقها، لكن لماذا هذا الأمر يحدث معه؟، يخبرنا بهذا المقطع:
"تعطيك من لحن الكلام عذوبة
ويلذّ من فمها لِيَ التقبيل
ولها غناء إن علتْ نغماته
تغريد بلبلة أو الترتيل"
إذا ما توقفنا عند الوصف الذي يقدمه الشاعر عن هذه الحبية/الطفلة، نجده يفصل لنا بشكل دقيق، فلا لا يكتفي بجمال الصور/الشكل، بل يأخذنا إلى الأفعال والروائح والأصوات، فهي يريد إيصال أن هذه الجمال إنساني، وهو جمال مطلق، غير مشوه أو مخدوش، فهو صادر ومنبعث عن طفلة، لهذا هو يأخذ هذا المنحى.
يختم لنا الشاعر القصيدة:
"شقراء كالذهب الأصيل ترى لها
مجدولتين كأنْ لها توصيل
ممشوقةُ الأردافِ تقبلُ فُلّةً
إنْ أدبرت تحني لها وتميل"
بهذه الصورة المؤثر أرادنا "بنان البرغوثي" أن نكون أمام شخصية حية تقربنا من الفرح وتبعث فيها الحس بالجمال.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- السواد والبياض عند أيمن شريدة
- التأنيث هو الأصل عند -أيمن شريدة-
- الشعر المحكي في ديوان -العسل المر- عباس دويكات
- السلاسة في مجموعة -يوم مختلف- عائشة عودة
- الفرح المسروق في قصة -شموع ليلية الميلاد فاضل الفتلاوي
- القصيدة البيضاء -غنج الحمام- منصور الريكان
- مناقشة رواية -كلام على شفا شفتين- في دار الفاروق
- التسرع ﻓﻲ روايﺔ -كﻼم ﻋ ...
- التسرع في رواية -كلام على شفا الشفتين- جميل عجوري
- التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة
- غبش البياض -نفن مردم-
- المختصر المفيد في كتاب -كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية- ...
- العناصر الروائية في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم
- القدس في مجموعة -عشاق المدينة- نزهة الرملاوي
- الكاتب في رواية -موتي وقط لوسيان- محمود شاهين
- الألم والشباب في قصيدة -العروبة- عبد الحي فخري جوادة
- مناقشة رواية -علي- في دار الفاروق
- الإغراق في رواية -العين المعتمة- زكريا محمد
- جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد


المزيد.....




- -سماء بلا أرض- للتونسية اريج السحيري يتوج بالنجمة الذهبية لم ...
- جدة تشهد افتتاح الدورة الخامسة لمهرجان البحر الاحمر السينمائ ...
- الأونروا تطالب بترجمة التأييد الدولي والسياسي لها إلى دعم حق ...
- أفراد من عائلة أم كلثوم يشيدون بفيلم -الست- بعد عرض خاص بمصر ...
- شاهد.. ماذا يعني استحواذ نتفليكس على وارنر بروذرز أحد أشهر ا ...
- حين كانت طرابلس الفيحاء هواءَ القاهرة
- زيد ديراني: رحلة فنان بين الفن والشهرة والذات
- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الفرح في قصيدة -تعلية- بنان البرغوثي