أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصيدة البيضاء -غنج الحمام- منصور الريكان














المزيد.....

القصيدة البيضاء -غنج الحمام- منصور الريكان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5813 - 2018 / 3 / 12 - 20:50
المحور: الادب والفن
    


من جمالية النص الأدبي الاستمتاع به، إن كان من خلال اللغة أو الفكرة أو اسلوب وطريقة تقدم النص الأدبي، وبالتأكيد اللغة في الأدب إحدى العناصر التي تجعل النص متألق، وما يلفت النظر وجود بعض الشعراء من استطاعوا أن يأسسوا لغة خاصة بهم، تميزهم عن سواهم، "ومنصور الريكان" واحد من هؤلاء الشعراء، ومن يقرأ له يعرفه شاعر لا يؤمن بالسواد المطلق، حتى عندما يريد أن يتناول واقع مؤلم، وكلنا يعرف ما حل في العراق، ومع هذا استمر الشاعر في بث الأمل والتشبث بالحياة، الحياة التي تمتد من حضارة سومر إلى العراق الحديث، لهذا كان شعره اقرب إلى وصايا الأنبياء الذين يبشروننا بالخلاص وبالحياة السعيدة.
هذا عندما يتحدث عن الألم والقسوة، فما بالنا إذا تحدث عن الفرح، عن المرأة، عن الطفولة؟، بالتأكيد سيسمعنا لغة تحلق بنا في عنان السماء، وتأخذنا إلى ألفاظ مطلقة البياض، بحيث ينسجم ما يقدم لنا من أفكار مع الأداة اللغوية، فنكون أمام نص ناصع البياض.
يفتتح الشاعر قصيدته فيقول:
"غنج الحمام اذا تدلل او خجل
قبلتها شفتي على صمت الجمال أراها تهوي بالقبل"
يبدأ الحديث عن شيء/حدث وكأنه ليس له علاقة بالشاعر، فهو يتحدث من موضع المحايد، حتى عندما قام بتقبيلها كان يتحدث من موقع المحايد "قبلتها شفتي" فيبدو لنا وكأنه ليس هو من قام بالتقبيل بل شفتاه، لكن الدافع لهذه القبلة هو الجمال الذي يصدر، ينبعث من الحبيبة/الطفلة، وأيضا وجد منها الميل نحو هذه القبل، وكأنه بهذه الشروحات التي يقدمها يبين لماذا قال "قبلتها شفتي"، فالتقبيل فعل مستحب من الفاعل والمفعول به، وهناك جوي/حالة خاصة تحث على الإقدام عليه.
يتقدم الشاعر أكثر من الحبيبة/الطفلة من خلال قيامه:
"ومسكت خدها ناعما سبحان ربي ما عمل
ولصوتها الأنغام من دلع المقام
فلرب عنق من رخام"
يضيف الشاعر جمالية أخرى لهذه الحبيبة/الطفلة، فهي ناعمة، من شدة نعومتها استحضر الله خالق الجمال ومن أوجد هذه النعومة، فتعظيم الخالق يضيف هالة من قدسية الجمال على المحبوبة/الطفلة، وإذا ما أضفنا أنغام صوتها نكون أمام جمال متكامل، يحثنا على الفعل ـ التقبيل ـ ويمتعنا بالمشاهدة وبالسمع ، ويجعلنا نستحضر الله الخالق، وهنا كان أثر الجمال مطلق على الشاعر، بحيث جعله يهيم في عالمه الخاص، عالم المحبوبة/الطفلة.
إذن نحن امام جمال مقدس، أليس منشؤه الله؟:
"سكنت هنا وتململ الشوق احتراسا من كلام
ولصمتها التبجيل والتعظيم قد أنسى السلام
يا بوحها"
حالة الاحتباس عن الكلام، لا تكون إلا أمام العظماء، وهذه الجميلة جعلت الشاعر يحتبس الكلام، فنومها جعل السكوت، الصمت ملازم وواجب، فأثرها وهي فاعلة يجعل من حولها يتفاعل معها، وأثرها وهي نائمة تجعل للسكون وللصمت طعم خاص، كما هو الحال في حالة حضورها بنشاطها وحيويتها، من هنا تأخذ صفة (المقدسة) ولهذا نجد أثرها مطلق على من هم حولها.
وإذا ما توقفنا عند "يا بوحها" والتي جاءت بصيغة الاستغراب لأثر هذا الجمال الذي يحدثه صمتها وكلامها، يتأكد لنا أن "منصور الريكان" يحدثنا عن قدسية الجمال وليس عن شيء أو كائن عادي.
دائما الطفولة تثير فينا الفرح، وتمنحنا ما نحتاجه من أمل، وتعيدنا إلى عالم البراءة والبساطة، وهذا ما كان من المحبوبة/الطفلة:
"يا بوحها
هي لم تبح بل عينها فضحت رؤاها صرحها
وغفت تدندن في رؤاي كما الملاك"
اعتقد عندما اقرن الشاعر لفظ "ملاك" أراد أن يؤكد على حالة القدسية التي تنثرها المحبوبة في المحيط.
يقربنا الشاعر من حالة التوحد التي جمعته بالمحبوبة/الطفلة، فيقدمنا مرة أخرى من أثرها وقوة حضورها عليه فيختم قصيدته قائلا:
"خاطت مساحات التعجب بارتباك
وسمت كما النعناع تصدح ها انا
وأراني من بوح الهوى متلعثما
قالت تعال
صدح الخيال"
عدم كشف كل ما أحدثته المحبوبة في نفس الشاعر "خطت مساحات التعجب" فجعلته مرتبكا، لكنه ارتباك حب وفرح ، وليس اضطراب ناتج عن قهر وألم، ونجدها تلاعبه لعبة الأطفال بسعادة ومرح.
والأهم في القصيدة أن الشاعر أسمعنا صوتها، من خلال:
"قالت تعال
صدح الخيال" وبهذه الخاتمة يمكننا أن نتخيل مساحة الفرح الذي خلقته المحبوبة بكلامها، فالخيال يأخذ مجده، وهل هناك حدود للخيال؟



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مناقشة رواية -كلام على شفا شفتين- في دار الفاروق
- التسرع ﻓﻲ روايﺔ -كﻼم ﻋ ...
- التسرع في رواية -كلام على شفا الشفتين- جميل عجوري
- التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة
- غبش البياض -نفن مردم-
- المختصر المفيد في كتاب -كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية- ...
- العناصر الروائية في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم
- القدس في مجموعة -عشاق المدينة- نزهة الرملاوي
- الكاتب في رواية -موتي وقط لوسيان- محمود شاهين
- الألم والشباب في قصيدة -العروبة- عبد الحي فخري جوادة
- مناقشة رواية -علي- في دار الفاروق
- الإغراق في رواية -العين المعتمة- زكريا محمد
- جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد
- العراقي في رواية -كم بدت السماء ق
- المسيح الفلسطيني ورواية -وارث الشواهد- وليد الشرفا
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -سأسلم التاريخ للأجدادِ- يوسف خليف
- فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...
- الاسطورة والطبيعة في قصيدة - اطَرِّزْلِكْ- سمير أبو الهيجا


المزيد.....




- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...
- “رسميا من هنا” وزارة التربية العراقية تحدد جدول امتحانات الس ...
- افتتاح الدورة الثانية لمسابقة -رخمانينوف- الموسيقية الدولية ...
- هكذا -سرقت- الحرب طبل الغناء الجماعي في السودان
- -هاو تو تراين يور دراغون- يحقق انطلاقة نارية ويتفوق على فيلم ...
- -بعض الناس أغنياء جدا-: هل حان وقت وضع سقف للثروة؟
- إبراهيم نصرالله ضمن القائمة القصيرة لجائزة -نوبل الأميركية- ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - القصيدة البيضاء -غنج الحمام- منصور الريكان