أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم














المزيد.....

الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5806 - 2018 / 3 / 5 - 03:55
المحور: الادب والفن
    


الشاعر المتيم
عبد الكريم موس سويلم
التمتع بعذاب الحب حالة حاضرة عند العديد من الشعراء، قديما وحديثا، وليس هناك أدل من "قيس بن الملوح" الذي هام في "ليلى" حتى اصبح عذابه حالة طبيعة بالنسبة له، فلا يستطيع أن يكون، أن يعيش بدون هذا العذاب، فهل الدافع لبقاء هذا العذاب واستمراره هو الحب؟ أم أن الشاعر يجد ذاته ـ كشاعر ـ في هذا العذاب الذي يفجر الشعر فيه؟، وهل هذا العذاب حالة طبيعية ام أنه حالة متعلقة بالشعراء (المجانين)؟.
سنحاول الإجابة على هذه الأسئلة من خلال القصيدة، يفتتح لنا الشاعر قصيدته بهذه الأبيات التي تؤكد حالة الألم الذي يمر به:
"أيا رهمُ ما للقلبِ باتَ مولّعا :: وجفني بحرِّ الدمعِ صارَ مصدّعا
تعبت صراخا والعيون بها دم :: يسيل على الخدين حتى تطبّعا
وكنت انا والحب والليل ثالث :: والحزن من وقع الصدود تربعا"
لنتوقف عند الالفاظ المستخدمة وهي "مولعا، الدمع، مصدعا، تعبت، صراخا، دم، يسيل، تطبعا، الحزن، وقع" كلها الفاظ مؤلمة وحزينة، فشاعر وجد في عذاب الحب ما يستطيع أن يفجر ما فيه من شاعرية، لهذا كتب ثلاثة ابيات كاملة تتحدث عن الألم والعذاب، فهو في العقل الباطن يريد/يبحث عن حدث/فعل/شيء يستطيع من خلاله ان يجد ذاته كشاعر، فكان الحب، ـ وهو ظاهرة إنسانية نبيلة ـ الوسيلة المناسبة والملائمة التي بها سيجد/يطور/يظهر "عبد الكريم سويلم" كشاعر.
يستحضر الشاعر رفاقه ـ وهم له ناصحون ـ ليحدثهم، ويحدثوه عن أزمته وضرورة أن يتخلص منها:
"يسألني صحبي اذا رمت مجلسا :: نرى القلب مسلوبا وعقلك ضائعا
فأغضي عن الجرح والهمّ واقع :: والبس وجه الغير وجها مقنّعا
فيا ليتهم يدرون قلبي وما به :: لكان الذي في العذل يهوى التواضعا"
بهذه الابيات يحسم لنا الشاعر مسالة اختياره "لعذاب لحب" فقد اصبح هو العذاب متوحدا معا، بحيث يستطيع من خلال هذا الحب أن يجد في داخله شاعر آخر، شاعر يتجاوز العادي غلى ما هو متألق، فكان الحب هو الوسيلة لهذه الغاية.
والتأكيد الثاني على ما ذهبنا إليه أنفاً هذين البيتين:
"رحلت فلا صبرٌ يعود على الفتى :: وما كان دمعي في فراقك نافعا
عزمتُ فؤادي ان ابوح بسرّهِ :: ولكن من خوف الصدود تمنّعا"
يتحدث الشاعر عن نفسه وكأنه شخص آخر "رحلت فلا صبرٌ يعود على الفتى" وهذا ما يؤكد على أن لعبة (الم/عذاب الحب) وسيلة الشاعر الوحيدة ليظهر ما فيه من شاعرية، لهذا نجد بداية البيتين "رحلت، عزمت) وهما فعلين متناقضين، الرد الطبيعي على فعل "رحلت" هو فعل "الوداع" لكن الشاعر يرد عليه ب "عزمت" والتي تفيد الاستمرار بتحمل مزيد من العذاب والألم، أليس كل هذا دليل على أن الشاعر يتمتع بهذا العذاب، فهو وجد ذاته كشاعر في هذا العذاب، فأراد أن يستمر فيه كشاعر وليس كحالة حقيقية.
يتماهي الشاعر مع عذابه أكثر فيقول:
"فلستُ أرى في الناس مثلك سارقا :: أخذتِ فؤادي ثم راح مودّعا"
فعل السرقة لا يتناسب مع فعل الوداع، لكن الشاعر يتوغل أكثر في حالة العذاب، فمن خلالها يستمر في تألقه كشاعر وكمحب ـ وهما صفتان حميدتان ـ وهو هنا يمارس شيء من الخداع، فلو كان على يقين بان فعل السرقة حدث معه، وأن تلك الحبية سرقت قلبه، ، وأنه خسر شيء عزيز ومهم بالتأكيد سيرد عليه بعنف يماثل فعل العنف الذي قامت به الحبية، لكنه في حقيقة الأمر يقف بالحياد، متفرج على ما يحصل، وكأنه هناك شخص آخر حدثت معه سرقة القلب، لأنه يريد الشاعر، ولا يريد الشخص "عبد الكريم سويلم" العادي.
يبدا الشاعر في كشف حقيقة علاقته بالحبية، فلم تعد لعبة العذاب مخفية كما كانت في فاتحة القصيدة، وظهرت لنا على حقيقتها، يقول:
"ومذ قلتِ انّا منك في القلب حاجة :: ركبت المنى حتى عن اللهو اقلعا
وكيف أزيل الحبّ بعد تعلق :: فكيف يزول الوشم عمن ترصّعا
فما كان حظي منكِ في العيشِ وافرا :: ولا كان جهدي منك للحبّ صانعا"
نجد هدوء في هذه الابيات على النقيض من سابقاتها، فكافة الألفاظ المستخدمة جاءت أفاظ عادية، لا تحمل أي قسوة أو ألم، على النقيض مما سبقتها، والتي جاءت حامية ومشتعلة وكأن الشاعر في حالة حرب.
يختم لنا الشاعر قصيدته بهذا الأبيات فيقول :
"عشقتكِ في عامين قلبا و خاطرا :: أ في لحظة يلق الفؤاد المواجعا؟
ولم اك يوما في الهيام معلما :: ولكن نبضي بالهيام تسارعا
فلست اجازى ان اكون بمثله :: ولست اجازى ان اكون مبايعا
فبعتك نفسي دون ربح وانني ::غدوت بعرف العشق للنفس بائعا"
خاتمة واضحة وضوح الشمس، لقد اكتملت قصيدة الشاعر، ولم يعد بحاجة إلى مزيد من العذاب أو الألم، لهذا وجدناه يستخدم آخر لفظ فيه ألم "المواجعا"، ويحرر الشاعر من تحمل "عذاب الحب" ويأخذ يحدثنا بطريقة عادية وكأنه الاحداث لا تعنيه، فقد اكملت القصيدة، وكانت متألقة بالمشاعر الحميمة التي جاءت فيها، ولا يريد أكثر من ذلك.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القدس في مجموعة -عشاق المدينة- نزهة الرملاوي
- الكاتب في رواية -موتي وقط لوسيان- محمود شاهين
- الألم والشباب في قصيدة -العروبة- عبد الحي فخري جوادة
- مناقشة رواية -علي- في دار الفاروق
- الإغراق في رواية -العين المعتمة- زكريا محمد
- جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد
- العراقي في رواية -كم بدت السماء ق
- المسيح الفلسطيني ورواية -وارث الشواهد- وليد الشرفا
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -سأسلم التاريخ للأجدادِ- يوسف خليف
- فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...
- الاسطورة والطبيعة في قصيدة - اطَرِّزْلِكْ- سمير أبو الهيجا
- الأم في قصيدة -ملح ومي- سمير ابو الهجا
- قصيدة -الأب- سمير أبو الهيجا
- البساطة والعمق في -أكتب كي لا ينام الحلم في الفراغ- نافذ الر ...
- مناقشة مجموعة قصائد للشاعر محمد علي شمس الدين
- الشاعر في ديوان -طائر الغربة- محمد عرموش
- بين حالتين القمع والتخلف
- الرواية التاريخية --حمام العين- عزام توفيق أبو السعود
- التجربة الاجتماعية في رواية -بقلبي لا بعقلي- سامي محريز


المزيد.....




- -الزمن المفقود-.. الموجة الإنسانية في أدب التنين الصيني
- عبور الجغرافيا وتحولات الهوية.. علماء حديث حملوا صنعاء وازده ...
- -بين اللعب والذاكرة- في معرض تشكيلي بالصويرة المغربية
- مفاجأة علمية.. الببغاوات لا تقلدنا فقط بل تنتج اللغة مثلنا
- بيت المدى يستذكر -راهب المسرح- منذر حلمي
- وزير خارجية إيران: من الواضح أن الرئيس الأمريكي هو من يقود ه ...
- غزة تودع الفنان والناشط محمود خميس شراب بعدما رسم البسمة وسط ...
- شاهد.. بطل في الفنون القتالية المختلطة يتدرب في فرن لأكثر من ...
- فيلم -ريستارت-.. رؤية طبقية عن الهلع من الفقراء
- حين يتحول التاريخ إلى دراما قومية.. كيف تصور السينما الصراع ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم