أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد














المزيد.....

جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5797 - 2018 / 2 / 24 - 22:59
المحور: الادب والفن
    


جمال القصيدة
"حب لا بد منه"
جواد العقاد

أن يقدم شاعر قصيدة بأبيات معدودة، ويأتي بأفكار دينية وأخرى اسطورية، يتمرد فيها على ما هو سائد من معتقدات وأفكار، وفي ذات الوقت تخدم فكرة عشقه لهو أمر مثير، ففاتحة القصيدة لوحدها تثير المتلقي:
"كلُّ نفس ٍذائقةُ العشق ِ
ونفسي
يا بنتَ قلبي ذائقةُ الموت"
مشهد متناقض، الآخرين يتذوقون العشق، والشاعر يتذوق الموت، فهو يبدو مظلوما.
التمرد/الثورة/تجاوز المألوف مسائل مهمة في الأدب، لأنها تعطي فضاء للحرية والتحرر من كل ما هو سائد، إن كان على مستوى المقدس الديني أو العادة والتقليد.
"وهذي لغتي
شيخ ٌيُخرج ُجنون َحبِّك مني
أيحاسبني "اللهُ" إن اقترفت ُالشعر َ
أو أصرفتُ بالسكرِ
أو أقمت ُصلاةً في عينيكِ"
من مهام الأدباء/الشعراء تقديم المتلقي من عالمهم، من أفكارهم، من الحرية التي يمارسونها ويسعون لها. وهنا "جواد العقاد" يقدمنا من عالمة، فهو يتخطى حاجز المقدس، فنجده يسكر بخمر المحبوبة ويقم الصلاة في عينيها، وهذا التمرد متعلق متعدد الأوجه، فهو يعصي الشيخ، رجل الدين، الذي يحمل القدسية ويمثل الله على الأرض، كما أنه يخمر، وهذا الأمر فيه تمرد على ما هو محرم، وهو يخترق العبادة ويأتينا بعبادة جديدة، ال"صلاة في عينيك".
عالم الأسطورة يفتح أبوبا للشاعر وللمتلقي، بحيث يتجاوز المفردات/الأدوات المتاحة إلى ما هو ابعد وأكثر تأثيرا وإثراء للنص، فالشاعر يستخدم حدث عظيم ـ سقوط طروادة ـ ليخدم الفكرة التي يريد تقيمها، وكأن الواقع لحال وما فيه من أدوات لا يكفيه ليغبر عما يشعر به، فكانت "طروادة والحصان الخشبي" الأداة المناسبة ليعبر عن هول "العشق" الذي يمر فيه:
"إذ يترنحُ خيلُ طروادةَ
فأيقنُ أن قلبي مدينة ًمهزومة ً
ومبللةً بالخمر ِ
وأنتِ حصان ٌخشبي
رماه ُ القدر الإغريقي على بابي"
الأداة اللفظية الأكثر تداولا في القصيدة "عتقي/الخمر/السكر" وكأن الشاعر في العقل الباطن لم يعد يعي ما يمر به، فالحبيبة أخذت منه الوعي، لهذا هو مخمور يستخدم الافعال مكبرة واحداث اسطورية:
"عتقي لي الغرامَ شعرًا
إنَّ " باخوس "ضَعيفٌ أمامَ عشقي
وأنتِ إلهةُ الخمر "
الشاعر لم يعد يسكر بالعشق فحسب، بل أن الشعر عنده أصبح يسكر، وهو غارق في سكره، لهذا وجد الحبيبة "إلهة الخمر" وهنا يتجاوز الشاعر الأفكار المألوفة ويقدم شكل/مفهوم جديد "إلهة الخمر".
الخاتمة كالبداية تحمل الإثارة والدهشة للمتلقي، فالشاعر يأتي بصور شعرية ومتمردة في ذات الوقت:
"نحن الشعراء لا نسكر بالخمر ِ
بيد َأنَّا خُلقَنا سكارى
إن َّعصرتم قلوبَنا تمطر خمرًا نقي"
فالشاعر لا يسكر بالخمر، فلم تعد لها مفعول/أثر عليه، فهو ولد سكرانا، متمرد، لهذا سنجد الخمر تجري فيه كجري الدماء، والصورة الأخيرة تعطينا الخلاصة، فالأفكار/المضمون جاء متناسق ومنسجم مع الألفاظ المستخدمة، "الخمر والسكر" ونجد أثر هذا "السكر، الخمر" على شكل القصيدة التي قدمها لنا "جواد العقاد" فهي قصيدة متمردة، قصيدة سكرانة/مخمورة، تطرح أفكار غير مألوفة، ولن أقول كافرة، لهذا لن نحاسب الشاعر على ما جاء فيها، فهو سكران وعلينا أن نعذره.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- العراقي في رواية -كم بدت السماء ق
- المسيح الفلسطيني ورواية -وارث الشواهد- وليد الشرفا
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -سأسلم التاريخ للأجدادِ- يوسف خليف
- فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...
- الاسطورة والطبيعة في قصيدة - اطَرِّزْلِكْ- سمير أبو الهيجا
- الأم في قصيدة -ملح ومي- سمير ابو الهجا
- قصيدة -الأب- سمير أبو الهيجا
- البساطة والعمق في -أكتب كي لا ينام الحلم في الفراغ- نافذ الر ...
- مناقشة مجموعة قصائد للشاعر محمد علي شمس الدين
- الشاعر في ديوان -طائر الغربة- محمد عرموش
- بين حالتين القمع والتخلف
- الرواية التاريخية --حمام العين- عزام توفيق أبو السعود
- التجربة الاجتماعية في رواية -بقلبي لا بعقلي- سامي محريز
- اللغة في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الصور والأسئلة في -حافة الشغف- لمحمود السرساوي
- الحكاية في -رواية لكاتبها- -أخرج منها يا ملعون- صدام حسين
- الفرح الأسير في قصيدة -اختناق- عبد صبري ابو ربيع
- دار الفاروق تناقش -مريم البلقاء- لعلي السباعي
- تعدد الرواة في رواية -نار البراءة- محمود شاهين


المزيد.....




- إعلام إسرائيلي: حماس منتصرة بمعركة الرواية وتحرك لمنع أوامر ...
- مسلسل المؤسس عثمان الحلقة 157 مترجمة بجودة عالية فيديو لاروز ...
- الكشف عن المجلد الأول لـ-تاريخ روسيا-
- اللوحة -المفقودة- لغوستاف كليمت تباع بـ 30 مليون يورو
- نجم مسلسل -فريندز- يهاجم احتجاجات مؤيدة لفلسطين في جامعات أم ...
- هل يشكل الحراك الطلابي الداعم لغزة تحولا في الثقافة السياسية ...
- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد