أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة














المزيد.....

التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5810 - 2018 / 3 / 9 - 15:29
المحور: الادب والفن
    


أن تقرأ قصة تاريخية، عادية، معروفة لنا، وأن تأخذك إلى آخر كلمة فيها ليس بالأمر السهل، فكلنا يحجم عن قراءة ما هو معروف، خاصة وأن القصة التاريخية الدينية بالذات تحمل العديد من التناقضات ولا تتوافق والعقل، لكن اسلوب "نبيل عودة" الاستثنائي، تجعلنا نستمتع بما يقدمه لنا وننشد إلى ما يقدمه من خلال الطريقة التي يقدم بها القصة.
في قصة "الخبر السيء" يغرب القاص بعض الأحداث، وهذا أحدى أهم الوسائل التي تشد القارئ، مثل هذا الحدث: "كانت المفاوضات صعبة جداً واستغرقت اليوم بكاملة ولم يكن من وسطاء لتليين موقف أحد الجانبين. لكن خبرة موسى العظيمة في التفاوض مع فرعون نفعته في هذا المأزق.. وقد أصر موسى بشكل جعل الملاك المناوب يتساءل كيف اختار الرب موسى موفداً لشعبه وهو يتجرأ على مناقشة الرب والإصرار على موقفه؟ لكن الرب أخرسه برمشة عين رهيبة.. فالتزم الصمت النهائي" مثال هذه الاضافة التي تتحدث عن خبرة "موسى" في التفاوض مع الله نفسه، تجعل المتلقي ينشد للقصة، فهو يقرأ شيء جديد وغريب، ويجعله يتسأل من أين أتى القاص بهذا الحدث، وما ستؤول إليه تكملة القصة؟.
من هنا تكمن عبقرية "نبيل عودة" في السرد، والتغريب مع اضافات خارج النص المعروف.
والمدهش أن نتيجة المفاوضات كانت لصالح "موسى" لكن الطريقة التي قدمها القاص كانت مدهشة، فهو يقدم لنا المشهد بروية، ليوصلنا إلى ذروة الشوق لنعرف نهاية القصة: "وهكذا نزل موسى من الجبل وهو يحتضن لوحين من الحجر عرفا فيما بعد باسم الوصايا العشر.
كانت الجماهير محتشدة تنتظر على أحر من الجمر لتسمع ما أنجزه لها موسى، بل وبدأت بعض المراهنات بين بعض الحشود، اختلفت الأسباط قبل ان تسمع نتائج الاتفاق" طريقة تقديم ينفرد بها "نبيل عودة" وهي السائد فيما يقدمه من قصص، النهاية كلنا نعرفها، وهي قراءة الوصايا على (شعب الله المختار)، لكن هل فعلا هكذا كانت نهاية قصية "الخبر السيء"؟ أم أن هناك شيء جديد لا يخطر على بال أحد؟، نقرأ النهاية معا لنعرف طبيعية السرد الساخر الذي يميز اسلوب القاص "نبيل عودة": يا ابناء الله ، مباركون انتم باسم الرب الى يوم القيامة .. بعد مفاوضات طويلة مضنية توصلت الى أفضل ما يمكن من أجلكم . لم يكن الوصول الى اتفاق سهلا.. ولذلك أقول لكم اني جئتكم بخبرين ، اولهما خبر جيد والثاني خبر سيء. اما الخبر الجيد فهو اني استطعت ان ألغي الكثير من القيود ، وأن أنزل الوصايا من عشرات كثيرة إلى عشر وصايا فقط ...اما الخبر السيء ..
وهنا صمت موسى وأجال نظره بالجمهور شاعرا بتوتره الكبير.. ثم قال :
- الخبر السيء هو ان وصايا الرب ما زالت تشمل منع الفسق"
اجزم أن مثل هذه القصة بطريقة سردها والشكل الذي قدمت فيه، تعد احدى المعالم البارزة في كتابة القصة، فالأدوات التي استخدمها القاص عادية جدا، واللغة سهلة وسلسة، وبعيدة عن الكلمات الكبيرة، كما أنها تخلوا من الصور الأدبية، ومع كل هذا كانت القصة من أمتع ما يكون، فكيف حدث هذا؟
طريقة تركيب القصة هو المدهش، وهو ما يلفت النظر، ويجعلنا نتوقف عندها، ودائما نقول ليس مهمة الكاتب اعطاء اجوبة بل تقديم الأسئلة، وجعل المتلقي يتوقف عند ما يقدم له، لا أن يأخذ النص الأدبي وكأنه مقدس، وهذا ما فعله "نبيل عودة" جعلنا نتوقف ونتأمل ونفكر، كل هذا والمتعة والتشويق حاضر في القصة، فأي كاتب هذا الذي قام بكتابة هذه الرائعة؟، وبهذه الأدوات المتواضعة؟، انه القاص المدهش "نبيل عودة".



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- غبش البياض -نفن مردم-
- المختصر المفيد في كتاب -كيف نواصل التنكيل بالطائفة الدرزية- ...
- العناصر الروائية في مجموعة -أبعاد- خليل إبراهيم حسونة
- الشاعر المتيم عبد الكريم موس سويلم
- القدس في مجموعة -عشاق المدينة- نزهة الرملاوي
- الكاتب في رواية -موتي وقط لوسيان- محمود شاهين
- الألم والشباب في قصيدة -العروبة- عبد الحي فخري جوادة
- مناقشة رواية -علي- في دار الفاروق
- الإغراق في رواية -العين المعتمة- زكريا محمد
- جمال القصيدة -حب لا بد منه- جواد العقاد
- العراقي في رواية -كم بدت السماء ق
- المسيح الفلسطيني ورواية -وارث الشواهد- وليد الشرفا
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -سأسلم التاريخ للأجدادِ- يوسف خليف
- فاتحة والخاتمة في قصيدة - سبعون عشقا- عمار خليل
- التألق في رواية حياة رجل فقد الذاكرة -الحمراوي- رمضان الرواش ...
- الاسطورة والطبيعة في قصيدة - اطَرِّزْلِكْ- سمير أبو الهيجا
- الأم في قصيدة -ملح ومي- سمير ابو الهجا
- قصيدة -الأب- سمير أبو الهيجا
- البساطة والعمق في -أكتب كي لا ينام الحلم في الفراغ- نافذ الر ...
- مناقشة مجموعة قصائد للشاعر محمد علي شمس الدين


المزيد.....




- ذاكرة الألم والإبداع في أدب -أفريقيا المدهشة- بعين كتّابها
- “361” فيلم وثائقي من طلاب إعلام المنوفية يغير نظرتنا للحياة ...
- -أثر الصورة-.. تاريخ فلسطين المخفي عبر أرشيف واصف جوهرية الف ...
- بإسرائيل.. رفع صورة محمد بن سلمان والسيسي مع ترامب و8 قادة ع ...
- الخرّوبة سيرة المكان والهويّة في ررواية رشيد النجّاب
- -عصر الضبابية-.. قصة الفيزياء بين السطوع والسقوط
- الشاعر المغربي عبد القادر وساط: -كلمات مسهمة- في الطب والشعر ...
- بن غفير يسمح للمستوطنين بالرقص والغناء أثناء اقتحام المسجد ا ...
- قصص ما وراء الكاميرا.. أفلام صنعتها السينما عن نفسها
- الفنان خالد تكريتي يرسم العالم بعين طفل ساخر


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - التغريب والدهشة في قصة -الخبر السيء- نبيل عودة