أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - ذهب مع الريح !














المزيد.....

ذهب مع الريح !


سليم نزال

الحوار المتمدن-العدد: 5818 - 2018 / 3 / 17 - 12:28
المحور: الادب والفن
    


لم اعد اذكر من الذى قال انه فى الحروب تلتزم القوانين الصمت .او انها تذهب الى نوم عميق لان لا احدا يعود يهتم بها .فالثقافة الانسانية تضعف عادة فى الحروب و يصبح القتل مهمة كل الجنود الحاملين للسلاح.و يطغى اسمء الجنرالات على كل اسم.

فالحرب تصبح مطحنة كبرى و البشر هم المادة الهام الاولى لهذه المطحنة.
و رغم ذلك فى خضم هذه الحروب نتعرف على البشر من خلال خوضهم لها .

ففى رواية ذهب مع الريح لمارغريت ميتشل نتابع قصة حياة سكارلت التى كانت شابه جميلة من اصول فرنسية نبيلة تعيش حياة عابثة الى ان جاءت الحرب الاهلية بين الشمالى و الجنوب التى كانت مجزرة مات فيها الملايين .و بعض النظر عن اسباب الحرب مثل انه كان صراع بين شمالى صناعى متقدم و جنوب زراعى متخلف. او حول موضوع العبيد الذى يريد الجنوبيون ان يبقى على حاله بينما يريد الشماليون تحريرهم الخ من الاسباب يظل قدر الانسان العادى الاساس فى كل هذا الامر .و يبقى السؤال حول قدرة او مساحة الانسان فى الاختيار فى ظل هذا الاتون الحارق .

مضت سكارلت فى حياتها من زواج الى زواج كانت تنتهى بسبب الموت الى ان نصل الى زواجها الاخير مع بتلر الرجل الانتهازى الذى ايا كان سوءه يبقى احد اهم الشخصيات التراجيدية فى الرواية . و نحن نتعاطف احيانا مع بطل قصة ليس لانه شخص رائع بالضروة كما هو الامر مع بتلر و خاصة بعد وفاة ابنته و سقوطها عن الفرس .
تولستوى فى الحرب و السلام تعدت رؤيته تاريخية الاحداث ليضعها على مستوى قدرى و كانه مقرر او مكتوب ان يحصل .و ربما يقترب تولستوى بهذا القدر او ذاك من التصور الشكسبيرى للشخصية التراجيدية .و هى الشخصية التى تخوض غمار تجربة و تدفع ثمن اخطاءها !

فى روايته الحرب و السلام التى غطى فيها مرحلة الحروب النابليونية على روسيا .فانه يرى ان الة القدر التى تعبث بالتاريخ و بالتالى بمصير البشر هى الاساس فى كل شىء .
و بهذا يكاد يقترب كثيرا من اعفاء مسوؤلية الحرب على ابطالها الكبار نابليون بونابرت و الكسندر الاول.فهم يراهم شخصيات عادية فى اطار ادوار كانها خططت لهم .و بهذا المعنى لا يعود هناك ممكنا فى اطار تصوره الفلسفى فهم الحرب عبر تناول اسبابها و ظروف اندلاعها .تنتفى فى رايه المسببات و يحل مكانها نوع من القدرية او الجبرية !و ووفث هذه الرؤية فان الاحداث هى التى تصنع التاريخ و ليس الشخصيات الكبيرة و بذلك يقف تولستونى فى مواجهة فكرة السببية فى التاريخ !

ايا كان الامر يظل الانسان العادى فى الحرب البطل التراجيدى الاكبر .انه ذلك الانسان الذى يسعى ان يحافظ على وجوده ووجود عائلته فى حرب فرضت عليه و ليس امامه سوى ان يحافظ على البقاء .



#سليم_نزال (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من هنا تولد الاسطورة
- لا شبط و لا لبط و لا رائحة صيف فيه!
- عن الشبح الذى كان يتنقل فى اوروبا! فى ذكرى وفاة كارل ماركس
- حان الوقت لمراجعات تاريخية!
- بعض من مظاهر زمن الفتنة
- ماذا ستكتب هذا اليوم ؟
- عن اعوام الثمانينات
- حديث الذكريات
- حول عالم رسالة الغفران
- عن عالم مضيفات الطائرات !
- عن المذكرات الشخصية
- عن نعمة جمعة ,عن رجل من جيل مناضلى الزمن القديم !
- نحن نتجه بقوة نحو الفوضى او عالم ضياع الحقيقة.
- ليس مهمة الكاتب ان يكتب على طريقة ما يطلبه المستمعون!
- من دفتر الايام !
- خيل لى انه الربيع !
- مؤشرات اولية على نهاية مرحلة تاريخية !
- حتى انت يا بسام ؟
- عن جمهورية الخوف !
- رحلة فى قطار الحياة!


المزيد.....




- إيرادات فيلم سيكو سيكو اليومية تتخطى حاجز 2 مليون جنية مصري! ...
- ملامح من حركة سوق الكتاب في دمشق.. تجمعات أدبية ووفرة في الع ...
- كيف ألهمت ثقافة السكن الفريدة في كوريا الجنوبية معرضًا فنيا ...
- شاهد: نظارة تعرض ترجمة فورية أبهرت ضيوف دوليين في حدث هانغتش ...
- -الملفوظات-.. وثيقة دعوية وتاريخية تستكشف منهجية جماعة التبل ...
- -أقوى من أي هجوم أو كفاح مسلح-.. ساويرس يعلق على فيلم -لا أر ...
- -مندوب الليل-... فيلم سعودي يكشف الوجه الخفي للرياض
- الموت يفجع الفنانة اللبنانية كارول سماحة بوفاة زوجها
- وفاة المنتج المصري وليد مصطفى زوج الفنانة اللبنانية كارول سم ...
- الشاعرة ومغنية السوبرانوالرائعة :دسهيرادريس ضيفة صالون النجو ...


المزيد.....

- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري
- عشاء حمص الأخير / د. خالد زغريت
- أحلام تانيا / ترجمة إحسان الملائكة
- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - سليم نزال - ذهب مع الريح !