بمناسبة 8 / آذار عيد المرأة العالمي

فلاح أمين الرهيمي

الحوار المتمدن-العدد: 5813 - 2018 / 3 / 12 - 19:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

كان كارل ماركس المفكر والمؤلف الذي لم تحظى مؤلفاته بقراء أكثر منه، وما من مفكر ثوري بعث من الآمال أكثر منه، ولم يثر أي صاحب مذهب من الشروح والتعليقات أكثر منه باستثناء بعض مؤسسي الأديان السماوية، وما من إنسان أحدث تأثيراً مماثلاً كما كان لكارل ماركس في القرن العشرين قولاً وفي سعيه بتحقيق مبدئه عملاً. ويعود الفضل في تحمل فقره ومرضه إلى زوجته المخلصة الفاضلة (جيني) التي لم تتذمر يوماً من مشاركة زوجها بؤسه وتعاسته وهي التي كانت في بيت أبيها مدللة تعيش الغنى والرفاه.
يقول المؤرخون أن الإنصاف يقضي بتسجيل دورها في كفاح ماركس. وليس أبلغ ما يدل على وفائها وإخلاصها وحبها لرفيق عمرها كارل ماركس من الرسالة التي كتبتها ذات يوم لأحد أصدقاء العائلة تطلب منه شيئاً يسد بعض الحاجة تقول برسالتها (صاحب الشقة التي نسكن فيها أخطرنا بمغادرتها غداً لأن الإيجار استحق علينا ولا مال لدى ماركس. الأثاث نبيعها لنسد رمق الأسرة (جني) ابنتنا المحبوبة طريحة الفراش فلا قدرة لنا على معالجتها. بعد عذاب تسعة أشهر وضعت ابنتي الثالثة وليس لدي ما ألفها به. وهل لثدي امرأة هزيلة وتعبة مثلي أن تقدم الغذاء لهذا الملاك الطاهر الذي يفتح عينيه على هذه الدنيا ؟ لقد تبرع أحد الرفاق بليرتين وهما كل ما لديه لدفع أجرة القابلة. ولكن كيف ستعيش هذه الطفلة المحبوبة مع أختيها ؟ إني أخفي عن ماركس ما أشعر به من الضيق والخوف كي لا أعرقل عليه تأدية أشرف رسالة إنسانية يقوم بها. إني لا أدري ماذا أعمل ؟ فهل بوسعك أن تعمل لنا شيئاً ؟).
كان أنجلز المعين الوحيد لماركس في مجابهة عثراته المعيشية وكان يتحايل على شح أبيه ليوفر شيئاً من المال لعائلة كارل ماركس. وكان أنجلز يقدر أكثر من أي إنسان آخر عبقرية ماركس والرسالة التي نذر حياته لها. كان لأنجلز الفضل الكبير في نشر المبدأ الماركسي سواء في سعة علمه أم في حدبه على الأسرة الفقيرة أم في مساعدة كارل ماركس.

#فلاح_أمين_الرهيمي (هاشتاغ)      

---

ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل