أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها - حسام تيمور - - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها-














المزيد.....

- أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها-


حسام تيمور

الحوار المتمدن-العدد: 5807 - 2018 / 3 / 6 - 17:05
المحور: ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها
    


تبدأ الحضارة, حيث ينتهي الاضطراب و القلق, و الخوف من سُلطة "المجهول", بظلاله و هواجسه, في الحضور و الغياب معا.. فحيثُ ما تحقّق للإنسان, ذلك الشعور ب "الأمان", فإنّه ينطلق نحو البناء و الابداع, عن طريق تصريف طاقاته الدّفينة, كيفما كانت شُحنتها.. فهي في ذلك, تذوب وسط دينامية "الجماعة".. في حالتها المُستقرّة, أو المجتمع المُستقرّ, المُقرِّر -و- الخاضع في نفس الآن, لمعايير تضبط ممارسة الحياة, و تُقنّن السلوك و الرغبات بالموازاة مع تحجيم النزوع نحو العُدوانية و التسلّط. لا تتشكّل هذه الحلقة, المثالية نوعا مّا, و الشبيهة بدارة كهربية, إلا بتكامل مجموعة من العناصر بشكل موغل في الدقة, إن لم نقل بأنّه شبه مُستحيل.. فالطبيعة الانسانية, غير الفيزياء, أو الرياضيات..

إن خروج المرأة لسوق الشّغل في المجتمعات الغربية الحديثة, لم يكُن في حدّ ذاته, وليد أجندة نضالية تمّ تحقيقها, بل في الجزء الأكبر منهُ, ضرورة أملاها التطوّر الصّناعي, و هي الحاجة المُلحّة الى اليد العاملة, كمّا و كيفا.. و على هذا الأساس, وصلت المُجتمعات الغربية, الى إقرار المُساواة بين الرجل و المرأة في الحقوق و الواجبات, أو ما يُعبّر عنهُ بتحرير المرأة. حيث لم يكن ذلك نتاج نزوع ذاتيّ, أو زخم نضالي, بقدر ما كان تطوّرا تلقائيا, في "بنية" المُجتمعات الغربية.. و لم يكُن أساسُه إلا المُساواة بين الجنسين, على أساس العمل, كقيمة مُحدِّدة للانسان داخل المُجتمع الرّأسماليّ الناشئ, أو الانسان من حيث هو "قوّة عمل", بغضّ النظر عن جنسه أو عرقه أو لونِه. و على هذا الأساس, صار للمرأة, في المُجتمعات المتقدّمة, وضع اعتباريّ, يُمكّنُها من تعزيز مُكتسباتها الحقوقيّة, و انتزاع المزيد منها, و المُشاركة في تدبير الشأن العامّ, و حتّى تداول السّلطة السّياسية, على أعلى المُستويات.

لكن بالعودة للمجتمعات المتخلّفة, نجد أمامنا اشكالا ثقافيّا مُركّبا.., حيث أن انخراط المرأة في سوق الشغل و بكثافة عالية, لم يكن له نفس "الأثر" على النسيج المُجتمعي, و إن بإقرار قوانين نوعية, فيما يخُصّ حقوق الانسان عموما, و حقوق المرأة خصوصا : كالحقّ في طلب الطلاق, و الغاء التعدّد, أو تقييده بشروط, اضافة الى النقاشات المفتوحة حول مراجعة قانون الارث, و الزواج المبكّر ..الخ .. و حتى مُشاركتها السطحية, في الحقل السياسي مثلا, لا تتعدّى, كما يلاحظ البعض, دور "الفقاعات" في الهواء, أو "الديكور" الحزبي و البرلماني.. رغم الامكانيات و الفُرص المُتاحة, و المُشرّعة, قانونيّا و دُستوريا.. بل صار الانطباع السائد, بأن تحرّر المرأة, في نُسخته العربيّة, لم يمنحها وضع "الاستقلال المادّي", مُقابل وضع "التبعية" للرجل و ملازمة البيت.., و إنّما جعلها تجمع, في أغلب الحالات, بين العمل خارج البيت, أي اعالة الأسرة, و التبعيّة للرجل في نفس الآن داخل البيت .. حيث يحتفظ هذا الأخير بكامل مظاهر سيادته و حتى تسلّطه, بالمفهوم التقليديّ المُتوارث.. كما لم تضع هذه الطّفرة حدّا لاقبال "الرجل" على العلاقات الأخرى, خارج إطار الزواج, أو داخله بالتعدّد, طبعا برضى الطرف الثاني (المانع الوحيد في بعض الدول), هذا "التراضي", الذي يُلغي, أو يُعطّل, كلّ قانون أو تشريع.. مهما كانت درجة جدّيته.. أي : "ما يجري خلف كواليس القانون, حيث تجري الحياة -الفعليّة- " ... انجلس, (اصل العائلة و الملكية الخاصة و الدولة,ص92), و لا يُمكن فهم استفحال ظاهرة التحرّش الجنسيّ, إلا من خلال هذا المُنطلق, الذي, يُجسّد, طبيعة العلاقة الناظمة للأفراد, و واقعهم داخل "المجموعة".

هُنا نلاحظ, أنه بانتفاء العاملين الاقتصادي, و السياسي (التشريعي و القانوني) و لو نسبيا , فالمرأة تُحافظ على نفس "الوضع", القديم, أي وضع "الخوف" من "عواقب" مواجهة الرّجل, و التي هي, في هذه الحالة, مواجهة مع واقع المُجتمع الذي تنتمي إليه, و الذي يُمثّل "ثقافة المُجتمع"..,بينما تُمثّل ثقافة الفرد, أو الثقافة على المُستوى الفردي, جزءا من ثقافة هذا المُجتمع على الأقلّ.. و لعل الفرق بين ثقافة الانسان-الفرد, و ما يحملُه من أفكار, يتجسّد في ثُنائيّة : "الرؤوس المصنوعة جيّدا", و "الرؤوس المملوءة جيّدا", كما عبّر عن ذلك بطريقة ساخرة, "ميشيل دي مونتين".

لابدّ أن لكلّ ظاهرة, أصولها المُتشعّبة و المُترابطة.., و التحرّش, ظاهرة ثقافيّة أكثر منها ظاهرة اجتماعيّة..و على هذا الأساس, لا يُمكنُ فهمها إلا من خلال تفكيك "البنية", التي أنتجت و تُنتج الظاهرة, و تعمل -الظاهرة-, داخلها, و من خلالها, بعلاقات التأثير و التأثّر .. و على مُستويات مختلفة بطبيعة الحال. و عندما نتكلّم عن بنية مُجتمع مُعيّن, فنحن بصدد نسيج مُعقّد, مُتشابك الخيوط, يخضع للتطوّر و التحوّل المُستمرّين, بالمعنى الحضاريّ الشامل.., و تتجاور فيه الأزمنة و الحقب و أنماط التولّد.. و قد يختلف مفهوم "التحرش" نفسُه, من مجتمع إلى مجتمع آخر. حسب الظروف والملابسات التاريخية والاجتماعية. و في بعض الأحيان, داخل "المُجتمع" الواحد, تبعا للتّبايُنات في انماط التشكّل و التولّد.
إن قيم العدل و المساواة و الحرية, ليست مجرّد كلمات قامت المجتمعات الغربيّة بنحتها, أو صكّها.. بل ضمّنتها مُعادلها "الموضوعيّ", داخل البنية الجامعة, و جعلتها بذلك.. تسمو على الذات.





#حسام_تيمور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- خواطر -صباحية- .. 5
- خواطر -صباحية- .. 4
- خواطر -صباحية- .. 3
- خواطر -صباحيّة- .. 2
- خواطر -صباحيّة- ..
- تاريخانيّة العروي.. و النّاصرية كنموذج متجدّد ل -الفشل - اله ...
- سفر بطعم الغرابة..
- هنا و هناك ..
- الموت و لا المذلة.., عزّ النّار, و لا ذلّ الجنّة !!!
- الحداثة... بين التصريح بالعاهات المجتمعيّة/السّياسيّة, و الت ...
- عن الرّداءة.. و العبوديّة.., و أشياء أخرى
- 20 فبراير..مشاهدات عدميّة
- تقدّميّون رجعيّون أكثر من المخزن... بحث في اشكالية السّلطة
- عودة من الجحيم..2
- قضايا و بغايا..
- عودة من الجحيم...تقرير أوّلي
- الإفطار العلنيّ في رمضان, بين ارهاب الدّولة و ارهاب المُجتمع ...
- العلمانية هي الحلّ؟
- كلام حول الفصل 222 من القانون الجنائي المغربي
- مسلم.., و لكن...


المزيد.....




- إيران: استئناف المفاوضات النووية مع الترويكا الأوروبية الأسب ...
- أوسيك يستعيد لقب الوزن الثقيل بفوز ساحق على دوبوا في ويمبلي ...
- ألمانيا تحيي الذكرى الـ81 لمحاولة اغتيال هتلر والانقلاب الفا ...
- الصين.. إجلاء مئات الأشخاص في هونغ كونغ إثر إعصار -ويفا- وسط ...
- مطالبة بتحقيق كامل.. ألمانيا تنتقد توزيع المساعدات في غزة
- ألبانيزي: النازية كانت الشر الأعظم وإسرائيل تتعمد قتل الأطفا ...
- شكوك وقلق أميركي متصاعد إزاء -تصرفات- نتنياهو
- دلالات زيارة البرهان وإدريس للخرطوم وتدشين عودة الحكومة
- هل يغيّر ترامب سياسته مع تصاعد الانتقادات في أميركا ضد إسرائ ...
- فيديو منسوب لـ-تحرك عشائر سعودية إلى السويداء- في سوريا.. هذ ...


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - ملف 8 آذار / مارس يوم المرأة العالمي 2018 - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها - حسام تيمور - - أسباب وخلفيات ظاهرة التحرش الجنسي، وسبل مواجهتها-