أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية -فيتا- وصراع الحياة














المزيد.....

رواية -فيتا- وصراع الحياة


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5804 - 2018 / 3 / 3 - 18:01
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت:
رواية "فيتا" وصراع الحياة
صدرت رواية "فيتا" للأديبة الفلسطينيّة ميسون أسدي قبل أيّام، وتقع الرّواية التي يحمل غلافها لوحة "الأرملة" للفنّانة فيتا تانئيل في 140 صفحة من الحجم المتوسّط.
الأديبة ميسون أسدي أديبة فلسطينيّة، مولودة في دير الأسد في الجليل الأعلى، صدر لها عدّة مجموعات قصصيّة وروايات، وعشرات القصص الموجّهة للأطفال. تعمل الكاتبة ميسون الأسدي باحثة اجتماعية.
اسم الرّواية: جاء في الصفحة 127 من الرّواية على لسان بطلة الرّواية "فيتا" أنّها :" قرّرت أن تكتب رسالة لأفراد عائلتها الذين تركتهم بعيدا في مدينة خيرسون الأوكرانيّة. أرادت أن تكون رسائلهاعبارة عن لوحة فنّيّة، يختلط فيها الفنّ الواقعيّ بالسّرياليّ، رسالة تصالح فيها نفسها مع نفسها، وكأنّها تقول بحماسة شديدة:" لن أكون بعد اليوم أنا عدوّة أنا."
الواقعيّة الاشتراكيّة: من يطلّع على كتابات ميسون الأسدي سيجد أنّها كاتبة واقعيّة، تستمدّ مضامين قصصها ورواياتها من تجاربها وخبراتها العمليّة، مستفيدة من دراستها لعلم الاجتماع، وعملها كباحثة اجتماعيّة، وأديبتنا المولودة في قرية دير الأسد في الجليل استفادت من ثقافتها وتأثّرها بالأدباء السوفييت الذين أهدتهم روايتها؛ لأنّهم "تركوا أثرا وإرثا إبداعيّا في روحي" –حسب تعبيرها-. وهذا التّأثير الثّقافي جعلها تفصح عن مكنونها فتقول:" مع تطوّر وعيي، أصبحت أشعر بوضوح أنّني أنتمي لهذا الكون وليس إلى مكان محدّد." ص 5. وهذا يعني أنّ الكاتبة قد تخطّت حدود الانتماء القومي والدّيني إلى الانتماء الانسانيّ الأمميّ.
وبهذا البوح فإنّني أعتقد أنّ الكاتبة وجدت لنفسها مبرّرا لكتابتها هذه الرّواية عن مهاجرة أوكرانيّة تركت مسقط رأسها، وهاجرت من بلادها ومسقط رأسها أوكرانيا إلى اسرائيل، ولما اكتشفت زيف الدّعاية الصّهيونيّة المضلّلة ما لبثت أن عادت إلى بلادها الأصليّة. وكذلك الأمر بالنّسبة لروايتها "تراحيل الأرمن" التي تتحدّث عن مأساة الأرمن وما تعرّضوا له من مذابح وترحيل جماعيّ على أيدي العثمانيّين.
وإذا ما عدنا إلى رواية "فيتا" التي نحن بصددها فإنّه يتأكّد لنا من جديد أنّ أديبتنا كاتبة واقعيّة تستمدّ مضامين كتاباتها من تجاربها الحياتيّة، فلوحة الغلاف والرّسومات الدّاخليّة بريشة "فيتا تانئيل-حيفا"، وبطلة الرّواية فنّانة تشكيليّة اسمها "فيتا" والكاتبة تعيش في حيفا أيضا، فهل روت لنا الكاتبة قصّة حقيقيّة لحياة فيتا الفنّانة صاحبة لوحة الغلاف والرّسومات الدّاخلية؟ وفي تقديري أنّ هذا ما حصل، مع أنّني لا أجزم بذلك.
و"فيتا" بطلة الرّواية ولدت في أوكرانيا من أب سكّير وأمّ مغلوبة على أمرها، وجذورها يهوديّة مع أنّها لم تتربّ على القيم اليهوديّة، عانت من وضع أسرتها الفقيرة، ومن علاقة غير سويّة مع والديها وشقيقها وشقيقتها، هاجرت إلى اسرائيل في بداية شبابها، بعد أن جرى تضليلها من قبل ناشطي الوكالة اليهوديّة، سكنت حيفا والتحقت بمعهد لدراسة الفنّ التشكيليّ، عانت كثيرا في حياها، ارتبطت بعلاقة مع شابّ عربيّ، ما لبث أن تزوّجها، وأنجبت منه واعتنقت الدّيانة الاسلاميّة ليجنّبا أبناءهما الخدمة في الجيش الاسرائيليّ. ومن ضمن ما عملته هو أنّها قامت برسم سيّدة ترقد في مستشفى مقابل أجرة مُرضية، لتكتشف أن صور اللوحات المعلّقة في ردهات القسم الذي ترقد فيها المرأة العجوز كانت هديّة من تلك السّيدة العجوز، والتي توفّيت قبل أن تنهي "فيتا" رسمتها، ولتترك تلك السيّدة أجرة الفنانة في مغلّف مع وصيّة لها تهبها فيها اللوحات الفنّيّة التي كانت تجمعها وتحتفظ بها في خزانة مغلقة في بيتها. ولا تلبث الفنّانة أن تعود بصحبة زوجها وابنتها إلى مسقط رأسها حاملة معها اللوحات الفنّيّة، لتعيد ترميم بيت أسرتها الذي ولدت فيه، وترتّب حياتها من جديد.
ويلاحظ القارئ لهذه الرّواية أنّ كاتبتنا تتحلّى بثقافة فنّية تشكيليّة بائنة، يظهر ذلك جليّا من خلال الكثير من الأسماء لفنّانين عالميّين مثل دافنشي وسالي وغيرهما، والكثير من أسماء اللوحات الفنّيّة العالمية وبعض القصص الفنّية. ولا أعلم إن كانت الكاتبة نفسها تمارس الرّسم التّشكيليّ أم لا.
البناء الفنّي: قامت الكاتبة بسرد روائيّ متسلسل لحكاية روايتها بلغة فصيحة لا ينقصها عنصر التّشويق، وكانت تغوص في نفسيّات شخوص روايتها بصورة مقنعة للمتلقّي.
28-2-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- التباكي على الغوطة الشرقية
- بدون مؤاخذة-فرض الضرائب على الكنائس استهتار بالأديان
- قراءة في ديوان توأم الرّوح
- تراتيل عشق حنان بكير والذّاكرة الخصبة
- ميسون أسدي تعي ما تقول
- طلال بن أديبة والأمل
- معاناة المقدسيين لا حدود لها
- مسرحيّة -البويجي الفيلسوف- تحثّ على العلم
- بدون مؤاخذة- الضرائب على الكتب
- بدون مؤاخذة- القدس مكانها وترامب إلى زوال
- بدون مؤاخذة- بينس يؤكد عداء أمريكا للعرب
- رواية -الرّقص الوثني- والتّميّز
- بدون مؤاخذة- الفلسطينيّون يتصدّون للصّهيونيّة
- بدون مؤاخذة-حرب أمريكا العلنية على فلسطين
- أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ
- بدون مؤاخذة- ابن سلمان والتّاريخ
- بدون مؤاخذة-لو تغيّرت التّحالفات العربيّة
- رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم
- بدون مؤاخذة- لا خطوط حمراء أمام نتنياهو
- بدون مؤاخذة- في العام 2017


المزيد.....




- العراق يواجه خطر اندثار 500 لهجة محلية تعكس تنوعه الثقافي ال ...
- رحيل الفلسطيني محمد لافي.. غياب شاعر الرفض واكتمال -نقوش الو ...
- موعد نزال توبوريا ضد أوليفيرا في فنون القتال المختلطة -يو إف ...
- الليلة..الأدميرال شمخاني يكشف رواية جديدة عن ليلة العدوان ال ...
- أعظم فنان نفايات في العالم أعطى للقمامة قيمتها وحوّلها إلى م ...
- “أحداث مشوقة في انتظارك” موعد عرض المؤسس عثمان الحلقة 195 ال ...
- نتيجة الدبلومات الفنية 2025 برقم الجلوس فور ظهورها عبر nateg ...
- صدر حديثا : محطات ديوان شعر للشاعر موسى حلف
- قرنان من نهب الآثار التونسية على يد دبلوماسيين برتبة لصوص
- صراع الحب والمال يحسمه الصمت في فيلم -الماديون-


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - رواية -فيتا- وصراع الحياة