أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الضرائب على الكتب














المزيد.....

بدون مؤاخذة- الضرائب على الكتب


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5769 - 2018 / 1 / 27 - 00:04
المحور: الادب والفن
    


جميل السلحوت
بدون مؤاخذة- الضرائب على الكتب
فرض ضريبة على مبيعات الكتب في بعض الدّول العربيّة يثير عدّة تساؤلات، ويعيد إلى الأذهان عدّة حقائق، فمن المعروف أنّ أهمّ الأسباب للتخلف في العالم العربي هي الجهل، ومعروف أنّ "أمّة اقرأ لا تقرأ"، فاحصائيّات منظمة الأمم المتّحدة للتّربية والعلوم والثقافة عام 2013، تقول: "أن ّ ما يترجم للغة الاسبانيّة في العام الواحد، يعادل ما ترجم إلى العربيّة منذ عصر المأمون حتّى الآن" وهذا يعني أكثر من ألف عام، وأشارت الاحصائيّة" أنّ الفرنسي يقرأ في العام 280 ساعة، والأمريكيّ 260ساعة، والعربيّ 6 دقائق!
وإذا كانت الكتب تطبع بمئات ألوف أو ملايين النّسخ في أمريكا وبعض الدّول الأوروبيّة، فإن كبريات دور النّشر في العالم العربي كدار المعارف في القاهرة ودار الآداب في بيروت، تطبع لمشاهير الكتّاب العرب عشرة آلاف نسخة من كلّ كتاب، توزّع في الأقطار العربيّة جميعها، في حين أنّ مطبوعات غالبيّة دور النّشر العربيّة لا تطبع أكثر من ألف نسخة من كلّ كتاب، وتجد صعوبات في تسويقها بسبب قلّة القراء.
ولتشجيع المطالعة فإنّ الكتاب مدعوم في غالبيّة الدّول المتقدّمة، وأنّ الكتّاب يصبحون من أصحاب الملايين بسبب مردود كتبهم التي تباع بمئات وملايين النّسخ، في حين أنّ غالبيّة الكتّاب في وطننا العربيّ يدفعون من جيوبهم تكلفة طباعة ونشر انتاجاتهم الابداعيّة، ويعانون من العوز والحاجة.
ومعروف أنّ الدّول المتقدّمة تخصّص نسبة قد تصل إلى 7% من ميزانيّتها السّنويّة للثقافة، فكيف تفرض دول عربيّة ضرائب على مبيعات الكتب؟ وما دلالات ذلك؟ وهل تجهل الحكومات أهميّة المطالعة.
سبق وأن زرت أمريكا 25 مرّة بسبب اغتراب ابني وستّة من اخوتي فيها، وشاهدت هناك وجود مكتبة عامّة تحوي عشرات آلاف الكتب في كلّ حارة، وهي مجهّزة بقاعات للمطالعة ومنها قاعات مخصّصة للأطفال، وشاهدت مكتبات صغيرة في بعض المتنزّهات العامّة. ومن خلال أبناء اخوتي علمت أنّ هناك حصّة أسبوعيّة للطلاب للمطالعة تبدأ من الصّف الابتدائيّ الثالث، ويحسب لها علامات في الشّهادة المدرسيّة، والتلاميذ مجبرون على شراء كتب المطالعة التي تناسب أعمارهم، ومن هنا يخلقون جيلا قارئا، يواظب على المطالعة في مختلف مراحل عمره. لذا فليس مستغربا أن تجد الأمريكي والأوروبي يطالعون في الطّائرة وفي القطار، وفي عيادة الطبيب، لأن المطالعة عندهم أصبحت سلوكا. ولهذا فإنّ الكتب عندهم تطبع بالملايين. وفوجئت في أمريكا بوجود كتب أطفال مخصّصة للأطفال من جيل يوم واحد حتّى سنة، حيث يقوم الوالدان بالقراءة لأطفالهم، كما توجد كتب صوتية للأطفال الذين لم يتعلمّوا الأبجديّة، وأمر عاديّ أن تجد في كلّ بيت مكتبة.
وهناك مؤسّسة سويديّة اسمها "دياكونيّا" لها مكاتب في مختلف العواصم العربيّة قامت بترجمة مئات القصص والرّوايات المخصّصة للأطفال إلى العربيّة لكتّاب من الدّول الاسكندنافيّة، وطبعتها طباعة أنيقة مع رسومات مفروزة الألوان، وتقوم بتوزيعها مجّانا على المدارس العربيّة من أجل التّعريف بالكتّاب الاسكندنافيّين.
ومن حقّ المواطن العربيّ أن يتساءل إذا كانت حكومة بلاده تعي أهميّة الثّقافة أم لا؟ وما دور وزارات الثّقافة في هذه الحكومات؟ وهل وافقت على فرض ضرائب على مبيعات الكتب؟ والحديث يطول.
25-1-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- القدس مكانها وترامب إلى زوال
- بدون مؤاخذة- بينس يؤكد عداء أمريكا للعرب
- رواية -الرّقص الوثني- والتّميّز
- بدون مؤاخذة- الفلسطينيّون يتصدّون للصّهيونيّة
- بدون مؤاخذة-حرب أمريكا العلنية على فلسطين
- أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ
- بدون مؤاخذة- ابن سلمان والتّاريخ
- بدون مؤاخذة-لو تغيّرت التّحالفات العربيّة
- رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم
- بدون مؤاخذة- لا خطوط حمراء أمام نتنياهو
- بدون مؤاخذة- في العام 2017
- بدون مؤاخذة- أبو مازن لين في غير ضعف
- كما يليق بحبك وعصر السرعة
- ديوان-اصعد إلى عليائك- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القدس وأبواق الضلالة
- القدس بين الصّهاينة الأمريكان والمتصهينين العرب
- يكفي فاطمة نزال أنّها شاعرة
- بدون مؤاخذة- دمكم في رقبة ترامب
- بدون مؤاخذة-ترامب الأمريكي الضّال
- بدون مؤاخذة -سنركب حمارة أمريكا


المزيد.....




- تأثير الدومينو في رواية -فْراري- للسورية ريم بزال
- عاطف حتاتة وفيلم الأبواب المغلقة
- جينيفر لوبيز وجوليا روبرتس وكيانو ريفز.. أبطال أفلام منتظرة ...
- قراءة في ليالٍ حبلى بالأرقام
- -الموارنة والشيعة في لبنان: التلاقي والتصادم-
- -حادث بسيط- لجعفر بناهي في صالات السينما الفرنسية
- صناع أفلام عالميين -أوقفوا الساعات، أطفئوا النجوم-
- كلاكيت: جعفر علي.. أربعة أفلام لا غير
- أصيلة: شهادات عن محمد بن عيسى.. المُعلم والمُلهم
- السعودية ترحب باختيارها لاستضافة مؤتمر اليونسكو العالمي للسي ...


المزيد.....

- سميحة أيوب وإشكالية التمثيل بين لعامية والفصحي / أبو الحسن سلام
- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - جميل السلحوت - بدون مؤاخذة- الضرائب على الكتب