أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ














المزيد.....

أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ


جميل السلحوت
روائي

(Jamil Salhut)


الحوار المتمدن-العدد: 5761 - 2018 / 1 / 18 - 01:13
المحور: الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع
    


جميل السلحوت
أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ
غيّب الموت يوم 17- يناير 2018 المرحوم أحمد هاشم الزغيّر، ومع أنّ الموت حقّ ونهاية حتميّة لكلّ الأحياء، إلا أنّ موت أبي هاشم أحزن كلّ من عرفوه وهم كثيرون، لما عرف عنه من صدق ونخوة وشهامة وتواضع الكبار، فهو ابن القدس التي أحبّها، واحتضنته في قلبها طيلة حياته، فالرّجل لم يدّع البطولة يوما، لكنّه بطل شعبيّ بكلّ المقاييس، عمل بصمت ومات بصمت، عرفه المقدسيّون في أفراحهم وأتراحهم، لم يسع يوما إلى الشّهرة، ولم تبهره وسائل الاعلام، لكنّ شعبه الوفيّ لم ينس أفضال الرّجل، فدائما كانوا يذكرون فضائله من باب " من حقّ ذوي الفضل علينا أن نذكر أفضالهم." لذا فإنّه حظي عام 1996 بثقة أبناء محافظة القدس عندما انتخبوه لعضويّة المجلس التّشريعيّ الفلسطينيّ، تماما مثلما انتخبه تجّار القدس رئيسا للغرفة التّجاريّة في مدينتهم. وتماما أيضا عندما أجمع مزارعو أريحا على رئاسته لجمعيّة المزارعين، فعمل بصمت لفتح الأسواق الأردنيّة والعربيّة لمنتوجاتهم الزّراعيّة بعد حرب حزيران 1967، وتماما مثلما وقف مع المواطنين السّوريّين في الجولان السّوريّة المحتلة عندما حوصروا عام 1982 لرفضهم الجنسيّة الاسرائيليّة التي فرضت عليهم، وقام بتسويق منتوجهم من التّفاح الذي يعتمدون عليه في تدبير شؤون حياتهم.
المرحوم أحمد هاشم الزّغيّر واحد من أوائل من فقدوا بيوتهم في حارة المغاربة في القدس القديمة، عندما هدمها المحتلون قبل أن تخفت أصوات المدافع عند احتلال المدينة في حزيران 1967؛ لبناء حيّ استيطانيّ يهوديّ على أنقاض حارتي الشّرف والمغاربة، فرفض كلّ المغريات المادّيّة، وازداد تمسّكا بمدينته وحقوق شعبه.
وقد يستغرب البعض أن فقيد القدس وفلسطين أحمد هاشم الزغيّر كان صديقا للجميع، فلم يتخلّ يوما عن واجبه في المشاركة بمناسبات مختلفه، فكان يتواجد في بيوت العزاء وبيوت الأفراح، وفي مناسبات الافراج عن أسرى، وفي اللقاءات الجماهيريّة لمختلف المناسبات. كان يرى ذلك واجبا عليه، دون أن تكون لديه رغبة أن يكون في الصّفوف الأولى، يجلس وسط العامّة كإنسان عاديّ جدّا، رغم المواصفات القياديّة التي تحلّى بها. لذا لم يكن غريبا على القدس ومواطنيها أن تكون له جنازة مهيبة رغم برودة الطقس في المدينة المقدّسة، وكأنّهم يردّون بعضا من جمائل الرّجل، الذي أفنى عمره كبطل شعبيّ لم يطمع يوما بأن يكون نجما في وسائل الاعلام، وإنّما كان يتصرّف بعفويّة تامّة مثل الأبطال الشّعبيين الذين سبقوه، وطواهم الموت بهدوء تامّ، لكن ذكراه ستبقى خالدة في ذاكرة من عرفوه، فلروحه الرّحمة ولذكراه المجد والخلود.
17-1-2018



#جميل_السلحوت (هاشتاغ)       Jamil_Salhut#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بدون مؤاخذة- ابن سلمان والتّاريخ
- بدون مؤاخذة-لو تغيّرت التّحالفات العربيّة
- رواية -ذئب الله- والمصير المحتوم
- بدون مؤاخذة- لا خطوط حمراء أمام نتنياهو
- بدون مؤاخذة- في العام 2017
- بدون مؤاخذة- أبو مازن لين في غير ضعف
- كما يليق بحبك وعصر السرعة
- ديوان-اصعد إلى عليائك- في اليوم السابع
- بدون مؤاخذة- القدس وأبواق الضلالة
- القدس بين الصّهاينة الأمريكان والمتصهينين العرب
- يكفي فاطمة نزال أنّها شاعرة
- بدون مؤاخذة- دمكم في رقبة ترامب
- بدون مؤاخذة-ترامب الأمريكي الضّال
- بدون مؤاخذة -سنركب حمارة أمريكا
- بدون مؤاخذة-ترامب يشعل الحرب الدينية
- بدون مؤاخذة- القدس لا تقبل المساومة
- في استقبال ميرا
- صفحات من سيرتي الذاتية
- بدون مؤاخذة- الإرهاب ليس عفويّا
- بدون مؤاخذة- لا دين للارهاب


المزيد.....




- الجيش الأردني يصدر بيانا عن مسيرة محملة بالمتفجرات سقطت في م ...
- دبلوماسيون: محادثات مباشرة بين إيران والولايات المتحدة وسط ت ...
- ترامب يلوّح بالقوة ونتنياهو يتحدث عن مفاجآت وشيكة... هل تقتر ...
- تخفيف الرقابة على تأشيرة الدراسة للأجانب في الولايات المتحدة ...
- حين تصطدم إيران بإسرائيل، العالم يختار كلماته بعناية
- رضائي: نقلنا اليورانيوم المخصب إلى أماكن آمنة
- بيسكوف: بوتين يحافظ على اتصالات مع إيران وإسرائيل
- الإسعاف الإسرائيلي يكشف حصيلة القتلى والجرحى جراء الهجمات ال ...
- إيران تصدر تحذيرا لإخلاء مقر القناة -14- العبرية في تل أبيب ...
- الجيش الإسرائيلي يصدر بيانا حول اليوم السابع من المواجهة مع ...


المزيد.....

- الآثار العامة للبطالة / حيدر جواد السهلاني
- سور القرآن الكريم تحليل سوسيولوجي / محمود محمد رياض عبدالعال
- -تحولات ظاهرة التضامن الاجتماعي بالمجتمع القروي: التويزة نمو ... / ياسين احمادون وفاطمة البكاري
- المتعقرط - أربعون يوماً من الخلوة / حسنين آل دايخ
- حوار مع صديقي الشات (ج ب ت) / أحمد التاوتي
- قتل الأب عند دوستويفسكي / محمود الصباغ
- العلاقة التاريخية والمفاهيمية لترابط وتعاضد عالم الفيزياء وا ... / محمد احمد الغريب عبدربه
- تداولية المسؤولية الأخلاقية / زهير الخويلدي
- كتاب رينيه ديكارت، خطاب حول المنهج / زهير الخويلدي
- معالجة القضايا الاجتماعية بواسطة المقاربات العلمية / زهير الخويلدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الفلسفة ,علم النفس , وعلم الاجتماع - جميل السلحوت - أحمد هاشم الزغير نموذج للبطل الشعبيّ