منين بييجي الشجن (3)

حمدى عبد العزيز

الحوار المتمدن-العدد: 5793 - 2018 / 2 / 20 - 23:22
المحور: الادب والفن
    

منين بييجي الشجن (3)
ـــــــــــــــــــــ
الجديد الذي قدمه سيد حجاب للأغنية المصرية هو "أنسنتها" بمعني أنه صحح الوضع المقلوب للحديث عن ذلك الحب بتلك المثالية والماسوكية المبالغ فيها لتبدو في النهاية كسراب الطريق الغير ملموس في النطاقات المجتمعية والإنسانية إلي الحب كعلاقة إنسانية حقيقية تحتمل رقة المشاعر وتحتمل تطرفها وتحتمل برودها طبقاً لحال العلاقة ذاتها كعلاقة محتدمة الدوافع والنوازع الآدمية وكتعبير عن الذات الإنسانية النازحة دومًا نحو الإكتمال عبر فعل الحب ، لا عبر الغناء بالإبتهال أوالشكوي من تأثير وهم غير معاش فعلاً

الجديد الذي قدمه سيد حجاب أيضاً لعالم الأغنية المصرية هو كسر حالة الفصل التعسفي بين ماهو غناء لحب الحبيبة وغناء لحب الوطن ..
فلا الغناء للحبيبة أو الحبيب والعكس عند سيد حجاب يقتضي التضرع المتواصل لطلب الوصل ولا الغناء للوطن اقتصر عنده علي تلك الأناشيد العسكرية ، ولا تلك الحبيبة مصر التي كان يغني لها الجميع دون إدراك لملامحها وقسماتها ، ولا ذلك الحديث عن وطن لاتلمسه ولاتعرف كيف تتصارع أحشائه ، ولاهو ذلك الوطن الذي يتم إختزاله في قائد مفدي وزعيم مخترق لكل الخوارق ..

حطم سيد حجاب تلك الأصنام
وأزاح تلك الحدود الوهمية بين الوطن والإنسان والوطن والشعب ليكتب الحقائق المستلهمة من عمق الواقع

(..الباقـى هـو الشعب
والبانــى هو الشعب
ولا في قـوة ، ولا في صعب
يـصدوا زحـف الشعب ..)

وهكذا كانت بصمات سيد حجاب الشديدة الوضوح علي الأغنية المصرية التي عرفت الشعرية بديلاً عن الكلمات الغنائية المرصوصة إنشائياً ، وعرفت تمجيد الفعل الشعبي بديلاً لتمجيد الحاكم ...
************
إلي تكملة في منشور جديد
ــــــــــــــــ
حمدى عبد العزيز
28 يناير 2018

#حمدى_عبد_العزيز (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل