أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش - قصة : إِرثٌ من الفَرحِ














المزيد.....

قصة : إِرثٌ من الفَرحِ


فضيلة معيرش

الحوار المتمدن-العدد: 5790 - 2018 / 2 / 17 - 18:26
المحور: الادب والفن
    


دأبتْ على الاقتطاعِ من أفراحِها لتزيدَ من رصيدِ أفراحهم ،إحساس يمتدّ بها لتمتطي وهج الحقيقة وتقفُ شامخة على حدّ حدس المبالغة . خاضتْ حروبا ضارية مع الظروفِ ، منْذ أنْ سلمها زوجها مشعل القيادة ، تلك الحقبة
العصيبة التي أعطتها فرصة المجابهة بمفردها .أتراها الأقدارُ اختلستْ من مشاعرها الطيبة لتجعلهم يدورون في فلكها، الأمّ ربيعة صديقة مثالية لأبنائها الأربعة الولدين و البنتين . ما عكرَ طيب فرحها بهم إلا مطالبهم ، وغياب
والدهم في بلاد الخليج لتأمين حياة أفضل لهم .مساحة الحنين التي بداخلها ارتأت ملء إنائها من احتوائها لهم .
حاجتها لعبد الهادي ليقف إلى جانب نافذة حلمها المطل على الهناء ازدادت بمرور السنوات حين عودته كان بناء البيت قد اكتمل بأدواره الأربعة وملكيته مسجلة باسم ربيعة وأيضا المبالغ المالية التي تبقت من البناء ، تَخرجَ الأبناء
من الجامعة وازداد بداخلهم امتداد الجسر المؤدي لحياة الرفاهية دون غيره.. ما هزم عبد الهادي عند عودته بعد أربع عشرة سنة من الغياب لم يزرهم فيها إلا مرات معدودة ، وما لم يستطع فك شفرته هو الابتسامة التي غادرت
ملامح أطفاله .في لحظة اعتراضه عن تصرفاتهم ، اتفقوا مع أمّهم ربيعة التي مالت ناحية نكرانهم وفرشت بساط الخضوع لهم ، أرادت كالعادة الالتحاف بفيض محبتهم أكثر .
لم ترغمهم استعطاف نظراته على الميل ناحيته بل راح يضمد مشاعره التي أسرف ذات غياب في هدرها لتأمين أفراح إضافية لهم ولأمّهم ، التّي سجلت كلّ شيء باسمها بحجة غيابه ، ذات صباح رتب خيبته في حقائب الوجع ، وتوجه
للإقامة في الرّيف عند أختهالكبرى التي لامس حاجتها إليه كما أراد أن يُشْهِدها على زخم المآسي التي حلت به .في غمرة مباهاتها بهم ، وإغداقها لدفء المحاباة ، كرروا على مسامعها رغبتهم في تسجيل ملكية البيت بأسمائهم كهدية لتشيد
صرح المحبة لهم و لزوجاتِهما وأزواجِهما في المستقبل القريب، ما أدركته الأم ربيعة أن سهام غربتهم التي ألحقوها بوالدهم تستهدفها مباشرة هذه المرة، وتظل كلماتهم تتسلل بين رضاها وسخطها ، الذي أصبح طيفه يسرق منها النعاس ،
فغيابه زاد عن السنة . تذكرت ما قاله لها حين مغادرته : عدتُ من الغربة لأسند أيامي الباقية على عضد ألوذ إليه بينكم فإذا بغربتي بينكم أشد .ضمتهم لصدرها ذات بوح وبشرتهم بموافقتها على تسجيل البيت بأسمائهم ،عند الكاتب العمومي
سألتهم بنبرة نزع منها فتيل الأمل : إن كانت لهم طلبات أخرى .كان فكرهم يمتدّ على طريق الغبطة ، ووقع المفاجأة يلوح لهم بدخول والدهم ع الهادي مجلسهم ، تلقت حضوره ربيعة بابتسامة صامتة ، وتأملت دهشتهم الخرساء قالت بنبرة
لا تخلو من خيبة ظاهرة : وهي تفتح ملف وتوقع أسفله : أعدت ملكية البيت لوالدكم وهمست وهي تقترب منه كان يجدر بي أخذ الحيطة ، الغربة التي رُتبت لك كانت مدبرة لي.
القاصة / فضيلة معيرش الجزائر



#فضيلة_معيرش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة : هجرة - عائد من الفردوس -
- قصة : رشفات من كأس القدر
- قصة / غصن الزيتون
- قصة : ترميم خدوش
- قصة : تصدع
- قصة : ريح الغواية ....الجزء 2
- قصة : لقاء الملائكة
- قصة : أكف الخذلان
- ريح الغواية
- قصة : وشاح الرغبة
- الشاعر ابن الشاطئ عبقرية شعرية على امتداد سبعة عقود
- بشير خلف عطاء فكري متواصل
- قصة: التذكرة
- الشاعر الإنسان ميلود علي خيزار… وجنون الكتابة بين الصوفي وال ...
- الشاعرة زبيدة بشيرأميرة الشعر العربي المنسية ...بين تونس وال ...
- شهلاء
- شهرزاد الجزائر ...-جميلة زنير- إرث قصصي متجدد
- قصة :الخيبة
- قصة الوحيدة


المزيد.....




- مهرجان الجونة يحتضن الفيلم الوثائقي -ويبقى الأمل- الذي يجسد ...
- في روايته الفائزة بكتارا.. الرقيمي يحكي عن الحرب التي تئد ال ...
- في سويسرا متعددة اللغات... التعليم ثنائي اللغة ليس القاعدة  ...
- كيت بلانشيت تتذكر انطلاقتها من مصر في فيلم -كابوريا- من بطول ...
- تظاهرة بانوراما سينما الثورة في الجلفة بطبعتها الثانية
- -بطلة الإنسانية-.. -الجونة السينمائي- يحتفي بالنجمة كيت بلان ...
- اللورد فايزي: السعودية تُعلّم الغرب فنون الابتكار
- يُعرض في صالات السينما منذ 30 عاما.. فيلم هندي يكسر رقما قيا ...
- -لا تقدر بثمن-.. سرقة مجوهرات ملكية من متحف اللوفر في باريس ...
- رئيس البرلمان العربي يطالب بحشد دولي لإعمار غزة وترجمة الاعت ...


المزيد.....

- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- بيبي أمّ الجواريب الطويلة / استريد ليندجرين- ترجمة حميد كشكولي
- قصائد الشاعرة السويدية كارين بوي / كارين بوي
- ترجعين نرجسة تخسرين أندلسا / د. خالد زغريت
- الممالك السبع / محمد عبد المرضي منصور
- الذين لا يحتفلون كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- شهريار / كمال التاغوتي
- مختارات عالمية من القصة القصيرة جدا / حسين جداونه
- شهريار / كمال التاغوتي
- فرس تتعثر بظلال الغيوم / د. خالد زغريت


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش - قصة : إِرثٌ من الفَرحِ