أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش - قصة : لقاء الملائكة














المزيد.....

قصة : لقاء الملائكة


فضيلة معيرش

الحوار المتمدن-العدد: 5060 - 2016 / 1 / 30 - 22:54
المحور: الادب والفن
    


فوق جدران أصابع الحنين حملت جراحها وجابت كل القرى المجاورة علها تعثر له على أثر. قبل وفاة زوجها عبد الجليل إثر وعكة صحية مفاجئة، باح لها بما أفشته له ممرضة أثناء تردده على المستشفى وتقربه منها موهما إياها بالارتباط بها .
: أكاد أجزم أن امرأة قد أنجبت بعد سبعة عشر سنة عقم بنتا في الشهر الثامن فلم تعش إلا يومين ، كان ترددها على نفس الحجرة التي وضعت فيها مولودتها يتكرر إلى أن اختفت وأحد المواليد ...
الخدوش التي تركها غياب زوجها عبد الجليل زادتها تصميما على البحث عن ابنها المفقود.
أمام منعطف الممكن، اقتربت دقات قلبها من بيت رئيس الدائرة السابق السيد عبد الباقي الذي توفي قبل أشهر وترك زوجته لالّة آمنة وابنها مبروك في بحبوحة من العيش .
صادفها بوجهه الملائكي الذي يطابق إلى حد بعيد وجه زوجها أو هكذا خيل لها ...أغمي عليها وقد أدركت أنها تجاوزت زمن طلاء البوح ، أحبت فيما سبق الكثير من الأطفال الذين تخيلت شبهه بهم .
تركت كل ذلك على الكرسي الجانبي للوهم وأخفت حرائقها حين وضع يده الصغيرة على جروحها وهو ينادي أمه : الخالة مريضة وشاحبة .
أطعماها وتقاسمت معهما السكن شرط قيامها بخدمتهما ... تدفقت الدماء الدافئة في شرايينها. مرت سنوات ووجهها يرسم بسمات الشوق كل صباح وهي توصله للمدرسة برغم الإهانات
الموجهة لها من ربة البيت ، فضلت البقاء على المقاعد الخلفية للأوجاع فالأماكن الأمامية محجوزة دون أفراحها. ذات صباح طلبت منها لالّة فاطمة مغادرة البيت باكرا حتى لا يراها مبروك .
غادرت دون أن تلقي نظرة على الكدمات التي خلفها وقع كلامها . صرخته كانت مدوية وهو يجدها ملقاة على حافة الطريق ونبضها يكاد ينقطع ، حين حملتها سيارة الإسعاف للمشفى
المجاور ، كان قلبها البارد يحمل جليد الذكرى .
أخبره الطبيب أنها تكاد تغادر الدنيا محملة بزاد حزنها وقد حشرته في خزائن الأسرار ، واستطرد الطبيب : استوقفني سرها الموغل في الكتمان ، لكن صوتها الواهن لا يصل .
أشارت عليه أمه لالّة آمنة بضرورة تركها لمصيرها والعودة للبيت ؛هي التي كانت تجلس بين نقطة معلقة بين النسيان والجنون. في اليوم الموالي عاود الرجوع إليها وجد قلبها ينبض بدفء.
بادره الطبيب : قد تصحو .
نظر مبروك جهة الطبيب وقال : لا أدري سر تعلقي بها وجوعي لحنانها
وجودها العابر أمّن لي الكثير من الفرح ..قطع حديثهما صوت دوي هائل خارج المشفى . فتحت عينيها وهي تهمس : لالّة آمنة، أسرع إليها ...؟
نظر إليها والدهشة تخرسه : خالتي كريمة ... ؟
أسرع للخارج واقترب من الحشد ليجد أمه في المقعد الأمامي لسيارة الأجرة مضرجة بدمائها دون حراك أمسك بريشة الأمل للحظات قبل أن يمسك الطبيب بيده مواسيا فيسقط مغشيا عليه .
حين استيقظ من غيبوبته بعد يومين وضع الطبيب رسالتها بين يديه: اُدعُ لها بالرحمة ، أمك تنتظرك وأشار للخالة كريمة وهي نائمة بالقرب منه واستطرد الطبيب : بقت بجانبك منذ الحادثة .
رفع عينيه صوب وجهها الشاحب والدموع تخرس صوته المبحوح ...وأسطر الرسالة تكاد تمتزج أمامه .
نطقت الممرضة : تطفلنا وفتحنا الرسالة : الخالة هي أمك ...لالّة آمنة ربتك مسح دمعه بكفيه أخذ يديها وراح يقبلهما وهو يقول : الآن علمت سر تعلقي بك...ياخالة ...بل يا أمّي.

بقلم : القاصة الجزائرية فضيلة معيرش



#فضيلة_معيرش (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قصة : أكف الخذلان
- ريح الغواية
- قصة : وشاح الرغبة
- الشاعر ابن الشاطئ عبقرية شعرية على امتداد سبعة عقود
- بشير خلف عطاء فكري متواصل
- قصة: التذكرة
- الشاعر الإنسان ميلود علي خيزار… وجنون الكتابة بين الصوفي وال ...
- الشاعرة زبيدة بشيرأميرة الشعر العربي المنسية ...بين تونس وال ...
- شهلاء
- شهرزاد الجزائر ...-جميلة زنير- إرث قصصي متجدد
- قصة :الخيبة
- قصة الوحيدة


المزيد.....




- شاهد رد فعل هيلاري كلينتون على إقالة الكوميدي جيمي كيميل
- موسم أصيلة الثقافي 46 . برنامج حافل بالسياسة والأدب والفنون ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- إندبندنت: غزة تلاحق إسرائيل في ساحات الرياضة والثقافة العالم ...
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- مسرح الحرية.. حين يتجسد النزوح في أعمال فنية
- أبحث عن الشعر: مروان ياسين الدليمي وصوت الشعر في ذروته
- ما قصة السوار الفرعوني الذي اختفى إلى الأبد من المتحف المصري ...
- الوزير الفلسطيني أحمد عساف: حريصون على نقل الرواية الفلسطيني ...
- فيلم -ذا روزز- كوميديا سوداء تكشف ثنائية الحب والكراهية


المزيد.....

- الرملة 4000 / رانية مرجية
- هبنّقة / كمال التاغوتي
- يوميات رجل متشائل رواية شعرية مكثفة. الجزء الثالث 2025 / السيد حافظ
- للجرح شكل الوتر / د. خالد زغريت
- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - فضيلة معيرش - قصة : لقاء الملائكة