أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - العراق في سوق المناخ















المزيد.....

العراق في سوق المناخ


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 11:48
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مَـناخ ومُـناخ مكان الاقامة ، لغة : مَـبرك الابل ، و سوق المناخ كانت قديما موقعا في الكويت تناخ فيها الابل القادمة من نجد والصحراء والعراق والشام لبيع البضائع ، اما سوق المناخ في الثمانينات من القرن الماضي فهي سوق بورصة غير رسمية اقيمت في مكان مناخ الابل ، اشتهرت بالتعامل بالاسهم والاستثمار والقروض حتى فاق التعامل في هذه السوق غير الرسمية بورصة الكويت الرسمية .
ونتيجة بيع وشراء الاسهم في سوق المناخ بالآجل والمضاربات التي استندت الى الاوراق والشيكات في البيع والشراء ، اصبحت الديون كبيرة جدا وبلغت اضعاف الدخل القومي للكويت ، وبسبب عجز الزبائن عن التسديد والمضاربات غير القانونية والثغرات في القوانين وعدم وجود رقابة فعالة على السوق من قبل بنك الكويت المركزي ، حدثت الكارثة الشهيرة عام 1982 والتي عرفت بازمة سوق المناخ ، فخسر المضاربون وعجز الجميع عن تسديد قيمة الاسهم ، وقد اجاد الفنان عبد الحسين عبد الرضا في مسرحية فرسان سوق المناخ التعبير عن هذه الازمة بشكل كوميدي . رابط المسرحية اسفل المقالة .
وشبيه لهذا حصل في العراق في تسعينات القرن الماضي على يد شركة سامكو التي شاع خبر خسارتها وضياع اموال المستثمرين في بغداد نتيجة احتيال الشركة على المستثمرين ، والتي يقال ان نجل رأس النظام السابق كان وراء نهب اموال الشركة.
احتياطي العراق النقدي
قبل عقود مضت كان احتياطي العراق النقدي مئات المليارات من الدولارات ، ولكن القائد الضرورة يومذاك شـنّ الحروب الداخلية والخارجية ، على الجار واهل الدار ، فما هي الا سنوات قليلة حتى احترق الاخضر واليابس وضيع العراق ملياراته هباء في اسواق السلاح السوداء والبيضاء ، واصبح فيما بعد مدينا لكل من هب ودب من دول وصناديق قروض ميسرة ومعسرة ، حتى جاءت الضربة القاضية على رأس ابناء الشعب ليوضع البلد تحت البند السابع ويجبر على تقديم ثروته الوحيدة ، النفط ، مقابل الغذاء والدواء .
وقصة الغذاء معروفة ، اصبحت الحصة التموينية فيها أم المهازل بعد أم المعارك التي خاضها النظام الصدامي حتى وصل الى الحفرة الشهيرة التي اخرجه منها جنود العم سام بعد ان كانوا يطعمونه هامبرغر الغزلان في افخم القصور المرمرية على شواطيء دجلة والفرات وقدموا له الحماية من انتقام الشعب حين سمحوا له استخدام الطائرات السمتية - الهليكوبتر - للقضاء على انتفاضة الجماهير التي احتلت معظم المدن العراقية وكادت ان تبلغ عقر داره لتكنسه مع زبانيته وتلقي بهم الى مزبلة التاريخ . الا ان مشيئة العم سام كانت ترسم نهاية القائد الضرورة حسب خططها التي نعيش الان فصولها حتى اصبحت البلاد كثبانا من خراب وجوع وعطش وعاد القهقرى كما اراد له بوش الاب الذي قال سـنعـيد العراق الى عهـد ما قبل الصناعة .
بعد سقوط نظام الطاغية استبشرنا خيرا ، ولكن خاب ظننا في الطغمة التي جاء بها العم سام والتي لم تكن بديلا صالحا عن الطغمة الصدامية وانما ظلا لها لبست لبوس الحمل وهي ثعلب ماكر اسـتـغلت الدين والدنيا واشاعت الجهل وضربت بيد غادرة احلام الشعب في حياة حرة كريمة .
ولم تكتمل الافراح حين اعلنت الادارة الامريكية اعفاء العراق من الديون المتراكمة عليه ، وتقديم المنح من اجل اعمار العراق ، وارتفاع اسعار النفط من حفنة دولارات الى مائة دولار للبرميل الواحد واكثر ، فانهالت المليارات على العراق ، ولكنها وجدت طريقها الى جيوب السراق واللصوص من جميع الاصناف والاشكال ، فسارق يرتدي عمامة واخر يرتدي بيجاما وثالث يرتدي بسطال ورابع يرتدي مايو سباحة حتى وصل الامر الى ربات الحجال فنهلن من المليارات ما يشفي الفؤاد ونهبن الملايين ليشترين بها الجواهر واللآلي من اسواق دبي وباريس ولندن .
وتناهب القوم الملايين الخضر وهرعوا بها الى احضان الحبيب ابو ناجي ، فاشتروا الفيلل والعمارات والاسواق والفنادق في عاصمة الضباب دون حساب .
ان سمعة اي تاجر هي رأسماله ، فمن التجار من عرف بالصدق والامانة ، فتطمئن اليه الناس واصحاب رؤوس الاموال ، فيشترون منه ويبيعونه بالنقد والنسيئة ، ومن التجار من ساءت سمعته فلا يتعامل معه أحد إلا نقدا وهات بـ هاك .
وقصة الفساد ليست جديدة في عالم المال والتجارة ، انما هي قديمة قدم السوق ، ولذلك لا فائدة من انكارها ، بل من الافضل معالجتها من الجذور، وفي حالة العراق فان الاحصاءات والدراسات والاستبيانات التي نشرت والتي كانت تعلن ان العراق أحد أكثر البلدان فسادا وانه ياتي على راس قائمة الدول المتهمة بالفساد ، وما جاء في اخر بيانات المنظمات الدولية من ان ربع اطفال العراق في حالة فقر ، وان سكان الريف في حالة مزرية وغير ذلك من بيانات ودراسات كثيرة تصف حال الدولة والفساد الضارب اطنابه في البلاد ، جميع هذه المعطيات لن تشجع احد على المغامرة واستثمار امواله في العراق ، بل على العكس ، ستحاول الشركات والدول الاستفادة من الوضع الحالي وفرض شروط قاسية على العقود التي توقعها مع الجهات المسؤولة في العراق وتخضعها لاتفاقات مجحفة مثل العقد الذي وقعه المرابي شايلوك في مسرحية شكسبير تاجر البندقية مع انتونيو ، حين وضع شرطا لئيما قاسيا في عقد القرض وهو اقتطاع رطل من اللحم من جـسد انتونيو في حالة عجزه عن دفع ما يستحق عليه من ديـن.

زوبعة في فنجان

لا احد يعرف من كان وراء الدعوة الى مؤتمر للمانحين في الكويت ، فالمليارات ما انقطعت تتسلل الى جيوب السراق واللصوص في العراق مما تجود به شركات النفط والغاز وما تجنيه المنافذ الحدودية والموانئ وفي الوقت الذي بلغت فيه
ميزانية العراق مئات المليارات من الدولارات عجزت الحكومة العراقية عن انجاز المشاريع المفيدة وبددت الاموال دون رقيب او حسيب .
الان بعد التطبيل الكبير لمؤتمر الكويت يتمخض الجبل ليلد ثلاثين مليار دولار فقط معظمها على شكل ائتمانات لمشاريع نأمل ان لاتكون وهمية مثل مدارس الهياكل الحديد المتروكة في القرى والارياف او مثل مشاريع الكهرباء الوطنية الشهرستانية التي تصدر الكهرباء الى الصين والماو ماو .
ان مؤتمر الكويت لم يكن اكثر من زوبعة في فنجان ، لدرحة ان وزير الخارجية العراقية - رغم زهده وقناعته !! - اعلن عدم رضاه عن ما تمخض عنه المؤتمر ، فكأن المبلغ المعلن منحة لمتسول فقير او لجزيرة مثل كوريا موريا وليس للعراق الذي يبلغ تعداد نفوسه حوالي 40 مليون نسمة ، وخسر مدنا مثل الموصل والانبار وتشرد الملايين من السكان، وقد اعلن العراق انه بحاجة الى حوالي 100 مليار دولار في الحد الادني لاعمار البلاد .
ورغم شكوكنا في قدرة الحكومة بمسؤوليها الحاليين على ادارة ملف الاعمار والبناء الا اننا كنا نتمنى ان يخرج مؤتمر الكويت بنتائج ودراسات وخطط مشاريع اكبر من هذه النتائج المتواضعة .
اضافة الى انه كان من الاجدر بالحكومة توفير الظروف الملائمة لعقد مثل هذا المؤتمر في البصرة ، فلماذا يستطيع اتحاد الادباء تنظيم مهرجان المربد في البصرة بينما تعجز الحكومة عن تنظيم مؤتمر استثماري فيها .أليس في هذا دلالة على عجز الحكومة من توفير الامن في اكبر محافظة تنتج النفط بقدر انتاج الكويت واكثر ، ولكن لا امر لمن لا يطاع ولا خير فيمن لا يؤتمن على اموال وثروة البلاد ، والله المستعان .

رابط مسرحية سوق المناخ
https://www.youtube.com/watch?v=imB-U0MNH-0



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات من كتاب : مذكرات وزير عراقي / القسم الثاني
- مقتطفات من كتاب مذكرات وزير عراقي
- العبادي يعلن البدء بمحاربة الفساد ... ابشر يا شعب !
- دونالد ترامب بعد النار والغضب TO BE´-or-NOT TO BE
- تظاهرات ايران جرس انذار لاقرب جار
- عام جديد ... سلاما
- ضرورة ازالة العقبات بين المركز والاقليم
- في الصراع بين المركز والاقليم : اشعال الحرب اسهل من ارساء ال ...
- لا لاشعال فتيل الحرب بين العرب والكورد
- استفتاء كردستان واجراءات الحكومة العراقية
- الاحتجاج الجماهيري في ساحة التحرير واستفتاء اقليم كوردستان
- تهديد الكرد الفيليين بالويل والفرهود
- هادي اليمن و غاندي الهند
- الانتصار في الموصل انتصار الشعب على الارهاب
- السياسي المعمم بين الايمان والالحاد
- ترامب .. شقاوة من هوليود
- فوز ماكرون علامة وعي اوربي متجدد
- مفوضية الانتخابات : خوجة علي... ملا علي
- كركوك .. عود على بدء
- العبادي في القمة العربية ...خطبة الفساد والارهاب


المزيد.....




- معلومة قد تذهلك.. كيف يمكن لاستخدام الليزر أن يصبح -جريمة جن ...
- عاصفة تغرق نيويورك: فيضانات في مترو الأنفاق وانقطاع كهرباء و ...
- هيركي عائلتي الكبيرة
- نحو ربع مليون ضحية في 2024 .. رقم قياسي للعنف المنزلي في ألم ...
- غضب واسع بعد صفع راكب مسلم على متن طائرة هندية
- دراسة: أكثر من 10 آلاف نوع مهدد بالانقراض بشدة
- بين الصمت والتواطؤ.. الموقف التشيكي من حرب غزة يثير الجدل
- تركا ابنهما خلفهما بالمطار لأجل ألا يخسرا تذاكر السفر
- في تقرير لافت.. الاستخبارات التركية توصي ببناء ملاجئ وأنظمة ...
- لماذا أُثيرت قضية “خور عبد الله” الآن؟ ومن يقف وراءها؟


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - العراق في سوق المناخ