أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - مقتطفات من كتاب : مذكرات وزير عراقي / القسم الثاني















المزيد.....

مقتطفات من كتاب : مذكرات وزير عراقي / القسم الثاني


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 15:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


يورد الدكتور جواد هاشم في كتابه مذكرات وزير عراقي ، مختلف الاحداث التي تدل على السياسية الطائفية المتخلفة التي انتهجها حزب البعث رغم تزويق سياسته باهداف الامة العربية زورا وبهتانا وهو ما وصل اليه في خلاصة اعترف بها في ثنايا كتابه اذ يقول ( كنت اقول لنفسي ، دوما ، وأحاول اقناع غيري وباصرار أن لا وجود لاية ممارسة طائفية في العراق سرية كانت أم علنية .
كم كنت مخطئا. فالتحزب الاقليمي كان ولم يزل قائما. وان مبادئ الحزب مجرد كلمات مسطرة في منهاجه دون ان تترجم الى واقع . ودون ان تطبق او تنفذ من قريب او من بعيد . فالنعرة الطائفية كانت ولم تزل موجودة . متخفية احيانا وجلية احيانا اخرى . تنمو وتترعرع متسترة بمختلف البراقع والاساليب، لتأخذ مجراها في الحياة العملية .) ص 118
بهذه اللوحة الصريحة يضع جواد هاشم يده على حقيقة النهج الطائفي الذي كان ينتهجه حزب البعث وهو الذي لم يكن يصدق ان الحزب الذي ينتمي له يمارس الطائفية و لكنه كان هو الشاهد الاول على هذه الممارسة وفضحها من خلال وقائع عاشها وكان مطلعا عليها لانها رافقت مسيرته في حياته السياسية ومن خلال تسنمه لمنصب وزاري هام في حكومة البعث منذ الايام الاولي لنشر رايتها السوداء في سماء العراق بعد انقلاب 1968 .
وفما يلي مقتطفات اخرى من الممارسات الطائفية التي اوردها د . جواد هاشم في كتابه نقتبسها كمثال على تلك السياسة
التي استمر حزب البعث يمارسها لاكثر من ثلاثة عقود حكم بها العراق حتى سقوطه غير مأسوف عليه عام 2003.


- الوسط والجنوب عجم يجب التخلص منهم
يذكر جواد هاشم انه كان ذاهبا الى مكتب البكر في القصرالجمهوري ، واثناء انتظاره في مكتب حامد الجبوري وزير شؤون رئاسة الجمهورية ، يقول : ( وجدت في المكتب وزيرين اخرين هما الدكتور احمد عبد الستار الجواري وزير التربية والفريق حماد شهاب التكريتي وزير الدفاع وعضو مجلس قيادة الثورة ، ويبدو ان الجواري وشهاب كانا في حديث عن محافظات العراق ،سمعت شهاب يقول للجواري بان جميع سكان المنطقة التي تقع بين المحمودية وجنوب العراق هم عجم وانه لابد من التخلص منهم لتنقية الدم العربي في العراق .
- يقول جواد هاشم استغربت من كلام حماد شهاب وبلغ بي الانزعاج الى الحد الذي تناولت فيه ورقة من مكتب حامد الجبوري وقلت ساقدم استقالتي من الوزارة الان ، كتبت استقالة من سطرين وتوجهت الى مكتب سكرتير رئيس الجمهورية بانتظار مقابلةالبكر ...وعندما قابلت البكر : ضحك وقال دكتور ، حماد شهاب لا يمثل اي اتجاه.. حماد
حمار .. ثم مزق الاستقالة . ص 122 .)
- معمل سكر الموصل و ميناء البصرة
التخطيط الطائفي لنظام البعث لا يكترث للخسائر التي يسببها للوطن ولثروة البلد ، ما يهمه هو الاستئثار بالمكاسب لمن يحسبهم من طائفته وحرمان بقية ابناء الشعب من المنافع حتى لو كانت المنافع تعود على البلد والشعب اجمعه ، احتكار الثروة وتوزيع المصانع والمعامل الحكومية كان يجري وفق خطة تحرم فيها الحكومة الشعب الكردي والشيعة من الحصول على المشاريع الاقتصادية في مدنهم لذلك جاء مثال معمل السكر الذي استشهد به وزير التخطيط جواد هاشم كمثال ساطع على العقلية الطائفية التي تدير الحكم في العراق منذ العهد الملكي .
يقول جواد هاشم مخاطبا صالح مهدي عماش :( الست انت يا أبا هدى ، الذي أشرت في الجلسة السابقة لمجلس التخطيط الى سوء التوزيع الجغرافي لمشاريع الخطة الاقتصادية .. وكيف تفسر لي مثلا بناء معمل لتكرير السكر الخام في مدينة الموصل في أقصى شمال العراق ، في الوقت الذي يستورد السكر الخام عن طريق ميناء البصرة . ألم يكن منطقيا إقامة ذلك المعمل في البصرة أو العمارة لنوفر على أنفسنا نفقات النقل من الجنوب الى الشمال وبالعكس ؟) ص 131
- حسينية النفط الوطنية
كان رجال البعث الطائفي المتخلف لا يلتزمون بحدود مراكزهم الوظيفية ومسؤولياتهم الحزبية ، وانما كانوا يعدون التدخل الظالم والاعتداء على حقوق المواطنين امرا جائزا لهم مادام الاخر ليس من طائفتهم او من قبيلتهم او من دينهم او مذهبهم .والامثلة على ذلك عديدة ، وتتضح من خلال الممارسة التي رسمت سياسة حزب البعث في العراق طوال العقود الثلاثة التي حكم بها بجميع السبل الميكافيلية والمجرمة بحق المواطنين .
يذكر وزير التخطيط جواد هاشم في كتابه انه كان في مكتب البكر - رئيس الجمهورية - مع غائب مولود مخلص وزير الصناعة وخالد مكي الهاشمي- وزير النقل - الذي انبرى يقول للبكر : سيادة الرئيس ، هناك قضية اريد طرحها تتعلق بترشيح علي هادي الجابر لمنصب نائب رئيس شركة النفط الوطنية . ان وزير النفط د . رشيد الرفاعي قد اقترح الجابر ليس على اساس الكفاءة والخبرة ولكن بسبب العلاقة الشخصية التي تربطهما وان الجابر شعوبي وطائفي .
يقول جواد هاشم ، بعد ان خرجنا من الاجتماع مع البكر قال لي الهاشمي : رشيد الرفاعي وعلي هادي الجابر من صنف واحد .
يقول جواد هاشم ، حتى تلك اللحظة لم اكن اعلم ان رشيد الرفاعي شيعي ، ولم اكن اعرف علي هادي الجابر .
ثم مرت بضعة ايام ، وتم تعيين علي هادي الجابر بمنصب نائب رئيس شركة النفط الوطنية ، ولما عين الدكتور سعدون حمادي رئيسا للشركة ذاتها ، فقد اطلق على الشركة لقب ( حسينية ) النفط الوطنية . ص 121 .

خلاصة الحكم في العراق
يستنتج د . جواد هاشم عدة ملاحظات استنادا الى تحليل جداول الاحصاء التي قدمها ومن بين تلك الاستنتاجات ما قدمه حول رئاسة الوزارات العراقية منذ تاسيس الدولة العراقية فيذكر ان رؤوساء الوزارة منذ عام 1920 لغاية سقوط النظام الملكي عام 1958 اي خلال المدة الزمنية البالغة 453 شهرا - تعاقب على رئاسة الوزارة العراقية 23 شخصية عراقية ، 19 منهم ينتمون الى المكون السني ،واربعة فقط ينتمون الى المكون الشيعي .
وان مجموع ما حكموا بلغ 22 شهرا فقط على النحو التالي :
1 - صالح جبر - ثمانية اشهر
2- محمد الصدر - خمسة اشهر
3- فاضل الجمالي - سبعة اشهر
4 - عبد الوهاب مرجان - ثلاثة اشهر تقريبا .
وان دل هذا على شيء فانما يدل على مدى التمييز الطائفي الذي كان في العهد الملكي واستمر فيما بعد تحت سلطة البعث الجائرة ما عمل شرخا في المجتمع العراقي عاني منه العراق وما زال يعاني من آثاره في المجتمع ويضفي ظلاله القاتمة على العلاقات الاجتماعية والسياسية ، لذلك يتطلب الامر معالجة واعية من قبل الاحزاب ومنظمات المجتمع المدني لازالة الهواجس الدفينة من هذه التفرقة والاتجاه بالمجتمع نحو سيادة روح التعامل المدني الحضاري والتخلص من الاحزاب الدينية والطائفية مهما كان لونها وشكلها لكي نستطيع التخلص من آثام الماضي الذي مازال يكبل عقول الكثير من السياسيين وقادة المجتمع بمختلف اطيافهم .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقتطفات من كتاب مذكرات وزير عراقي
- العبادي يعلن البدء بمحاربة الفساد ... ابشر يا شعب !
- دونالد ترامب بعد النار والغضب TO BE´-or-NOT TO BE
- تظاهرات ايران جرس انذار لاقرب جار
- عام جديد ... سلاما
- ضرورة ازالة العقبات بين المركز والاقليم
- في الصراع بين المركز والاقليم : اشعال الحرب اسهل من ارساء ال ...
- لا لاشعال فتيل الحرب بين العرب والكورد
- استفتاء كردستان واجراءات الحكومة العراقية
- الاحتجاج الجماهيري في ساحة التحرير واستفتاء اقليم كوردستان
- تهديد الكرد الفيليين بالويل والفرهود
- هادي اليمن و غاندي الهند
- الانتصار في الموصل انتصار الشعب على الارهاب
- السياسي المعمم بين الايمان والالحاد
- ترامب .. شقاوة من هوليود
- فوز ماكرون علامة وعي اوربي متجدد
- مفوضية الانتخابات : خوجة علي... ملا علي
- كركوك .. عود على بدء
- العبادي في القمة العربية ...خطبة الفساد والارهاب
- نداء الى المناضل عادل مراد


المزيد.....




- الأفارقة يخسرون نحو 70 مليون دولار بسبب رفض طلبات تأشيرات شن ...
- بولتون يعلق لـCNN على الضربات الأمريكية: الهجوم قد يُمهّد لت ...
- عرائس بلا تيجان.. صيحة زفاف النجمات في صيف 2025
- تفجير انتحاري في كنيسة بدمشق يودي بحياة 22 شخصا على الأقل
- باريس ترسل طائرة عسكرية لإجلاء مواطنيها من إسرائيل
- اليوم الـ11 من المواجهة: واشنطن مستعدّة لمحادثات مع طهران وإ ...
- ضربة واشنطن النوعية: هل نجحت -مطرقة منتصف الليل- في شل البرن ...
- -تخطى دوره الرقابي وساهم بإشعال الحرب-.. غروسي في دائرة الات ...
- هند جودة: ماذا يعني أن تكون شاعرا في زمن الحرب؟
- واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه وأكثر من 24 صاروخ توماهو ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - مقتطفات من كتاب : مذكرات وزير عراقي / القسم الثاني