أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - الاحتجاج الجماهيري في ساحة التحرير واستفتاء اقليم كوردستان















المزيد.....

الاحتجاج الجماهيري في ساحة التحرير واستفتاء اقليم كوردستان


مؤيد عبد الستار

الحوار المتمدن-العدد: 5643 - 2017 / 9 / 18 - 17:08
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


( الحرية لايمكن ان تعطى على جرعات ، اما ان يكون المرء حرا او لا يكون . نيلسون مانديلا .)
منذ سقوط نظام العصابة الصدامية عام 2003 والشعب العراقي بعربه وكرده واطيافه يتطلع الى حياة حرة كريمة يعيش فيها المواطن سعيدا منعما بخيرات العراق الوفيرة . فاسعار النفط قفزت وانهالت المليارات من الدولارات تصب في خزينة العراق بلا حساب ، ما جعل مدن كردستان تزدهر بالبناء والاعمار والمطارات والحدائق والمشاريع ، فكانت المقارنة مع مدن الوسط والجنوب المهملة ومدن الغربية المدمرة بالحروب لدرجة تمنى فيها المواطن العراقي العربي ان تتطور مدنه الى مصاف المدن الكردستانية اربيل ودهوك والسليمانية .
وكان حديث المقارنة عاليا في جميع البرامج التلفزيونية والقنوات الفضائية العربية .
وشاهدنا كيف غرقت بغداد والمدن العراقية الاخرى في الوسط والجنوب في مياه الامطار و الاهمال ونال منها فساد المسؤولين اداريا وماليا ، واستولت على رقابها ايدي الاقارب والاهل وتقاسموا المحافظات والشوارع مثلما تقاسموا المساجد والحسينيات والسفارات والقنصليات وغيرها مما يدر حليبا او ينتج زرعا .
وبدأ احتجاج الجماهير يتصاعد ، حتى المرجعية الدينية تنبهت الى الدرجة العالية من الفساد فاغلقت ابوابها بوجه السياسيين كاجراء احترازي واحتجاج يندرج ضمن مسميات الاحتجاج السلبي .
ولكن الجماهير لم تطق صبرا لما آل اليه حال المدن واحوال الناس ، فبدأت الجماهير تخرج للاحتجاج تارة تحت عباءة رجل الدين ، الذي يوفر لها سقفا من الشرعية الدينية ، وتارة تحت راية الديمقراطية التي تستمد شرعيتها من الدستور ، والتي ظلت اصغر هامش تستطيع القوى الوطنية والتقدمية استخدامه لتأمين حراكها السلمي ومطالبها المشروعة .
تجرأت الجماهير التي احتمت بعباءة رجل الدين على كسر حاجز الخوف ، فهاجمت البرلمان واقتحمته ودمرت رمز السيادة فيه - قنفة المجلس - فاهتزت اركان الحكم المتورط بالرشوة والفساد والشهادات المزورة والوظائف الوهمية ، وتشجعت جموع المواطنين على رفع سقف مطالبها بالاصلاح ، فاضطر رئيس الوزراء العبادي الى تهدئة الجموع والاعلان عن مسرحية اصلاح لم يجد فيها المواطن العراقي نفعا ولا ضرا ، ولذلك استمر الاحتجاج يتصاعد .
حاولت هيئة النزاهة الظهور بمظهر المحاسب للفساد ، ولكن ظلت ملفاتها مركونة فوق الرفوف العالية ، وظل سراق المال العام في سجل المجهولين وظلت ملايين الدولارات في جيوب اللصوص ينعمون بما سرقوا ونهبوا من اموال العراق ويرتعون في دول بعيدة لا خوف عليهم ولا هم يحزنون .
تطور الاحتجاج الجماهيري حتى غدت ساحة التحرير تجمعا للالاف من المحتجين الذين يتقاطرون كل يوم جمعة يرفعون اصواتهم منددين بالفساد المالي والاداري ولكن الحكومة ورئيسها العبادي واركان الاحزاب الاسلامية استمروا على وضع الشمع في آذانهم يصمون سمعهم عن اصوات الاحتجاج ، وتشبهوا برئيس الوزراء العراقي نوري السعيد الذي كان دائم الترديد لمقولة دار السيد مأمونة كلما واجهه احد بصوت المواطنين واحتجاجهم حتى ذهب جسده هباء منثورا في شوارع بغداد تسحله الجماهير مثلما سحلت تمثال صدام وانهالت عليه ضربا بالنعال .
لا مناص من التأكيد في هذه الاجواء المضطربة من ان الحكومة الحالية والاحزاب الاسلامية المتحكمة برقاب الناس ، والمستفيدة من الجهل والمستندة الى سياسة تجهيل المواطنين وتغييب وعيهم بالخرافات والخزعبلات والطقوس والشعائر الدينية والهلوسات المذهبية ، ستواجه مصيرها المشؤوم الذي لا يختلف عن مصير نوري السعيد او مصير صدام ، وسينتهي بها المطاف الى الهروب الى اقرب حفرة لتدفن فيها ما سرقته من اموال المواطنين وما شربته سما زعافا من دمائهم .
ان الاحتجاجات الجماهيرية اثمرت اليوم بجرأة اقليم كوردستان على المطالبة بالاستفتاء من اجل الاستقلال ، فقد عجز اقليم كوردستان عن مطالبة الاحزاب الاسلامية الحاكمة بتنفيذ تعهداتها التي دأبت على التسويف والمماطلة في تحقيقها في جميع مفاصل الدولة لا مع الاقليم فقط ، حتى ابسط مواطن اصبح يعاني الامرين من اجل الحصول على ابسط حقوقه في التقاعد او في اعادة امواله المسروقة او في اخراج هوية الاحوال المدنية او في الحصول على وثيقة تخرجه او شهادة وفاته !!!! ولا يستطيع لذلك سبيلا الا من خلال دفع الرشوة او الوساطة .
اما الحصول على وظيفة او على عمل فلا بد من دفع الدفاتر الخضراء او التوسط لدى اقارب الاحزاب والتذلل لوكلائهم وهذا ما نلاحظه ايضا على شغل الوظائف في السلك الدبلوماسي والخارجية في سفارات الحكومة وقنصلياتها ، فابناء وزوجات مسؤولي الاحزاب واقاربهم احتلوا السفارات وعاثوا فيها فسادا .
ان اعلان اقليم كوردستان اللجوء الى الاستفتاء هو اخر الدواء الذي اضطر اليه، ومثلما قالت العرب اخر الدواء الكي ، كذلك اضطر اقليم كوردستان الى اعلان الاستفتاء بعد ان عجز عن الحصول على ابسط الحقوق في تطبيق المادة 140 او الحصول على رواتب الموظفين التي قطعها المالكي واستمرت الحكومة على قطعها وتجويع المواطنين الكورد دون وجه حق ، وبحجج واهية ، من قبيل سرقة نفط كركوك ، والحقيقة ان نفط البصرة الذي يسرق ليلا ونهارا هوالذي يجب ان تحاسب الحكومة على ضياعه لا نفط كركوك الذي لا يبلغ 10% من نفط العراق الذي يذهب الى جيوب المسؤولين ليهربوه الى بنوك الدول الاوربية والشرقية .
ان عرب العراق سيشدون على ايدي الكورد في قرارهم هذا للخلاص من عبودية الاحزاب الطائفية التي لم ترعوي من سرقة اموال الناس وخيرات العراق وتركت البلاد غارقة في ظلام الجهل والفقر والمرض . فاينما تتجه انظار المواطنين لاترى الا خرابا في التعليم والكهرباء والخدمات البلدية والصحة والعمران ... الخ .
لا شك ان المواطن العراقي سيفرح حين يجد كردستان تحقق خطوة متقدمة في طريق الحصول على الحقوق المشروعة لتبني وتعمر ارضها و تنعم على مواطنيها بالعيش الكريم بعد ما عانوه من شظف العيش في ظل حكومات جاهلة خربت العراق وعاثت فيه فسادا .
ان تقديم الدعم العربي لكردستان العراق لتنال حقها في التقدم والحرية والاستقلال هو الطريق الوحيد للعيش بسلام وتحقيق الاستقرار بدلا من قرع طبول الحرب والويل والثبور التي تدقها الاحزاب الطائفية التي تتحكم بمصير البلاد .



#مؤيد_عبد_الستار (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- تهديد الكرد الفيليين بالويل والفرهود
- هادي اليمن و غاندي الهند
- الانتصار في الموصل انتصار الشعب على الارهاب
- السياسي المعمم بين الايمان والالحاد
- ترامب .. شقاوة من هوليود
- فوز ماكرون علامة وعي اوربي متجدد
- مفوضية الانتخابات : خوجة علي... ملا علي
- كركوك .. عود على بدء
- العبادي في القمة العربية ...خطبة الفساد والارهاب
- نداء الى المناضل عادل مراد
- المفوضية المستقلة للانتخابات .. كذبة نيسان
- ممنوع عمل المراة في مقهى واسط .. مسموح في مجلس النواب
- الخلافات ليست شيعية شيعية، وانما شيعية حرامية
- انقلاب 8 شباط... شر البلية ما يضحك
- هل جاء الاسبان من بلاد سومر
- ترامب The gly American
- من المكسيك الى بغداد .. تغريدة الفساد
- افلاس ميزانية الدولة العلية
- نبارك اعلان وزارة التخطيط : نسبة الفقر في العراق 30 % فقط
- انصار السلام ... افتتاحية العام الجديد


المزيد.....




- لاكروا: هكذا عززت الأنظمة العسكرية رقابتها على المعلومة في م ...
- توقيف مساعد لنائب ألماني بالبرلمان الأوروبي بشبهة التجسس لصا ...
- برلين تحذر من مخاطر التجسس من قبل طلاب صينيين
- مجلس الوزراء الألماني يقر تعديل قانون الاستخبارات الخارجية
- أمريكا تنفي -ازدواجية المعايير- إزاء انتهاكات إسرائيلية مزعو ...
- وزير أوكراني يواجه تهمة الاحتيال في بلاده
- الصين ترفض الاتهامات الألمانية بالتجسس على البرلمان الأوروبي ...
- تحذيرات من استغلال المتحرشين للأطفال بتقنيات الذكاء الاصطناع ...
- -بلّغ محمد بن سلمان-.. الأمن السعودي يقبض على مقيم لمخالفته ...
- باتروشيف يلتقي رئيس جمهورية صرب البوسنة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مؤيد عبد الستار - الاحتجاج الجماهيري في ساحة التحرير واستفتاء اقليم كوردستان