أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - صورة














المزيد.....

صورة


غازي صابر

الحوار المتمدن-العدد: 5788 - 2018 / 2 / 15 - 00:30
المحور: الادب والفن
    


صورة
جلسُت قبالة صديقي في البار وبدأنا تناول الشراب وأخذتنا أحاديث وقصص ضحكنا على بعضها وتوقفنا عند إخرى وصدفة وبعد أن تسرب الشراب في دمنا وجدت صديقي يتطلع لصورة معلقة على الجدار خلف رأسي لرجل طويل الوجه وكثير التجاعيد وكأن الشمس لوحة سحنته حتى صبغتها بالسواد وفي فمه سكارة وكأنه مخمواًر وهو يتطلع ساخراً لمن ينظر اليه :
ــ ما بك ؟ سحب أهة وأجابني .
ــ ذكرتني صورة هذا الرجل بتقاطيع وجه أبي وأعادتني للماضي لحظة يوخزني بنظراته و يسخر مني وبعدها يلومني ويعنفني حتى يصل لضربي وكان هذا ديدانه كلما جمعتنا الجلسة مع بعض في طفولتي وحتى في صباي .
كنت أبكي حين يقسو في ضربي بينما يصرخ هو في وجهي لاتبكي مثل الحرمة . ويوم عرفت أن الحرمة هي الإنثى تجلدت بعدها ومهما إشتد عقابه لي كنت أغلق عيني وأعض على شفتي حتى لايخرج صوتي من شدة الألم ولا أدري هل كان يريد بقوله الذي عنفني به أن أكف عن البكاء وأتجلد تحت عقابه أم كان يريدني أن أكون صبوراً على تحمل العقاب والصعاب وأحياناً يطرني خارج الدار ويحرمني من الطعام ؟
تبسمت له وأنا أتذكر سماحة أبي معي في الطفولة والصبا وكيف كان ودوداً وكأنه صديقاً لي وكثيراً ما كنت أنا الذي أساله وأطلب مشورته مع أني كنت أراه دائماً مهموماً وقلقاً ربما لأنه لم يكن على وفاق دائم مع أمي وعندما وصلت لمرحلة الشباب كان هو الذي يطلب مشورتي .
وعدت لصديقي الذي ضل يسبح في تجاعيد الصورة ويلفه الحزن وقلت وماذا بعد :
ــ بعدها طلقت عيناي الدموع والصراخ وكم عانيت من تعب وقساوة الحياة في مرحلة الفتوة وفي الشباب وفي العمل المضني في البناء وعتال أحياناً وكم عانيت الحرمان ولأبسط الأشياء وكم ليلة نمت بلا طعام وكم شعرت بالحزن لملابسي القديمة وفيها ثقوب وكم عانيت من الوحدة والجوع عندما خدمت في الجيش وأنا في خندق القتال وعايشت كل أنواع الحشرات والقوارض والزواحف وكم حملت بقايا أشلاء لمعارف وأصدقاء في الجبهة ولم تسقط دمعة واحدة من عيني و لكني بكيت مرة لخيانة صديق وهو يوشي بي الى شرطة السرية وشاهدته وهو يحاول التخفي حتى لا أراه وهو يخرج من باب المحقق وشعرت وقتها وكأن نصل سكين ساخن يخترق خاصرتي .
وبكيت مرة إخرى بصمت وشعرت بحرارة دموعي تنساب لشغاف قلبي وليس على خدي يوم طعنت بخيانة من أحببتها حتى تخيلتها وقتها وكأنها أفعى سوداء تلدغني بعدسة عيني ومزقت كل ثميناً بيننا وقذفته بوجهي .
كنت إفكر بوسيلة أواسيه بها وأخفف عنه حزنه والمه وهو يحدثني وكأنه ينزع أحزانه ومأسيه واحدة تلو الإخرى ولم يبك وإنما سحب أهة طويلة وهو يشرب كأسه الأخير وفجأة صافحني بسرعة ورحل ولم أجد تبرير غير أنه يريد أن يبقى لوحده ويبكي وربما يصرخ لبؤس ذكرياته بعيداً عني ..



#غازي_صابر (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- النبي والديمقراطية
- أولاد النار
- الثأر في الإسلام
- بين النبي وسبينوزا
- النبي والعقل العاصي
- صراع العقارب
- الله والجزية
- وطن بين ذئاب وخراف
- الوداع
- ماعون إمي
- اللقاء
- الشؤم
- جاسم والحب
- الإجتثاث في الإسلام
- إيران وزمن الثورات
- البطالة وفساد العقول
- في القلب جمرة والقمع العربي
- بين الحاكم العشائري والسياسي
- مشنقة العقيده
- زنوبه


المزيد.....




- لا شِّعرَ دونَ حُبّ
- عبد الهادي سعدون: ما زلنا نراوح للخروج من شرنقة الآداب القلي ...
- النّاقد السّينمائي محمد عبيدو ل “الشعب”: الكتابات النّقدية م ...
- الرّباط تحتضن عرض مسرحيّة (البُعد الخامس) لعبد الإله بنهدار ...
- والدة هند رجب تأمل أن يسهم فيلم يجسد مأساة استشهاد طفلتها بو ...
- دواين جونسون يشعر بأنه -مُصنّف- كنجم سينمائي -ضخم-
- أياد عُمانية تجهد لحماية اللّبان أو -كنز- منطقة ظفار
- إبراهيم العريض.. جوهرة البحرين الفكرية ومترجم -رباعيات الخيا ...
- حصان جنين.. عرضان مسرحيان في فلسطين وبريطانيا تقطعهما رصاصة ...
- من بنغلاديش إلى فلسطين.. جائزة الآغا خان للعمارة تحتفي بمشار ...


المزيد.....

- الثريا في ليالينا نائمة / د. خالد زغريت
- حوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الأول / السيد حافظ
- يوميات رجل غير مهزوم. عما يشبه الشعر / السيد حافظ
- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - غازي صابر - صورة