عبد الرزاق الميساوي
الحوار المتمدن-العدد: 5787 - 2018 / 2 / 14 - 11:23
المحور:
الادب والفن
فَجّريني...
فلقدْ ذابتْ حروفي في غياباتِ الشتاءِ
واستوى الغيمُ صخورًا في السّماءِ
... فسخَ الليلُ ندائي
وردائي... قدَّه البحثُ عن الدّربِ الذي...
فجأةً غادرني
ذاتَ إعصارٍ فأرداني غريبًا
راحتِ الرُّوحُ مع الرِّيحِ فضيّعتُ انْتمائِي
... هذه الدُّجنةُ من حوليَ حالتْ دونَ سيري.
قالَ لي ذاتَ ظلامٍ حارسُ الليلِ الغريبُ:
"إنّ بعضَ النُّورِ إثمٌ...
شجرُ الدَّردارِ ملعونٌ، ألاَ احذرْه فيومًا...
كانَ ِنسرٌ يَمْزِقَ السّارقَ مَزقًا...
وزِيوسُ الرّبُّ يرنُو بتَشفٍّ وانتِشاءِ..."
هذه الظّلمةُ ما أثقلَها !
كان كلُّ النّاسِ في سفحٍ سحيقٍ
تتهاوَى بينهمْ أجسادُهمْ سكرَى
... منَ القارِ إلى حدّ العماءِ
لوْ سألتَ الجادفَ الأوّلَ: "صفْ لي ما تَرى !"
لأجابْ...
ميّتُ الإحساسِ: "ما معنى تَرى ؟"
أيُّ عينٍ يا تُرى تخترقُ اللّيلَ كسهمٍ
غيرُ عيني ؟ فأنا خبّأتُ فيها
جذوةً من شجرِ الدَّردارِ يومًا
... وأنا الآن لهيبٌ لا يُرى
وأنا المُوقِدُ حُلمَ النّائمين
وأنا الموؤُودُ في عيني الكَرى
وأنا...
صاحبُ النّسرِ الكَسيرِ
عشبةُ الميلادِ في كفّيّ فمَن...
مِن ذوي العقْمِ سيشفيهِ دوائي ؟
هلْ تُرى يُزهرُ يومًا وطني...
وتغنّي الشّمسُ من فرْط الضّياءِ ؟
--------------------
#عبد_الرزاق_الميساوي (هاشتاغ)
ترجم الموضوع
إلى لغات أخرى - Translate the topic into other
languages
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟