أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - بعيدا عن الانتحار














المزيد.....

بعيدا عن الانتحار


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1481 - 2006 / 3 / 6 - 11:18
المحور: حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات
    


سئمت من وضعي ، سهر متواصل ، انتظار طويل ، معاناة أمضت فؤادي ، وبعثت في نفسي القلق المتواصل ، تغيب كل ليلة ، أعلل النفس بالآمال ، انتظر أوبتك ، علك تعود سريعا ، فتضع حدا لنزيف روحي ، دماء قلبي ما فتئت تنزل مدرارا ، وأنا أتساءل بلوعة ، متى تعود ؟ متى يشعر قلبك بنبضي ؟ ويحس بوضعي الأليم ؟ كل ليلة تعتني بهندامك ، تضع عطرك المفضل ، قطرات منه تشعل جسدي اشتعالا ، وأنت غافل عني ، تتجاهل متاعبي ، انتظر ، وأحسن لعبة الانتظار ، أعلل نفسي مطمئنة إياها ، انك لابد شاعر بي بعد ان يضنيك التعب ، ويمضك الترحال ، أنت كالنحلة ، تتنقل باستمرار من زهرة الى أخرى ، وأنا قد أصابني السهاد ، تدربت على الصبر والانتظار ، ولم أحسن سواهما ، لم أجد مهنة لي الا انتظارك أيها البعيد ، يا من قد أزمعت على تناسي من تعلق بك ، ولم يعرف عمره سواك ، وها أنت تتفنن في تعذيبي ، وتذيقني الصد والبعاد ،وأنا أتلظى على بعدك وأتظاهر أنني قادرة على مزيد من الصبر والاحتمال ، اعتدنا على التحمل يا صديقي ، وكأن الواحدة منا تشتم ان كانت لا تقدر على تحمل الإساءات ، تأتيني أخبارك تباعا ، انك تهوى الزهور اليانعات ، تتنقل من زهرة الى أخرى ، وانا متيقنة انك حتما ستعود ،، الى عشك المألوف ، وتترك حياة الترحال والتنقل ، وتتذكرني أخيرا ، انا من وقفت كل عمرها الى جانبك تشد أزرك ، وتتغاضى عن هفواتك ، وتصم أذنيها عن الاستماع الى الواشين وهم يقصون علي حكاياتك ، وبعد ان استمع الى القصص المتعددة والتي تكون انت بطلها الوحيد ، أتظاهر أنني لا اصدق كلمة مما يقولون وانك ثابت على الوداد ، لا يمكنك ان ترى امرأة غيري كما لا يمكنني ان أرى رجلا سواك ، انتظرت وواصلت الانتظار وآنت ساه عني لا تدري ما الذي يصيبني ،، اثر كل قصة ،، من قصص لعبك المستمر ، ولهوك العابث الذي يكاد كل مرة يصيب قلبي مقتلا ، لم اعد قادرة على اجتراع الصبر ، ولن استطع مواصلة التظاهر ان قصصك لااصدقها ، ولم اعد قادرة على مايو حيه لي قلبي ،، بأنك ثابت على حبي ،، كما انا ثابتة على ولهي بك ،، تطول أيامي ، وانا ساهرة ، استجدي الليالي قربك الذي أضحى مستحيلا بعد ان استمرت لياليك وأنت سهران الى فجر اليوم التالي ، وانا انتظر أوبتك ، تأتي في الصباح الباكر ، أتظاهر أنني غارقة في نوم عميق ، تغط آنت بنومك ،،تاركا إياي أتقلب حتى بزوغ اليوم التالي ، لم اعد قادرة على الاستمرار ، وأخذت صحتي تخونني ، وقدرتي على الاحتمال التي عرفت بها ، تضمحل شيئا فشيئا ، وليس بجانبي أنيس ولا أليف ، لمن الجأ وأنا وحيدة ؟ الجميع يظن أنني زوجتك ، وأنت تهواني كما أهواك ، تخلص في حبي كما اخلص انا ، فماذا تفعل النساء في وطني غير الانتظار ؟ هل يمكنني ان اعشق من جديد كما تفعل أنت ؟ وهل باستطاعة احد ،،ان ينظر الي باستحسان ،، كما لو كنت غير موجود ، تظاهرت بالبداية انني مطمئنة لحبك ، أحظى بدفئك وحنانك ، حتى تفاقم وضعي سوءا ولم اعد قادرة على الاستمرار ، فماذا تتوقع أنني فاعلة ؟ وليس بقربي احد يعطف علي وبدفيء قلبي الكليم بحنانه ، والوحدة تخنقني ، وشعور بالغربة يحطمني ، ساءت صحتي ، وتدهورت حالتي ، وأصبحت كثيرة الشكوى ، فابتعد عني الأصحاب والخلان ،، ولم أجد في نفسي الشجاعة ،، ان أحب أحدا غيرك ، اليت على نفسي ،، ان أضع حدا لحياتي الكئيبة التي لا تطاق ، والتي تخلو من الأمور المبهجة ،، التي تجعل الإنسان ،، يقبل على حياته ،، وهو على يقين انه ليس وحيدا ، بل هناك قلب ،، يحن عليه ويدفئه بحرارته ، ويحميه بعطفه ، من شعور ممض ان البرد متواصل وليس بمقدور الشمس نفسها ان تزيل إحساسنا المتفاقم ،،ان حياتنا لا دفء فيها ، هل تتذكر الأدوية المهدئة التي وصفها لي الطبيب ؟ أظن انك لا تذكر شيئا عني ، لقد نسيت كل شيء يتعلق بي ،، ولم تعد تذكر ان هناك مخلوقة كانت تشاطرك حياتك ، وتمني النفس دائما ان تسمعها ،، كلمة دفء واحدة ، كلمة واحدة قادرة ان تزيل جبال الثلج المتراكمة ،،على قلبي منذ عقود ، أخذت الدواء الذي وصفه لي الطبيب ، وكنت قد أعلنت الإضراب عليه ، اذ لم الحظ تحسنا بصحتي ، فتركته غير آسفة ، كنت حينذاك أكثر قدرة على الاحتمال ، وكنت أظن الا شيء ،، في الدنيا يستحق ،، ان يسلب منا إحساسنا ،، ان الحياة جميلة تستحق ان نحياها ،، بورودها وأشواكها ، عدت الى الدواء ،، بعد ان تدهور وضعي وأيقنت انني وحيدة ، فما الذي يجعلنا محبين للحياة الا شعورنا بالحب والوداد ، وقد زال هذا الشعور من نفسي عندما رايتك تبتعد عني ، ولم استطع ان أحب رجلا آخر
عدت الى الدواء الذي اثبت فشله ، وقررت ان أضع حدا ،، لحياة بائسة باردة ،،تخلو من الجمال ، وبدلا من حبة واحدة ،،كما امر الطبيب ، أخذت خممس حبات ، وجدتني اشهد زحاما شديدا والناس قائمون ، يتراكض بعضهم ، والآخر واقف مشدوها ، قادني اثنان ، لم اعلم حينئذ من يكونان ، شعرت بالارتياح قليلا ، لقد زال ما كنت اشعر به ،،، من شعور قاس بالمرارة ،،وعدم وجود الأحباب ، قادني الرجلان الى قاعة واسعة ،، بها جمع كبير من الناس ، ذكرتني بالمحاكم ، نودي على اسمي ، أردت ان أسرع في سيري ، فامرني الرجلان بالتريث ، وقفت أمام منصة كبيرة عليها قاض واثنان ممن يعرفون القانون ، قال لي القاضي بالحرف الواحد ، اسمعي أيتها السيدة ، لقد عشت حياتك بائسة مخذولة ، وان لك ان ترتاحي هنا في هذه الدار ، كل زوجة عليها ان تعيش مع زوجها ، الأرملة تعاد الى زوجها ، والمطلقة تعاد الى زوجها ، والعانس ينظر في أمرها
أيقنت بعد ذلك ألا فكاك


صبيحة شبر



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- استغاثة : قصة قصيرة
- ماذا فعلوا باينائنا ؟
- اليكم عنا ايها المسلحون
- التربية والتعليم بين زمنين
- اهدي نفسي باقة ورد
- هل تغير الحال ؟
- امراض في بلادي
- شعور عارض
- ايها المعدمون : ضاعت أحلامكم
- حرية النساء
- لماذا لا يحترم الرجل العربي المرأة ؟
- حياة
- مفهوم جديد في الزواج
- المعلم : قصة قصيرة
- تحية الى العام الجديد
- يوم في حياة امرأة
- مقابر
- كلام في كلام
- يافقراء العالم اتحدوا
- الحرية الشخصية والدين


المزيد.....




- إيه اللون الطبيعي للسائل المنوى؟
- وزيرة التنمية الاجتماعية العمانية تلتقي مساعدة الرئيس الإيرا ...
- “أخر أخبار منحة المرأة الماكثة” تسجيل منحة المرأة الماكثة في ...
- -كفى!-.. مظاهرات في أستراليا تطالب بإنهاء العنف ضد المرأة ور ...
- البابا فرنسيس يزور سجنا للنساء في البندقية بعد 7 أشهر من تجن ...
- قدمي واحصلي علي منحة تصل لــ 8000 دينار.. خطوات التسجيل في م ...
- عادة سيئة على النساء التوقف عن ممارستها لحمل ناجح
- “منحة 450 ريال عماني هُنــــــا spf.gov.om“ التسجيل في منفعة ...
- “415 ريال عماني spf.gov.om“ كيفية التسجيل في منحة منفعة الأس ...
- -علم زائف-.. المكسيك تسعى إلى حظر علاج يتعلق بتغيير الجنس وي ...


المزيد.....

- بعد عقدين من التغيير.. المرأة أسيرة السلطة ألذكورية / حنان سالم
- قرنٌ على ميلاد النسوية في العراق: وكأننا في أول الطريق / بلسم مصطفى
- مشاركة النساء والفتيات في الشأن العام دراسة إستطلاعية / رابطة المرأة العراقية
- اضطهاد النساء مقاربة نقدية / رضا الظاهر
- تأثير جائحة كورونا في الواقع الاقتصادي والاجتماعي والنفسي لل ... / رابطة المرأة العراقية
- وضع النساء في منطقتنا وآفاق التحرر، المنظور الماركسي ضد المن ... / أنس رحيمي
- الطريق الطويل نحو التحرّر: الأرشفة وصناعة التاريخ ومكانة الم ... / سلمى وجيران
- المخيال النسوي المعادي للاستعمار: نضالات الماضي ومآلات المست ... / ألينا ساجد
- اوضاع النساء والحراك النسوي العراقي من 2003-2019 / طيبة علي
- الانتفاضات العربية من رؤية جندرية[1] / إلهام مانع


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - حقوق المراة ومساواتها الكاملة في كافة المجالات - صبيحة شبر - بعيدا عن الانتحار