أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - شعور عارض














المزيد.....

شعور عارض


صبيحة شبر

الحوار المتمدن-العدد: 1462 - 2006 / 2 / 15 - 11:18
المحور: الادب والفن
    


شعور بالإثم سيطر علي لحطة هذا الصباح ، أيقظتني محاولات مضنية لإسكات صرخة تريد أن تنطلق ، كانت زوجتي ، وقد نأى عنها الكرى ، تجاهد محاولة أن تتغلب على إحساسها بالألم ، ولكن محاولاتها المتكررة والمستمرة ، ما انفكت تبوء بالفشل ، لست أدري ما الذي يؤلمها ؟ وهل هي مريضة حقا ؟ ومم تشكو ؟ لم أستفسر ، ولم أرغب صادقا أن أعرف ماذا تخبيء عني ، لقد أقلعت فيما يبدو لي عن تلك العادة المقيتة ، بأن تلعب دور الضحية دائما ، فلست سيئا ، او مستبدا وان حاولت مرارا بأن توهمني بأنني ظالم وقاس ، ولكنها لم تفلح في محاولاتها ، وبقيت كما أنا ، ثم فجأة بدأ هذا التغير في سلوكها ، وبدون أن أعي متى بدأت تتغير ؟ ولماذا ؟ وهل إنها قد يئست من تدجيني ، فأقلعت عن القيام بدور المغلوب على أمره ؟ أو أنه لم يعد لديها رغبة في هذا التغير .
كنت أجدها في الآونة الأخيرة ، تعمل بصمت ، وبوجه ضاحك ، بشوش ، وأسعدني تغيرها ذاك ، وتفاءلت بأنها قد غيرت رأيها في شخصي ، وأنها ارتضت أن تقوم بدورها خير قيام ، وان تترك عادة الشكوى ، والرفض لحياتها ، وان تتعايش بسلام مع الأمر الواقع ، أعمالها كثيرة ، كثرة الوقوف تسبب لها إرهاقا متواصلا ، وعملها خارج المنزل ، يستوجب أن تبقى واقفة ، ساعات طويلة في كل صباح ، وفي المنزل ، تتوزعها أعباء عديدة ، ومتواصلة ، تتطلب الوقوف ، من طهي وتنظيف ، وغسل أطباق ، وكي ، بالإضافة الى التسوق ، ولم يكن بمقدوري ، أن أمد لها يد العون ، في مثل هذه الأمور ، ، كانت تشكو من ألام جسدية ، ومتاعب مالية ، وكنت أحسبها تبالغ ، فنحن متعاونان حقا ،أنا أدفع الإيجار ، وهي تتكفل بالأشياء الصغيرة الأخرى ، وأظن ان راتبها يكفي ، للتوافه من الأمور ... وكنت أحسب أنها تخبيء عني حسابها ، بالمصرف ، حتى لا أطالبها بالمزيد من الإنفاق على شؤون المنزل والأولاد ، وقلت لنفسي ، انها ربما تفعل هذا أسوة بي ،فأنا أيضا أخبيء عنها حسابي بالمصرف ، وأمثل دائما دور الرجل الخالي الوفاض ، وقد نصحتها مرارا ، الا تفعل كما أفعل أنا ، فلكل منا دوره غي الحياة ، وله حقوق وواجبات ، وأنا راض عن تقسيم الأعمال الجاري فيما بيننا ، ثم أيقنت بعد ذلك أن ليس لديها ما يمكن أن تدخره للمستقبل ، فهي مبذرة من الطراز الفظيع ، ويمكنني أن أؤكد أن بحوزتها وقتا كافيا للخروج من المنزل ، والقيام بهواياتها التي أظن أنها كثيرة ومتشعبة ، فلا داع لاحساسها المستمر انها وحيدة وليس معها أصدقاء
وعلى حين غرة ، استبد بي هذا الصباح ، شعور بالإثم ، كنت أحسب انه لن يعرف طريقه إلي ، فأنا أقوم بواجبي على أحسن وجه ، وزوجتي أعلنت مرات عديدة أنها غير راضية عن حياتها ، وان شعورا بالحيف يستبد بها ، ويقضي على إحساسها بالسعادة والرضا عن حالها ، وكنت ، وفي كل مرة تتكلم فيها ، أحاول أن أقنعها ، بأن ما تشعر به من ظلم ليس صحيحا ، وان مرد هذا الشعور حساسيتها المفرطة ، ونفسها المرهقة ..... أحايين كثيرة كنا نتناقش في هذه الأمور ، دون ان نتوصل الى اتفاق ، لكن سرعان ما يظهر غضبي ، ويعلو صوتي ، وأعلن بأنها مخطئة ، وأنني على صواب ، وهي اذ تراني منفعلا غاضبا ، تصمت دون أن تعلن عن اقتناعها بوجهة نظري ، وكانت تزعم في أوقات هدوئي ، انها اضطرت الى الصمت بسبب صراخي وليس لانها اقتنعت بصواب رأيي ....... هذا في الماضي ، ثم أخذت زوجتي تكثر من الصمت ، فلم أعد الى الصراخ كعادتي ، وصمتها ذاك دليل بالغ على رضاها عن طريقتي في تسيير دفة السفينة إلى شاطيء البر والأمان .
هذا الصباح انتابني إحساس بأنني ظالم وأنني جانبت الإنصاف ، واضطهدت هذه المخلوقة بدون قصد مني .
- ما بك ؟ هل أنت مريضة ؟
- نعم ؟ ....... لا أبدا ، لاشيء بي
وصلني جوابها بعد تردد ، أيقنت انها تود ان تبعد معاناتها عني
غادرت الغرفة الى شؤونها المطبخية ، ففتحت المذياع علني أسمع أغنية تعجبني ، ثم عادت ، فضايقني انني لاحظت دموعا كثيرة ، غسلت ذلك الوجه الهاديء الصامت ، فكرت أنها ربما لم تعد تأمل بي خيرا ، او انها أبعدتني عن عواطفها ، كما فعلت انا منذ زمن ، قررت ان أكون أكثر لطفا وأنصافا هذا المساء ، مع يقيني بأنني انا ، فاننا نحيا معا وان كنا غرباء ، ولا أستطيع ان أكون شخصا آخر ، وأنقذني من شعوري الأليم بالإثم رنين الهاتف ، صوت إحدى صديقاتي (هدى ) تعلن عن رغبتها في رؤيتي وأننا سنقضي ساعات المساء في منزلها نتبادل أنغام الحب التي حرمتني منها زوجتي بلا سبب يذكر
رحبت بالاقتراح ، وأبعدت ذلك الشعور العجيب الغريب وكأنه زائر جاءني دون استئذان



#صبيحة_شبر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ايها المعدمون : ضاعت أحلامكم
- حرية النساء
- لماذا لا يحترم الرجل العربي المرأة ؟
- حياة
- مفهوم جديد في الزواج
- المعلم : قصة قصيرة
- تحية الى العام الجديد
- يوم في حياة امرأة
- مقابر
- كلام في كلام
- يافقراء العالم اتحدوا
- الحرية الشخصية والدين
- مسيرة الحوار المتمدن
- اختي مريضة بالعراق
- أرق ونحيب مكتوم
- حقوق المرأة الأم
- حياتكم لاتستحق التنديد
- ايامنا تزداد سوءا
- رأي في الارهاب
- كن بعيدا


المزيد.....




- هتستمتع بمسلسلات و أفلام و برامج هتخليك تنبسط من أول ما تشوف ...
- وفاة الفنان المصري المعروف صلاح السعدني عن عمر ناهز 81 عاما ...
- تعدد الروايات حول ما حدث في أصفهان
- انطلاق الدورة الـ38 لمعرض تونس الدولي للكتاب
- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - صبيحة شبر - شعور عارض