أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ضاع ابتر بين البتران














المزيد.....

ضاع ابتر بين البتران


محمد الذهبي

الحوار المتمدن-العدد: 5780 - 2018 / 2 / 7 - 21:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ضاع ابتر بين البتران
محمد الذهبي
والأبتر في المثل هو الحيوان المقطوع الذنب، واصل المفردة قديم أطلقته العرب على مقطوعي النسل، لا اعرف لماذا صار الحمار (ابتر)، في حين الحصان يموت اذا قطع ذنبه، وعلى هذا الأساس أصبح المثل يطلق على الحمير ويسحب إلى سواهم من المخلوقات الذكية جدا، فهذا رجل جاء بحماره الأبتر إلى سوق الحمير، وصادف أن السوق امتلأ بالحمير مقطوعة الذنب ( البتران)، وعندها ضاع حماره وصعب الأمر على تمييزه، فصرخ بأعلى صوته: ضاع ابتر بين البتران، أنا اعلم جيداً أن جميع النواب من البتران، ولذا إذا صادف واختلط بهم ابتر جديد من الأسماء الجديدة المرشحة لمجلس النواب، فسيضيع بينهم ويوصم بما وصموا به ، ولذا لست الوم النائبة التي جاءت الى مرقد الإمام الحسين (ع) لطلب الاستخارة في الترشيح للانتخابات أم لا، فهي تخاف أن تختلط بالبتران وتوصم بوصمتهم التي ستلاحقها طول العمر، وعندها لا تنفع الأموال في خياطة (الشك الجبير)، هذه المسكينة الساذجة التي تريد تمثيل أكثر من مئة ألف عراقي للصوت الواحد تطلب الاستخارة حتى ترشح للانتخابات، والكثير من هذه العقليات في مجلس النواب، فأية حصانة فكرية يتمتع بها النائب العراقي، وإذا كان بمستوى هذا الجهل المطبق، فأية مشاريع قرارات سوف يناقشها في المستقبل.
بقي الأبتر الكبير الذي اختلط بالقطيع دون أن يشعر بذلك، وهو يومياً يتنصل عن قضية استقطاعات مرتبات الموظفين ويلقيها في ملعب النواب، ومن جهتهم فالنواب أيضاً يتنصلون ويلقون الكرة في ملعبه، ونحن بين هذا وذاك ضاعت مرتباتنا وقضي علينا فالترفيعات والعلاوات متوقفة والتعيينات ممنوعة، واستقطاعات مرتباتنا صارت مورداً من موارد الدولة الكسيحة بقدرة قادر، يعني (من لحم ثوره واطعمه)، وهذا مسكين آخر كحال الشعب العراقي، سرقوا ثوره الوحيد وأقاموا عليه وليمة، وكان مدعواً من بين المدعووين، فاعترض احد اللصوص على دعوته، فقال اللص الكبير: وماهي خسارتنا في دعوته؟، ( من لحم ثوره واطعمه)، ماذا سيجني الشعب من اختيار الوجوه نفسها، ولماذا لا يطالب ببعض المفردات شرط مشاركته في الانتخابات، مثلاً: تقليص مجلس النواب، الغاء تقاعد الأربع سنوات، مساواة مرتبات النواب والوزراء والرؤساء بمرتبات الموظفين الا بفروقات طفيفة، الغاء الاعداد الغفيرة من موظفي الرئاسات الثلاث ومستشاريهم الافذاذ، لكن للأسف هذه وحدة الرأي لا تتوفر لدينا بسبب المذهبية المقيتة، من الآن بدأت الدعوات: إنْ لم تخرج إلى الانتخابات سيخرج الطرف الآخر ويفوز ويعود متسلطاً عليك، والسذج من الناس تدركهم العصبية فيثورون دفاعاً عن المذهب، ولو أن أيّ واحد منهم يحاسب نفسه، ما فعل هؤلاء للمذهب؟ لجلس في بيته ولم يخرج إلى اختيار السكين التي ذبحته وستذبحه دائماً وأبداً؛ البتران كثيرون وأي ابتر سيأتي سيختلط في سوق البتران وعندها سيكون التمييز صعباً، وعلينا ان نقرر ان هؤلاء لا حياة معهم، عادوا إلى خصخصة الكهرباء بعد ان استهلكوا عشرات المليارات اغلبها صبت في جيوبهم من اصغر موظف الى اكبر موظف فيهم، حتى الكيبلات والمحولات لم تسلم من السرقة، والآن استسلمت الحكومة بان اللصوصية تسربت الى الشعب، ولايمكن لهذا الشعب ان يبني جداراً واحداً دون سرقة وأعمال فساد، فصارت الخصخصة هي سيدة الموقف، والله انتم من علم الناس على السرقة، فصار كل لص يقول هذا حقي وسانتزعه بيدي ، ولذا ضاع ابتر بين البتران.



#محمد_الذهبي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- طابور العشاق
- الأذن
- نهر
- أوشكت ان اكون شهيداً
- معاناة خريج
- صبراً ان ضاعت عاصمة فعاصمة قيد الضياع
- ابن عم الكلام
- هذا ما قاله الشيخ لأبي
- في الظل لاتقعي الدروب
- عندما تهرم
- كنتُ في كركوك
- أنا وكلبي
- اسم الوردة وامبرتو ايكو
- الرصيف مكتبتي
- حين كان الرصيف مكتبتي
- الآلهة التي قطعت رأسها
- أهواء نيرون
- هم يرجمونَ بما جنوا شيطانهم
- بغدادُ غيداءٌ لعوبُ
- قتلوكَ لكن لا يُقالُ قتيلُهم


المزيد.....




- كاميرا مراقبة تظهر ما فعله رجل يواجه تهمة -محاولة اختطاف طفل ...
- ترامب يعلن عن نية لتخفيف الرسوم الجمركية على البضائع الصينية ...
- السودان.. مقتل 3 أطباء على الأقل في أعقاب سيطرة -الدعم السري ...
- -البديل الألماني- يعتزم اللجوء إلى القضاء بعد تصنيفه كيانا م ...
- اتفاق تاريخي بين مصر ومجموعة موانئ أبو ظبي لإنشاء منطقة صناع ...
- ألمانيا تعيد السماح للسوريين بعرض أسباب اللجوء وتبقي على تعل ...
- ماذا تقول الأرشيفات السوفيتية عن صراع الاستخبارات العالمية ف ...
- الإعلام العراقية توقف برنامجا شهيرا وتمنع إعلاميا من الظهور ...
- خبير فنلندي يتحدث عن -الوسيلة الوحيدة- لمنع نشوب حرب عالمية ...
- لافروف يؤكد لنظيره الباكستاني استعداد موسكو للمساعدة في تسوي ...


المزيد.....

- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة
- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد الذهبي - ضاع ابتر بين البتران