أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - جعفري اصبح عنواناً لصراع أمريكي - إيراني! قوى وأحزاب غير مؤهلةَ لبناء الدولة















المزيد.....

جعفري اصبح عنواناً لصراع أمريكي - إيراني! قوى وأحزاب غير مؤهلةَ لبناء الدولة


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1480 - 2006 / 3 / 5 - 11:45
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


بعد 80 يوماً من المهزلة الإنتخابية التي جرت في منتصف كانون الأول المتصرم، لم تتمكن الاحزاب و القوى الفائزة في إنتخابات في تشكيل "حكومة وطنية!" على حد قولهم أو أي نوع من الحكومات تذكر!. بل إن قضية تشكيل الحكومة أصبح عصية أمام هذه الاحزاب والقوى الطائفوية والقوموية و حتى احتلال أمريكي لم تتمكن من فرض سياساتها حول تشكيل الحكومة لحد الأن.
إن هذه الاحزاب والإئتلافات ذو التلاوين السياسية المختلفة ومتناقضة إلى حد بعيد، لها بيت قصيد مشترك وهو إبعاد الجماهير من تعبير عن إرادتها الحرة، و إإستغلالها اشد الإستغلال من خلال السياسية الطائفية الإسلامية والقومية العمياء. المحور المشترك لتلك القوى الإسلامية الشيعية والإسلامية السنية و القومية الكردية مع قوة الإحتلال، هو إنتزاع "مواطن!" العراقي من حقه كمواطن متساوي الحقوق مع الإخرين، وحلت محلها الهويات الكاذبة "الشيعي والسني والكردي و في بعض الأحيان الجبوري والعبيدي والمحمداوي و الشمري...". هذا هو واقعنا الحالي في العراق الذي اصبح جهنماً على أهلها، وساحة لمصارعة الإرهابين الدوليين بقيادة أمريكا و إرهاب إسلام سياسي.
هذه هي محور السياسي لدستور العراقي ايضا الذي سن من قبل هؤلاء بمساعدة الأمريكيين. إذن سبب المرض في هؤلاء وفي الحكومة الموجودة والعملية السياسية التي تديرها امريكا مع هذه الفرقاء.
إن تفجير مزار الشيعي في سامراء هي بحد ذاتها ليس سبباً أصلياَ لتأخير تشكيل الحكومة كما تدعون، بل هي نتيجة لعملية السياسية الموجودة، لسياسة وثقافة التي اصبحت موديلا جديدأً في العراق الجديد. سياسة وثقافة طائفية التي تغذيها الأسلام السياسي الشيعي من خلال الدستور أولا وثانيا من خلال الحكومة و وزاراتها العدة بما فيها الأوقاف و الداخلية و ... حيث أصبحت الداخلية وزارة لفرقاء الموت، التي يتجولون حسب ما تشاؤون و يقتلون ويذبحون حسب ما ترغبون، هؤلاء الذين إنتجتهم معامل طائفية الإسلام السياسي الشيعي.
بعد تفجير مزار الشيعي في سامراء، إتجهت الاوضاع في العراق إلى حرب طائفي واقعي حيث قتلت بعد تلك الحادثة أكثر من الف شخص بدوافع سياسة طائفية، ناهيك عن تفجير المساجد السنية. في خضم هذه الأوضاع ضرب جعفري منتهي ولايته بعرض الحائط الدستور العراقي و سافر إلى تركيا حتى بدون إخبار الهيئات القيادية الاخرى التي من المفترض حسب الدستور حصول مواقتها للسفر هذا. وزاد في الطين بلة، حيث اصبح الزيارة المذكورة موضعا لإنتقاد صريح من قبل طالباني و قيادات اخرى، حيث طلبت التحالف الكردستاني والقائمة العراقية والتوافق بصورة رسمية من الإئتلاف الشيعي تبديل مرشحهه لرئاسة الوزراء و الأئتلاف رفض الامر.
من الواضح إن الجمهورية الأسلامية في إيران هي التي استفادت من إحتلال امريكي، ومن الجلي إن إيران لديها سيطرة ونفوذ كاملين على أكثرية ألأحزاب والجماعات داخل الإئتلاف االسياسي الشيعي. لدى جمهورية اسلامية مشاكل جمة مع امريكا خصوصا والغرب عموماً، حول مشاريعها النووية و مساعدتها للإسلام السياسي في فلسطين و لبنان و.... القضية النووية الإيرانية اصبحت بؤرة لشد وجزر خلال ثلاثة سنوات ماضية، اي منذ إحتلال العراق، بين النظام الإيراني و امريكا. في البداية قدم أمريكا العراق بكاملها كهدية لنظام الإيراني، مقابل عزوله عن مشاريعها النووية، وتعديل جملة من سياساتها الخارجية بما فيها عدم مساعدة حزب الله و الجماعات الإسلامية في فلسطين. لكن إيران إستلم الهدية ورفض الطلب الأمريكي. أدى هذه القضايا، وخصوصا مع وقوع أمريكا في مستنقع عراقي وفي أتون أزمة سياسية وعسكرية وإقتصادية خطيرة جداً، إلى تشديد سياساتها قبال إيران وبصورة مركزة، حيث إتهمها بمساعدة الإرهابيين في العراق و المنطقة، ناهيك عن تشديدها على الملف النووي في محافل الدولية و دول الخليج ومنطقة شرق الأسطك عموماً. ولنظام إيراني معرفة كاملة في أوضاع العراق ناهيك عن معرفتها بمجريات الامور التي تجري داخل الصالونات السرية في منطقة الخضراء، وهي تلعب "بالتوبة في ساحة أمريكا" ,امريكا تعرف ذلك جيداً وهي موثقة أيدي من وراء.
بعد أن صح النوم الأمريكي!! عرف الحيلة و تدخلت بقوة من خلال السعودية و وزير خارجيتها، التي صرحت بسيطرة إيرانية كاملة على امور العراق، حيث كان ذلك بداية لتدخل البلدان العربية و جامعتها في شؤون العراقية، وفي الوقت نفسه تدخل أمريكي غير مباشر( كما تدعي هي لاتتدخل في شؤون العراقية!!) لتأثير على تقليل نفوذ الإيراني في العراق وخصوصا داخل الهيئات القيادية والحكومة. ومن ثم و بعد فوز الإئتلاف السياسي الشيعي صرح زلماي خليل زادة سفير الامريكي في بغداد بأن امريكا لا تقبل بشخص طائفي في وزارة المهمة، اي لاتقبل بشخص جعفري و صولاغ و....بمعنى ما تقبل بشخص الذي هي تختارها داخل الائتلاف!و ليس نظام الإيراني.
بعد فوز الجعفري لولاية ثانية في إنتخابات داخل الأئتلاف عمق أجواء من التوتر و التشنج بين الكتل والقوى السياسية، وخصوصا بعد سفره الى تركيا دون أستشارة الاخرين وخصوصا الرئيس المؤقت العراقي طالباني. حيث رفض الجعفري بالجملة من لدى كل الاطراف االقومية الكردية و الإسلامية السنية و الجماعات الاخرى مثل القائمة العراقية و الحوار الوطني... حيث طلبوا من الائتلاف تغيره بمرشح اخرى حتى ينال صوت في "المجلس النيايبي". من الطبيعي حرضت امريكا على كل جماعات على ذلك. أما بخصوص نظام الإيراني ليس مهماً بالنسة لها من هو رئيس الوزراء داخل الأئتلاف السياسي الشيعي قبل الأزمة الاخيرة بينها وأمريكا والغرب حول أحالة ملفها الى مجلس الامن. ولكن بعد ذلك وبعد أن أتجه الامور الى قطع الصلة غير مرئية بينها وامريكا، اختار إيران مرشحها من خلال الضغط على السيستاني و التيار الصدري بالتحديد، حيث إنقلب الامر على مرشح مجلس الاعلى الاسلامي وفي لحظات الاخيرة وبعكس توقعات فرقاء الاخرى وامريكا، حيث رشح الائتلاف إبراهيم الجعفري لولاية الثانية لرئاسة الوزراء.
ولكن جعفري هي الأن مختومة بختم الإيراني، وهناك صراع مرير على بقائه أو رفضه، حيث لمح كل الجماعات التي لديها كتل في "برلمان" عدم ترشيحها مرة ثانية لانه لم يتمكن من سيطرة على أمور وخصوصا الامنية منها وهو منبوذ جداً لدى الإسلام السياسي السني والقومية العربية. أمريكا ترغب في مشاركة واسعة في الحكم، للإسلام السياسي السني و إلى حدما لحركة القومية العربية التي تتمثل في "برلمان" من خلال شخصيات وكتل مختلفة. أمريكا والتحالف الكردستاني و العراقية والأسلام السياسي السني و القومية العربية كلها متحدة لتقليل نفوذ والتدخل الإيراني في مجريات امور الحكومة و خططها و إدارة شؤونها.
أما بخصوص الإئتلاف فهي قوة غيرة متجانسة و غيرمتماسكة، ولكن يخاف من التحولات السياسية الاتية. عليه فأن القوى المؤتلفة الإئتلاف ترغب بالضرورة بقائها لمواجهة الأعصار القادمة، كالحرب الطائفي الشامل. وهو يعرف إن قوته في إتحاده وإئتلافه، وإن إنشقاقه ستأثر حتماً على مقدرة الإسلام السياسي الشيعي في الحكومة، ومن ثم يـاتثر نفوذ النظام الإيراني من خطوة كهذه . عيله إن أمور تشكيل حكومة العراق مرهونة بصورة جدية بالصراع الدائر بين أمريكا و إيران من خلال جنودهما في بغداد.
لكن إن أي حكومة تتشكل بهذه النوع وهذه الأليات ستكون نتيجتها اعوج و ستكون فاشلة حتماً مثل ما جربها العراقيون. ولكن جوهر المسالة هي إن هذه الاحزاب و هذه القوى كلها غير مؤهلة لبناء الدولة، والإجابة على تطلعات وأمال امواطنيين في العراق، وهذا هو جوهر القضية. عليه ليس أمام العراقين الانتظار لتشكيل الحكومة بل تعبئة وتنظيم حركة سياسة شاملة لصد حرب الطائفي وحيلولة دون إتساع رقعته، ومصارعة الإرهابين بأنواع واشكال تلاوينها، و حركة منظمة شاملة لطرد المحتلين ومن ثم بناء عراق جديد. عراق يتمتع المواطنين فيه بحق المواطنة المتساوية، وبالحريات السياسية الفردية و المدنية الكاملة، وبعيدة عن القوى الإرهابية وكل القوى التي تبتغي برنامجها الإستبداد و الظلم وسحق أمال الجماهير.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمال ...
- لا حكومة التوافق ولا حكومة المشاركة، سياسة حكيمةلإبعاد العرا ...
- العملية السياسية في العراق برمتها مزورة، و ستفشل حكومة الوفا ...
- إرهاب الداخلية، حكومة الإرهابيين، ديمقراطية إرهابية !
- مغزى زيارة البارزاني الأخيرة إلى واشنطن !
- دستور مجحف بحق الجماهير وتنكيل بإرادتها وتسليب لحقوقها !
- القوميون والطائفيون ليسوا مؤهلين لبناء الدولة!
- جماهير البصرة، تخرج من صمتها، في مواجهة ضد الإسلام السياسي!
- حكومة إسلامية برتوشات إعلامية !
- حذار من الشوفينية العربية بلباس الديمقراطية
- الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نموذج أسوء وطلقة على رأس المج ...
- ليس كل مايلمع ذهباَ!
- المهزلة الإنتخاباتية، تنذر بنتفجير الصراعات القومية في كركوك ...
- قاطعوا الانتخابات، إنها مكيدة لسلب حقكم وشرعنة للاحتلال والص ...
- فدرلة العراق، نسخة رجعية، يستوجب التصدي لها!
- هجمات إرهابية على الكنائس، تلح على أن نبني دولة علمانية!
- إنظموا لإتحاد المجالس والنقابات العمالية، ممثل وحيد للطبقة ا ...
- شبح زرقاوي، عدو أمريكي جديد؟!
- عجيل الياور من عشيرة إلى رئيس، ومن -صديق الكرد- إلى الشوفيني ...
- التصفوية الجديدة في الحركة الشيوعية العمالية!


المزيد.....




- -خدعة- تكشف -خيانة- أمريكي حاول بيع أسرار لروسيا
- بريطانيا تعلن تفاصيل أول زيارة -ملكية- لأوكرانيا منذ الغزو ا ...
- محققون من الجنائية الدولية حصلوا على شهادات من طواقم طبية في ...
- مقتل 6 جنود وإصابة 11 في هجوم جديد للقاعدة بجنوب اليمن
- لقاء بكين.. حماس وفتح تؤكدان على الوحدة ومواجهة العدوان
- زيارة إلى ديربورن أول مدينة ذات أغلبية عربية في الولايات الم ...
- الرئيس الصيني يزور فرنسا في أول جولة أوروبية منذ جائحة كورون ...
- مطالبات لنيويورك تايمز بسحب تقرير يتهم حماس بالعنف الجنسي
- 3 بيانات توضح ما بحثه بايدن مع السيسي وأمير قطر بشأن غزة
- عالم أزهري: حديث زاهي حواس بشأن عدم تواجد الأنبياء موسى وإبر ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - جعفري اصبح عنواناً لصراع أمريكي - إيراني! قوى وأحزاب غير مؤهلةَ لبناء الدولة