أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - فدرلة العراق، نسخة رجعية، يستوجب التصدي لها!















المزيد.....

فدرلة العراق، نسخة رجعية، يستوجب التصدي لها!


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1018 - 2004 / 11 / 15 - 03:07
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


الأطروحات والممارسات الرجعية تمطر على الأرض في العراق في ظل الإحتلال. إن إنفلات أكثر الحركات الرجعية من عقالها، والصراع الإرهابي الدائر بين الأمريكين والإسلام السياسي، و إثارة الصراعات القومية والطائفية، وقتل الابرياء و تدمير البيوت والبؤس والبطالة وسلب الحقوق السياسية والفردية والمدنية.... هذه كلها نتيجة لحرب أمريكي على العراق ومن ثم الإحتلال و ما يفرزه من الممارسات والقوانين والأعمال الرجعية، و تنصيب حكومات ومجالس مصنعة أمريكياً. بعد أكثر من عقد والحركة القومية الكردية، وأحزابها أعلنوا فدرالية لكردستان، فدرالية التي ليست لها أرضية وكانت في حينها، لا تمثل أية حركة إجتماعية، أو أية مطالب جماهيرية تطالب بفدرالية كردستان، بل كانت شعاراً ومطلباً رجعياً تنادى بها الإتحاد الوطني الكردستاني والحزب الديمقراطي الكردستاني والأحزاب التي بحوزتهما، في سبيل توسعة رقعة سلطتهما، و تعزيز قدراتهما في السلطة المركزية في العراق، وفي سبيل إلتقاط وأخذ حصة أكبر من القيمة الزائدة التي تنتج من عرق جبين العمال في العراق، حصة أكثر لبرجوازية الكردية، هذا هو كل مافي الفيدرالية وجوهرها لاتمت بصلة لتطلعات الجماهير في كردستان العراق إطلاقاَ. الفيدرالية القومية التي تنادي بها الاحزاب الكردية وبعد 12 عاماً من الدعاية والتحريض الكبيرين، والعلاقات الدبلوماسية السرية والعلنية منها وتوسل قيادة الحزبين برؤساء كل دول المنطقة والأمريكان وبريطانيا، لوضع مطلبهما على محمل الجد، بعد كل هذه المحاولات و الممارسات والبروباغندة لها، لحد الآن هي شعار ومطلب مبهم من لدن جماهير في كردستان.
بعد الإحتلال و في ظل "الديمقراطية الامريكية" ظهرت على السطح أطروحات رجعية مشابه، نسمع ونقرأ حول فيدرالية الجنوب ويرفعها شيخ عشيرة حجام في سوق الشيوخ الشيخ جواد كاظم ريسان الكاصد، يطلب فدرالية الجنوب أسوة بفدرالية "الشمال" على حد قوله، وهو أنزر حكومة آياد علاوي لتنفيذ مطلبه وينمحه حتى نهاية راس السنة، وبعكسه سوف" يصدر نداءه لأبناء عشيرته في قوات المسلحة و بالتنسيق مع رؤساء العشائر ورجال الدين والمثقفين... لسيطرة على المدن الجنوبية" هذا هراء من شيخ لايعرف سواء أعشاب البادية. ولكن بإعتقادي في ظل التراجع القهقري التي فرضت على الجماهير في العراق، وفي ظل تطبل الإعلام المأجورة لتلك الخزعبلات والترهات، وفي ظل الإحتلال وعدم وجود حكومة متمثلة عن جماهير العراق، وفي ظل دستور إنتقالي رجعي مبني على التفرقة القومية والدينية، يمكن لهذا الطرح وطروحات الأخرى أكثر رجعية ان تنبت وتنمو على الأرض في العراق. إن الفيدراليات التي تنادي بها الامريكان والقوى الرجعية من الإسلام السياسي و العشائر والقومية الكردية، كالفيدرالية القومية والإدراية والثقافية والتراث والعادات والتقاليد كلها مبنية على ايديولوجية ضد إنسانية، شديدة الرجعية لاتمت بصلة بطبيعة المجتمع العراقي و ثقافتها و تقاليدها الراقية، ولاتمثل حركة إجتماعية ومطلباً جماهيرياً، بل المراد منها سهم في السلطة أو كرسي في الوزراة كما كان واضحاً في طرح الشيخ حجام.
إن حكومة الإنتقالية المصنعة من قبل الامريكان ودستورها وقوانينها و ممارساتها السياسية والإدراية، هي جزء أصلي من مشاكل و مأساة ومعاناة الجماهير في العراق، وهي مسؤلة أمام الجماهير، عن كل طفل ونسائ تقتل وعن كل بيت يهدم وعن كل عمل إرهابي ينفذ. لكن ماهي حجج و وذرائع تلك الأطروحات الرجعية، ماهي الركائز الأصلية التي إتكؤا عليها طراحي فيدراليات المختلفة؟! كيف نتصدى لها؟!
*خصوصية القومية وخصوصية العشائرية والمذهبية والثقافية !
إن اساس أطروحة الفيدرالية في العراق، هو من قبل الحزبين الكرديين، إتحاد الوطني الكردستاني و حزب الديمقراطي الكردستاني، قبل 12 سنة مضت، وهي فيدرالية القومية، كما شرحت أعلاه هي لزيادة حصتهم في السلطة المركزية ومن ثم لزيادة سهم البرجوازية الكردية في إمتصاص عرق جبين العمال على صعيد العراق بصفتهم" وكلاء عن جماهير كردستان" على حد قول الاحزاب الكردية. هذا المطلب وهذا شعار، هو شعار ومطلب رجعي و مناهض لطبقة العاملة ولحركة الإشتراكية ولكل مايمت بصلة بالتقدم والرفاه و الحرية والمساواة. ولكن من جانب أخر، هي مطلب بالتوافق مع التيارات أكثر رجعياً في العراق، بالتوافق مع الإسلام السياسي وخصوصا حزب الدعوة الإسلامي ومجلس الأعلى الإسلامي ومع أحزاب المطيعة لمخابرات الأمريكية مثل جماعة جلبي وآياد علاوي والأحزاب التي اصبحت جسراً لوصول هؤلاء إلى السلطة مثل الحزب الشيوعي العراقي. هذا التوافق والمساومة بين تلك القوى جاءت ابان فترة قبل سقوط نطام صدام حسين الإستبدادي، مساومةً منهم قبال الحزبين نظراً لموقعهما المتميز مقارنة بباقي الأحزاب المعارضة اليمينة، حيث لهما مناطق نفوذهما و إداراتهما المحلية في أربيل والسليمانية.
إن فيدرالية القومية ومطلب الذي يلح عليه الحزبين الكرديين، هي سياسة رجعية لجعل الهوية القومية هوية أزلية وأبدية في العراق والمنطقة عموماً، وتقسيم الهويات القومية على باقي المواطنين في العراق، لأن من ناحية الإدارية والقانوينية لا يمكن الموافقة على فيدرالية منطقة ما وضمن حدود دولة واحدة دون موافقة على فيدراليات أخرى لقوميات الموجودة في بلد المعني. بهذا المعنى إن الفيدرالية القومية هي هوية لإزالة الهوية الإنسانية و حتى هوية المواطنة وحقه المتساوي في العراق. لأن لحق المواطنة المتساوية تعريف واحد وهو حق واحد وليس حقوقاً مختلفة، إن حق المواطنة المتساوية هو حق لكل مواطن ولكل فرد ضمن حدود دولة معينة بغض النظر عن قوميته ودينه و جنسه ولون بشرته، بعسكه أي جعل الهوية القومية هوية المواطن يعني إزالة هوية المواطنة المتساوية وقبرها. ومن جانب أخر إن حق المواطنة المتساوية، يلزم المواطن بواجبات قبال الدولة وتلزم الدولة بواجباتها تجاه مواطنيها، ولكن في حالة الفيدرالية يلزم الفرد وليس المواطن يلتزم قبال حكومته الفيدرالية وليس إتجاه الدولة، إن إن شرط مواطنة الفرد مشروط بعضويته في أحدى الفدراليات وليس بعراقيته، أي لكون الفرد كردياً أو مثلا عربيا أو تركمانياً بصفيته هذا يعتبر مواطناً وهذا متناقض تماماً مع حق المواطنة المتساوية ومن حقه كفرد عراقي!
ولكن هناك أنواع أخرى من الفيدراليات المختلفة من الفيدرالية الإدارية والفيدرالية الثقافية والمذهبية، كما اشرت أعلاه إن شيخ عشرية حجام يطلب فيدرالية لجنوب العراق على اساس "فإنه يمتلك هوية اجتماعية وعشائرية ومذهبية متمايزة تجعله أهلاً للمطالبة بحقوق ذاتية أكبر في إدارة شؤونه الخاصة دون أن ننسى الحصول على دور أكبر في السلطة المركزية نفسها, أسوة بالمحافظات الشمالية..." هذا ما قاله رئيس عشيرة حجام. إذن بيت قصيد الشيخ واضح للعيان وهو يطلب حصته وحصة عشيرتها في السلطة المركزية من خلال فيدرالية المذهبية أو العشائرية أو كما يحلو لك أن تسميه. وهناك أطروحات أخرى وخصوصا الفيدرالية الإدارية اي فيدرالية المحافظات الثمانية عشر التي طرحه بول بريمر و يؤيدة القوى الإسلام السياسي، إن كل هذه الفدراليات هي متاقضة والتطلعات الجماهير و مطالبها، وتشكل عائقاً أمام حركة الجماهيرية والوصول إلى أهدافها المتمثلة في إستتباب الأمن والإستقرار و توفير الحريات السياسية والمدنية والفردية، و تاسيس نظام يمثل جماهير العراق يمثل السلطة المباشرة للجماهير، ويمثل كافة المواطنين بغض النظر عن الأقوام والأديان و التقاليد المختلفة.
يجب على الجماهير ان يتصدى لتلك الأطروحات الرجعية، يجب عليها أن لا ترضى بجعلها مادة سهلة وتسخيرها ضد مصالحها وتطلعاتها الإنسانية، يجب عليها أن لاتقبل على نفسها هذه الهويات الرجعية، وجعلها عدوة لإخوانها و لجيرانها التي عاشوا مع البعض منذ مئات من السنين. إن التضامن الإنساني بين الفئات المختلفة من الجماهير في العراق، وتلاحم نضالها ضد القوى الإمبريالية يشهد لها التأريخ، على الجماهير إعادة إعتبار هذا المجد التأريخي و يطوره ويدفعه إلى الأمام في سبيل كنس التيارات الرجعية من الحركات القومية والإسلام السياسي. إن فدرالية قومية هي ضد مصالح الجماهير في كردستان وهي ضد رفع الظلم القومي بل يعمقه ويجعل منه حالة طبيعية وقانونية، وذلك في سبيل رفع وزيادة حصة الأحزاب الكردية، لا غير ذلك. وفدرالية المحافطات، هي رجعية ايضا نظرا لتسليم جماهير تلك المحافظات موثوقة الايدي إلى تلك الحكام الموجودين في وقت الحاضر، أي إلى تلك الحكام والسلطة التي تحكتر قسوة هذه المدن. نفرض إن فدرالية المحافظات أصبحت حالة قانونية وسائدة في العراق، إن هذا يعني تسليم جماهير في كوفة وكربلاء و نجف بدون اي ملاحظة إلى قوى الظلام الإسلام السياسي، وتسليم المرأة في تلك المحافظات إلى الملالي وجعلهن عبدأً للرجال، وتسليم الشباب والشبات إلى هؤلاء الذين لا يعرفون معنى الحياة والرفاه والحريات و التطلعات الشبابية، من الموسيقى و الفن والسينماء والرياضة والعلوم!
كل هذه الإدعاءات والبروباغندة التي تحيك لتلك الفيدراليات هي أطروحات و دعايات مغرضة وزائفة وكاذبة، خصوصا تلك الفيدراليات التي تنادي بالإدارية أو بالثقافية والعشائرية التي ليست لها اية أرضية إجتماعية ولم نشهد في تلك المناطق اي حركة احتجاجية تدعوا إلى هذه الاطروحات الحقيرة. قلنا إن فيدرالية قومية و قضية جماهير كردستان هي موضوع أخر، تستند اليها الاحزاب القومية بسبب وجود الطلم القومي، لمصلحتها كما شرحنا أعلاه ولكن ترتكز على هذا الطلم في سبيل قطع حصصها في السلطة و وليست لرفع هذا الطلم!.
*عدم تمركز السلطة في المركز، وترسيخ الديمقراطية !
أحدى حجج الأخرى لطراحي تلك الأطروحات وخصوصا لطراحي الفيدرالية القومية والإدارية، هي عدم تمركز السلطة في المركز ولترسيخ الديمقراطية في العراق، و في سبيل عدم أحياء الديكتاتورية، وتقسيم السلطة والصلاحيات على عدة فيدراليات المختلفة وفي الواقع هو تقسيم السلطة على عدد من القوى الرجعية. هذه الحجج هي كاذبة وملفقة. إذأ يسأل السائل تقسيم الصلاحيات والسلطة إلى منْ؟! ومنْ يتمتع بها؟! هل الجماهير المفدرلة هي التي تتمتع بهذه الصحلاحيات وهذه الديمقراطية؟! من الطبيعي لا. إن هذه الحجة جاءت لكون هذه الأحزاب التي تدعوا الفيدرالية جعل من نفسها وكيلاً و ومحامياً للدماهير، بدون معرفة " جماهيرها"، هي تطلب السلطة والكراسي الوزارية ومناطق النفوذ تحت إسم الجماهير، ولكن تستخدمها ضدها وضد مصالحها وحقوقها، كما شاهدناه في كردستان العراق منذ أكثر من 12 سنة مضت. إن هذه الأطروحة هي أطروحة لتوافق بين القوى اليمينة في سبيل قطع حصص السلطة بالتساوي أو بالتوافق بين برجوازيات القومية والإسلامية المختلفة في العراق، او بين القوى اليمينة المختلفة والمتحالفة في العراق بينها وبين أمريكا في سبيل تيسير سياساتها و نصب حكومة مطيعة لها. إن إعادة صلاحيات و إرادة الجماهير، وجعلها لمصلحتها هي عمل نضالي جماهيري منظم، تشترط إنفصال التام عن هذه الحركات وهذه القوى وعن سياساتها وممارساتها. هذا شرط مهم لإعادة إعتبار الإنسان وصلاحيته وإنسانيتها.
*إنفصال كردستان وتشيكل دولة علمانية وغير قومية!
إذا ننظر إلى مطلب إنفصال كردستان، بعيداً عن التعصب والكراهية القومية العربية، بعيدأً عن نهج تلك الحركة الرجعية التي دمرت العالم العربي والمجتمع في العراق، التي روجت لأعتي التقاليد الرجعية والشوفينية، التي باعت القضية الفلسطينة في سبيل بقائها على سدة الحكم، التي تتاجر بالدم الطفل الفلسطيني، وبحجارة الإنتفاضة الفلسطينية، اقول بعيداً عن تصورات هذه الحركة، وبعيدأ عن تصورات الإسلام السياسي وممارساتها و إرهابها التي لاتقر إلا بالعبودية الإنسان تحت إسم الإسلام وعبد لله. ننظر إلى القضية من منظور إنساني، على الجماهير في العراق أن تتضامن مع جماهير كردستان في سبيل إنتزاع هذا الحق، اي حقها في إقرار على تقرير مصيرها السياسي من خلال إستفتاء جماهيري حر على صعيد كردستان العراق، ليتقرر على البقاء ضمن العراق بحقوق متساوية أو إنفصال عن العراق وتشكيل دولة مستقلة. إن من مصلحة الجماهير في العراق، ومن مصلحة الجماهير في كردستان ومن مصلحة الطبقة العاملة في العراق، في وقتنا الراهن، أن ينفصل كردستان عن العراق وتشكيل دول علمانية وغير قومية فيها. لماذا هذا الطرح في مصلحة الجماهير والطبقة العاملة في العراق وكردستان؟! لأنه ببساطة تبعد الجماهير من الصراعات القومية، تبعدها من الحروب القومية و تأجيج صراعات القومية، التي طالما حاولت القومية البعثية والقومية الكردية تعميق الفجوة بين الناطقين باللغة الكردية والعربية، التي طالما غرسوا الكراهية القومية بينهما، وخصوصا تطاولت حكومة البعث على تعريب المناطق و تبعيث و طرد الناطقين باللغة الكردية من سكناهم ودارهم وقادت عملية انفال سيئة الصيت، في سبيل تعميق الهوة والتفرقة بين الجماهير في كردستان و الجماهير في العراق وذلك لفرض حالة التشرذم والانشقاق في صفوف الطبقة العاملة والجماهير في العراق التي طالما تميزت بالتضامن والتلاحم الإنساني والطبقي، ابان حكم الملكي والانتداب البريطاني، كما ظهرت في أرقى اشكالها في ملحمة كاورباخي. إن الحركة القومية هي التي تصنع القوم والملل وليس بالعكس. ومن جانب أخر إن طرح إنفصال كردستان تبعد جماهير كردستان من سيناريو الاسود، تبعدها من الإرهاب والصراع الإرهابي الدائر بين الأمريكان والإسلام السياسي. إن هذا الطرح ليست طرحنا الوحيد بل طرحنا الأخير، نظرا لعدم وجود أرضية لتحقيق أطروحاتنا الأخرى بصورة فورية وسريعة. إن بديلنا المحوري في سبيل إنهاء ورفع كافة أنواع الطلم والإضطهاد ومنها الطلم القومي هو الثورة الأشتراكية وتحقيق الجمهورية الإشتراكية التي تحقق في ظلها المساواة والرفاهية والحرية وقبر كافة انواع الظلم والإضطهاد، ولكن علينا، قبل وصولنا إلى تحقيق هذا الهدف و كحلقة في سبيله، علينا كنس القوى اليمينة الموجودة والمسيطرة، علينا تجاوز حالة الراهنة التي تتميز بالسيناريو الأسود وتقيسم السلطة على اساس السلاح والقوة، والإحتلال. الحالة الثانية التي نحن ليس مع إنفصال كردستان هي حالة تحقيق حكومة علمانية وغير قومية على صعيد العراق، تقر بحقوق المواطنة المتساوية بغض النظر عن القوميات والأديان والجنس، حكومة ليست لها دين رسمي وتقر بالحريات الدينية والإلحاد، حكومة تقر بالمساواة التامة بين الرجل والمرأة، حكومة تلغى من دستورها حكم الإعدام وتقر بالحريات السياسية والمدنية والفردية. في حالتين أعلاه، نحن مع بقاء كردستان ضمن دولة العراقية، لأن في ذلك الوقت ليست هناك تقسيمات على اساس القومية والهوية القومية والدينية، في هذه الحالة ليست هناك خوف على جماهير كردستان، لإعادة ممارسات الشوفينية العربية وممارساتها القمعية، التي أعلناه قبل مدة عجيل ياور و علاوي. ولكن في وقتنا الحاضر هناك حكومة قومية إسلامية على الحكم في العراق، إستلهم قوتها من قوة الإحتلال، وهناك دستورها الأنتقالي الرجعي الذي يقر بالقوميات المختلفة وقسم المواطنين على أساس هذه القوميات والديانات، عليه هناك خوف ورعب وإنتظار والترقب من لدى جماهير كردستان حول مصيرهم السياسي، هناك خوف لإندلاع الصراعات القومية والطائفية. عليه إن طرح إنساني السريع التي تبعد الجماهير من تلك الحروب والصراعات هي إنفصال كردستان وتشكيل حكومة علمانية وغير قومية فيها. إن فدرالية التي تدعوا لها الأحزاب الكردية، هي ضد تطلعات الجماهير في كردستان، والحزبين الكرديين هما عائقان اصليان أمام تحقيق هذا المطلب.
*كيف نتصدى لفدراليات المختلفة؟!
نحن نعيش في فترة عصيبة وخطيرة في ظل سيناريو الاسود المهمين على أجواء العراق. نعيش في ظل الإحتلال و إحتكار المدن من قبل القوى اليمينة القومية والإسلام السياسي، والعشائر والعصابات والمافيا، وتعيش الجماهير في طل حكومة إنتقالية مصنعة من قبل أمريكان، حكومة إسلامية قومية عشائرية، لاتمت بصلة بجماهير وتطلعاتها ومصالحها بل ترتبط مباشرة بالمصالح الأمريكية والقوى المشاركة فيها، حسب مبدأ التوافق بينهما وبين الامريكان، عاجلا أم آجلاً سيسقط هذا التوافق، ولكن بسقوط التوافق بين تلك القوى سيدخل العراق إلى دائرة أعنف من الصراعات القومية والطائفية. لأن تحالف هذا القوى مثلها مثل الملوخية المصرية أو الدليمية العراقية، فيها كل أنواع الحصو والحجر. إن شرط الأول في سبيل دفع هذا البلاء وهذه النكبة والماساة وإعادة الأمن والأستقرار، و رفغ البؤس والفقر وتوفير الحريات السياسية للجماهير هو نضال جماهيري في سبيل إخراج قوة الإحتلال و تنحي الحكومة الإنتقالية وآتيان بحكومة جماهيرية، حكومة تمثل السلطة المباشرة للجماهير، حكومة علمانية وغير قومية، بإعتقادي إن هذا النضال يمكن أن يبدأ في مكان ما، في مدينة ما، مثلا في مدينة كركوك، بحيث تعطي نموذجا لإدارة الأمور، تعطي نموذجاً للحريات السياسية والفردية والمدنية، تعطي نموذجاً للتضامن الإنساني بين الناطقي اللغات المختلفة، تعطي نموذجاً للمساواة التامة بين الرجل والمرأة... الحزب الشيوعي العمالي في العراق، هو حزب الوحيد الذي يمثل كافة العراقين بغض النظر عن القومية والدين والجنس، وهو حزب الوحيد المناضل في سبيل هذه الحقوق وتحقيق تطلعات الجماهير. 26/10/004



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هجمات إرهابية على الكنائس، تلح على أن نبني دولة علمانية!
- إنظموا لإتحاد المجالس والنقابات العمالية، ممثل وحيد للطبقة ا ...
- شبح زرقاوي، عدو أمريكي جديد؟!
- عجيل الياور من عشيرة إلى رئيس، ومن -صديق الكرد- إلى الشوفيني ...
- التصفوية الجديدة في الحركة الشيوعية العمالية!
- الإستحقاقات الجماهيرية في -الإنتخابات- القادمة ! على هامش تص ...
- تنكيل بجماهير العراق و شرعية لثالوث الطائفية-القومية -قانون ...
- التصدي للنظام العرفي، وظيفة جماهير العراق
- الحكومة الانتقالية حكومة مناهضة لطموحات الجماهير !
- تعذيب الديمقراطية، ديمقراطية التعذيب !
- على الطبقة العاملة، أن تأخذ دورها الريادي في حسم الصراع السي ...
- الكذبة التاريخية الكبرى، و البيان الصحفي (150) لمجلس الحكم ح ...
- قانون إدارة الدولةالعراقية- الدستور المؤقت- وغطرسات الإسلام ...
- جماهير إسبانيا إنتزعت حقها من مغتصبها !
- لا يستتب الأمن والاستقرار‘ دون سيادة الهوية الإنسانية على مد ...
- مقابلة مع سامان كريم مسؤول الحزب في مدينة كركوك، حول وثيقة ك ...
- تقرير من كركوك
- نشاطات مستمرة ومتواصلة لحزب و منظمة حرية المرأة في كركوك ضد ...
- شعار الحزب يصبح شعاراً لمديرية شرطة كركوك - يجب منع الشعارات ...
- الحزب الشيوعي العراقي الدين، الاسلام السياسي والوطنية ! - ال ...


المزيد.....




- غراب أبيض اللون..مصور يوثق مشهدًا نادرًا في ألاسكا
- طالب بجامعة كولومبيا في أمريكا يصف ما يحدث وسط المظاهرات.. ش ...
- ما السر وراء الشبه الكبير بين حارس مقبرة أخناتون والفرعون ال ...
- أسرار -أبرامز- الأمريكية في أيدي المتخصصين الروس
- شاهد لحظة طعن سائح تركي شرطي إسرائيلي في القدس
- -بسبب رحلة للغلاف المغناطسي-.. أشعة كونية ضارة قصفت الأرض قب ...
- متطوعون يوزعون الطعام في مخيم المواصي للنازحين الفلسطينيين ف ...
- محكمة العدل الدولية تصدر قرارها اليوم في دعوى تتهم ألمانيا ب ...
- نجم فرنسا: لهذا السبب لا يناسب زيدان بايرن ميونيخ
- نتنياهو عازم على دخول رفح والشرطة تقتل تركياً طعن شرطياً


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - سامان كريم - فدرلة العراق، نسخة رجعية، يستوجب التصدي لها!