أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سامان كريم - مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول فوز حركة حماس في فلسطين















المزيد.....


مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول فوز حركة حماس في فلسطين


سامان كريم

الحوار المتمدن-العدد: 1463 - 2006 / 2 / 16 - 12:21
المحور: مقابلات و حوارات
    


مقابلة مسؤول السياسي للصفحة الحزب الشيوعي العمالي العراقي مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب، في 10/2/2006 حول فوز حماس في الإنتخابات الفلسطينية:

خسرو ساية: غياب شارون عن المسرح السياسي، و من ثم فوز الحماس الإسلامي في الإنتخابات البرلمانية الفلسطينية... حدثان مهمان، لاشك ستدفع بأوضاع المنطقة نحو مرحلة جديدة ... ماهي اللوحة السياسية العامة لهذه الأوضاع برايكم؟ بمعنى أخر ماهي قرائتك لتحولات ما بعد شارون و وصول حماس غلى السلطة؟

سامان كريم : يجب قرأة صراع الفلسطيني-الإسرائيلي في خضم الأوضاع العالمية وما أفرزت منها التحولات السياسية العميقة في صفوف القوى العالمية والتوازن القوى الناشئ بينهم في خضم الصراع الدائر بين قطبي الإرهاب، اي الولايات المتحدة الأمريكية التي تقود وتدير إرهاب الدولة على صعيد العالمي تحت مسميات واهية مثل " حربها ضد الإرهاب" والإسلام السياسي من جانب أخر. إن حالة الصراع الدائر بين القوى العالمية و الصراع بين قطبي الإرهاب من جانب أخر، أدت بالصراع الفلسطيني-الإسرائيلي إلى هذه الحالة الراكدة، اي حالة عدم الإستقرار و إستنزاف الأموال و الأرواح. بإعتقادي إن غياب شارون في هذه المرحلة يجب قراته في خضم هذه الركائز الاساسية.
اصبح شارون وهو مجرم للحرب و سفاك لدماء أطفال و نساء وشيوخ و يمتلك ملفات دموية سوداء ابشعها مجزرة صبرا وشاتيلا، في غباب قوى اليسارية والتقدمية كقوة مؤثرة داخل مجتمع إسرائيلي، رجلاَ للسلام و بطلا لحل هكذا القضية، على الأقل في منظور الإعلام العالمي. إن غياب شارون وبعكس التصورات الثأرية التي تنادي بها القوى الإسلامية في فلسطين و الشرق الأوسط عموماً، برأي يشكل عائقا أمام العملية السلمية بصورة عامة و على مدى المنظور، نظراً لمكانته ودوره في مجتمع الإسرائيلي كصاحب لقرارات صعبة، و موقعه كشخصية قيادية لدى الولايات المتحدة وأوروبا و داخل المجتمع الإسرائيلي!! ومن جانب أخر ألتف حوله اليمين و اليسار البرجوازى بصورة عامة، اي صار عاملاً لتوحيد المبادرات. بغيابة وفي ظل الأطار الموجود لحل الصراع، يتراجع المفاوضات والعملية السليمة على الأقل لمدى منظور، خصوصا بعد فوز حماس في إنتخابات أخيرة، أصبحت قضية "السلام" في مهب الريح، و تدفع باقصى يمين الإسرائيلي إلى إستلام زمام الأمور.
إن فوز حماس كتيار سياسى إسلامي إرهابي في هذه المرحلة العصيبة في الصراع الدائر في الشرق الأوسط، له مدلولاته السياسية والإجتماعية من جانب و من جانب أخر يؤشر على غياب كاسح لقوى تمدن ويسار و بالاخص الشيوعية الحكمتية على ساحة السياسية في فلسطين.
براي إن فوز حماس جعلت من القضية الفلسطينة أسيرا لصراع الإرهابي الدائر على الصعيد العالمي والمنطقة بين قطبي الإرهاب، إرهاب الإسلام السياسي وبما يتمتع من الامكانيات المالية و حتى الدولية، ومن جانب أخر إرهاب الدولة التي تقودها أمريكا والقوى المتحلفة معها من أوروبا وبقية البلدان على صعيد العالمي. و من طرف أخر إن فوز حماس له مدلولاته السياسية والإجتماعية الكبيرة، التي تتلخص في إنتزاعه لرأية القضية الفلسطية التي رفعها منذ أكير من 40 عاماً الحركة القومية العربية في فلسطين و على صعيد العالم العربي جامعة. بمعنى أخر توصلت حماس بهذا الفوز إلى رفع راية قضية مركزية في عالم العربي، وبهذا وصل بالإسلام السياسي إلى مقدمة التحولات الجارية على صعيد المنطقة ككل، و من الطبيعي يشكل ضربة قاسية لحركة القومية العربية وحكوماتها، ,ايضا ضربة لسياسات و ممارسات الولايات المتحدة و اوروبا.
خسرو ساية: على اية حال، إن فوز حماس في الإنتخابات و حصولها على أكثرية الاصوات في البرلمان القادم في فلسطين، هو دليل على أنه قوة فائزة. هل إن هذا الفوز هو نتيجة ل"قرار الجماهير الفلسطيني" لصالح الإسلام السياسي، أو هناك عوامل أخرى أدت إلى هذه النتيجة؟
سامان كريم: فاز حماس وهذا لا شك فيه، ولكن لكل عملية أو كل حدث إجتماعي معين، له إطاره السياسي والاجتماعي المحدد ايضاَ. كيف فاز حماس و في إطار اي أرضية وتحولات سياسية؟ وضمن أية خيارات مطروحة أمام الجماهير في فلسطين؟. فاز حماس لان ليس امام جماهير في فلسطين خيارات أخرى، هذا هو بإعتقادي سبب أصلي لتلك النتيجة، ولكن هذه الإجابة لا يدلنا إلى شئ مقنع. إذن هناك عدة اسباب التي جاءت مع إتفاقيات إوسلوا. إن حكومة إسرائيل والقوى المقتدرة فيها لا تميلون إلى إنهاء عملية السلمية بصورة مطلوبة وسريعة فحسب بل سيطرت الفاشية القومية الدينية اليهودية على برنامجهم، حيث منذ إتفاق أوسلو إتسع رقعة الإستيطان إلى ضعفين وأكير، وإزدادت الهجمات الإسرائلية على مناطق الفلسطينية في غزة والضفة الغربيةـ وزادت معها الأغتيالات السياسية ضد قادة السياسيين لقوى الفلسطينية، وزادت معها معاناة الفلسطينين من التشرد والتشرذم، والبطالة و المجاعة والقصف اليومي وتجريف المباني والبساتين... كل هذه القضايا أدت إلى إضعاف دور وموقع منظمة فتح و قادتها وحكومتها المحلية أمام أنظار الجماهير فيها و أعطت قوة وتعطاف للمعارضي إتفاقيات إوسلوا و القوى التي "تقاوم" إحتلال الإسرائيلي بعنف و بسلاح، ومن جانب أخر إن فساد الإداري والمالي والسياسي تغلغلت إلى كل مفاصل الحكومة المحلية الفلسطينية وقادتها، حيث تراكمت رؤس الاموال لدى قادتها ومسؤليها و من جانب أخر تفشي الفقر والمجاعة و البطالة في صفوف الجماهير التي تناضل يوميا في سبيل البقاء. كل هذه المسائل وفي غياب قوة تقدمية، أعطت دفعة قوية لفوز حماس في إنتخابات الاخيرة.
علاوة على ذلك يجب علينا أن نأخذ في نظر إعتبار أنكماش دور قوى القومية العربية على صعيد العالم العربي و نهوض القوى الإسلامية فيها والمنطقة، هذا ناهيك عن دور الإحتلال امريكي في العراق التي أدت إلى تقوية هذا الإتجاه.

خسرو ساية: إن تصريحات الاولية قبال نتيجة الانتخابات في فلسطين، و حصول حماس الإسلامي على أكثرية الاصوات داخل برلمان، إستقبل بإنزعاج و إستياء من قبل الحكومة الإسرائيلية و امريكا و أوروبا. من طرف هناك قبول لنتائج العملية الإنتخابية من جانبهم كعملية ديمقراطية، و من جانب اخر رفضهم للعلاقة مع حكومة جديدة في فلسطين، و تحذيرهم من حماس كونها منظمة إرهابية، و لنزع سلاحه و إعترافه بإسرائيل... ماهي قرائتكم لتك التصريحات؟

سامان كريم: نعم كما جاء في سؤالك، إستقبل فوز حماس بفتور من لدن أمريكا و الإتحاد الاوروبي وخصوصا القوى الفاعلة فيها كألمانيا وبريطانيا وفرنسا. حيث النتيجة ، إتجهت بما لا يشتهي هذه القوى. بإعتقادي حصلوا على ثمار أعمالهم وممارساتهم وسياسياتهم الهمجية التي لا تنطوي على أية إنسانوية و تقدمية، بل جعلوا من هذه القضية أسيرا لصراعاتهم على السلطة والنفوذ في المنطقة وعلى صعيد عالمي من جانب، ومن جانب أخر برروا سياساتهم بمصالحهم الأنية والمستقبلية في المنطقة.
إن وضع شروطهم لتعاطي مع حماس كقوة إسلامية وإرهابية، لاتنطوي على اية تقدمية وحتى لا تنطوي على حل القضية الفلسطينة بصورة جذرية، بل تهدف إلى ترويض حماس كحركة إسلامية لصالح سياساتهم في المنطقة وفي صراع العربي الإسرائيلي بالتحديد. حيث إن شروطهم كما ذكره بوش وقوى أوروبية عدة، هي إلقاء السلاح و تخلي عن "المقاومة" و إعتراف بإسرائيل من جانب حماس و لكن ليس هناك أي تعهد من جانبهم لحل الصراع بصورة جذرية ونهاية، وحتى ليس لديهم أي شروط على إسرائيل لإنهاء إحتلالها حسب القرارات الدولية ذات الصلة اوحتى حسب إتفاقيات أوسلوا و أو تفهمات شرم الشيخ الاخيرة. بإعتقادي إن سياساتهم في مدى المنظور، هي محاولات لترويض حماس بما تنسجم و سياساتهم، و إذا روض حماس لصالحهم يبدأ العملية ما يسمى بعملية السليمة، وبدأ بالمفاوضات مع إسرائيل التي لا تنطوي على شئ.
ومن جانب اخرى أن تصريحات التي تلت تلك التصاريح التي ذكرتها في سؤالك تقول بأن امريكا و اوروبا سوف يقطعان معوناتهم التي عنونت تحت عنوان " دعم لشعب الفلسطيني"، هي التي تكشف إدعاءات والأكاذيب السخيفة والحقيرة السياسية التي تتستر ورائها سياسات أمريكا و الغرب قباحة ممارساتهم، حيث ، إذا كان "المعونات" هي "للشعب" الفلسطينى، لماذا تقطعونها؟ هل ليس هناك طريقة أخرى لوصولها الى "الشعب"؟! بإعتقادي إن هذه التصريحات كشفت مرة أخرى زيف هذه الدعوات "الإنسانية" التي سميت بالمعونات والدعم و... التي تنادي بها أمريكا والغرب لتضليل الراي العام العالمي...

خسروساية: ولكن محاولات أمريكا والدول الأوروبية، هي محاولات لترويض حماس لنزع أسلحته وإرهابه و أن يرفع يده عن "المقاومة"، و من جانب أخرى تسعى منظمة حماس لشطب إسمها من قائمة المنظمات الإرهابية، وأن يعترف بها من قبل أمريكا و أوروبا... هل سيحول هذه المنظمة الى حزب سياسي، تطابق و تكيف نفسها مع ما تقتضي أهداف الدول الأوروبية وأمريكا، مثل مثل ما فعل الإسلامي السياسي في تركيا ؟

سامان كريم: من الصعب التخيل تحول حماس إلى حزب كحزب العدالة والتنمية الإسلامية في تركيا، لأن هذا الحزب أسير لبوند دستور لجمهورية عمرها أكثر من 80 سنة من جانب و من جانب أخر اسير لنوع من التقاليد المتمدنة الراسخة داخل المجتمع التركي، ناهيك عن ضغط إتحاد أوروبي و ضغوطها اليومية لدفعه نحو تغيرات بما تنسجم مع ميثاق اتحاد الأوروبي. نحن في فلسطين نواجه مشكلة من نوع أخر و من قماش أخر، في فلسطين إن التقليد التي اصبح راسخا هي تقليد العنف و الإرهاب التي هي نتيجة من نتائج الإحتلال القاسي لإسرائيل من جانب، ومن طرف ثاني، نحن هنا ليس أمام دولة مستقلة لها قوانينها و دستورها خاصة بها، بل نحن نواجه قوى التي تناضل في سبيل بناء الدولة كل حسب برنامجها الخاصة بها، وبما إن حماس قوة إسلامية لها برنامجها لبناء دولة إسلامية و محو إسرائيل على الأرض حسب الصراع السياسي الديني، واصبحت قوة مقتدرة حسب هكذا التطلعات، عليه أن تحوله أو تحويله ألى حزب إسلامي مشابة لحزب تركي، صعب لغاية. خصوصا إن قضية صراع فلسطيني-إسرائيلي، هي بكل معاني قضية عالمية، تتصارع عليها القوى المؤثرة في العالم كإتحاد الاوروبي و امريكا وروسيا، ومادام الصراع الدائر بينهما، الذي يحاول أمريكا قيادتها تحت "حربها ضد الإرهاب"لم ياتي بنظام عالمي جديد لحد الأن إذن نحن أمام سياسات و أراء مختلفة و حتى نواجه سياسات متعارضة بين هذه القوى. ومادام إن الصراع السياسي الجاري بين قطبي الإرهاب في ذروتها نحن نرى محاولات لحماس لإصرار على برنامجها.
بتصوري نحن نرى تغيرات في سياسة حماس ولكن بمقايضة سياسة مع طرف المقابل اي إسرائيل و أمريكا، ولكن نحن وفي هذه الاوضاع العالمية، لا نرى تحول حماس الى حزب سياسي مشابة لحزب العدالة والتنمية التركية، بل التحولات في المنطقة تؤشر إلى نهوض الحركات الإسلامية على الاقل في المدى المنظور، وهذه تعطي زخماً جديداً لحركة حماس.

خسروساية: مع إن حماس فازت في إلانتخابات وحصلت على اكثرية الأصوات، ولكن مستقبل الحكومة الفلسطينية القادمة التي من المقرر أن تشكله حماس تواجه معوقات جسيمة، منها عدم إستعداد منظمة فتح المشاركة في حكومة حماس، وفي الوقت نفسه هناك محاصرة دبلوماسية من قبل اوروبا وامريكا، وعدم إستقبالها من قبل دول المنطقة. هل لحركة حماس الاسلامي فرصة لتشكيل حكومتها وتجعل منها عملياً أمرا واقعا؟

سامان كريم: من ناحية نظرية، حماس بامكانه أن يشكل حكومته وذلك حسب اللعبة الديمقراطية المتبعة في نتائج الإنتخابات في كل بلد. الحكومة الفلسطينية التي ستتشكل ومن المعلوم إن الحماس هو الذي عليه تشكيلها بتفويض من محمود عباس. ولكن هذه الحكومة غير مستقلة بمعنى أنها مرتبطة بجانب الاحتلال شاء أم ابى، لانها عليها ان تمضي بعملية السلمية، وفي هذه الحالة عليها تعبات محددة، التفاوض مع الإسرائيلين، و علاقات طيبة معه الاوروبيين وأمريكيين وعلاقات جيدة مع محمود عباس وهو رئيس منتخب ايضاَ، وإدارة المجتمع و تدبير الرواتب والخدمات و...
سأجزم أن ليس بإمكان حماس أن يكنس العملية السلمية المتوقفة أصلا من اساسها، لأنها مطلوب دوليا و جماهيرياً... إذن ليس بإمكان حماس أن يقفز فوق كل هذه الأملاءات و الطلبات التي وضعت على منضدته من قبل أطراف عدة... بإعتقادي بإمكانه أن يشكل حكومته، ولكن اية حكومة، هل هي حكومة قاعلة ومؤثرة؟ أم حكومة لتصريف شؤون إدارية و خدمية بحتة؟ بإمكانه تشكيل حكومته بدون تفاوض مع إسرائيليين، أو بدون التنازل عن برنامجه أو بدون موافقته لطلبات الامريكيين وأوروبيين، في هذه الاوقات نحن أمام نوع من الحكومة وهي "حكومة معارضة لأتفاقيات أوسلوا". ولكن إلى اي حد يراهن الحماس على هذه الحالة و ديمومتها؟ بإعتقادي هذه الحالة لها ما تبررها تأريخ القريب الماضي، حيث كانت جزءاَ من سياسة إسرائيل في زمن ياسر عرفات، كا سميت من قبلها "بإنعدام الشريك للتفاوض" أو ليس هناك في فلسطين من يريد "السلام"، و حينئذ ينفذ خطواته منفردا كما جرت في غزة... هذه كلها إحتمالات واردة...
اي بمعنى أخر بإمكان حماس أن يشكل حكومته مثل حكومات التي تتشكل في أو ضاع الأزمة و تكون مرهونة لصارع الإرهاب الدائر على صعيد العالمي منجانب و من جانب اخر مرهونة بظهور قوة مقتدرة تقدمية جديدة على الساحة السياسية في فلسطين و إسرائيل لإنهاء هذه القضية بصورتها الإنسانية التي تخدم الجانبين.

خسرو ساية: هناك عدة سيناريوهات في فلسطين والمنطقة يمكن أن تؤخذ بنظر الإعتبار. تتوقع اية من هذه السيناريوهات، أدناها:
1- تشكيل حكومة الشراكة مع فتح برئاسة محمود عباس، و عبر هذه القناة يفتح الطريق أمام المفاوضات مع الدولة الإسرائيلية ومن ثم إلسيطرة على الاوضاع.
2- من جانب أخر هناك إحتمال أخر وهو، إصرار حماس على "المقاومة" والعنف ضد إسرائيل، وإيقاع نفسها في حلقة نفوذ جمهورية إسلامية إيرانية، . وإستمرار التوتر والعنف في المنطقة.
3- إحتمال نشوب حرب داخلية بين الجماعات المسلحة، وخصوصا بين حماس وفتح و التي خسرت في الانتخابات و من ثم خسرت السلطة. وعلى هذه المنوال إعادة الأوضاع والمعضلات إلى داخل الساحة الفلسطينية، و ربط مصير الجماهير بنتيجة تلك الصراعات الداخلية في فلسطين.
4- إحتمال محاصرة حماس و عزلها ومن ثم إرغامها على إلانسحاب من الحكومة و من إيجاد التغيرات في سياساتها.

سامان كريم: إن كل السيناريوهات التي ذكرته في سؤالك، مترابطة و متداخلة مع بعضهما البعض. بتصورى إن فتح لا يريد مشاركة في حكومة حماس لان هذه المشاركة بإعتقادي يعني موتها كحركة التي قادت القضية الفلسطينة لأربعة عقود. ولكن حماس له جسر أخر مع فتح بواسطة محمود عباس الذي يبقى في مقامه، وهناك مفارقات أو مفارقة واقعية و عجيبة في الوقت نفسه. عباس هو وقع على إتفاقيات أوسلو أي مسح من عقله " إزالة إسرائيل" وعباس الذي دان أعمال الإرهابية التي نفذت من قبل حماس في ماضي القريب، كيف بإمكانه التعايش مع حكومة التي تشكله حماس؟! هل يوافق عباس على حكومة حماس التي تقتضي برنامجه إزالة إسرائيل، أو هل بإمكانه أن يرخص بذلك؟ هذا تناقض واقعي بين برنامجين سياسين مختلفين. حلحلة هذه الامور، و ترويض حماس يتطلب من قبل القوى العالمية وعباس مدة زمنية غير قلية، و حتى بقاء حماس كقوة مصرة على برنامجها وهو أمر متسعص جداًً، كل هذه التحولات، سوا كان ترويضهم قبل الأخرين أو فرض نفسه بمعنى ما على الأخرين مرهونة بالتحولات السياسية في المنطقة التي تجري على قدر الوساق تحت تسمية الحرب ضد الإرهاب.
براي هناك عوامل جدية لإصرار حماس على إلتزام بسياساته، هناك فوز لإخوان المسلمين في مصر، وهناك جبهة الشمالية تغلي بين سوريا والغرب عموماً، وايضا جبهة إيران مع الغرب، وايضا وقوع أمريكا في مستنقع العراقي ووصول الإسلاميين فيه الى سدة الحكم، وأخيراً قضية رسومات محمد نبي المسلمين، التي نشرت في جرائد الدانماركية والنرويجية ومن ثم في بلدان أخرى في أوروبا، التي فجرت غضب القوى الإسلامية. كل هذه الوقائع يساعد ويساند حماس للأصرار والمضي قدماً على إصرارها ولو من زاوية المقايضات السياسية. على اية حال يريد حماس حكومة المشاركة، و يحاول جاهدا في سبيل ذلك. براي أن حكومة حماس، هي حكومة مشلولة إلى حد كبير، ولكن في خضم هذه الأوضاع بإمكان هكذا النوع من الحكومات أن تستمر، وتعبئ الجماهير حول مشروعها، مايسمى "بالمقاومة".
واخيرا إن غرب وامريكا ليس لديها مشكلة لتعاطي مع الإسلام السياسي، وتصريحات بوش و الغرب عموماً تؤكد كلامنا هذا، لأن المطلوب من الحماس هو التخلى عن "المقاومة" و إزالة بند من برنامجهات حول مسح إسرائيل على الأرض. إذن طلبهم يدخل في خانة مصالحهم السياسية، وليس مصالح جماهير في فلسطين ولا حتى قضية مايسمى "بالعملية السلمية".

خسرو ساية: بعد تلك الاسئلة و اسئلة أخرى، كيف تنظرون إلى مصير عملية السلام في الشرق الأوسط و الصراع العربي الإسرائيلي، بعد فوز حماس في إلانتخابات ألاخيرة.؟

سامان كريم: براي وبعد مضى أكثر من عقد من الزمن على إتفاقيات أسلوا، وبعد فشل إتفاقيات أوسلوا و تفهمات شرم الشيخ وسياسات أمريكا واللجنة الرباعية وخارطة الطريق، وحتى فشل القرارات الدولية صادرة منذ أكثر من خمسة عقود... إن مصير هذه العملية وفي إطار الموجود فاشلة لامحالة. ليس بإمكان هذا الإطار السياسي أن يحل قضية الفلسطينة بقيادة أمريكا من خلال خارطة طريق أو أوسلوا، حل هذا الصراع، كما جربتها الحياة والمعاناة. وخصوصا إن مصير هذه العملية وبعد فوز حماس إنيط بالصراع السياسي بين قطبي الإرهاب في المنطقة. بإعتقادي إن قضية فلسطينة-إسرائيلية لا يمكن حلها ضمن هذه الإطار والقرارات حيث مرت عليها الزمن وأصبحت عتيقة و لا يستجيب لمتطلبات جماهير في فلسطين وحتى لا تلبي متطلبات السياسية لقوى المتصارعة سوا كان على صعيد العالمي، أو على صعيد المحلي. يجب إيجاد صيغة إنسانية لحل هكذا القضية، وهو ليس إلا إزاحة الإسلاميين و القوميين العرب في فلسطين، والقوى الدينية والقومية اليهودية التي فرضتت سياساتها على مجتمع الإسرائيلي، و نهوض بقوة تقدمية يساروية مقتدرة لحل هذه القضية بصورة تنسجم مع تطلعات المجتمعين في إسرائيل و فلسطين.

خسرو ساية: إرتبطت القضية العراقية والفلسطينية، بوشائج وصلات وثيقة في الصراع السياسي في الشرق الاوسط. ماهي إنعاكاسات التحولات الاخيرة في فلسطين على ألاوضاع السياسية في العراق؟

سامان كريم: براي يتاثر الأوضاع السياسية في فلطسين على الساحة السياسية في العراق، وعكسه صحيح. إن فوز حماس يعطي دفعة قوية لإسلام السياسي في العراق عموماً و الإسلام السياسي السني بشكل خاص ويعطي دفعة لحركة القومية العربية في العراق، ايضا لانها مرتبطة و مؤتلفة بشكل وثيق مع الإسلام السياسي السني ولو بصورة أنية و عابرة. كان في ما مضى الحركة القومية العربية من خلال فتح ومنظمة التحرير و علاقته بحزب البعث في العراق ينعكس الحالتين العراقية والفلسطينية على بعضهما البعص أما اليوم بقيت التاثيرات والإنعكاسات مابين القضيتين ولكن تغيرت الأمور حيث تضمن هذه العلاقة الحركات الإسلام السياسي.
ونرى الأن هذه الإنعكاسات بصورة جلية و تاثيره على الاوضاع في العراق. حيث نرى إزدياد عدد طلبات جبهة التوافق وخصوصا الحزب الإسلامي في العراق من إئتلافات و جبهات أخرى لمشاركتها في حكومة المقبلة التي يزعم تشكيلها.
برأي أن قضية شرق الأوسط وخصوصا القضيتني العراقية و الفلسطينية مرتبطان ببعضهما البعض بصورة وثيقة جداً، نظراً لتموضع القضيتين في عالم العربي و ووجود الحركات الإجتماعية في البلدين التي لها بعدها على صعيد العالم العربي. لس بإمكان اية حكومة في العراق، وخصوصا في المرحلة الراهنة أن تدير ظهرها قبال القضية الفلسطينية، علانية. ونحن نتحدث في مرحلة التي أو ثقت القضيتين في بأشد الوشائج منها صعود التيار الإسلامي في فلسطين و العراق إلى سدة الحكم ومن جانب أخر، وكما قلت أعلاه إن فوز حماس دفع بالقضية الفلسطينة صوب مظلة الحرب ضد الإرهاب الأمركي كما هو واقعا الأن في العراق. وأخيرا براي حل اي من القضيتين سوا كان بشكلها الأنساني من خلال تعبئة جماهير تقودها القوى التقديمة والشيوعية الحكمتية، أو ضمن حلول البرجوازية الموجودة بانواعها، ستؤدى بالنتيجة إلى حل قضية الباقية، ولو اصبحت اليوم القضية العراقية هي في صادرة من منظور الدولي.

خسرو ساية: في فلسطين فازت حماس و وصلت إلى السلطة. وفي العراق حصل الإسلاميين على أكثرية ألاصوات و يتم تشكيل الحكومة على أساس الإسلام و يتم العمل على تشكيل حكومة إسلامية. في مصر حصل إلإخوان المسلمين على موقع متقدم، وحصوله على خمس أصوات في البرلمان المصري، في الوقت الذي هو حزب غير قانوني و محظور من قبل الحكومة. وفي لبنان هناك حزب الله و تهديداته، و الدور الذي يمارسه في إفشال حكومة سنيورة في مهماتها. كل هذه المسائل بموازاة تهديدات أحمدي نجاد، وتقدم الجمهورية الاسلامية في الصناعة النووية... كل هذه تمثل لوحة لتقدم دور الإسلام السياسي في الشرق الاوسط. هل بإمكاننا أن نقول إن المرحلة الحالية هي مرحلة نهوض الإسلام السياسي في الشرق الأوسط مقارنة بمرحلة سقوط الطالبان في افغانستان؟ كيف تنظرون إلى صراع قطبي الإرهاب في هذه الأوضاع؟

سامان كريم: كما جاءت في سؤالك حصلت كل هذه الأحداث وخصوصا بعد نتائج كبيرة التي حصلت عليها إخوان المسلمين و فوز حماس في إنتخابات الأخيرة، نحن نرى القوى والحركات الإسلامية في باقي البلدان المنطقة وخصوصا في العالم العربي يعدون عدتهم و إمكاناتهم لمواجهة الحكومات بإسلوبهم اي إسلوب " الإنتخابات". نحن نرى في اردن والإسلاميين من العمل الإسلامي وإخوان المسلمين يعدون عدتهم لإنتخابات سنة القادمة 2007، ونرى ذلك حتى في بلدان الغربية لعالم العربي. إن هذه النتائج هي كلها إفراز من إفرازات لما تسمى "بالحرب الأمريكي ضد الإرهاب" بعد 11 سبتمبر. الإسلام السياسي كحركة مناوئة للإنسانية كحركة بربرية إلى العضم، تحاول بشتى الوسائل العصرية منها كصناديق الإقتراع و الإرهاب بوسائل جديدة أيضا إقتحام السلطة السياسية في بلدان المنطقة. اي تيار جارف تتطفل على بؤس والمجاعة من جانب و من جانب أخر تستغل ضعف الحركات العمالية و التقدمية في المنطقة، لجعل شعاراتها و أهدافها أهدافا جماهيرية، تحت مسميات عدة منها " ضد الأمبريالية" و " ضد الكفر" و أيضا "تقديم الخدمات العامة".
بإعتقادي إن صراع قطبي الإرهاب في هذه المرحلة وبعد إحتلال العراق وصلت إلى أوزراها، و ستستمر هذه الأوضاع المأساوية طالما لم تنهض حركة المدافعة عن المدنية والتمدن و الإنسانية على صعيد العالمي لصد هذه الحركات الإرهابية سوا كان أمريكية أو إسلامية ومقارعتها مقارعة دولية. 15 شباط سنة 2003 يجب أن تتكرر وبشكل أكثر إنسجاما وتنظيماً و إتساعاً، حتى يتسنى للبشرية أن تعيش بأمان، بعكسه نحن أمام تقهقر وتراجع تأريخي فظيع على البشرية جمعا، تفرضها اليمين البرجوازي في الغرب و الشرق، الإسلام السياسي و حكومات أمريكا والغرب عموماً على البشرية وذلك لإدارة أزماتها و بقاء الرأسمالية و الحكومات التي تتكيف مع هذه الرجعية. ليس أمامنا طريق سوى النضال والتنظيم و االنهوض بحركتنا العالمية في أي بقعة من أرض، وخصوصا إن ضرب قطبي الإرهاب في العراق، الذي صار ساحة لمقارعة الإرهابين في ما بينهم يشكل دفعة قوية لإسكات وحتى كنس الإسلام السياسي و إرهاب الدولي، نحن مدعوين لقيادة هذا النضال.



#سامان_كريم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا حكومة التوافق ولا حكومة المشاركة، سياسة حكيمةلإبعاد العرا ...
- العملية السياسية في العراق برمتها مزورة، و ستفشل حكومة الوفا ...
- إرهاب الداخلية، حكومة الإرهابيين، ديمقراطية إرهابية !
- مغزى زيارة البارزاني الأخيرة إلى واشنطن !
- دستور مجحف بحق الجماهير وتنكيل بإرادتها وتسليب لحقوقها !
- القوميون والطائفيون ليسوا مؤهلين لبناء الدولة!
- جماهير البصرة، تخرج من صمتها، في مواجهة ضد الإسلام السياسي!
- حكومة إسلامية برتوشات إعلامية !
- حذار من الشوفينية العربية بلباس الديمقراطية
- الجمهورية الإسلامية الإيرانية، نموذج أسوء وطلقة على رأس المج ...
- ليس كل مايلمع ذهباَ!
- المهزلة الإنتخاباتية، تنذر بنتفجير الصراعات القومية في كركوك ...
- قاطعوا الانتخابات، إنها مكيدة لسلب حقكم وشرعنة للاحتلال والص ...
- فدرلة العراق، نسخة رجعية، يستوجب التصدي لها!
- هجمات إرهابية على الكنائس، تلح على أن نبني دولة علمانية!
- إنظموا لإتحاد المجالس والنقابات العمالية، ممثل وحيد للطبقة ا ...
- شبح زرقاوي، عدو أمريكي جديد؟!
- عجيل الياور من عشيرة إلى رئيس، ومن -صديق الكرد- إلى الشوفيني ...
- التصفوية الجديدة في الحركة الشيوعية العمالية!
- الإستحقاقات الجماهيرية في -الإنتخابات- القادمة ! على هامش تص ...


المزيد.....




- إعلام: وفد مصري إلى تل أبيب وإسرائيل تقبل هدنة مؤقتة وانسحاب ...
- -أنصار الله- تنفي استئناف المفاوضات مع السعودية وتتهم الولاي ...
- وزير الزراعة الأوكراني يستقيل على خلفية شبهات فساد
- ماكرون يهدد بعقوبات ضد المستوطنين -المذنبين بارتكاب عنف- في ...
- دراسة حديثة: العاصفة التي ضربت الإمارات وعمان كان سببها -على ...
- -عقيدة المحيط- الجديدة.. ماذا تخشى إسرائيل؟
- مصر: بدء التوقيت الصيفي بهدف -ترشيد الطاقة-.. والحكومة تقدم ...
- دبلوماسية الباندا.. الصين تنوي إرسال زوجين من الدببة إلى إسب ...
- انهيار أشرعة الطاحونة الحمراء في باريس من فوق أشهر صالة عروض ...
- الخارجية الأمريكية لا تعتبر تصريحات نتنياهو تدخلا في شؤونها ...


المزيد.....

- قراءة في كتاب (ملاحظات حول المقاومة) لچومسكي / محمد الأزرقي
- حوار مع (بينيلوبي روزمونت)ريبيكا زوراش. / عبدالرؤوف بطيخ
- رزكار عقراوي في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: أبرز الأ ... / رزكار عقراوي
- ملف لهفة مداد تورق بين جنباته شعرًا مع الشاعر مكي النزال - ث ... / فاطمة الفلاحي
- كيف نفهم الصّراع في العالم العربيّ؟.. الباحث مجدي عبد الهادي ... / مجدى عبد الهادى
- حوار مع ميشال سير / الحسن علاج
- حسقيل قوجمان في حوار مفتوح مع القارئات والقراء حول: يهود الع ... / حسقيل قوجمان
- المقدس متولي : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- «صفقة القرن» حل أميركي وإقليمي لتصفية القضية والحقوق الوطنية ... / نايف حواتمة
- الجماهير العربية تبحث عن بطل ديمقراطي / جلبير الأشقر


المزيد.....

الصفحة الرئيسية - مقابلات و حوارات - سامان كريم - مقابلة مع سامان كريم عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العمالي العراقي حول فوز حركة حماس في فلسطين