أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - حنة وماش














المزيد.....

حنة وماش


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 5767 - 2018 / 1 / 24 - 00:25
المحور: كتابات ساخرة
    


قبل سنوات أنتشرت في الشارع العراقي أشاعة مفادها (إذا إن لم تقوموا بوضع الحناء على رؤوس الاطفال فسيموتوا ... ) والحق بالاشاعة ملحق منسوب لأحد المراجع إنه وجه بوجوب وضع الحناء على رؤوس الاطفال وبما أن الموضوع له علاقة بالأطفال وحياتهم وحضور العاطفة في الموضوع فقد هبت العوائل الى الاسواق تلتهم الحناء بشكل جنوني وباتت رؤوس الاطفال بالشوارع ملونة باللون الاصفر فلا تجد طفلاً الا ورأسه تعلوه الحناء وأختفت فجأة الحناء من السوق وأرتفع سعرها بشكل جنوني حتى باتت بسعر الذهب ، ثم جاء ملحق أخر مكمل للإشاعة هو وجوب طبخ الماش حتى تكتمل الحماية من الابادة المتوقعة للاطفال وهكذا أختفى الماش من الاسواق إسوة بالحناء ليرتفع سعره هو الاخر وينفذ من الاسواق ،طبعاً قبل الاشاعة كانت هاتين البضاعتين أكثر بضاعة كاسدة في السوق العراقية واذا بها بعد أطلاق الاشاعة تنفذ من الاسواق ويرتفع سعرها فضحك التجار على مجتمع كامل وعرفوا مكامن الضعف فيه فعندما تمتزج العاطف مع الدين تستطيع أن تسير الناس دونما تفكير وكأنما هم منومون مغناطيسياً والجريمة هنا هي الاستغفال والمستفيد هم التجار والضحية هم الناس البسطاء والاداة هي الجهل والغريب أن من أنجرف وراء هذه الاشاعة لم يقتصر على الناس الأميين وإنما حتى المتعلمين ومن يحسب على الثقافة وأصحاب الشهادات فالجهل هنا هو أنعدام الوعي أو بالأحرى التغطية والتعمية عليه بغطاء العاطفة وعندها تكون الرؤية مشوشة وغير واضحة ولكن السكوت عن مثل هذه الاشاعات والاكاذيب والتقاعس في مواجهتها ستكون له عواقب وخيمة على المجتمع لأنها سترسخ جذورها وتمتد وتتمظهر كمسلمات غير قابلة للنقاش وتتحول الى ثوابت لايسمح بالاقتراب منها ومن يجرأ على المساس بها سيتهم بشتى الاتهامات كما واجهت المجتمعات البشرية الانبياء والمصلحين عندما أرادوا إعادة هذه المجتمعات الى السراط المستقيم بعد انحرافهم فالمواجهة تكون أسهل مع بدء الانحراف وأيسر فعلى الرسالي الواعي الا يتقاعس بحجج فقدان الامل من التغيير أو اليأس من التأثير أو التخوف من ردود الافعال المتشنجة فكل هذا أمر طبيعي فالسباحة عكس التيار لها صعوبتها ولن تكون سهلة يسيرة وقد لا تحصد النتائج فوراً ولكن من المؤكد أنها لها تأثير وإن كان غير ملحوظ في الوقت الراهن ففي أدنى التأثير سيزعزع ثقة المجتمع بهذه الخرافات ويشكك بها ولن تحسب من الثوابت وعندها سنسهل مهمة أزاحتها لمن يأتي من بعدنا فالبضائع الكاسدة في السوق كثيرة وتصريفها لن يكلف أصحاب الدكاكين إلا كلام مأجور من على منابر الاوهام .



#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كبوة أخرى للقضاء العراقي
- عراقيو الكرسمس
- علوا على أيام صدام
- الربل
- كذبة علمانية
- ما زلتم لم تفهموا الدرس
- ابن العلقمي وأستقلال كردستان
- الحسين يقتل في كل محرم
- طابور الصمون وسياسينا
- المحرقة القادمة
- الانتحار الوافد الجديد
- طائر عراقي أخر يهوي في إيروزونا
- بخت الحكومة
- جريمة النجف من يتحمل مسؤوليتها
- الشباب العراقي بين مشروعين
- المرجعية تنفض عباءتها من الاحزاب الكبيرة فعلى ماذا يراهنون ؟
- حسين كامل والسيد الخوئي وأنا
- العراق يسقط بالضربة القاضية
- يجب إعادة الحياة للتصنيع العسكري
- منهج الاقطاب في العراق


المزيد.....




- فادي جودة شاعر فلسطيني أمريكي يفوز بجائزة جاكسون الشعرية لهذ ...
- انتهى قبل أن يبدأ.. كوينتن تارانتينو يتخلى عن فيلم -الناقد ا ...
- صورة فلسطينية تحتضن جثمان قريبتها في غزة تفوز بجائزة -مؤسسة ...
- الجزيرة للدراسات يخصص تقريره السنوي لرصد وتحليل تداعيات -طوف ...
- حصريا.. قائمة أفلام عيد الأضحى 2024 المبارك وجميع القنوات ال ...
- الجامعة الأمريكية بالقاهرة تطلق مهرجانها الثقافي الأول
- الأسبوع المقبل.. الجامعة العربية تستضيف الجلسة الافتتاحية لم ...
- الأربعاء الأحمر -عودة الروح وبث الحياة
- أرقامًا قياسية.. فيلم شباب البومب يحقق أقوى إفتتاحية لـ فيلم ...
- -جوابي متوقع-.. -المنتدى- يسأل جمال سليمان رأيه في اللهجة ال ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - حنة وماش