أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - الربل














المزيد.....

الربل


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 5732 - 2017 / 12 / 19 - 22:47
المحور: كتابات ساخرة
    


في صغري كنت أرافق والدي (رحمه الله) في ذهابه الى شارع الكورنيش على شاطيء الفرات وأكثر شيء كنت أعشقه في تلك الرحلة اليومية هو الركوب بـ(الربل ) وهي عربة ثنائية العجلة يجرها حصان واحد فيها مقعد من الجلد الفاخر يسع لشخصين تعلوه مظلة من الجلد الاسود وامامها مقعد صغير يجلس فيه السائق وهو يمسك (القمجي) ليلوح به للحصان الذي كان يعزف تلك الموسيقى الايقاعية الجميلة جراء وقع حوافره المنتعلة حذوة الحديد على الاسفلت ، كان يلفت نظري دائماً ذلك الحصان الذي يغطي عينيه القطعتان الجلديتان الكبيرتان على جانبي رأسه وكان يحيرني هذا الامر ويدفعني الى التفكير عن السبب بوضع هذه الحواجز على عينيه وفي أحد الايام سألت والدي عن السبب في تغطية عيون الحصان بهذه القطع الجلدية فتبسم وقال إنها لاتغطي كل عينيه ولكنها تجعله ينظر الى طريقه فقط دون أن يلتفت الى ما يصادفه في جوانب الطريق من ملهيات قد ينشغل بها وتؤخره وتظطر السائق الى جلده بالقمجي (السوط ) فهذه الحواجز فيها فائدة له وللسائق ولنا نحن حتى نصل الى مبتغانا بسرعة ،
كان جواب والدي كالنقش في حجر ذاكرتي الذي علمني إن لكل علامة أستفهام لابد من وجود جواب منطقي لها ، ودائماً ما كانت تستحضر في ذهني هذه الحواجز والحاجة إليها خاصة في مجال التربية فيجب وضع حواجز دائماً في جوانب الرؤية للإنسان وخاصة في مراحل التعلم الاولية حتى لا تلهيه عن النظر الى أهدافه الحقيقية المهمة، فمهمتنا العبور بالانسان وتعديه مرحلة الضعف والانسياق وراء المشتهيات في فترة اللانضوج العقلي، فالكثير من الانحرافات والخسران لشبابنا كانت بسبب أنحرافات بسيطة عن الطريق المستقيم إستمرت لتبعد الشخص عن جادة الصواب ليصل الى مرحلةٍ يصعب معها إرجاعهُ الى الطريق المستقيم كون المسافة باتت كبيرة والانحراف ترسخ في النفس فيصعب تنقيتها من أثاره وتحول الانحراف الى عادة وكان يمكن دفع كل هذا من البداية بتجنبه إياه حتى وإن كان خلاف رغبته ومشتهياته ، إن الدلال الزائد والحرية المفرطة وتلبية كل ما يطلب الطفل دون النظر الى الاثار الجانبية والسلبيات المترتبة على المدى البعيد والقريب هو من أهم مسببات الانحراف وهذه التلبية المستدامة هي بحد ذاتها خلل كبير فوجود كلمة (لا) في حياة الطفل مهمة جداً ليتعلم أن ليس كل شيء يمكن الحصول عليه بسهولة فحصر طفولته بـ( نعم) المحببة للآباء سيصدمه بكثير من الاخفاقات ولن يفهم معنى الـ(لا) الموجودة في الحياة بكثرة ولن يتكيف مع الصعوبات ليتغلب عليها بل سيكون كورقة في مهب الريح بلا ارادة أو قوة أو تطعيم ضد مصاعب الحياة فنكون حكمنا عليه بالفشل المزمن وتركناه في ساحة معركة بلا سلاح ولا عتاد ولا رصيد من التجربة بطعمها المر والمؤلم ،



#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كذبة علمانية
- ما زلتم لم تفهموا الدرس
- ابن العلقمي وأستقلال كردستان
- الحسين يقتل في كل محرم
- طابور الصمون وسياسينا
- المحرقة القادمة
- الانتحار الوافد الجديد
- طائر عراقي أخر يهوي في إيروزونا
- بخت الحكومة
- جريمة النجف من يتحمل مسؤوليتها
- الشباب العراقي بين مشروعين
- المرجعية تنفض عباءتها من الاحزاب الكبيرة فعلى ماذا يراهنون ؟
- حسين كامل والسيد الخوئي وأنا
- العراق يسقط بالضربة القاضية
- يجب إعادة الحياة للتصنيع العسكري
- منهج الاقطاب في العراق
- من حقق النصر في الموصل
- أبو الفقراء موسم المصائب
- من قتل كرار نوشي ؟
- المرجع اليعقوبي يدعو الى الدولة المدنية


المزيد.....




- بالإحداثيات.. تردد قناة بطوط الجديد 2024 Batoot Kids على الن ...
- العلاقة الوثيقة بين مهرجان كان السينمائي وعالم الموضة
- -من داخل غزة-.. يشارك في السوق الدولية للفيلم الوثائقي
- فوز -بنات ألفة- بجائزة مهرجان أسوان الدولي لأفلام المرأة
- باريس تعلق على حكم الإعدام ضد مغني الراب الإيراني توماج صالح ...
- مش هتقدر تغمض عينيك.. تردد قناة روتانا سينما الجديد على نايل ...
- لواء اسرائيلي: ثقافة الكذب تطورت بأعلى المستويات داخل الجيش ...
- مغنية تسقط صريعة على المسرح بعد تعثرها بفستانها!
- مهرجان بابل يستضيف العرب والعالم.. هل تعافى العراق ثقافيا وف ...
- -بنات ألفة- و-رحلة 404? أبرز الفائزين في مهرجان أسوان لأفلام ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - الربل