أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - أبو الفقراء موسم المصائب














المزيد.....

أبو الفقراء موسم المصائب


علي فاهم

الحوار المتمدن-العدد: 5575 - 2017 / 7 / 8 - 22:07
المحور: كتابات ساخرة
    


كثيراً ما كان يذكر لي والدي مقولة كان يختار لها هذه الأيام الحارة فرصة ليرددها على مسامعنا و هي ( الصيف هو أبو الفقراء ). و لمن لا يعرف من هم الفقراء قال صاحب معجم المسحوقين إن الفقراء أسم يطلق في العراق على كل من لم يحالفه الحظ في أن يكون من سكان المنطقة الخضراء أو لم يحضا بابن عم يعمل حماية لوزير أو قيادياً في أحد الأحزاب الحاكمة. أو كانت عنده عزة نفس تمنعه من التملق لمسؤول ما،
وكان المبرر لينال الصيف منزلة الأبوة للفقراء هي كونهم لا يهمون في هذا الموسم بكثرة ونوع ملابسهم كما في موسم الشتاء الذي يحضى بتقدير اصحاب البدلات والربطات . فيرتدي الفقير في الصيف أبسط ما يجدون و لا يتكلفون ترميم ما تبقى من بيوتهم المتهرئة و سد منافذها فالعراء هو ما يبغون , لهذا كان أبي و أمثاله يفرحون بمجيء الصيف ضيف خفيف الظل كما ترخص فيه أسعار الفواكه التي يتحسر عليها ابنائهم ويمكنهم من إضفاء فرحة مؤقتة لهم, و لكن مع التغيرات التي طرأت على العراق تغير فيه الكثير من الأمور التي كنا نعتقد أنها ثابتة لا ينال منها الزمن و لا تغيرها المحن فاختلت الموازين و ذابت القوانين و تسممت المفاهيم و منها هذه المقولة التي بقيت أحدى الذكريات التي أستجمعها في صندوق حكايات العراق القديم ، فالصيف لم يعد أباً للفقراء و أنما أصبح زائراً غير مرغوب فيه منذ إطلالة أول أيامه الحمراء الساخنة يدخل الفقير في دوامة من المحن التي لا تنتهي و المصائب التي لا تنجلي يحبس فيها أنفاسه تحت صفيح ملتهب من ارتفاع كبير بدرجات الحرارة التي تصل الى درجة الغليان و نهار لا يكاد ينتهي و التي تميز بها مناخ العراق فقدره أن تدوم عليه النيران من كل حدب و صوب و الذي غزاه التصحر من الجنوب و الجفاف من الشمال لتزيد من كثرة الفلاحين المهاجرين أو المهجرين لريفهم ليتركوه فريسة سهلة بيد الصحراء التي تلتهم أراضيهم بعد أن تركتهم حكومتهم بلا معين و إختصت هي وحدها باللون الأخضر لمنطقتها ،و تركت اللون الأصفر لأراضيهم و وجوههم و أحلامهم .
و لا تنتهي معاناة الفقير بالانقطاع المزمن للكهرباء التي عجز عباقرة و سياسي الحكومات المتناوبة على رؤوسنا من أن يجدوا لها حلاً حتى استعانوا بالمنجمين و السحرة و أبو مراية و أستنزفوا كل طاقاتهم الذهنية و المادية و الجنسية دون فائدة تذكر هم يدعون الله أن يساعدهم و يوفقهم لحكومات قادمة قد يجدوا حلاً لهذه المعضلة, و بما إن هذه المشكلة تتشعب منها عدة مشاكل أخرى لأن عليك أن تلجأ الى البديل وتقع تحت رحمة أصحاب المولدات وأسعارهم التي تستنزف جزء من راتبك الموزع مقدماً على الدائنين ومطالب العائلة التي لا تنتهي وقوارض الحكومة التي تقرض بهذا الراتب بشتى الاتجاهات لتحيله هزيلاً لايصل الى نصف الشهر و هذه المصائب ليست عفوية فلا درجات الحرارة العالية هذه طبيعية وعفوية فلم تقترب الشمس من سطح العراق فقط لتصل الحرارة دجة الغليان ولا كانت الكهرباء معضلة عويصة لايوجد لها حل ولكن هناك من يريد أن يبقى العراق والعراقيين يراوحون في أماكنهم والعالم يتقدم ويتطور وهو يتحول الى مدين للبنك الدولي وخيره لغيره بعد أن كانت ميزانياته الانفجارية تتوزع على من يمسك بالسلطة فالمصائب في موسم الصيف لا تعد و لا تحصى و هي تترى على الفقير حتى تنسيه اسمه و أسم أبيه ، فلم يعد الصيف أباً للفقراء بل هو موسم للمصائب و دمتم سالمين . .



#علي_فاهم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من قتل كرار نوشي ؟
- المرجع اليعقوبي يدعو الى الدولة المدنية
- غزوة رمضان وبالوعات الطائفية
- أكل و وصوص
- خيط وابرة وضمير
- حيدر الحسيني شهيد الشعبانية
- ديجافو
- جسر طويريج
- لماذا الاردن تكره الشيعة
- الشعب يرفض الخصخصة
- دردشة عراقية تحت المطر
- عندما يكشف البرلماني عن فساد
- السفينة الغارقة وسائقو الشاحنات
- قانون سانت بوكو
- لزكة خو مو لزكة
- عماد أني اعشق ولكنكم جاهلون
- الشگ صغير والرگعة جبيرة
- تاريخ الموصل لا يقبل التزييف
- خصخصة وطن
- التحالف الوطني على وشك الانهيار


المزيد.....




- روسيا.. جمهورية القرم تخطط لتدشين أكبر استوديو سينمائي في جن ...
- من معالم القدس.. تعرّف على مقام رابعة العدوية
- القضاء العراقي يوقف عرض مسلسل -عالم الست وهيبة- المثير للجدل ...
- “اعتمد رسميا”… جدول امتحانات الثانوية الأزهرية 2024/1445 للش ...
- كونشيرتو الكَمان لمَندِلسون الذي ألهَم الرَحابِنة
- التهافت على الضلال
- -أشقر وشعره كيرلي وحلو-..مشهد من مسلسل مصري يثير الغضب بمواق ...
- الإيطالي جوسيبي كونتي يدعو إلى وقف إطلاق النار في كل مكان في ...
- جوامع العراق ومساجده التاريخية.. صروح علمية ومراكز إشعاع حضا ...
- مصر.. الفنان أحمد حلمي يكشف معلومات عن الراحل علاء ولي الدين ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - علي فاهم - أبو الفقراء موسم المصائب