أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صباح محسن جاسم - !السيد قوجَمان و أسطورة الوحدة الوطنية















المزيد.....

!السيد قوجَمان و أسطورة الوحدة الوطنية


صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1479 - 2006 / 3 / 4 - 10:04
المحور: العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية
    


تمزق العراق بعض تيارات وأحزاب وتخرصات ذات طابع طائفي وعرقي وتكالب لأعداء كثر من كل حدب وصوب ، وبعد الذي جاء به الاحتلال للعراق بغض النظر عن مبررات العملية القيصرية للإطاحة بأعتى نظام دكتاتوري بذرائع ظهرت بواطنها الواهية وتمخضت عن سوء إدارة على حساب مصير شعب عريق وما رافق ذلك من تسيّب والى مجيء (قاضي بغداد) الجديد - السيد برايمر- واضعا لإدارة بديلة للبلاد تمثلت بمجلس الحكم . وان تمر ثلاث سنوات عجاف أدخلنا الواقع المتشتت والمتناقض في نفق أكثر ظلمة حتى برزت علينا مزايدات الإسلام السياسي بتخريجاته وطروحاته المعلنة والسرية التي كشفت أيضا عن " أنا " آخر، وبين أزمة الثقة بالوضع الجديد الواعد الذي جناه الشعب العراقي أثر الاحتلال والمساعي لتدارك ما آل إليه الوضع المزري في تدني الخدمات وتردي الحياة برمتها دعت القوى السياسية والوطنية والدينية إلى توحيد الجهود على أساس الوحدة الوطنية .. وبعد كل هذا الجهد ، يطلع علينا أخونا الكبير حسقيل قوجمان في مقاله الأخير الموسوم ( أسطورة حكومة الوحدة الوطنية) المنشور في موقع صحيفة الحوار المتمدن الغراء بتاريخ 25-2-2006 ليسفـّه أولا رجال سياسة بعينهم ولينصح من أن التفكير بالوحدة الوطنية هو مجرد خيال لا يمكن تحقيقه بالطريقة التي ينادي بها رجال السياسة والدين العراقيين الآن بل يحسن أن تجرى عملية التغيير داخل القاعدة الجماهيرية الواسعة وعلى أساس شعار المقاومة للاحتلال مفصّلا من موقعه في لندن من أن سلة المقاومة ممكن أن تتشكل من عناصرها على الأرض (فهناك قوى منظمة من الجيش العراقي المنحل وهناك مجموعات فئوية دينية وهناك أعضاء حزب البعث وهناك أناس علمانيون ويساريون .) كما ويسترسل السيد قوجمان ليثقف إلى خلق مقاومة بشعار وطني واحد يدعو إلى نوع فريد منها ( مقاومة الاحتلال بجميع الوسائل وعلى رأسها المقاومة المسلحة ...) بيد أن الأخ قوجمان يشترط للمقاومة ( وعلى أساس أن ينسى كل المقاومين علاقاتهم الحزبية وعلاقاتهم الدينية وعلاقاتهم الاجتماعية). أوليست هذه تفاؤلية ساذجة ؟
يبدو قد خفي عليه أيضا أن المزايدات الطائفية التي رعاها الاحتلال – سيما وقد وجدها طبخة جاهزة ساعده فيها سادة الخراب الداخلي أصحاب الشأن إياه ممن نادوا بها وشمروا لها السواعد - هي أبلغ سلاح ضد كل حركات التحرر الوطني الحضارية في النموذج العراقي.
المضحك- المبكي ، أن كل من شارك وأيد الغزو العسكري للعراق يخيل إليه انه صاحب ( الثورة) على الدكتاتورية وانه هو وحزبه من قام بالتغيير وربما ( جيّر) لنفسه عملية وضع الأجراس حول عنق القط !
المقاومة أمر مشروع حقا لكنها ليست تلك التي يفبركها حلم السيد قوجمان إذ من سيسمح بنمو مثل هذا الحلم الجميل والجماهير ما تزال تفتقر للثقافة التي عهدها السيد قوجمان سنوات الخمسينيات وما قبل تربع الدكتاتور على ناصية الحكم في العراق؟
الدليل على ذلك هو أن ما نسبته 80% من شيعة العراق يخرجون بكلمة واحدة لرجل دين وهو ما لم يكن متوفرا في الخمسينات. ولولا فتاوي السيد على السيستاني السلمية وإن أتت متأخرة قليلا لحدثت مجازر مرعبة.
إن المقاومة التي تحدث عنها بدأت على يد بقايا صدام ثم تطور الأمر كي تصبح مجرد ردود أفعال للمعالجات الأمريكية في لم المقاومة الصدامية وليس الوطنية منها.
الوطني الصحيح هو ذلك الذي يتعامل مع العراق الجديد كتحصيل حاصل وواقع مفروض مؤقتا وان يسعى سعيه الحثيث والهاديء لإحلال المواطنة بدل الطائفية ، وهو من يحقن دماء شعبه الغالي والعزيز وهذا ما يعمل عليه الليبراليون واليسار بمعيّة أياد علاوي ومهدي الحافظ والباججي وحميد مجيد ولبراليّ الكرد وصالح المطلك وأمثالهم ممن انتهجوا طريقهم الذي لا طريق سواه .. طريق اللبرالية والديمقراطية هذا هو منطق الأشياء الحقيقي.
هناك حقيقة أقولها وبمرارة : إن مقاومة الأمريكان بالشكل المسلح الانتحاري ومن مبدأ (عليّ وعلى أعدائي) الذي يشهده كل العراقيين يعني تدمير الشعب العراقي . وما عرفه العراقيون عمليا وليس بحدود ( العنتريات) إنما هو مجرد مقاومة شوهاء :( طريق الصد ما رد ) وهذا ما عمل على تشويه المقاومة.
العراقيون دون استثناء لا يرغبون بالاحتلال بل يرفضوه تماما كما لن يرتضوا بسيل دماء أبنائهم النازف كي يعودوا بالتالي إلى مربعهم الأول من جديد.
ولو أدرك المهاتما غاندي أن للقاذفة والهاون فعل مقاومته لنيل استقلال بلاده من نير البريطانيين لما توانى عن حملها مختصرا الطريق.
ما تطرق إليه الأخ قوجمان هو صب الزيت في غير مكانه الصحيح.. هو دعوة بأسم المقاومة لحرق كل العراق والمناطق المجاورة. شعبنا يذبح يوميا بالمئات والسيد قوجمان يتلذذ بنكات مجموعة افترشوا أرضهم السندس ومضوا يتفكهون وأيديهم في ماء بارد ساخرين من رجال في الأقل الممكن واجهوا ويواجهون الموت يوميا.
ما نحتاجه الآن وفي الغد هو لم مقاومتنا العراقية وتوجيهها بما يخدم حقا السبب الذي جاءت من أجله. المقاومة التي نتمناها هي تلك التي تميز ما بين الدغلة وعشبة الحنطة لا أن تحرق كل الزرع بشطئه. وليدعنا منظرو المقاومة أن نفلسف ميتتنا بالطريقة التي تفيد وليس بتلك الساذجة المدمرة.
المقاوم الذي تشم رائحته يا سيدي وجلاسك المتفكهين وانتم خارج دائرة النار اللاهبة وشواء الجسوم البشرية المتفحمة ورعب الشيوخ قبل الأطفال وخراب البيئة وشلل العلاقات الاجتماعية هو ليسه ذاك سلام عادل الذي نشر البعث جسمه بالمنشار وما فرّط بمبدئه. هذا الذي تتحدث عنه سيد قوجمان تفتحت عيناه على ورقة الدولار الخضراء وتطاولت مقاومته ليخطف الناس ويطالب بـرزم (الدفاتر).
لقد رأينا بأم أعيننا كيف يتصرف ذلك المقاوم وكيف يغزو مساجدنا بأسم الطائفة والدين ويتجاوز على أعراض الغير ويسرق حتى جيرانه ، كما وجدته في قارع طبل لعزاء في أحد مواكب الحسين. أسمعت بحرب الجوامع ؟ سجلها في قاموسك سيدي.
العراقيون لا يؤمنون سوى بالتجربة .. بالتجربة المرة تراهم يجتمعون ويتعاونون ولن تفيدهم كل نظريات العالم.
نصيحتي الوحيدة : كفى متاجرة بنزيف الدم العراقي. دعوا الناس تجرّب ما ترى فيه فائدتها. فلم تمنح حرية التجريب للعراقيين طيلة تاريخهم الموبوء بالحروب والآهات والآلام... ليأتي من يأتي من حزب الدعوة أو الشيوعي أو البرتكيشي حتى ، مسلم ، مسيحي ، أيزدي ، يهودي عراقي .. وليعمل .. ونراقب عمله وان وجدناه يسرقنا خلافا لما أقسم ووعد عندئذ نكون كلنا مقاومين له. فما عادت عيوننا بعد كل الذي جرى مغمضة كعيون القطط الصغار. لقد كبرنا وكبر بنا العراق.. شخنا والعراق أبدا لن يشيخ.
أما فيما يتعلق بـ ( التوريق) فقد يكون له مبررا معينا لفاقة أو جوع أو لحاجة ماسة ولكننا أبدا لن تسري علينا خدعة بن آوى وهو يمسك بالقرآن ويقهقه على نزف عرضِنا و(فلاش باك) الأنسانة المناضلة سعاد خيري رمز العفّة والنقاء والشرف تتوسل في معتقل الدكتاتور كي تدفع بمن يحاول اغتصابها من أزلام (السيد القائد حفظه الله ورعاه ) وهي بسن والدته فتصرخ : " انا امك انت تفعل بامك وبقيت اصرخ امك.. امك.. *" هذا مجرد مثال.
ونعرج فقط للتذكير: أين كنتم يومها حين كانت الدكتاتورية تأكل لحم العراقي بعد إن تغتصبه أمام ذويه ؟
نعم لقد خلق الاحتلال الأمريكي حالا اضطر فيه أن يتعاون من كان مقاوما لنظام الدكتاتور مع المعارض الآخر لصدام من ( الموالين للولايات المتحدة والمتمولين بدولاراتها). من الطبيعي هي تريد ذلك بل عملت له والآ ماذا تريدها أن تفعل ؟ أن تخرج من المولد بلا حمّص!
نريد برلمانا شريفا ورئيس جمهورية يركض مثل ما كان يفعل البابا يوحنا بولص الثاني.. وبعد مرور أربع سنوات نزنه كما يوزن الوليد فننزل منه كل ما زاد على حدود قسَمه. نريد للمثقف مكانه الذي يستحق وللفلاح آخر ما يتوفر من تقنيات زراعته الحديثة. نريد لبلدنا كل ما نفاخر به العالم ولا بأس أن نكون بداية ً مثل أي دولة في الخليج. نريد حرية رأي حقيقية واستقرار في كل شيء وتقدم في كل شيء. وسنسعى إليه بالتعاون مع الأصدقاء وسنحققه بالقلم العظيم وبما نملكه من تاريخ وحضارة واحترام متبادل مع الشعوب وليس بالقاذفة فنحن لسنا غصن شجرة مقطوع.
العراقيون في غير حاجة لمن يدافع عنهم من حول مائدة البيتزا لأنهم خبروا ماذا عني لهم مثل ذلك العون سيما بعد إن دخل أصحاب قبعات الكاوبوي مباشرة بعد عدوان الأحتلال. فليس من داع للسخرية لمن عانى من أجل حرية بلاده وتشرد وجاع وسجن وحتى من الذين اضطره الحال أن يقف في صف الـ (كيو) وأن نميّز بين ماكان يقال وما لمسناه من الأفعال.
بل حتى الدكتاتور وهو يواجه محاكمته ما زال يراهن على حمل بقايا من عراقية نعتز بها رغم ولوغه بالدم حتى قمة رأسه .
بالغ تقديري واحترامي لتجربة السيد قوجمان ولكل سني سجنه وعذاباته داخل سجون العراق ، هو العراقي الذي يعز عليه أن يمس العراق بسوء ولا حول ولا قوة الآ بالله.

* http://www.rezgar.com/debat/show.art.asp?aid=51685




#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمّوا شمل شعبنا يا مراجعنا ورجال حكومتنا الكرام
- راجمو سعدي يوسف .. لا توغلوا في المأساة
- فُروغ فاروخزاد وعيد الحب ..قادمة كما وعدت
- على هامش رسوم الكاريكاتير: أمام التحريضية وما وراءها
- أزنا.. هو ذا المعْبر .. فأقفزوا
- د. الصائغ.. هو ذا المحك للعراقية الحقّة يا حكومة
- جاك هيرشمان شاعر أمريكا الشيوعي يثقّف للحب
- *سعدي يوسف على غرار - إملأها علنا مولاي
- فزيكلي البعث والجبكلك جبكلي
- جبران تويني : من يطفيء الشمس من يعدم القلم!
- لهونا كفايتنا فنسينا شواربنا
- في اليابان :علاقتنا مستقلة مع إيران
- إلى بن عبود .. وصراحته وفرارية الحزب الشيوعي العراقي!
- قف .. آثار عراقية
- النعم واللا .. كلاهما ، وثقافة دمقرطة الخيار الوطني للأستفتا ...
- كفكفوا دموعكم ... فليس ذلكم بيت القصيد
- زرر قميصك من أسفل إلى أعلى
- آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها
- !دي ودي مش ممكن تكون زي دي
- يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !


المزيد.....




- الفصائل الفلسطينية بغزة تحذر من انفجار المنطقة إذا ما اجتاح ...
- تحت حراسة مشددة.. بن غفير يغادر الكنيس الكبير فى القدس وسط ه ...
- الذكرى الخمسون لثورة القرنفل في البرتغال
- حلم الديمقراطية وحلم الاشتراكية!
- استطلاع: صعود اليمين المتطرف والشعبوية يهددان مستقبل أوروبا ...
- الديمقراطية تختتم أعمال مؤتمرها الوطني العام الثامن وتعلن رؤ ...
- بيان هام صادر عن الفصائل الفلسطينية
- صواريخ إيران تكشف مسرحيات الأنظمة العربية
- انتصار جزئي لعمال الطرق والكباري
- باي باي كهربا.. ساعات الفقدان في الجمهورية الجديدة والمقامة ...


المزيد.....

- مَشْرُوع تَلْفَزِة يَسَارِيَة مُشْتَرَكَة / عبد الرحمان النوضة
- الحوكمة بين الفساد والاصلاح الاداري في الشركات الدولية رؤية ... / وليد محمد عبدالحليم محمد عاشور
- عندما لا تعمل السلطات على محاصرة الفساد الانتخابي تساهم في إ ... / محمد الحنفي
- الماركسية والتحالفات - قراءة تاريخية / مصطفى الدروبي
- جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية ودور الحزب الشيوعي اللبناني ... / محمد الخويلدي
- اليسار الجديد في تونس ومسألة الدولة بعد 1956 / خميس بن محمد عرفاوي
- من تجارب العمل الشيوعي في العراق 1963.......... / كريم الزكي
- مناقشة رفاقية للإعلان المشترك: -المقاومة العربية الشاملة- / حسان خالد شاتيلا
- التحالفات الطائفية ومخاطرها على الوحدة الوطنية / فلاح علي
- الانعطافة المفاجئة من “تحالف القوى الديمقراطية المدنية” الى ... / حسان عاكف


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية - صباح محسن جاسم - !السيد قوجَمان و أسطورة الوحدة الوطنية