أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح محسن جاسم - على هامش رسوم الكاريكاتير: أمام التحريضية وما وراءها















المزيد.....

على هامش رسوم الكاريكاتير: أمام التحريضية وما وراءها


صباح محسن جاسم

الحوار المتمدن-العدد: 1453 - 2006 / 2 / 6 - 11:14
المحور: العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
    


بدءا ، ما أثير مؤخرا من زوبعة حول رسوم الكاريكاتير التي مسّت المقدس الديني لمسلمي العالم هو أمر مرفوض مقصده الديني-السياسي تماما ليس من ِقبل من يعنيهم الأمر مباشرةً فحسب بل من كافة أثنيات العالم الإنساني المتحضر وبمختلف معتقداته.
البشر متساوون في التمتع بحقوقهم المشتركة بألوانهم المتعددة ورؤاهم المختلفة دونما تجاوز من البعض على الآخر باعتراف الجماعات الواعية منهم أولا.
ما حدث من ردة فعل تجاه إساءة قامت بها وروجت لها أحدى الصحف الدنمركية في شخص نبي المسلمين الصادق الأمين محمد – ص - جاءت متأخرة وأسفي لنقطتين :
أن الرسوم قد نشرت منتصف الشهر التاسع من أيلول الماضي– أي قبل أكثر من أربعة اشهر خلت – ولم يرد عليها راد من هؤلاء الذين صحوا فجأة (!). وأسفي الآخر أن العولمة بكل ما لديها من وسائلها المتطورة في علوم واتصالات لم تستطع الإيتاء بثمارها بموازاة ما وعدت إليه بالتجربة.
ومثلما انتهك المقدس الأخلاقي في سجن أبي غريب – بتدبير معروفة هويته- جاء التجريب التحريضي الآخر من الدنمرك ليربكنا وينبهنا إلى عمق سباتنا وإغفاءتنا وأميتنا في قراءة أوليات نهضتنا من جديد بعد إن أنخنا لكل ما حصل لنا ويحصل وبعد إن كذبنا على أنفسنا وعلى ربنا الكثير.
قد أكون مبالغا إذا ما قلت أن هناك من قادة وحكومات بلدان عربية من يجد في مثل هذه (البدع) من حجة ومخلص من ضغوطات التحقيقات الدولية بما ارتكبه من تجاوزات على حقوق شعبه وما أساء لمواطنيه بزج المئات منهم في سجون ليس لها قرار. أو آخرين ممن لم يقلقهم مرض أنفلونزا الطيور بقدر ما يعانون من مغص الأمعاء أثر الرأي العام العالمي ومنظمات حقوق الأنسان بالإصلاحات السياسية الواجبة وفسح ضوء في الأفق المظلم صعودا الى الديمقراطية.
سؤالنا: لماذا لم تأت ردة فعل هذا التجريب التحريضي أولا حال أو بعد الإعلان؟ أليس هناك لبنة إسلامية في الدنمرك تشكل ما نسبته عشر السكان من المسلمين؟
السؤال الآخر : من هو الذكي الذي (انتبه) إلى الموضوع وبدأ بتفعيل ما أريد له من هدف بعد أربعة أشهر وبالذات تزامنا والهيجان البركاني بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية ضد إيران واستقراء لسعي هذه الأخيرة لامتلاك السلاح النووي ؟ تلك حجة تماثل في تحصيلها وواقع احتلال العراق؟
ترى كم من أولئك الذين سيقوا للتظاهر وإحراق العلم الدنمركي ومقاطعة (اعتلاف) المنتجات الغذائية الدنمركية بالذات ، دفعهم فضولهم للسؤال عن حقيقة تلك الصور الكاريكاتيرية راعية كل ذلك الصخب؟ وهل علموا أن عالم الرأسمال لا يقدم شيئا بالمجان مثلما لا يفقد شيئا دون ثمن؟
لنتفحص ما ورد في تكليف ممثل الأمم المتحدة لحقوق الإنسان في الدنمرك بتاريخ العاشر من يوم الأحد من شهر كانون الثاني 2005 فنقرأ:
"رَدا على شكوى منظمة المؤتمر الإسلامي (OIC) حول نشر الصحيفةِ الدانمركية Jyllands Posten أكثر من إثني عشرَ كاريكاتيرا للنبي محمد والمنشورة في سبتمبر/أيلول الماضي، عَيّنَ السيد لوي آربور – المندوب السامي لدى منظمة حقوق الإنسان التابعة للأمم المتحدة –أثنين من خبراء التمييز العنصري بغية إجراء تحقيق مفصّل كون ذلك الفعل بحسب ما شخصه السيد ( لوي آربور) يقع بضمن فقرة ( إزدراء المعتقد الديني) ، طالبا البحث عن الدافع وراء نشر تلك الصور.
وقد أفادت الصحيفة المركزية (كوبنهاكن بوست) قولها: "دعت جريدة جيلاندز بوستن لمجموعة من المصورين بصدد تصوير رسوم كاريكاتيرية أعدها أثنا عشر كريكتيرست على أمل نشرها. الآ أن قسم كبير من المصورين أبوا ذلك كون الموضوع له مساس بالدين الإسلامي وخشية من ردود فعل تثار لدى الأصوليين من المسلمين . تقول الجريدة أنها" طبعت الصور بغرض التحقق فيما لو إن الأصوليين من الإسلاميين المتشددين قد شرعوا حقا في التأثير والحد من حرية التعبير في الدنمرك ."

لنتفحص أولا سكيجات وصور الكريكاتير الأثنتي عشرة موضوعة الاحتجاج بالشجب لتكون تصرفاتنا وفق ما يمليه ديننا من وصايا وحكم في مثل هذه وسواها من الأمور:
رتبت الصور الكاريكاتيرية على شكل شريط متسلسل باثنتي عشرة صورة يبدأ أولها:

الصورة الأولى :
شخص قروي يمسك بعصاه منتعلا نعل بسيط واقفا وسط طريق برية غير ذات زرع ، يجر خلفه حماره المحمل بضاعة وقد أطل من ورائه قرص شمس أحمر.
للكريكتيرست قراءته بل قراءاته الخاصة التي قد تفوت على الكثيرين – من هنا تأتي فنيته العالية-.
ربما سأجني على الرسامين فأفسر مغزى صورهم بحكم اهتمامي وتعاملي مع الكاريكتير ولغته التي هي أقرب للقادحة الشعرية بما تحمله من إشارة دامغة أو سخرية لاذعة تعنى بالمعالجة ، فتختصر الصورة-اللوحة :
(عاد الراعي من السوق نهاية يومه ببضاعته الكاسدة غير الرائجة!)
حاشية: الرجل يرتدي سروالا وقميصا أبيضين وملامح وجهه توحي بنوع من الخيبة والحيرة وقد وقف وقدماه منفرجة يمينا وشمالا تؤشران لمفترق طرق.

الصورة الثانية:
رجل نحيف في وضع وقوف عاقد اليدين تجاه صدره وقد اختفى كفاه داخل كمي ردائه، بلحية كثة معتمرا عمامة بيضاء بقرنين ذهبيين تذكر بخوذ المحاربين الرومان القدماء وقد رسم حول القرنين ما يشبه الهالة – أو ربما هي دالة على الدوار أو السَدَر. أما الملامح فتعكس خذلانا وكرب.
محارب خرج من حروب ُعدّت فاشلة ولم يتبق له سوى قرنيه الذهبيتين اللتين مكانها متحف (موروثات الحرب) لا أكثر!

الصورة الثالثة:
خطوط سريعة مدورة تشكل رأس رجل قروي بعمامة. يتوسط الرأس تشكيل لهلال ونجمة خضراوين – في إشارة للدول الإسلامية بهلالها ونجمتها التي تدلل على وحدتها .
ركز الرسام على أن تحتل النجمة مكان العين اليمنى للرجل أما الهلال فقد التحم مع الفك ليشكل تدويرة الوجه من جانبه الأيمن. لقد أختزل الوجه بواقع عين واحدة وأنف علّق فيه قفل بدا ضاما الفم ولحية الوجه.
ما الذي أراد الرسام قوله؟
: المتشدد الإسلامي الأصولي يرى العالم بعين واحدة – وحدة لا تتحقق وهكذا تعصب- فقد طمست له رؤيته. وما ذلك القفل على فمه سوى حقيقة ما ساهم في عماه الفكري والذي يعبر عن التقييد لحرية الرأي.

الصورة الرابعة:
رجل أشعث يستل خنجره متحفزا للقتال يقف بين امرأتيه الشابتين وقد غاصتا داخل حجاب اسود قاتم بعيون مرعوبة .
غطت وجهه رقعة رباط أسود انتزعت من مساحة الحجاب ذاته المكشوفة عن عيون زوجتيه.
ما عاد إذن ليرى شيئا ، فقد رشده قابضا على خنجره بوضعه الهجومي ليطعن من يطعنه ولا غرابة حتى أن يفعلها فيطعن زوجتيه اللتين تبدوان إلى جانبيه مرعوبتين.
هل هو ذلك ( الفارسي) الذي يهدد العالم بسلاحه النووي؟.
حاشية: لقد تعمّد الرسام وضع سيفا خلف الرجل لم يُظهر منه سوى قبضته. لو دققت النظر في رأس مقبض السيف ستجد صورة أخرى لرجل معمم في إشارة إلى وجود دافع خفي.

الصورة الخامسة:
المكان : سماء ورجل دين يعترض صفا من أرواح ( لشهداء) تفجيريين فيما يتزايد عددهم قرب – باب الجنة – وهو ينصح قائلا: كفى .. كفى .. ما عاد لدينا عذراوات!
هامش: كثرة ما يرد من منتحرين للآخرة بحجة العيش في الجنة والزواج بحسان عذراوات فاتنات – هذا ما يثقـّف له المتعصبون والتكفيريين وما يطلق عليهم بـالأسلاموفاشيين.

الصورة السادسة:
معلم شاب أريد به ليكون النبي محمد – كما ورد الاسم بسهم يشير إليه- وهو يعلن نيابة عن صحيفة جيلاندز بوسطن مثبتا على السبورة بلغة فارسية وحروف عربية :
صحفيو جريدة جيلاندز بوسطن ما هم سوى مجموعة فنانين تحريضيين ضد المتشددين.
هامش: هنا تبدأ ملامح الحملة التحريضية فالخطاب ورد باللغة الفارسية. إذن المعني هنا بالإسلاميين الأصوليين هو مثالها المتوفر في إيران !

الصورة السابعة:
أحد رسامي الكاريكتير جالس في مكتبه ممسكا ريشته ، انتهى من رسم ما طلب منه فتظهر صورة لنبي بكوفيته ورباط للرأس–وقد مد الرسام ذراعه الأيسر حاجبا بكفه مجال للنظر الى لوحته في إشارة منه منعا للغش والتقليد –بحسب قناعته فهو لا يرى نبيا عدا نبيه - خلافا للصور السابقة التي بدا فيها موديل الموضوع معمما.
الرجل النبي بدا ودودا بلحية مسترسلة يقارب في شبهه صورة المسيح.
هامش: الكريكتيرست يتطلع جانبا ( تجاه القاريء) كأنما ليحدث نفسه: ليس لي سوى المسيح أرسمه ولا أريد لمن يغش فيقلدني برسمه.

الصورة الثامنة:
سبعة أشخاص قدموا أمام نضد الجريدة بينهما امرأتان. الأشخاص على ما يبدو يمثلون أنبياء – جاءوا معلنين احتجاجهم في شكوى ضد رئيس تحرير الجريدة.
هامش: أريد الاستدلال على كون الشخوص لهويات مختلفة يلاحظ أحدهم – الرقم 1- يحمل علامة شركة مرسيدس وآخر (3) يحمل هالة حول رأسه وآخر عمامة أفغانية وآخر فارسي وآخر اندونيسي الخ.
لم استطع فهم ما كان يقوله رجل الاستعلامات حيث جاءت كلماته بلغة لم أفقهها.

الصورة التاسعة:
مخطط بسيط لرأس جانبي للموديل المطلوب تخيله ورسمه – بغية التحريض- وقد جاء العمل بخمسة سكيجات في محاولات للرسم تصل أخيرا إلى الانتهاء من تشكيل رأس الموديل : نجمة داوود بمكان العين أما مكان الفم واللحية فقد تم استبدالها بدلالة الهلال.
وأذن لدينا خمسة نماذج تخطيطية ابتدائية في محاولات تحضيرية لرسم وجه جانبي لتتواصل فيما بينها منتجة نموذج مشروعا بصورة قد تكاملت.
ربما كانت الرسام يقول: النموذج أصلا يجمع ما بين الفكر الديني اليهودي برمزه الصهيوني ( نجمة داوود) وهلاله الإسلامي.
قراءة أخرى: اليهود هم العين التي ترى الأشياء أي نُسّب لها وظيفتها في التمييز والرؤية بينما الآخرين (المسلمين) الأصوليين هم مجرد فم للهذر من الكلام فحسب.

الصورة العاشرة:
صورة أحد الأمراء (النبي) وهو يتزيّا بزي لباس من وحي ألف ليلة وليلة وبيده أوراق يتأملها فيما يهديء من روع مواطنيه الاثنين يندفعان ها رعين لنجدة سيدهم أحدهم يحمل سيف (قامة) والآخر يحمل بيدية صرّة مفخخة فيما تسلح ببندقية وراء ظهره ، فيهديء النبي من روعهم قائلا:
- خففوا عنكم أيها القوم ! ما هذا سوى تخطيط صنعه دنمركي من جنوب غرب بلاد الدنمرك.
هامش: كان الرسام يعرف مسبقا ما سيعقب ذلك من ردود فعل فاستنجد بالنبي ليخاطب قومه بضرورة تهدئتهم. وكأنه بمثل تلك المناورة أراد أن يسوّي حالة الخلاف (المتوقع حدوثه افتراضا) مبسطا الموضوع إلى كونه مجرد هزار ليس إلا.(!)


الصورة الحادية عشرة:
وتمثل رأس للنبي أو من يمثله من أتباعه ( شَبه أقرب إلى السيد نصر الله ) - قد اعتمر عمامة على شكل قنبلة بفتيل مشتعل كتب على مقدمتها شعار (لا أله الا الله محمد رسول الله)- . وهو الأكثر استفزازا وتحريضا على ما يبدو من بقية الصور وهو ما أثار حفيظة عامة المسلمين مجرد السماع عنه- .
هامش: الدلالة تقرأ أن التعصب في الدين ليس أكثر منه خطورة عدا كونه يقتل أولاً صاحبه.

الصورة الثانية عشرة:
شخص حليق اللحية والشارب بعمامة بيضاء وبرتقالة سقطت على عمامته فيما تمسك كفه بورقة تمثل صورة صغيرة تحتوي على نموذج لإنسان بعمامة بسيطة كتلك نماذج التعريفية بالذكر والأنثى التي بعث بها بني البشر إلى القمر أملا بالتعريف والتدليل بحقيقة الإنسان ووجوده.

خلاصة:
قد يبدو الموضوع بسيطا بالقدر الذي تخيله رسامي الكاريكتير على أنه لا يخلو من لمسات إخراجية وعقلية استفادت من عفوية التعبير الحر حتى خلطت الأوراق ورتبت لذلك – وهو أمر ما عاد بالغريب وما لمسناه من أحابيل بعض القنوات الفضائية - اعتمادا في سياستها المعلنة محاولة جس نبض الآخر بحيث تدرس ردود فعله بغية تمرير مشروعها القديم- الجديد في تسفيه المقدس الديني والتقليل من أهميته عملا بالسياسة القديمة (فرق تسد). وبذلك يغدو الدين – كما نلمس آثاره من خلال سلوك من يتشدقوا به ويروجون له (نظريا) لا عمليا كما أريد به وله ، وعكس ما هو واقع من ترجمة سلوكية على أرض الواقع ، مما يجعل منه عامل ثقل ينوء به مريدوه وأتباعه. حتى يصل الحال لأن يزهق من لم يقو إيمانه فيكفر بالدين وأهله.
هنا يأتي دور العلمانية في الدين وطرائق ردود الفعل المتزن بعد تفكير وتمحيص والتنبيه إلى ما وراء تلك الإعلانات وكيفية التحكم بردود أفعالنا نحن من دون تسهيل و(تمرير) ما ذهبت إليه البلدان الغازية من مقاصد فنقع في خيارها السهل ولنروّج لأهدافها التي حققت ما خطط لها وبأدوات مجانية.
لقد أثبتنا وبجدية عالية ومن خلال ردود أفعالنا الهوجاء تصورات وقراءات رسامي الكاريكاتير الدنمركيين.. ولو تأمل متأمل ردود أفعال حشود المسلمين المفزوعين لتوصل إلى مستوى البؤس الذي نحن فيه، وعن كيف نساق إليه بسهولة ويسر وفق ما يمليه علينا الآخرين ..حتى دفع من دفع باتجاه تبرير الهجوم على الكنائس وحتى التجاوز على المتنورين وحملة الفكر.
حتما لاحظ أكثر من مراقب أدوات تظاهراتنا الجماهيرية ووسائل تعبيرنا وردود أفعالنا التي لم تر من أدوات التعبير عن احتجاجها سوى النعال فوق علبة الحليب (نعمة الله!) والهراوات وإحراق الأعلام وحرق مكتب سفارة الدنمرك في سوريا وأذكاها المقاطعة التجارية لمنتجات الدنمرك الغذائية بعد أن روّجت لها مواقع وأبواب الإنترنيت المختلفة وبالألوان– بخاصة الخليجية منها وعلى رأسها السعودية- فكانت بمثابة إعلان مدفوع الثمن مقدم لتلك المنتجات ظنا منهم تحجيم بيع أكبر ما يمكن من المنتجات الدنمركية وإفساح المجال للمنتج السعودي كبديل. ويا لبؤسها من منافسة ساذجة دفعوا مقابلها تعزيز البعثات التبشيرية التي تدعمها قناة (الحياة) – التي لو اطلعوا على ما تبثـّه من تسفيه للدين الإسلامي وبقناعات بدت جد منطقية بخاصة للمتضررين من (سلوك) (مسلمينا) ، لأقاموا الدنيا ولم يقعدوها.

سؤال آخر نختم به ملاحظاتنا:
أين هم مسلمينا من ذبْح أتباع النبي يوميا وبالمئات ومن قتل أخوة لهم من الكتابيين العراقيين والعرب ؟ أين هم الذين ادعوا افتداءهم النبي بكل ما غلى وزاد من قصْـف الطائرات الحربية الأمريكية التي تلتهم صواريخها الفتاكة المئات من مسلمينا يوميا عدا البعض من تفتك به نيرانهم الصديقة؟ ورجوعا أين كان معترضهم ومحاججهم وثائرهم أيام وسنين مقابرنا الجماعية زمن الدكتاتورية؟
هل استسهلوا رمي حجارتهم بوجه رسامين للكاريكاتير شتموا فينا نبينا ؟ وهل استصعبوا وأهابوا الوقوف بوجه جلاد العراق وتلحسوا للفاتح المحتل الجديد لمجرد أنه كتب على ورقة نقوده الخضراء (بالله نؤمن) ؟
وهل سنتعلم الدرس من أنبيائنا جميعهم عن قيم العمل العليا وسديد الحكمة لا البطالة والحواسم والغرق في الغيبيات ؟
أين نحن من نـُصح الأمام علي بن أبي طالب – سلام الله عليه- بشأن حكمة التروي دون التهور وحسن التفكّر والتدبّر.
أني أؤيد دعوة د. منعم البري رئيس الأزهر في القاهرة في أن لا نتجاوز التعبير عن غضبنا حدود الحكمة التي دعا لها ديننا الإسلامي ولا أؤيده في ما ختم به حديثه متوعدا ما سيؤول إليه صراع الأديان آخر المطاف انتصارا لدينه.
هل قالها عبثا فتى الفتيان " وددت لو كانت رقبتي بطول رقبة البعير " قبل أن تثور ثائرتنا ونكتشف متأخرين ما كان يبيته الآخرون لنا وفي مقدمتهم الصهيونية العالمية!
متى نرقى عن واقع خروفنا الأسود وحمارنا الأبلق وغرابنا الأسود ومرحلتنا الجديدة الماعزية ونعتز بمواطننا ونحميه بعيدا عن غول القمع الديني واستنهاضا لا بمستوى ما فعله الآخرين في الدنمرك في معرض تبريرهم ودفاعهم عن مواطنيهم بل بالحدود المعقولة تلك التي يضمنها دستورنا الجديد ونفخر إننا من صاغته وصنّاعه ؟

لاهاي هيه
3-2-2006



#صباح_محسن_جاسم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أزنا.. هو ذا المعْبر .. فأقفزوا
- د. الصائغ.. هو ذا المحك للعراقية الحقّة يا حكومة
- جاك هيرشمان شاعر أمريكا الشيوعي يثقّف للحب
- *سعدي يوسف على غرار - إملأها علنا مولاي
- فزيكلي البعث والجبكلك جبكلي
- جبران تويني : من يطفيء الشمس من يعدم القلم!
- لهونا كفايتنا فنسينا شواربنا
- في اليابان :علاقتنا مستقلة مع إيران
- إلى بن عبود .. وصراحته وفرارية الحزب الشيوعي العراقي!
- قف .. آثار عراقية
- النعم واللا .. كلاهما ، وثقافة دمقرطة الخيار الوطني للأستفتا ...
- كفكفوا دموعكم ... فليس ذلكم بيت القصيد
- زرر قميصك من أسفل إلى أعلى
- آن للموسيقى أن تقول للفقر لاءها
- !دي ودي مش ممكن تكون زي دي
- يوم لم تعتمر جدتي عمامة الجهلاء !


المزيد.....




- المسلمون في هالدواني بالهند يعيشون في رعب منذ 3 شهور
- دلعي طفلك بأغاني البيبي الجميلة..تحديث تردد قناة طيور الجنة ...
- آلاف البريطانيين واليهود ينددون بجرائم -اسرائيل-في غزة
- مصادر فلسطينية: مستعمرون يقتحمون المسجد الأقصى
- ادعى أنه رجل دين يعيش في إيطاليا.. الذكاء الاصطناعي يثير الب ...
- “TV Toyour Eljanah”‏ اضبطها حالا وفرح عيالك.. تردد قناة طيور ...
- إنشاء -جيش- للشتات اليهودي بدعم من كيان الاحتلال في فرنسا
- بينهم 5 أمريكيين.. الشرطة الإسرائيلية تعتقل سبعة يهود حاولوا ...
- اضبط تردد قناة طيور الجنة الجديد 2024 لمشاهدة ممتعة لاحلي اغ ...
- لم تصمد طويلا.. بعد 6 أيام من ولادتها -صابرين الروح- تفارق ا ...


المزيد.....

- الكراس كتاب ما بعد القرآن / محمد علي صاحبُ الكراس
- المسيحية بين الرومان والعرب / عيسى بن ضيف الله حداد
- ( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا / أحمد صبحى منصور
- كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد / جدو دبريل
- الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5 / جدو جبريل
- جمل أم حبل وثقب إبرة أم باب / جدو جبريل
- سورة الكهف كلب أم ملاك / جدو دبريل
- تقاطعات بين الأديان 26 إشكاليات الرسل والأنبياء 11 موسى الحل ... / عبد المجيد حمدان
- جيوسياسة الانقسامات الدينية / مرزوق الحلالي
- خطة الله / ضو ابو السعود


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني - صباح محسن جاسم - على هامش رسوم الكاريكاتير: أمام التحريضية وما وراءها