أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر















المزيد.....

مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5757 - 2018 / 1 / 14 - 17:23
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الحديث عن عبد الناصر بقدر ما فيه سهولة وسيولة ، بقدر ما فيه صعوبة أكثر ، فمن حيث السهولة ، أعماله وانجازاته زاخرة كالبحر ، نستطيع أن نغرف منها قدر ما نشاء ، ولكن الصعوبة بالحديث عنه ، كيف يمكن اختصار هذا البحر من الأعمال وحصرها في عبوة صغيرة وضيقة تتجسد في مقال أو بضع كلمات .
قليلة هي الشعوب التي ينعم عليها القدر ويخلدها التاريخ والزعماء أمثال " جمال عبد الناصر " إن مثل هذه الشعوب تقدس وتخلد وتمجد قادتها العظام ، لأنهم ساهموا في تغيير مجرى حياتها نحو الأفضل ، فالشعب الروسي لا يزال يخلد كبار قادة الماركسية والشيوعية لأنهم ساهموا باقامة روسيا جديدة قوية ، كذلك الشعب الصيني من حقه تقديس " ماوتسي تونغ " لأنه وضع الصين في المسار الصحيح ، كذلك الشعب الهندي وغاندي الذي ساهم بتحرير الهند من الاستعمار البريطاني ، والأمثلة كثيرة .
ان عبد الناصر لا يختلف عن هؤلاء،فقد عرف بشجاعته واتساع افقه وتواضعه ، واقترابه من نبض شعبه ، فهو قائد وزعيم ومفكر في آن واحد ، لم يكن زعيماً أو رئيساً عابراً ، له مواقف ساهمت في تقرير مسار تاريخ المنطقة ، ولا نبالغ اذا قلنا انها غيرت جوانب هامة من التاريخ العالمي في فترة ما ،مثل دوره في اقامة كتلة دول عدم الانحياز وكتلة الدول الآسيوية والافريقية ، ووقوفه الى جانب الدول التي ناضلت من اجل استقلالها ، العربية وغير العربية ، فقد وقف الى جانب الشعب الكوبي والجزائري والانغولي والفلسطيني وغيرها من الشعوب .
الفرق بين الثورة التي قادها عبد الناصر وبقية الانقلابات العسكرية التي وقعت في الاقطار العربية ودولاً كثيرة في آسيا وأفريقيا وامريكا اللاتينية ، هو أن عبد الناصر والى جانبه الضباط الاحرار .
وضعوا نهج واهداف وبرامج اصلاحية واخرى تحررية ، وبدأوا بتحقيقها بالتدريج ، كانت اولى هذه الأهداف وهذه الخطوات التخلص من رموز النظام الملكي الذي هو امتداد لإسرة محمد علي باشا ، وهو رأس الفساد والفوضى السياسية في مصر ، كانت هذه الخطوة مفترق طرق في تاريخ مصر ، حظيت بدعم شعبي واسع ، الخطوة لا تقل أهمية عن عزل رموز النظام ، تحرير مصر من وجود القوات البريطانية ، بعد أن مضى على وجودها في مصر من سنة 1882 لغاية 1956 ، كان الاحتلال البريطاني علة سياسية واجتماعية أعاق تقدم مصر وافقدها ارادتها السياسية ، سارع عبد الناصر أيضاً الى تخليص مصر من الامتيازات التي حرمت الشعب المصري من خيرات بلاده ، وسيطرت على الاقتصاد ومنعت تطوره ، لم يتأخر عبد الناصر بتوجيه ضربة حاسمة ساهمت بتحرير الفلاح المصري من استعباد الاقطاع والاقطاعيين .
عبد الناصر يختلف عن بقية الزعماء الذين سبقوه في مصر والذين جاءوا بعده ، انه يختلف عن سعد زغلول رغم عظمة الأخير ودوره التاريخي في ثورة 1919 ، لكن سعد زغلول كان يتطلع الى الفرعونية اكثر من تطلعه للعرب والعروبة ، كما انه تساهل مع الانجليز في المفاوضات التي ادت الى اتفاق سنة 1922 . يختلف عبد الناصر عن القائد والزعيم أحمد عرابي ، الذي قاد ثورة 1882 ، فقد كانت ثورة عرابي ضرورية ومميزة ، لكنه اعتذر للانجليز وللخديوي بعد عودته من المنفى .
يختلف عبد الناصر عن الزعيم مصطفى كامل الذي دعا للاصلاح ، لكنه طالب ببقاء مصر ضمن الدولة العثمانية ونظامها الفاسد ، عبد الناصر لم يطالب الاصلاح الداخلي لخدمة الشعب المصري ، بل عمل على ايقاظ الشعور القومي والوطني داخل مصر وشعبها ، أرغم الشعب المصري على الارتباط والعودة الى انتمائه القومي العربي .
قبل ثورة يوليو المجيدة لم يعرف غالبية المصريين ماهية الخطر الصهيوني على فلسطين ، كانت هناك صحف مصرية تدافع عن الصهيونية ولا تشكك باخطارها ، ولا تعتبرها حركة استعمارية عنصرية ، وقد حصلت هذه الصحف على تمويل من الحركة الصهيونية ن ومن رموز للصهيونية في مصر ، كانت المؤامرة على عبد الناصر وفكره الثوري الوطني كبيرة ،من قبل اعدائه داخل مصر ومن خارجها ، كالرجعية العربية والصهيونية والامبريالية . كما ساهم بهذه المؤامرة الاخوان المسلمين في مصر وخارجها ، وجدت هذه القوى بالسادات والاداة القادرة على وضع حواجز واسوار بين الفكر التقدمي الناصري وبين الشعب المصري ، قاموا بتجنيد اقلام العديد من المرتزقة لتشويه صورة عبد الناصر في عيون الشعب المصري والغرب والعالم ، اتهم بالفساد ، واغرقت مصر بمقالات في الصحف الصفراء وتطاولت على عبد الناصر ، وقد طال هذا التطاول عبد الناصر في العديد من الكتب اصدرها أدباء السخرة أمثال أنيس منصور وتوفيق الحكيم وعلي أمين وحسين فوزي ، جميعهم نادوا بالتطبيع مع اسرائيل وتحولوا الى اعداء لثورة يوليو ، كان السادات الغطاء السياسي لهذا التحول والتفكير لانجازات عبد الناصر .
بعد رحيل عبد الناصر اختفت انجازاته المحلية والعربية والعالمية من مناهج التعليم المصرية ، فنشأت اجيالاً غريبة عن الفكر وانجازات الثورة ، ولا تعرف عبد الناصر ، استمرت هذه السياسة زمن السادات ومن تم زمن المخلوع مبارك ، ولا تزال حتى اليوم ، غابت كلمة الاستعمار والصهيونية عن افواه الكثير من الاعلاميين المصريين ، وعن الكثير من اقلام العديد من الكتاب والادباء من اعوان السادات والمرتدين عن فكر الثورة .
كل من زار تركيا لا بد الا وشاهد تقدير الشعب التركي للزعيم اتاتورك فالنصب التذكارية التي تجسد وجوده منتشرة في كل مكان ، مناهج التعليم التركية توليه كل الاهمية والتقدير ، واذا قارنا بينه وبين عبد الناصر ، وهناك تشابه كبير بينهما في الاعمال والانجازات ، رغم ان عبد الناصر كان دائماً مهدداً من قبل القوى الامبريالية ، في حين فان تركيا كانت حليفة للدول الغربية ، فلم يقف احداً في وجه مشاريعها التنموية ، الفرق بين الشعبين المصري والتركي ، الشعب المصري سريع النسيان ، لأنه محكوم لقوى ظلامية يقودها الاخوان المسلمين ، وأيضاً الذين حكموا مصر بعده عانوا وما زالوا يعانون من عقدة التبعية والارتماء في الأحضان الامريكية التي هي ذاتها حاولت اغتيال عبد الناصر وعملت المستحيل كي يركع أمامها ، فوجدت في الزعماء الذين أتو بعد عبد الناصر الفرص السانحة للانتقام من مصر ومن تاريخ عبد الناصر .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- زمن خريف التساقط العربي
- نتنياهو يرى القشة في العين الايرانية ولا يرى الخشبة في العين ...
- هنا محطة الشرق الأدنى للإذاعة العربية
- هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة
- الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س ...
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين 1 ...
- بمناسبة مضي مائة عام على صدور وعد بلفور (2) اغتيال الوسيط ال ...
- بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور
- صح النوم يديعوت احرنوت
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية (2)
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية
- اتفاق اوسلو في عيون فلسطينية
- اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس
- لمحة من تاريخ أيتام الداخل الفلسطيني
- صراع الأجيال الفلسطينية مع مناهج التعليم الصهيونية
- من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري
- ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي
- حبل من وراء الحدود
- ايران كوبا الشرق الأوسط


المزيد.....




- -بأول خطاب متلفز منذ 6 أسابيع-.. هذا ما قاله -أبو عبيدة- عن ...
- قرار تنظيم دخول وإقامة الأجانب في ليبيا يقلق مخالفي قوانين ا ...
- سوناك يعلن عزم بريطانيا نشر مقاتلاتها في بولندا عام 2025
- بعد حديثه عن -لقاءات بين الحين والآخر- مع الولايات المتحدة.. ...
- قمة تونس والجزائر وليبيا.. تعاون جديد يواجه الهجرة غير الشر ...
- مواجهة حزب البديل قانونيا.. مهام وصلاحيات مكتب حماية الدستور ...
- ستولتنبرغ: ليس لدى -الناتو- أي خطط لنشر أسلحة نووية إضافية ف ...
- رويترز: أمريكا تعد حزمة مساعدات عسكرية بقيمة مليار دولار لأو ...
- سوناك: لا يمكننا أن نغفل عن الوضع في أوكرانيا بسبب ما يجري ف ...
- -بلومبرغ-: الاتحاد الأوروبي يعتزم فرض عقوبات على 10 شركات تت ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - مائة عام على ميلاد جمال عبد الناصر