أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري














المزيد.....

من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5617 - 2017 / 8 / 22 - 21:18
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري
تميم منصور
الثورات التي عصفت بعدد من الاقطار العربية عام 2011 وعرفت بثورات الربيع العربي ، لم تصل اشعاعاتها ورياحها الى مملكة المغرب ، المغرب الذي يشكل تاريخيأ وحضاريا جغرافيا وسياسيا خاصرة الوطن العربي اليمنى ،
هذه الدولة ، أو المملكة تعيش اليوم في حالة من الغليان الشعبي وقد فشلت حتى الآن السلطة الحاكمة بقيادة الملك محمد السادس الذي يعتبر نفسه أميراً للمؤمنين من وضع حد ووقف حالات الغليان ، رغم استخدامها كل وسائل القمع والتنكيل ضد قوى المعارضة .
جدير بالذكر انه عندما نشبت الثورة في تونس عام 2011 ، ضد نظام علي زين العابدين المستبد ، شعر ملك المغرب محمد السادس ان هذه الثورة تهدد عرشه ، وخشي من قيام ثورة مشابهة في المغرب ، لأن نظام حكمه لا يختلف عن نظام الرئيس التونسي المذكور ، سارع بالاتصال برؤوس أنظمة الظلام في كل من السعودية وقطر والامارات والأردن ، طالباً دعمها له ، لأنه يعرف أن نظامه جزء لا يتجزأ من هذه الأنظمة الفاسدة .
لم تتأخر السعودية وقطر والامارات في تقديم الدعم المالي للنظام المغربي ، وقدرت المعونة المالية الطارئة بحوالي 700 مليون يورو ، قدمتها هذه الدول هدية للملك محمد السادس ، كي تكون عقاقير للتهدئة خاصة في المناطق الريفية في المغرب ، لكن هذه العقاقير الفاسدة ، بقيت فاسدة حتى أن وصلت أيادي المسؤولين المغاربة وعلى رأسهم الملك .
اعترف الملك المغربي بأن هذه الأموال لم تستثمر كما حدد لها ، وقد أعلن عن ذلك في خطابه الأخير الذي القاه بمناسبة احتفاله بعيد الجلوس الملكي ، الذي مر عليه 18 عاماً ، لقد أجبر الملك ان يتناول في خطابه مجريات الاحداث والاحتجاجات التي تقع في المغرب ، بعد أن حاول تجاهل هذه الاحداث ، قبل أن تتسع مجرياتها .
وكعادة الأنظمة الفاسدة مثل نظام ملك المغرب ، أعلن الملك عن اقالة رئيس وزرائه ، لاتهامه بالتقصير وعدم الإيفاء بوعوده ، تقديم هذا القربان الضحية على مذبح فساد الملك وطغمته لم يرض الطبقات الفقيرة التي تعاني من البطالة والجهل والجوع ، وعلى ما يبدو ان النظام المغربي بكامله ، قد نسي أو تجاهل الظروف والأسباب التي اشعلت فتيل الثورة في تونس الذي ورد ذكرها ،والأسباب ذاتها التي اشعلت فتيل الثورة في مصر ضد نظام حسني مبارك ، في تونس فضل أحد رموز الثورة محمد بوعزيزي الموت على استمرار العيش تحت سقف نظام بوليسي فاسد ، وقد تكررت المأساة ذاتها في مصر ، عندما تم الاعتداء على شهيد الثورة في الإسكندرية من قبل النظام ، ويدعى هذا الشهيد خالد سعيد .
اليوم يعيش الشعب المغربي في نفس الأجواء والمناخ الذي مر به الشعبان التونسي والمصري ، جميع الأسباب متوفرة كي يقوم الشعب المغربي بالتخلص من أكثر الأنظمة العربية والافريقية تخلفاً وفساداً ودكتاتورية ، الأسرة الحاكمة تحاول أن تغطي على ممارساتها وفسادها بأغطية دينية مزيفة .
ان تاريخ هذه الأسرة خاصة في عهد الملك الحسن الثاني وفي عهد الملك الحالي حافل بالفضائح والتجاوزات ونهب أموال الشعب ، هذا إضافة الى كون هذا النظام عميلاً لامريكا ومجموعتها الامبريالية ، كما أن المغرب بالنسبة للكيان الصهيوني لا يختلف عن ايران زمن الشاه ، هناك توافق في السياسة والتعاون المخابراتي والاقتصادي .
ان ما يثير نزعات غضب الشعب المغربي ، رفض الملك واعوانه وحكومته الاعتراف بالجريمة التي ارتكبها او سببتها قوات الأمن ضد أحد المواطنين المغاربة من سكان مدينة الحسيمية الواقعة شمال البلاد ، ويدعى محسن فخري ، لقد تمت مصادرة كمية الأسماك التي اصطادها هذا الضحية ، بطريقة استفزازية وغير أخلاقية وبادعاءات باطلة ، حاول هذا المواطن إعادة هذه الأسماك من عربة النفايات ، فقتل داخل العربة على مشهد من أبناء اسرته ، هذه هي طبيعة النظام التصفوي في المغرب ، أنه يتعامل مع المواطنين بأخلاقيات ومستوى العصور الوسطى ، من واجب كل مواطن مغربي من رئيس الوزراء وجميع عامة الشعب الركوع والسجود وتقبيل أيادي الملك .
يطالب المواطنون بتوفير العدالة والديمقراطية والقضاء على الفساد والطبقية لهم ، وقد حاول الملك التستر على هذه الاحتجاجات من خلال اعتقال المئات ، كما تم اعتقال وضرب جميع رجال الصحافة والاعلام الذين شهدوا الاحتجاجات .
ان تاريخ المغرب منذ استقلاله عام 1956 حافل بالاحتجاجات ضد النظام الملكي الفاسد ، وقد حاول الجيش تخليص المواطنين من هذه الطغمة الحاكمة أكثر من مرة ، ففي عام 1971 قاد أحد الضباط الكبار في الجيش المغربي ويدعى محمد المذبوح محاولة انقلاب ضد الملك الحسن الثاني ، وقد شاركه في هذه المحاولة الفاشلة العقيد محمد اعبابو قائد الكلية العسكرية المغربية . هاجم الانقلابيون قصر الصخيرات في مدينة الصخيرات القريبة من الرباط ، حيث كان الملك يحتفل بمشاركة المئات من الضيوف بعيد ميلاده الثاني والأربعين ، لكن الملك نجا من الموت لأنه اختبأ في أحد مراحيض القصر لعدة ساعات ، قتل في هذه المحاولة المئات من الضيوف وقتل المئات من العسكريين ، أما المحاولة الثانية فقد وقعت بعد حوالي سنة من المحاولة الأولى بالتحديد يوم 16 من شهر آب عام 1972 ، قادها أحد كبار أعوان الملك الذي كان يشغل وزارة الدفاع ووزارة الداخلية ويدعى محمد اوفقير ، لقد فشلت هذه المحاولة أيضاً لأن الطيارون المغاربة الذين كلفوا من قبل قائد الانقلاب باسقاط طائرة الملك التي كانت قادمة من اسبانيا ، فشلوا في مهمتهم ، ففشل الانقلاب وقتل غالبية الذين اشتركوا فيه وفي مقدمتهم قائده محمد اوفقير .
أيضاً جرت عدة محاولات لتخليص الشعب المغربي من فساد وقبضة النظام المغربي ، وكان ذلك عام 1992 ، وبالتأكيد بأن الشعب المغربي لم ولن يهدأ ولن يوقف نضاله للحصول على حقوقه ، فالشعوب تُمهل ولا تُهمل .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي
- حبل من وراء الحدود
- ايران كوبا الشرق الأوسط
- غزة في انتظار حرب الكهرباء
- عار الهزيمة لن يدوم
- لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر
- من البيعة الصغرى الى البيعة الكبرى
- قراءة في صفحة من صفحات الانقسام الفلسطيني الفلسطيني
- طوابير العرب العائدة لبيت الطاعة الامريكي
- أسرى الحرية بين النصر والشهادة
- تهليل القرعة التي تتباهى بشعر اردوغان
- وهل يضر النيل يوماً اذا بال التكفيريون فيه - أنه لا ينجس
- مرة أخرى - أيمن عودة في الميزان
- تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية
- البادي أظلم
- الخطوة الأولى في طريق العودة وحدة الصف
- هنا دمشق من القاهرة
- الوجه امريكا والعجيزة اسرائيل
- ريفلين وقفزة القط الشرير
- بلدية البيض في القدس


المزيد.....




- سؤال صعب خلال فعالية: -مليونا إنسان في غزة يتضورون جوعًا-.. ...
- كيف تبدو تصاميم الحدائق والمناحل الجديدة المنقذة للنحل؟
- ماذا يعني قرار ترامب نشْر غواصتين نوويتين قرب روسيا على أرض ...
- ويتكوف: لا مبرر لرفض حماس التفاوض، والحركة تربط تسليم السلاح ...
- ويتكوف يتحدّث من تل أبيب عن خطة لإنهاء الحرب.. وحماس: لن نتخ ...
- فلوريدا: تغريم تيسلا بأكثر من 240 مليون دولار بعد تسبب نظامه ...
- عاجل | وول ستريت جورنال عن مسؤولين: واشنطن تلقت خلال الصراع ...
- عاجل | حماس: نؤكد مجددا أن المقاومة وسلاحها استحقاق وطني ما ...
- الهند والصين تُعيدان فتح الحدود للسياح بعد قطيعة طويلة
- حتى الحبس له فاتورة.. فرنسا تدرس إلزام السجناء بدفع تكاليف ا ...


المزيد.....

- شعب الخيام، شهادات من واقع احتجاجات تشرين العراقية / علي الخطيب
- من الأرشيف الألماني -القتال في السودان – ينبغي أن يولي الأل ... / حامد فضل الله
- حيث ال تطير العقبان / عبدالاله السباهي
- حكايات / ترجمه عبدالاله السباهي
- أوالد المهرجان / عبدالاله السباهي
- اللطالطة / عبدالاله السباهي
- ليلة في عش النسر / عبدالاله السباهي
- كشف الاسرار عن سحر الاحجار / عبدالاله السباهي
- زمن العزلة / عبدالاله السباهي
- ذكريات تلاحقني / عبدالاله السباهي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري