أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي














المزيد.....

ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5609 - 2017 / 8 / 14 - 22:32
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



لم يجد المؤرخون أفضل من لقب " ياوز " خلعوه على السلطان العثماني سليم الأول ، الذي اخضع بلاد الشام ومصر والجزيرة العربية الى التاج العثماني ، بعد معركة مرج دابق عام 1516 والياوز تعني القاتل السفاح المستبد .
لاحقته لعنة جنونه وحبه لسفك الدماء ، الى درجة انه قتل اشقاءه وأولاده ، وقد اعتاد أن يقتل وزراءه بعد ما يقدمون الخدمة له ولحكمه ، أوحى هذا التصرف الجنوني الى المواطنين ابتكار دعاء عادي وتقليدي ، فإذا أراد أحد الانتقام من خصمه كان يدعو الله أن يصبح هذا الخصم وزيراً في بلاط السلطان سليم الأول لأن مصيره المحتم هو الموت .
في إسرائيل يختلف الأمر ، شيطان الفساد يركب أكتاف وعقول غالبية رؤساء الوزراء ووزرائهم والعديد من قادة ورؤساء الأحزاب ،عدا عن لعنة التهم بالملاحقات الجنسية التي تركب عقول واكتاف الغرائز الجنسية المئات من ضباط الجيش والشرطة . الثقافة التي أصبحت متبعة في إسرائيل ان المواطنين يختارون حكاماً ورؤساء وزراء فاسدين ، ويقبلون تولي وزراء وقادة ورؤساء مؤسسات أكثر فساداً من رؤساء الوزراء ، حتى تولي رئاسة الوزراء في إسرائيل أصبح مؤشراً ودليلاً من دلائل الفساد ، والشعار السائد رئيس الوزراء يساوي فساداً ، ووزير يساوي فساد ، وقادة أحزاب صهيونية يساوي فسادا.. الخ .
منذ أكثر من عقدين من الزمن ورائحة الفساد تنبعث من جيوب العديد من رؤساء الوزراء ، والعديد من وزرائهم أو وكلاء وزاراتهم ، وأرشيفهم ينضح بالصور ، من ينسى فضيحة إسحاق مردخاي وزير الدفاع السابق الأخلاقية وفضيحة وزير الداخلية الحالي درعي ، عندما حكم عليه بالسجن بسبب ممارساته الفساد داخل حزبه وداخل الوزارة التي تولاها في حينه ، من ينس التهم والشبهات التي دارت حول ليئة رابين فقد اتهمت بقضايا مالية وفتح حسابات سرية في واشنطن ، ولقد سبقها موشه ديان العسكري والسياسي المعروف في إسرائيل ، عندما دارت حوله شبهات أخلاقية واتهم بإخفاء مخطوطات هامة وسرقة قطع من الآثار ، خاصة بعد حرب 1967 .
هذه الممارسات تتناسل كل يوم تقريباً ، لأن الكثير من اليهود اعتادوا أن يحصلوا على كل شيء – ببلاش – فاليهود المتدينون الذين عاشوا في فلسطين أيام الحكم العثماني في عدد من المدن الفلسطينية ويعرفون باسم المستوطنون القدامى ، اختاروا نمطاً خاصاً من الحياة ، رفضوا العمل لأنهم اعتبروا انفسهم افضل من البشر وفوق كل شيء ، فقد صدقتهم العديد من المنظمات الصهيونية وغير الصهيونية وقدموا لهم الدعم المالي الدائم ، ولا تزال هذه الفئات المتطفلة موجودة .
لقد تحولت ثقافة كل شيء ببلاش الى فساد ، تمارس اليوم كما مورست في الماضي من قبل جماعات الاستيطان الزراعي ، لقد أقام هؤلاء بيوتهم فوق ارض أعدتها الحركة الصهيونية ، وحصلوا على دعم مالي من البارون روتشيليد وغيره ، مثل منظمة عزرا وهداسا وجونيت وغيرها .
بعد ان اصبح الحصول على الأموال والأراضي مجاناً جزءاً لا يتجزأ من عقلية اليهودي ، و جزءاً من ثقافته واخلاقه ونزواته الدينية ، فلا أحد يستغرب من ممارسات المستوطنين الشبه يومية ومحاولاتهم الاستيلاء على أراضي الفلسطينيين بالطرق الملتوية وبالقوة .
هذه الثقافة لا تنحصر فقط في عقول قطعان المستوطنين ورؤوس اليمين فقط ، انها تتدفق بشكل خاص في عروق كبار القادة السياسيين والعسكريين ، خاصة أولئك الذين برزوا على الساحة السياسية ، وتسلموا مفاتيح خزائن الدولة المالية ، من هؤلاء من اودع السجن ، وأغلق حياته السياسية في ظلمات المعتقلات ومنهم من ينتظر .
منذ عهد ارئيل شارون الذي لاحقته فضيحة الجزيرة اليونانية وحصل على خمسة الآف دونم ببلاش من الأراضي الفلسطينية ، مقابل جرائمه التي ارتكبها ، طوال خدمته العسكرية ، منذ غياب شارون ونحس الفساد يلاحق رؤساء الوزراء الذين خلفوه ،ويلاحق أيضاً العديد من الوزراء ، أذكر من هؤلاء وزير المالية السابق ابراهام هيرشزون ، ونذكر غاندي ملك الترانفسير الذي تلاحقه تهم الفساد الجنسي حتى اليوم ، رغم مرور عدة سنوات على اغتياله ، ونذكر احدى واجهات الفساد المعروفين رئيس الوزراء السابق ايهود أولمرت الذي ادين بقضايا فساد خطيرة جداً كانت سبباً في دخوله السجن ، بعد أولمرت أصبحت تهم الفساد التي تلاحق رؤساء الوزراء إسرائيل وغيرهم ، أشياء روتينية بالنسبة للمواطن الإسرائيلي ، ها هو رئيس الوزراء الحالي نتنياهو يتفسح بين الحين والآخر في غرف التحقيق التابعة للشرطة ، برفقة زوجته التي قرر المستشار القضائي تقديمها للمحاكمة ، لأنها متهمة بقضايا فساد كثيرة .
وحتى لا يغضب رئيس الدولة السابق ، موشه كتساف لا بد من نبش ماضيه وعار التهم الأخلاقية التي ادين بها فوجد نفسه وراء القضبان سنوات طويلة ، اليوم يقف العديد من قادة حزب إسرائيل بيتنا برئاسة ليبرمان امام القضاء بتهم اختلاس وقضايا فساد مختلفة خطيرة للغاية ، هناك فضائح فساد كثيرة مارسها العديد من الوزراء ومن ضمنهم رئيس الوزراء نتنياهو ، مثل قضية الفساد في شراء الغواصات من المانيا ، وهناك قضايا أخرى تتصدر وسائل الاعلام مثل الرشاوى والغش في شركة الكهرباء ، وشركة سيمنز وغيرها .
ذكرت بعض الدراسات بأن اكثر المحاكم والأجهزة القضائية التي تعاني من تخمة قضايا العنف والاجرام والفساد هي المحاكم الإسرائيلية ، والسبب معروف ، بأن هذه الدولة حصلت على كل شيء ببلاش ، اغتصبت وطناً كاملاً ببلاش ، سرقت مدنه حضارته ، ثقافته ، زراعته ، هواءه ، ثرواته هذه هي احدى أسباب تطور ثقافة الفساد في دولة نشأت على أسس الفساد .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- حبل من وراء الحدود
- ايران كوبا الشرق الأوسط
- غزة في انتظار حرب الكهرباء
- عار الهزيمة لن يدوم
- لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر
- من البيعة الصغرى الى البيعة الكبرى
- قراءة في صفحة من صفحات الانقسام الفلسطيني الفلسطيني
- طوابير العرب العائدة لبيت الطاعة الامريكي
- أسرى الحرية بين النصر والشهادة
- تهليل القرعة التي تتباهى بشعر اردوغان
- وهل يضر النيل يوماً اذا بال التكفيريون فيه - أنه لا ينجس
- مرة أخرى - أيمن عودة في الميزان
- تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية
- البادي أظلم
- الخطوة الأولى في طريق العودة وحدة الصف
- هنا دمشق من القاهرة
- الوجه امريكا والعجيزة اسرائيل
- ريفلين وقفزة القط الشرير
- بلدية البيض في القدس
- بالأمية والغيبيات تُحكم الشعوب والبلدان


المزيد.....




- بسبب متلازمة -نادرة-.. تبرئة رجل من تهمة -القيادة تحت تأثير ...
- تعويض لاعبات جمباز أمريكيات ضحايا اعتداء جنسي بقيمة 139 مليو ...
- 11 مرة خلال سنة واحدة.. فرنسا تعتذر عن كثرة استخدامها لـ-الف ...
- لازاريني يتوجه إلى روسيا للاجتماع مع ممثلي مجموعة -بريكس-
- -كجنون البقر-.. مخاوف من انتشار -زومبي الغزلان- إلى البشر
- هل تسبب اللقاحات أمراض المناعة الذاتية؟
- عقار رخيص وشائع الاستخدام قد يحمل سر مكافحة الشيخوخة
- أردوغان: نتنياهو هو هتلر العصر الحديث
- أنطونوف: واشنطن لم تعد تخفي هدفها الحقيقي من وراء فرض القيود ...
- عبد اللهيان: العقوبات ضدنا خطوة متسرعة


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي