أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس














المزيد.....

اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5637 - 2017 / 9 / 11 - 22:05
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس
تميم منصور
محمود عباس وعدد قليل من أعضاء حكومة رام الله ، يتحكمون بكل " الغلة " التي تملكها السلطة ، وعباس بشكل استفزازي يغدق الأموال حسب ما يريد ، وما وزارة المالية الفلسطينية سوى واجهة اعلامية تستخدم وقت الضرورة للتغطية على الكثير من الاسقاطات التي تتراكم يوماً بعد يوم .
من وجهة نظر المعارضة و المراقبين ، هناك قلة قليلة تتحكم بكل واردات السلطة ، وهذه الواردات تتبعثر بدون حسيب أو رقيب وروائح الغش والمحسوبيات تنبعث من كل مكتب من مكاتب وزارة المالية ، ومن بين العوامل التي تساعد عباس ومن حوله على التحكم بهذه الأموال ، ان جميع المساعدات وأنواع وحجم الفتات الذي يقدم لسلطة رام الله ، يدخل حساب عباس الخاص في البنوك خارج الضفة الغربية ، بعدها يتم التحويل حسب مقاييس واعتبارات كثيرة يقررها عباس وحده .
أما واردات الضرائب والجمارك التي تتحكم بها سلطات الاحتلال ، هذه الأموال لا تصب في خزينة السلطة الا بعد موافقة الأخيرة على كافة الشروط المطلوبة التي تفرضها سلطات الاحتلال ، في مقدمة هذه الشروط المذلة ، موافقة سلطات الاحتلال على توزيع هذه الأموال ، ومنع وصولها الى كافة الأطر والجهات والفصائل التي تقاوم الاحتلال .
هذه السياسة تضاف الى سياسة زيادة شد الاحزمة على البطون التي أخذ عباس وحكومته إتباعها لكسر شوكة كل الذين يعارضون سياسته بالتواطؤ مع الاحتلال ومع محور الولايات المتحدة ، وتدعى المعارضة بأن سياسة التجويع هذه هي جزء من سياسة تصفية الحسابات مع قوى كثيرة بدأت في الضفة الغربية المحتلة ، بدأها عباس بخصي نسبة كبيرة من رواتب المعلمين والموظفين ، لإذلالهم أكثر ومنعهم من الوقوف في وجه سياسته المتخاذلة مع الاحتلال ، خاصة فيما يتعلق بمنع التظاهر واعتقال كل المقاومين خدمة للسياسة الإسرائيلية .
بعد خصي رواتب الموظفين في الضفة الغربية انتقلت فاتورة الملاحقة والعقاب الى قطاع غزة ، فقد طالت سياسة القهر المادي آلاف الموظفين والعاملين في قطاعات مختلفة ، كما انها طالت العديد من المؤسسات التعليمية والجامعات والنوادي الرياضية ومحطات توليد الطاقة وغيرها .
كل هذا يتم بمراقبة سلطات الاحتلال وموافقتها ،آخر الأطر التي امتدت ووصلت اليها سياسة الأرض المحروقة التي تشعلها إسرائيل ، قرار محمود عباس قطع الميزانية عن نادي الأسير الفلسطيني ، وقد اعترفت صحيفة " هآرتس " واسعة الاطلاع في عددها الصادر يوم الأحد الماضي ، بأن عباس اتخذ هذه الخطوة غير المسؤولة إرضاء لسلطات الاحتلال وبطلب من الولايات المتحدة .
على الرغم من أن السيد " قدورة فارس" رئيس النادي المذكور رفض التعقيب على هذه الخطوة الضلالية ، لكن عدداً من النشطاء في هذا النادي ، اعترف بهذا الاجراء وقد اعترفوا بأن عباس قام بهذا الاجراء تلبية لمطالب سلطات الاحتلال ولإرضاء السفارة الامريكية في تل أبيب ، ومن هؤلاء النشطاء من اعترف بأن خطوة عباس انتقامية ، وتصفية حسابات مع الاسرى خاصة من حركة فتح أولئك الذين أصروا على المشاركة بالأضراب الذي قاموا به داخل سجون الاحتلال ، وقد ادعت سلطة الاحتلال وسلطة رام الله ان من وقف وراء هذا الاضراب هو الأسير مروان البرغوتي ، وما هو جدير بالذكر ان سلطة رام الله عارضت هذا الاضراب ووقفت مكتوفة الأيدي حياله .
اذا كانت هذه المعلومات صحيحة يكون عباس قد ارتكب خطوة إجرامية تراجعية غادرة ضد اسرى الحرية داخل سجون الاحتلال ، انهم بالنسبة لأبناء الشعب الفلسطيني رأس الحربة في نضاله ضد الاحتلال ، وهم بمثابة الشهداء الأحياء في سجون الاحتلال ، بفضلهم وبفضل دماء الشهداء يمشي محمود عباس على السجاجيد الحمراء وهو يتنقل بين عواصم دول العالم ، بفضل تضحياتهم وتضحيات الشهداء ، ينعم عباس واسرته وامراء السلطة بالعيش في قصور منيفة في رام الله وغيرها .
في خطوته هذه ينضم عباس لإسرائيل في محاولاته كسر روح اسرى الحرية الثورية والوطنية ، لكنه سيفشل كما فشلت إسرائيل التي لم تترك اسلوباً قمعياً لم تستعمله ضدهم ، من السجن الانفرادي ومنع الزيارات وحرمانهم من الاتصال مع المحامين الذين يدافعون عنهم ، هذا عدا عن سياسة التعذيب والتنكيل بهم .
معروف ان سلطة رام الله تعتبر جميع سجناء الحرية عصاة غلاظ ترفض اسلوبهم المقاوم ، لذلك لا نستغرب التعاون مع سلطات الاحتلال للتخلص منهم بكافة الطرق والأساليب ،وعلى ما يبدو أن سلطات الاحتلال كانت صادقة عندما ادعت دائماً أن شبح مروان البرغوتي الثوري لا يطاردها وحدها ، بل يلاحق محمود عباس وكل الذين يقفون بالطابور لوراثته .
ان نادي الأسير الفلسطيني الذي يعمل في الضفة الغربية ، ضمن جمعية خاضعة للقانون الفلسطيني تتلقى ميزانية من سلطة رام الله ، للقيام بنشاطاته الإنسانية ، بالإضافة الى التبرعات التي تصله من جهات أخرى ، ومن بين المهام التي يقوم بها هذا النادي تقديم الدعم والمساعدات للأسرى الذين تحرروا من سجون الاحتلال ، تساعدهم على التأهل لأي عمل مهني حتى يعيشوا بكرامة ، كما يوفر لعدد من الموقوفين رجال القانون للدفاع عنهم .
جدير بالذكر بأن هذا النادي لا يقدم أي دعم او تمويل لأسر سجناء الحرية ، وقد اعترف النشطاء في هذا النادي ، بأن نادي الأسير يمر بمرحلة حرجة ومهددة بالإغلاق ، وهذا ما تنتظره سلطات الاحتلال .
ان هم محمود عباس اليوم كسب ود واشنطن و إسرائيل ، كي يستمر تدحرج فتات الذل الى خزينة السلطة ، عندها يستمر العبث بمصير هذا الشعب .
ان نشاط نادي الأسير الفلسطيني والى جانبه جمعية انصار السجين ، لا يهددان أمن سلطة محمود عباس ، لكن هذه السلطة كانت وستبقى أداة وجزء من الفساد القيادي الذي عانى منه الشعب الفلسطيني على مر السنين ، واغلاق هذا النادي لا يزيد اسرى الحرية الا اصراراً على مقاومة الاحتلال في صبرهم وجلدهم وانتظارهم .



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لمحة من تاريخ أيتام الداخل الفلسطيني
- صراع الأجيال الفلسطينية مع مناهج التعليم الصهيونية
- من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري
- ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي
- حبل من وراء الحدود
- ايران كوبا الشرق الأوسط
- غزة في انتظار حرب الكهرباء
- عار الهزيمة لن يدوم
- لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر
- من البيعة الصغرى الى البيعة الكبرى
- قراءة في صفحة من صفحات الانقسام الفلسطيني الفلسطيني
- طوابير العرب العائدة لبيت الطاعة الامريكي
- أسرى الحرية بين النصر والشهادة
- تهليل القرعة التي تتباهى بشعر اردوغان
- وهل يضر النيل يوماً اذا بال التكفيريون فيه - أنه لا ينجس
- مرة أخرى - أيمن عودة في الميزان
- تبرئة مبارك المسمار الأخير في نعش الثورة المصرية
- البادي أظلم
- الخطوة الأولى في طريق العودة وحدة الصف
- هنا دمشق من القاهرة


المزيد.....




- -حظا سعيدا- و-استمر-.. ترامب يوجه رسالتين منفصلتين إلى خامنئ ...
- متى تندلع الحرب؟ عند عامل توصيل البيتزا الخبر اليقين!
- إصبع طهران على الزناد: هذه خطة إيران لمواجهة حرب محتملة مع أ ...
- ترامب: سئمت من الوضع في إيران وأريد استسلاما غير مشروط
- واشنطن بوست: ترامب يسعى لتفادي أي صراع مع إيران
- وزير الدفاع الإسرائيلي: سلاح الجو دمر مقر قيادة الأمن الداخل ...
- انقسام داخل إدارة ترامب بشأن التدخل في الحرب الإسرائيلية الإ ...
- استراتيجية إسرائيل في حربها ضد إيران: تدمير القدرات النووية ...
- صحة الفم، كيف تؤثر على صحتنا الجسدية والنفسية؟
- الإقطاعيون الرقميون.. من فلاحة الأرض إلى حرث البيانات


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس