أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة















المزيد.....

هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5717 - 2017 / 12 / 4 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


مع أن المؤسس والمسؤول عن اذاعة فلسطين ، اذاعة " هنا القدس" هو الانتداب البريطاني ، الا أن حاكم القدس " ستوريس " شارك باختيار العاملين في محطة الاذاعية المذكورة ، فلا عجب أن يختار الشاعر الكبير ابراهيم طوقان الذي كان يعمل محاضراً للغة العربية وآدابها مسؤولاً عن البرامج العربية في هذه الاذاعة .
ظن " ستورس" بأن الشاعر ابراهيم طوقان الذي كان بعيداً عن ميدان السياسة الى حد ما في هذه الفترة ، سوف يضع حاجزاً بين اذاعة " هنا القدس " وبين السياسة ، وظن هذا الحاكم بأن اذاعة " هنا القدس " سوف تعمل كما خطط لها الانجليز ، تخدم مصالحهم ولا تقوم بتعرية سياستهم الاستعمارية في البلاد .
لكن أمله خاب لأن ابراهيم طوقان كان يهدف ويرمي من خلال عمله الاذاعي على ترسيخ التراث الفلسطيني ، الذي تمثل بالأدب المحلي والتفاف الادباء والفنانين حول منبر الاذاعة وخدمة الجمهور العربي بشكل عام ، من خلال المداخلات الأدبية والفنية ،و تجسيداً للروايات التاريخية والموسيقى الشرقية .
كانت البرامج التي تقدم عبر الاذاعة ، تجذب المواطنين الفلسطينيين الى سماعها ، ليس في البيوت فقط التي يتوفر فيها أجهزة الراديو ، بل أيضاً في المقاهي العامة الموجودة في المدن الفلسطينية ، خاصة القدس ، ويافا وحيفا ، كان قسم اللغة العربية يبث ثلاث ساعات في الصباح ، يتخللها نشرات اخبارية ، ومقطعاً موسيقياً بأداء الفرقة الموسيقية الفلسطينية المعروفة ، كان يتخلل البرامج أيضاً برامج خاصة للنساء ، كانت تقدمها الأديبة " أسمى طوبي " ، وقدسية خورشيد ، وكانت هذه البرامج لا تخص المرأة الفلسطينية فقط بل ما يخص أيضاً المرأة العربية .
كانت الاذاعة تبث الأغاني التي كانت معروفة في ذلك الوقت ، لعدد من الفنانين المصريين ، مثل عبد الوهاب وفريد الأطرش وأم كلثوم و ليلى مراد واسمهان ، وتقدم الاغاني لمطربين سوريين وعراقيين أيضاً .
في أثناء الحرب العالمية الثانية صدرت مجلة الاذاعة " هنا القدس " احتوت على مواد زاخرة من الصور والتقارير التي تنقل أيضاً أخباراً وصوراً من المعارك .
في هذه الفترة قررت ادارة الاذاعة التي أخذ يرأسها عزمي النشاشيبي خلفاً للشاعر ابراهيم طوقان ، بتخصيص طاقم إذاعي ميداني ، ليقوم بجولات حول المدن والقرى الفلسطينية ، والاطلاع على الحالة الاجتماعية والسياسية ، وغالباً ما كانت تتضمن بعض المقابلات مع شخصيات كثيرة كالفلاحين والمربين وأصحاب المتاجر والمسارح ، ونخبة من المثقفين ، كان يتم بث هذه المقابلات على شكل تقارير تتخللها بعض المداخلات من مقدم البرنامج .
من أهم البرامج التي سعت اليها الاذاعة هي نقل طقوس فريضة الحج ، من خلال مرافقتها للحجاج وزيارتهم للديار الحجازية ، قامت بذلك عام 1940 ، كان مراسل الاذاعة ينقل أخبار قافلة الحجاج وهي في طريقها الى المدينة المنورة ومكة المكرمة ، قام بتغطية هذه البرامج عدد من الاذاعيين المبدعين .
في هذه الفترة من الحرب العالمية الثانية ، شهدت الاذاعة اهتماماً ملحوظاً من رفع وإعلاء مستوى الادب العربي والفن العربي ، لقد تم الترحيب بالمشاركات الادبية من قبل جهابذة الادب المحلين ومن الخارج ، فشارك من الداخل خليل بيدس ، ومن الخارج محمد كرد علي رئيس مجمع اللغة العربية ، كما شارك الأخطل الصغير ، وفؤاد صروف ، وعبد القادر المازني ، وأسمى طوبي من حيفا ، وماري شحادة وغيرهم . استمرت هذه البرامج الى ما قبل النكبة ، كما ظهر عن طريق الاذاعة نخبة من الفنانين ، مثل يحيى اللبابيدي ، والملحن يحيى السعودي والمطربة الفلسطينية ماري عكاوي وغيرهم ، من بين مقدمات البرامج الهامة عرفت " هنرييت سكسك ، وقد اختار ابراهيم طوقان مدير قسم البرامج العربية لها اسم الآنسة سعاد لتقديم برامج الاطفال .
من بين الذين عملوا في الاذاعة سامية عبد الهادي زوجة الشاعر ابراهيم طوقان ، ومنهم الباحث والصحفي الكبير ناصر الدين النشاشيبي و حازم نسيبة ومحمد بشناق و أميل حبيبي و عبد الكريم الكرمي ابو سلمى وآخرون .
لم تتوقف الخلافات بين الشاعر ابراهيم طوقان وبين سلطات الانتداب خلال تولي الشاعر طوقان رئاسة البرامج ، والسبب ان سلطات الانتداب كانت تحاول توجيه البرامج باللغة العربية لخدمة احتلالها ، وكانت ترفض قيام هذه الاذاعة بتأدية رسالتها القومية بفضل الشاعر ابراهيم طوقان .
لقد تصدى ابراهيم طوقان لمطالب بريطانيا ، مدعومة بعدد من المضللين ، بأن تقوم الاذاعة بتشجيع استعمال اللهجة العربية الدارجة بدلاً من استعمال اللغة الفصحى ، خلال بث برامج الاذاعة ، وقد رفض طوقان هذا التوجه ، وأصر على استعمال اللغة العربية الفصحى ، هذا الموقف دفع بسلطات الاحتلال البريطاني والعصابات الصهيونية بشن حملات عدوانية ضده ، وضد كل ما يقدمه من برامج اذاعية ، فاضمروا له الشر ، واتهموه بالتحريض على وجود الاحتلال ، كما أن الصهاينة اتهموه بأنه يستغل الاذاعة للتحريض ضد وجود اليهود في فلسطين .
لهذه الاسباب وغيرها تعرضت الاذاعة الفلسطينية لعدوان صهيوني عدة مرات ، من العصابات الصهيونية ، فقد تعرض مبنى الاذاعة قبل انتقاله الى رام الله الى القصف المتكرر بالمدافع ، تحت حماية وحراسة قوات الاحتلال البريطاني . مما جعل مدير الاذاعة في ذلك الوقت عزمي النشاشيبي بوضع خطة طوارىء ، بحيث تبقى الاذاعة في حالة بث متواصل حتى يتم تركيب أجهزة البث الجديد في مدينة رام الله .
ومع بداية وقوع النكبة عام 1948 واعلان قيام الدولة العبرية احتلت القوات اليهودية مبنى الاذاعة كاملاً ، ويذكر " توفيق محمود الشاهد في كتابه " رحلتي مع الميكرفون " أن عصمت النشاشيبي حمل قدر استطاعته على ظهره اجهزة الاذاعة من مقرها في حي الطالبية في القدس الى مدينة رام الله بعد أن تم احتلال مباني الاذاعة في القدس ، نقلها الى مكان أعمدة الارسال في رام الله ، ليعود صوت اذاعة القدس الى الانطلاق من جديد .
وكانت السلطات الاردنية قد واصلت بث الاذاعة من رام الله واطلقت " عليها اسم إذاعة القدس العربية " والتي كانت تعرف ايضاً " راديو رام الله " إلا ان احتلال القوات الاسرائيلية للضفة الغربية ، أنهى بث اذاعة القدس العربية ، ليضع بذلك نهاية لتجربتها ونشاطها الذي انطلق من مدينة القدس في منتصف الثلاثينات من القرن العشرين
يتبع – عن محطة الشرق الادنى -



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س ...
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين 1 ...
- بمناسبة مضي مائة عام على صدور وعد بلفور (2) اغتيال الوسيط ال ...
- بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور
- صح النوم يديعوت احرنوت
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية (2)
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية
- اتفاق اوسلو في عيون فلسطينية
- اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس
- لمحة من تاريخ أيتام الداخل الفلسطيني
- صراع الأجيال الفلسطينية مع مناهج التعليم الصهيونية
- من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري
- ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي
- حبل من وراء الحدود
- ايران كوبا الشرق الأوسط
- غزة في انتظار حرب الكهرباء
- عار الهزيمة لن يدوم
- لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر
- من البيعة الصغرى الى البيعة الكبرى


المزيد.....




- ثوران بركان في إندونيسيا يتسبب بإلغاء عشرات الرحلات إلى بالي ...
- -كل اللي فات إشاعات-.. محمد رمضان يعلن عن الصلح بين نجله وزم ...
- وفاة الطاهية والشخصية التلفزيونية الشهيرة آن بوريل عن عمر 55 ...
- السعودية.. حرب بين قرود أبها والطائف!
- ناطق باسم الجيش الإسرائيلي يرد على أنباء مقتله بفيديو: -لست ...
- بسبب ترامب.. -الغارديان-: زيلينسكي قد يغيب عن قمة -الناتو- ا ...
- دول الترويكا الأوروبية تعرب عن استعدادها لمواصلة المفاوضات م ...
- غروسي: تلوث إشعاعي في منشأة -نطنز- النووية
- كنايسل: التصعيد بين واشنطن وطهران لم يصل إلى مواجهة شاملة وا ...
- ما هي مخاطر الإشعاع النووي على إيران ومنطقة الخليج؟


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - هنا القدس (2) سيرة حياة بلاد ومثقفين وحياة اجتماعية واعدة