أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب















المزيد.....

الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب


تميم منصور

الحوار المتمدن-العدد: 5711 - 2017 / 11 / 27 - 18:17
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب
هنا القدس (1)
تميم منصور
وصل زعماء الحركة الوطنية الفلسطينية أثناء ثورة البراق وبعدها ، إلى قناعة بأن سلطات الانتداب البريطاني تتحيز في سياستها لصالح العصابات الصهيونية ، ففي أثناء الثورة التي اندلعت عام 1929 وعرفت بثورة البراق ، والمواجهات العنيفة التي تخللتها ، ظهر تحيز القوات البريطانية في تعاملها مع الطرفين العرب واليهود ، ولم تكن محايدة كما كانت تدعي.
هذا التحيز جعلها عرضة لهجمات رجال المقاومة الفلسطينيين ، كما أسقط الفلسطينيون من أوهامهم بأن بريطانيا محايدة وغير متحيزة ، فقد امتنعوا عن مواجهة قواتها حتى نشوب ثورة البراق، هذا التحول جاء بعد أن لمسوا وشاهدوا كيف تعاملت القوات البريطانية مع المحتجين العرب بيد من حديد ، فكانت تطلق النار عليهم دون تردد ، فقتل المئات من بينهم اضافة الى حوالي ثلاثة آلاف تم اعتقالهم ومعاملتهم بقسوة .
شعر العرب بهذا التحيز والمعاملة العنصرية ، أيضاً أثناء المحاكمات ، فكانت الاحكام الصادرة ضد أفراد العصابات الصهيونية ، الذين شاركوا بالمواجهات وقاموا بالاعتداء على المواطنين العرب ، مخففة للغاية ، لأن كثير من القضاة ورجال الشرطة ، كانوا من اليهود البريطانيين ، كان هذا التحيز تطبيقاً للبنود التي وردت في صك الانتداب ، خاصة البند الرابع الذي يشير الى نية بريطانيا القاطعة باقامة وطن قومي لليهود في فلسطين.
الاحكام التي صدرت بحق المعتقلين العرب من المناضلين ، كانت شديدة ومفرطة من شدة العقوبات التي لم تكن على مقاس التهم ، صدرت أيضاً بحق عدداً من المتهمين العرب بإعمال العنف أحكام الاعدام ، وتم اعدام أول كوكبة من المقاومين الفلسطينيين في سجن عكا ، وهم فؤاد حجازي من صفد ومحمد جمجوم وعطا الزير من مدينة الخليل ، وقد تحولوا الى رموز وقامات وطنية وخالدين في ذاكرة شعبنا .
بعد اخماد فتيل هذه الثورة ، كانت لها تبعات كثيرة ، أهمها تدفق موجات من الهجرة اليهودية الى فلسطين ، خاصة بعد صعود النازية الى الحكم في المانيا عام 1933 ، في هذه الفترة دخل الى البلاد بطرق شرعية وغير شرعية حوالي 60 الف يهودي في سنة واحدة .
تعاونت سلطات الانتداب مع الوكالة اليهودية في تدفق اعداد هائلة من المهاجرين أدى الى تردي الحالة الاقتصادية في البلاد ، خاصة في المدن والقرى العربية ، اضافة الى ذلك اصدرت سلطات الانتداب قوانين صارمة ، جميعها كانت تستهدف المواطنين العرب ، هذه الاسباب وغيرها زادت من حالة الاحتقان بين المواطنين الفلسطينيين ، فاشتدت المواجهات وزادت هجمات المقاومين الفلسطينيين ضد المستعمرات اليهودية ، وضد القوات البريطانية التي كانت تدافع عن هذه المستعمرات .
شعرت بريطانيا بان البلاد تقف على فوهة بركان ، أثر بداية ثورة القسام عام 1935 ، في ظل الأجواء الملتهبة ، قررت سلطات الانتداب أن تعمل كل ما بوسعها لتخفيف درجات الاحتقان في نفوس ومشاعر الفلسطينيين ، فقررت انشاء محطة الاذاعة الفلسطينية في شهر نيسان " ابريل " سنة 1936 ، رغبة منها بتهدئة الخواطر ، وابعاد الجماهير المناضلة ، الثائرة عن اهدافها الرئيسية وهي ، ايقاف عملية بيع الاراضي ، منع الهجرة ، والحفاظ على عروبة فلسطين .
يذكر خليل السكاكيني في مذكراته ، أنه من بين الاسباب التي دفعت سلطات الانتداب لاقامة محطة للاذاعة ، شعور بريطانيا بكره العرب الفلسطينيين لها ، وميلهم لبطل الساعة في ذلك الوقت ، ادولف هنلر ، من منطلق أن " العور أفضل من العمى" .
كانت بريطانيا تأمل أن تستخدم الاذاعة ، كأداة للدعاية تدافع عبر موجاتها عن سياستها ، وانه بمقدورها الاستمرار بخداع الفلسطينيين ، واعتقدت كما يذكر اكرم زعيتر في مذكراته ، انها تستطيع عبر موجات هذه الاذاعة بناء جسور التوافق بين العرب واليهود ، وانها سوف تستغل هذه الاذاعة بإقناع العرب بأن اليهود لا ينوون الاساءة لعرب فلسطين .
تم تأسيس الاذاعة ، وكانت الاذاعة العربية الأولى في البلاد ، وقد خصص لها غرفتين من غرف فندق ( بالاس ) في شارع مأمن الله في مدينة القدس ، وفي أوائل الحرب العالمية الثانية ، أي سنة 1939 ، انتقلت الاذاعة الى دار كبيرة ، كانت تحوي تسع غرف للاذاعة ، وخمس غرف للاعمال الهندسية ، وكانت مدة البرنامج اليومي عند بداية ارسالها عشر ساعات ونصف .
جرى حفل افتتاح دار الاذاعة الفلسطينية في مقرها القديم ، بدعوة من الحكومة البريطانية يوم 30 / 3 / 1936 ، وقد حضر الحفل عدد كبير من وجهاء وأعيان القدس ، وباقي المدن الفلسطينية ، وعدد من كبار الفنانين والموسيقيين العرب ، بالاضافة الى عدد من كبار الموظفين البريطانيين ، وكان أول صوت عربي يصدح في هذه الاذاعة عبر الأثير ، هو صوت شاعر فلسطين ابراهيم طوقان 1905- 1941 ، ثم قدم الفنان المصري الشيخ امين حسنين وفرقته بعض المنولوجات والحواريات ، ثم جاء دور الموسيقي السوري محمد عبد الكريم ، الشهير بأمير البزق ، ومما يذكره الموسيقار المؤرخ وعازف العود واصف جوهرية 1897 – 1973 في الجزء الثاني من مذكراته ( القدس الاحتلالية في المذكرات الجوهرية ) أن حفل الافتتاح ضم الكثير من هواة الفن ، من أمثال ابراهيم عبد العال ، محمد عطية ، اسكندر الفلاس ، يحيى السعودي ، فهد النجار ، ميلاد فرح ، توفيق جوهرية ، وارتين سانتورجي ، ومحمد عبد الكريم امير البزق ، مشيراً الى أن الموسيقار يحيى اللبابيدي ، الذي أعطى فريد الأطرش لحن اغنية ( يا ريتني طير وأطير حواليك ) هو أول من ترأس القسم الفني العربي في الأذاعة .
كانت مدة البرنامج اليومي عند بداية ارسال الاذاعة ، عشر ساعات ونصف ، مقسمة كما يلي ، أربع ساعات ونصف باللغة العربية. ثلاث ساعات ونصف باللغة العبرية ، وساعتان ونصف باللغة الانجلينية
قدر عدد اجهزة الراديو في البلاد عند افتتاح محطة ( هنا القدس ) ما يقرب من الواحد والعشرين الفاً ، وكانت قوة المحطة 20 كيلو واط وتبث على 8،449 متراً ، بما يساوي 668 كيلو سيكل .
تسلم ادارة القسم العربي في اذاعة " هنا القدس " ثلاث شخصيات معروفة ، هم ابراهيم طوفان ، الشاعر المعروف وشقيق الشاعرة فدوى طوقان ، خلفه الشخصية اللبنانية المعروفة عجاج نويهض ، محرر مجلة العربي التي كانت تصدر في القدس ، وعزمي النشاشيبي أول من حصل على دبلوم الصحافة في انجلترا ، وساهم في تحرير جريدة فلسطين باللغة الانجليزية ، ومن بين الذين ساهموا في تطوير القسم العربي في اذاعة " هنا القدس " ، سعيد العيسى ، موسى الدجاني ، عبد الكريم الكرمي " أبو سلمى " وخليل السكاكيني ، عصام حماد ، محمد أديب العامري ، راجي صهيون ، عبد الحميد ياسين .
يتبع



#تميم_منصور (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين س ...
- موقف الصحافة المصرية من الصهيونية في الفترة الواقعة ما بين 1 ...
- بمناسبة مضي مائة عام على صدور وعد بلفور (2) اغتيال الوسيط ال ...
- بمناسبة مرور مئة عام على وعد بلفور
- صح النوم يديعوت احرنوت
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية (2)
- عمرو موسى والرقص على حبال الانتهازية
- اتفاق اوسلو في عيون فلسطينية
- اسرى الحرية بين فكي ميزانية عباس
- لمحة من تاريخ أيتام الداخل الفلسطيني
- صراع الأجيال الفلسطينية مع مناهج التعليم الصهيونية
- من عربة بوعزيزي الى عربة محسن فخري
- ثقافة الفساد في المجتمع الاسرائيلي
- حبل من وراء الحدود
- ايران كوبا الشرق الأوسط
- غزة في انتظار حرب الكهرباء
- عار الهزيمة لن يدوم
- لا مصر بدون مواطنيها الاقباط ، ولا أقباط بدون مصر
- من البيعة الصغرى الى البيعة الكبرى
- قراءة في صفحة من صفحات الانقسام الفلسطيني الفلسطيني


المزيد.....




- 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب في إيران -تحيّر غروسي-
- -حرب القمامة- في كولومبيا.. عقاب قاس من جامعي النفايات
- فرق الإطفاء تواصل محاولات إخماد الحرائق في جزيرة خيوس اليونا ...
- ترامب يسعى لإغلاق ملف الحرب الإيرانية بنهاية درامية.. هل ينج ...
- نتنياهو وبزشكيان يشيدان بإنجازات بلديهما -التاريخية- في الحر ...
- القسام تعلن استهداف دبابة بعد تنفيذها كمينا آخر مركّبا في خا ...
- إيران تحتشد في ساحة الثورة وتؤكد صمودها في وجه التحديات الإس ...
- إسرائيليون يعتبرون نتنياهو -ملك إسرائيل- وآخرون يرونه خطرا ع ...
- هكذا خططت إسرائيل لقتل الفلسطينيين في نقاط توزيع المساعدات
- ما بعد الحرب.. إيران في مواجهة اختبار الداخل وإعادة التموضع ...


المزيد.....

- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 3/4 / عبد الرحمان النوضة


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - تميم منصور - الاذاعات العربية في فلسطين زمن الانتداب