أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى آني - وجهة مجهولة














المزيد.....

وجهة مجهولة


مصطفى آني

الحوار المتمدن-العدد: 5735 - 2017 / 12 / 22 - 15:02
المحور: الادب والفن
    


وجهة مجهولة
هضبة لا أكثر تحولت إلى قصيدة كتبتها عروسة في ليلة زفافها إلى نبع تمرد من قسوة الصخور
هضبة تحولت إلى إيمان و كعبة مشرفة على شاشات التلفاز يبثون صور عنها بإنها تحررت بعد أشهر من الاغتصاب الفاجع .
يلملم ذاته المبعثر هنا وهناك يجمع شتاته بين فكر متنزه قي شوارع أوروبا وقلب مدفون تحت أحجار مشته نور الكريمة وبين أتربة سهل سروج العطرة وجسد هزيل بين هذا وذاك لا يعلم ماذا خبئ له القدر أهو الضياع في أزقة أوروبا أو يجمع شتات قلبه ويعد أدارجه اليها ....
حيرة ريبة و خوف ....يستمر الصراع ويقارن كل ذلك يقلب الليالي صعوبة ويدفع الايام تعباً.....
وماذا بعد ؟
فلقلب بوصلة الوجهة إذاً ولو كانت مجهولة الهوية لكن إن قرر سيحقن في الجسد الامل ويسحب الفكر مرغماً إلى وجهته التي يراها القلب قلباً وروحا إلى مدينة التي تعالى إسمها كصقرٍ أفرد جناحيه للعالم دماً فسلاماً .
يدخل ما يقارب مئة شخص من البوابة الرئيسية التي طالما حاولت جنود الملذات إقتحامها فبدأ الناس بتسليم هوية اللجوء وتسجيل أسمائهم في قائمة المواطنين العائدين ....
وكم إنتظروا هذه اللحظات وسكبوا دموعاً على هذه البادية ! القاحلة في منطقة منسية بين أوجاع التاريخ وأمل المستقبل حيث لا شيء هنا سوى خراب وألغام وبضع ذكريات جميلة .
كل شيء متغير ......
المستقبلون يبتسمون عنوة وعلى وجوههم مئة مسألة معقدة وألف حسرة وملايين التسائلات التي ستدفن مع كل الاوجاع والالم المتشظي .
يا تُرى لماذا أختارنا القدر لنكون قرباناً للعالم ؟.
شوارع مغلقة من الابنية المهدمة وأشجار مقطوعة حيث لا شيء هنا يوحي بأن الحياة ستعود يوماً والمنازل المتبقية ملغمة والجثث في كل حدب وروائحهم تغم المارين فأصبح كلاب المنطقة والقطط حيوانات لحمية وأهانوا بفعلتهم آدمية الانسان .
أعقاب الرصاص في شوراعها أصبحت أضعاف مضاعفة من أعقاب السجائر وزرع الالغام أصبحت مهنة لمدخن يلف سيجارته من تبغ مهرب لكن عصرنا أصبح القذر أشرف من كل الذين كانوا الشرفاء و المحافظين إنها عصر العودة أو عصر القفز على الذات الان والمكوث في حضنهم لعل وعسى أن يقبلونا كآدمي يستر عوارته أما أحترامنا كبشر فلا امل ......
كانت مدينة والان حطام .
كانت حياة والان جثة متعفنة.
كانت ربيعا والان قحطاً .
كانت والان لا شيء سوى إسمٌ نفتخر بدماره بحطامه بمقبرته أما الارواح الزاهقة فالنصمت .
يمشي أحد العائدين في شوارع المدينة فكل شيء مبعثر يقف في تقاطع إحدى الشوراع يفرك شعره ينظر يمنة وشمالا لا يعرف أين يتجه وبالقرب كانوا هناك مجموعة من الشباب يتباحثون لفعل ما يقول هل لي بسؤال ووجهه تغير ألوانه وعرق بسؤاله وحث في قلبه بإن فقد ذاكرته ويتمنى في ذاته لا يستهزأ الشباب بشيبته
أين طريق قريتي يجيب الشباب على سؤله أكمل مسيره وفي باله بإن الشباب مخطئون حيث لا شيء يشبه طريق منزله وقريته .
والاخر يجر أذيال الخيبة والفقر بحذاء رث وملابس ممزقة يتسائل أين بيتي وبعد أن دلوه على بيته يجلس بالقرب منها ويبكي حرقة فيسأله أحد المارة لماذا عدت ياعمي وكل المدينة مدمرة .
يجيبه برفع بعض التراب من الارض أنها الحب ياولدي وهل ماوراء الحدود مثل هذا أمتص سيجارته غاضبا وكأنه يريد أن يلتهمها .
مساجدٌ أدارت ظهرها لله فدمرت بعضها ونهبت الاخر فبقيت المنارة يتيمة تبحث عن عابد يناجي ربه وتراقب اللصوص عن كثب .
هي قدسية المدينة إذاً كانت متوهجة في قلوب ساكنيها مع الفقر والعوز فأصبحت فانوساً تعاني الوقود مرة وتشكو الريح ثانية فياليت تعود متوهجة لنحيا لها كما أحيت بنا .
على كــــــــــــــــوباني أتحدث ...................

2017/12/22 كوباني



#مصطفى_آني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لا شيء يشبهني سوى هذا الوطن
- القدس إسلامية
- كوباني تلك البسمة الشاردة
- على كتف كوباني
- حمل الرجل
- آراء مهندسو إعادة إعمار - كوباني
- أصابع الشرف
- ثوريو البارحة يطلقون النار على ثورة اليوم
- كوني لي وطن
- تتهاوى الكردياتية
- قنديل والعرش العظيم
- كوباني عاصمة الخلافة
- أريدك طقساً خامسا
- الثورة نار
- سئمنا منكم
- أيام خلت وأتت
- مطلب القلم
- اي شهيد
- كوردستان حقيقة
- غريبا امرك ياسياسة


المزيد.....




- “أخيرًا نزله لأطفالك” .. تردد قناة تنة ورنة الجديد 2024 لمشا ...
- باسم خندقجي أسير فلسطيني كسر القضبان بالأدب وفاز بجائزة البو ...
- “القط بيجري ورا الفأر”.. استقبل Now تردد قناة توم وجيري الجد ...
- الان Hd متابعة مسلسل صلاح الدين الايوبي الحلقة 23 مترجمة عبر ...
- تابع حلقات Sponge BoB تردد قناة سبونج الجديد 2024 لمتابعة أق ...
- من هو الشاعر والأمير السعودي بدر بن عبد المحسن؟
- وفاة الشاعر الأمير بدر بن عبد المحسن
- بتهمة -الغناء-.. الحوثيون يعتقلون 3 فنانين شعبيين
- دراسة تحدد طبيعة استجابة أدمغة كبار السن للموسيقى
- “أنا سبونج بوب سفنجة وده لوني“ تردد قناة سبونج بوب للاستمتاع ...


المزيد.....

- أبسن: الحداثة .. الجماليات .. الشخصيات النسائية / رضا الظاهر
- السلام على محمود درويش " شعر" / محمود شاهين
- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مصطفى آني - وجهة مجهولة