أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى آني - قنديل والعرش العظيم














المزيد.....

قنديل والعرش العظيم


مصطفى آني

الحوار المتمدن-العدد: 4402 - 2014 / 3 / 23 - 22:29
المحور: القضية الكردية
    


قنديل و العرش العظيم مصطفى آني
عندما كنا صغارا ونحن نسمع ان عرش الله عالية في السموات السبع ولا أحد يرى هذا العرش لا بالواقع ولا بالحلم الا من أتى الله بقلب سليم ورأى صحيحة التى هي جزء من أجزاء النبوة ، وإن جبال قنديل عالية وعالية ونلمح أيديهم وهم يرفعونها الى الاعلى بإتجاه السماء وكأن قنديل هو السماء و وصولك الى قنديل كإنك مسكت السماء بعقر دارها أو وطئت قدميك ترابها الملون بألوان زرقاء ضاحكة .
وفي السنة 2714 الكردية 2014 الميلادية أراد الله أن أختصر رحلتي وأذهب الى قنديل لأحضن الغيوم العابسة التي إعتكفت في العلو قرون عدة و لتبكي الحزن على أوتار لا تعرفها البشرية ، و امطارها الغزيرة ومجاريها الكثيرة ومروجها البهيجة وثلوجها المتراكمة والاسود المبتسمة والراهبات التي تمشط ظفائرها وتغني ملاحم الفارس المفقود والابن الضال من شريعة الاب المتوارثة لتحكي قصص الامهات اللاتي وهبن فلذات أكبادهن ووضعن نبض قلوبهن للاحراش وكأنهن يتحدين القدر أو يحاولن تغيير طلاسم الحياة المتواترة من هنا وهناك .
وصلنا الى قنديل وأنا مندهش من علو الجبال وعمق الوديان وجريان المياه وخضار ضفاهها وكأنها الجنة التي كان شيوخ المساجد يدعوننا لعبادة الله و كثرة مخافته ولزوم أوامره (لتبتغوا فضلا من الله ورضوانا) ، وعلمت من الشيخ بإن ساكني هذا المكان من عباد الله ومريدوه ولابد لنا أن نقترب منهم ونخطو خطوات حذوهم لعل الله يمن علينا ببركاته ويجعل من قرانا كما هنا روضة من رياض الله ، فسألت أحدهم ما سر هذه الجنة وهو مقبض على بندقيته فأشر بأصبعه على البندقية دون تفكير وقال نحن نحمي طهارة الله من الدنس بدمائنا فكيف لله ان لايهب لنا جنة في الارض وأخرى في السماء نهى كلامه وغادر وهو مؤمن بأن الله لا يهب عيشة كريمة لمذلول يبتغي فضلا من عبد مثله .
فبدأت أحلل ما تيسر لي من فكر بأن أمحي كلام شيخي في المسجد وإن الجنة لابد أن تأتي بعبادة وكلام أسد الجبال الذي صنع الجنة بيديه ودماء أصحابه الذين رووا الجبال بدمائهم فكان شيخي الجديد يقبض على الزناد وهو مستعد ليضحي بأغلى ما عنده ليكون قنديلا لمن بعده ، عجبا يصنعون الجنات بسواعدهم ويسمون الجبال تسمياتهم وكأنهم أنبياء الله من غير رسالة أو رسالتهم مدفونة في قلوبهم العاشقة لله والشهادة.
يلوحون بأيديهم مع كل شخص بأصبعين يتيمين وكأن الله لم يهب لهم سوى هاتين (بالنصر أو الشهادة) و كأنهم يقولون لنا أعشقوا الموت ليهب الله لكم حياة طيبا ويجزينا بنصر قريب أو تركضون وراء الدنيا لتخسروها وتموتوا جثة لا أحد ينتقم لكم من الظلم .
قنديل هو الارض التي لم تحتل قط فغير الكثيرون طريقهم عنها لتجنب النار أو تجنب رسل الله أو مصالحتهم أو الدخول في شريعتهم فهو خير لمن عرف النار وأتقى شره.
فأسكندر المقدوني وهولاكو والاقزام الجدد كأتاتورك وإبنه العاق أردوغان وشاه وخميني وصدام لم يتمكنوا من إرضاخ هذا الجبل الكريم وهذا شعب العنيد صفات جبالهم السامقة .
يدفنون حياتهم لنزرع حياة كريمة سعيدة ، يسقون دمائهم لنشرب ماءاً عذباً فراتاً سائغاً لذة لشاربين يحطمون أحلامهم لنبني آملالنا على رماد أجسادهم أو ركام قصائدهم المتلوة هاهنا على أرض النار والنور ، ويرفعون شعارات الصمود والتحدي دون كلل أو ملل ويعلقون على صدورهم الخصبة صور قائدهم الذين يقولون بأنه من حقن في قلوبهم الايمان وحب الجنان.
قصة قنديل لا يكفيها صفحة أو مقالة أو كتاب لكننا لمسنا عشقهم للارض وترخيص قلوبهم وأفئدتهم لنا ، فلا تقول بإنهم باعوا القضية لكسب حفنة دولارات فكيف لي أن أصدقك وهو حرق أحلامه بالقرب من فانوس الوطن أما زلت تقول بإنهم يتقاضون الاخضر والاسود فكيف لك أن تقارنهم بالاحمر القاني الا تحس بالخجل الان .
ها هي مدينتي العانسة كوباني تُهاجم وها هم ينهشون لحوم قرانا وعظام سهولنا وهضابنا فمن الذي يدافع عنا ؟!
أنا أم أنت الذي تقرأ كلماتي لا للاسف ، إنهم هم حاملي شعلة كاوا ورستم زال لتبقى قنديل الكورد هائجاً مبتهجاً مدى الدهر ، ونحن سنتباهى بنصر على بطولاتهم ونعلق على صدورنا الملوثة حطام أمنياتهم ، لنعود الى عقولنا يوماً ونرى الحقيقة ونغادرها الى أبد الابدين ، لنغسل قلوبنا من الحقد والضغينة فإن الكره يقتل صاحبه كفانا كفانا .
كوباني صامدة ومستمدة ثباتها من قسوة قنديل وشموخ جبالها الابية العزيزة الا تبت يدا من عاد كوباني و أراد لاهلها سوءا
وما النصر الا من عند الله .
وكم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة
مصطفى آني



#مصطفى_آني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- كوباني عاصمة الخلافة
- أريدك طقساً خامسا
- الثورة نار
- سئمنا منكم
- أيام خلت وأتت
- مطلب القلم
- اي شهيد
- كوردستان حقيقة
- غريبا امرك ياسياسة
- جانب من التضامن العربي
- جيوش المتعاركة
- ماذا يريد الاحزاب الكوردية من الشعب :


المزيد.....




- -ارتكب أفعالا تنطوي على خيانة وطنه-..داخلية السعودية تعلن إع ...
- -حماس- تبدى موقفها من التقرير الاممي حول -الأونروا-وتحذر
- تحديث بشأن التحقيق حول مشاركة موظفين بالأونروا في هجوم حماس ...
- اعتقال المتهم الـ12 بالهجوم الإرهابي على مجمّع -كروكوس- في م ...
- غزة.. فضحت -حرية التعبير- الغربية وسخّفت تهمة -معاداة السامي ...
- -حماس- تحذر من وصاية أي جسم دولي على -الأونروا- كبديل عن الأ ...
- حماس تحذر من أي بديل عن الأمم المتحدة للإشراف على الأونروا
- حملة اغتيالات واعتقالات جديدة في الضفة الغربية
- قصف واشتباك مسلح.. ارتفاع حصيلة القتلى في غزة واعتقالات بالض ...
- اعتقال 8480 فلسطينا بالضفة الغربية منذ 7 أكتوبر


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - مصطفى آني - قنديل والعرش العظيم