شاكر فريد حسن
الحوار المتمدن-العدد: 5719 - 2017 / 12 / 6 - 10:14
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تعيش المجتمعات العربية في المرحلة الراهنة رهينة لطغيانيين ، الطغيان السياسي ، والطغيان السلفي التكفيري الرجعي والتراثي الجامد ، النقيض للاستنارة الدينية ، والجوهر بينهما مشترك وهو تكريس القهر والاستبداد والطغيان وواقع التخلف والأمية .
وما يلفت النظر أن مجتمعاتنا العربية التي كانت تتمتع بمستويات من الثقافة والوعي السياسي ، وشهدت نهضة علمية وثقافية ابان عصر النهضة ، ونمواً للحركات الفكرية والسياسية والاحزاب التقدمية والعلمانية والشيوعية وانتشاراً للأفكار التنورية والليبرالية ، أخذت تتحلل الى مكونات رجعية وقديمة جداً كالقبيلة والعشيرة والطائفة ، وتتصارعها النزاعات الطائفية والمذهبية التي اخذت تعصف بها في السنوات الأخيرة ، وتغذيها قوى الاستعمار والامبريالية ودول النفط الخليجية .
وفي حقيقة الامر أن استشراء الغلواء المذهبية الطائفية ساهم في تمزيق النسيج الوطني وغياب السلم الاهلي والاجتماعي في الاقطار العربية .
وكذلك فان البعد الديمقراطي هو المستهدف تحت تأثير نمو وصعود التيارات السلفية المحافظة ، التي تستهدف الحداثة كفكرة وكنمط للعيش والحياة ، والثيوقراطية الدينية التي تدعي زيفاً وبهتاناً انتسابها للدين هي نقيض كل هذا .
ان حروب الطوائف والفتن الطائفية التي تعم البلدان والاقطار العربية تشكل خطراً داهماً محدقاً بالشعب العربي ، ويهدد وحدة الدولة ووحدة الشعب ونهضة المجتمع . وقد لعبت الطائفية دوراً أساسياً في عدم استقرار الاوضاع السياسية والاجتماعية ، وهي سبب الأزمات كلها في هذه البلدان ، ولن يتحقق الاستقرار والامن فيها بدون القضاء على كل مظاهر الطائفية السياسية والغلواء الدينية ، وبدون خطاب عربي وحدوي وفكر تنويري معاصر ، مناهض للفكر التقليدي والرجعي السلفي الجامد ، فكر قادر على اختراق الخطاب السلطوي الطائفي والفكر المؤسساتي ، وبناء دولة المؤسسات المدنية والديمقراطية ، وهما شرطان أساسيان للتحرر وبمثابة الدينامو للثورة العربية القادمة ، التي ستجعل الحلم القومي حقيقة واقعة وملموسة .
#شاكر_فريد_حسن (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟