أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - أنهار من يباس














المزيد.....

أنهار من يباس


احمد ابو ماجن
شاعر وكاتب

(Ahmed Abo Magen)


الحوار المتمدن-العدد: 5716 - 2017 / 12 / 2 - 20:01
المحور: الادب والفن
    


(أنهار من يباس)


القَريبون
يَتنافرونَ نَحو الفراغ
كـ سحابةِ دُخانٍ أبيض
وَالبَعيدون
يَنجذبونَ إليّ
نَحو الزَّحمةِ في دَاخلي
كـأيِّ انتحاري
مُؤمنٌ بِقضيةِ الإستشهاد

____________________________

أبكي، أغني، أصرخ
أرفعُ رَأسي إلى السَّماء
ألاحظُ طيراً ما يَطير
يَضمُ جَناحهُ تَارةً
وَيفتحُ جَناحهُ تَارةً أخرى
كما هو حَالنا ياحبيبتي
بَين قُربٍ وَبُـعد
تَتسعُ وَتَضيقُ المَسافةُ بَيننا
دُونَ أيِّ لقاء....

_____________________________

البُعد ..
حُفرةٌ كبيرة
تَلفظُ أفكارَنا النَّائمةَ بِهدوء
تَنأى بِنَفسِها من أجل ..
من أجلِ لا شَيء
وَكلّما قُلتُ : أحبكِ
تَضيقُ بِالتَّدريج
حتَّى تَصيرَ حَلقةً صَغيرة
أودعُها بِبنصرِكِ الأيمن
بَعد أن استعيرَ عَدداً من الغيماتِ 

فُستاناً لِقوامِكِ الرَّفيع...
لاتَتضايقي أن صَدحتُ بِحبكِ
من أجلِ أن لاتَتسعَ هَذه الحُفرة
وَتَبلعُ أمنياتِنا على قَدمٍ وَسَاق
وَتَذكري أنَّ ؛ (أنا، أنتِ، العَالم)
كلُّنا أوراقٌ هَاربة
من كتابِ القُيود
وَالشَّوقُ النَّاقمُ نَارٌ حَمئةٌ
تَتصاعدُ ألسنتُها اللاهبةُ
من قَاعِ نَفسِ الحُفرة
وَليسَ لنا قَاربُ نَجاةٍ سِوى التَّضحية
أو أن أصدحَ بِالحُب...

_______________________________

العَاشقونَ وَحدُهم
لايَتأثرونَ بِالجَاذبية
يَطيرونَ بِلا أجنحةٍ
يَتهامسونَ بِينَ الغَيمات
وَيُزاحمونَ العَصافيرَ على نِيلِ الأشجار
وَكلّما فَرقتهم السُّبل
يَسقطونَ كـ رَصاصةٍ فَاسدةٍ
على أرضٍ لاتَحتملُ الثَّورات
خَاليةٍ من أشعةِ الشَّمس
مَليئةٍ بِسُحبِ الثَّلج الدَّاكنة
وَمن أجلِ بَعضِ الدِّفء
يَحرقونَ شَيئاً من الذِّكريات
وَبِما تَبقى مِنها يَحترقون...

___________________________

عندَما وَلدتني أمي
لَم تُخبرْني بِأني عِلمٌ لايُنتفَعُ بيّ
وَأني كتابٌ مَفتوحُ الخَاطر
في بِلاد تَزاحمتُ بِالأُميين
أملأُ كلَّ رَفٍّ يُصادفُني
وَلاتَلمسُني سِوى كفِّ الإبتذال
أمي لَم تُخبرْني 

بِأنَّ لِلضيقِ رَئةً 
تّشهقُ وُجودي
كلَّما تَنفستْ الصَّعداء
وَكأني لَستُ سِوى نَسمةٍ 
هَاربةٍ من فَمِ النَّار
تَبحثُ عن لقاءٍ فَاتَ آوانهُ
رَغمَ أني لَستُ مُستاءً 
من تَمردِ شَظايا البُـعد
بِقدرٍ ما أنا مُحافظٌ على أشلائي
التي مَهمَا تَطايرت
تُعاودُ تَجمّعَها كـ سِربِ طيورٍ
أمامَ مَن تُحب...

____________________________

للأن لا أعلمُ شَيئاً
لا أعلمُ كيفَ تَكسَّرَ الدَّمُ الزُّجَاجي
في شَرايينَكِ اللَّطيفة
وَمازالتْ المَلائكةُ تُسبِّحُ بِالغَثَيان !!
لا أعلمُ كيفَ كانَ الكونُ هَادئاً
وَأنتِ تُزاحمينَ الجَاذبيةِ بِأوجاعِكِ !!
َلا أعلمُ
كيفَ تَطاولَ فَمُ المَوتِ
بِنفخةِ سُوءٍ
على شَمعتِكِ اليَانعة !!
حُزني عَليكِ
يَجعلُني أشتمُ العَالمَ
تِسعةَ قُرونٍ غَادية
وَتِسعةَ قُرونٍ آتية
رَغمَ أنكِ كنتِ بَاسمةَ الثَّغر
كأيِّ حَبةِ قَمحٍ تُنازعُ المُحال
وَهي رَاكدةٌ في فَمِ الرَّحى ..

____________________________

أعرفُ رَجلاً فقيراً
كانَ يَقطعُ رَأسهُ كلَّ صَباح
وَيضعُهُ في صُندوقٍ خَشبي
على سَطحِ مَنزلِهِ المُنهك
ثُمَّ يَعودُ ليلاً

فَيضمُهُ إلى بَدنهِ الضَّعيف

ذَاتَ يَومٍ هَممتُ لأسألَهُ عَما يَفعل

أجابَني : بِأنهُ لايَملكُ وَسيلةً أخرى

لِلهروبِ 

من صَوتِ بُكاءِ أطفالِهِ الجَائعين. 

_______________________________


أعرفُ رَجلاً فَقيراً

كانَ يَقطعُ رَأسهُ كلَّ صَباحٍ أيضاً

وَيَضعُهُ على دَكَّـةِ بَابِ السِّياسيين

فَتلعقُهُ كلابُهم السَّائبة

ثُمَّ يَعودُ لِيأخذَهُ 

قَبلَ أن يُصلي صَلاةَ اللَّيل

تَحيرتُ من تَناقضِهِ الرَّهيب

وَتَفاجئتُ بِمَظهرِ أطفالِهِ 

وَهم يَرتدونَ لِباسَ الأغنياء

وَعندَما سَألتُهُ عن فِعلِهِ أجاب :

يابُني، يَوماً ما قَتلوا كرامتي

وَمن ذَلك الحين أنا أسعى لِكسبِ الرِّزق.

_____________________________


أرضي، رَجلٌ جَامحٌ شهوانيٌ قاسٍ

شَعبي، أمرأةٌ حَبيسةٌ في دارِ ذَلكَ الرَّجل

الرَّجلُ يَغتصبُها كلِّ لَحظةٍ بِطريقةٍ بَشعة

وَكلَّما تُحاولُ الهُروبَ

يُهددُها بِالقتلِ 

أو يَتهمُها بِقضايا شَرفٍ وَفُجور

هِي لاتَقربُ لَهُ أبداً

إلا أنَّ القَدرَ أنجبَها هُنا 

وَجعلَها رَهينةَ هَذا الرَّجل 

لابدَ أن تَتقبلَ مَخالبَ دَينهِ وَعُرفِهِ

وَعليها أن تَتحملَ وِزرَ أخطائِه

مادامتْ هي المرأةُ 

وَهي على قَيدِ الحَياة....



#احمد_ابو_ماجن (هاشتاغ)       Ahmed_Abo_Magen#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- أشلاء الغمام
- حالي
- يانفسي
- تحت جب الرفض
- مزاولة النحيب
- نداء من عمق الخاصرة
- الحسين
- قلب مابين قهرين
- نفحات عارية
- أنت لابد من قلب
- فتاة الأحلام
- مذكرة الرجوع
- ثلاثة فصول آسنة
- وادي القمر
- حكايات يوم ما
- ياصاحبتي
- ترانيم الحنين
- أوراق من كتاب الموصل
- سواد داكن المرور
- عميد المنبر


المزيد.....




- بعد أسابيع من طرح الفيلم ونجاحه.. وفاة نجم -ليلو وستيتش- عن ...
- ابتكار ثوري.. طلاء -يعرق- ليُبرّد المباني!
- كيف يساهم تعليم العربية بكوريا الجنوبية في جسر الفجوة الثقاف ...
- بالتزامن مع تصوير فيلم -مازيراتي: الإخوة-.. البابا لاوُن الر ...
- -الدوما- الروسي بصدد تبني قانون يحظر الأفلام المتعارضة مع ال ...
- المرحلة الانتقالية بسوريا.. مجلس شعب جديد وسط جدل التمثيل وا ...
- تركي آل الشيخ يكشف عن رسالة لن ينساها من -الزعيم-
- الاحتفاء بالأديب حسب الله يحيى.. رحلة ثقافية وفكرية حافلة
- رغم انشغاله بالغناء.. ويل سميث يدرس تجسيد شخصية أوباما سينما ...
- قوارب تراثية تعود إلى أنهار البصرة لإحياء الموروث الملاحي ال ...


المزيد.....

- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي
- منتصر السعيد المنسي / بشير الحامدي
- دفاتر خضراء / بشير الحامدي
- طرائق السرد وتداخل الأجناس الأدبية في روايات السيد حافظ - 11 ... / ريم يحيى عبد العظيم حسانين
- فرحات افتخار الدين: سياسة الجسد: الديناميكيات الأنثوية في مج ... / محمد نجيب السعد
- أوراق عائلة عراقية / عقيل الخضري
- إعدام عبد الله عاشور / عقيل الخضري


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - احمد ابو ماجن - أنهار من يباس