أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - ندعم البابا تواضروس في مواجهة الحرس القديم














المزيد.....

ندعم البابا تواضروس في مواجهة الحرس القديم


مجدي خليل

الحوار المتمدن-العدد: 5713 - 2017 / 11 / 29 - 23:07
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


منذ ثلاث سنوات نشرتُ مقالًا على صفحتي بالفيس بوك تحت عنوان "جماعات إرهاب البابا" وأشرتُ في هذا المقال إلى الدور الذي تلعبه مواقع "مسيحيو مصر، ورابطة حماة الإيمان، والأرثوذكس الحقيقيّون، وعظمة زرقا....إلخ".
واليوم أحدّثكم بصراحة أكثر، هذه الجماعات المُختلفة يقف ورائها بعض رجال الدين فى الكنيسة القبطيّة يطلق عليهم "الحرس القديم" وهُم مجموعة معروفين بالاسم يُشكّلون جبهة فريسيّة خطيرة داخل الكنيسة، وهم قساة وغلاظ القلوب، ومنغلقون ويجهلون كثير من الميراث المسيحيّ العالميّ والجديد في اللاهوت، وجعلوا من ميراث البابا شنودة صنمًا يُعبَد، وكُلّ منهم يتصوّر نفسه أثناسيوس الرسوليّ.
ويؤخَذ على البابا تواضروس أنّه خضع لابتزاز هؤلاء وأصبح مثل البطة العرجاء في تعامله معهم، وفضيحة سحب التوقيع على المعموديّة المُشتركة مع الكاثوليك بعد أقل من ٢٤ ساعة من توقيعه، هو خير دليل على خوفه من تكتُّلهم الشرير.
هل يُعقل أن يناقش مجمع أساقفة الأقباط عام ٢٠١٧ سؤالً "هل المرأة الحائض من حقِّها أن تتناول من الأفخارستيا أم لا؟! وهل يُعقل أن يخضع مجمع مكوَّن من ١٣٠ أسقفًا لرأى شاذ يحرم المرأة من التناول لأنّها "نجسة" في عقل هؤلاء ؟!
هل يُعقل أن يتقدّم ثمانية أساقفة بأبحاث عن معموديّة الكاثوليك وهل هي مقبولة مسيحيًا أم لا؟ هل الكنيسة الكاثوليكيّة منتظرة من مجموعة أساقفة فريسيّين أن يعترفوا بقانونيتها مسيحيّا؟!
لقد جاء البابا فرنسيس في رحلة تعضيد لكنيستنا النازفة في مواجهة الإرهاب الإسلامي، ولم يكن ليفكر لحظة في أن هناك حرسًا قبطيًا قديمًا مُتطرّفا تُراثيّا إلى هذا الحد؟! فهل يتصوّر أحد أن يُلقى الأنبا بيشوي مُحاضرة تمتلئ بكلام غث هُجومًا على الكاثوليك على طريقة التكفير الإسلامي؟! وهل يُعقل أن ينشر أسقف بيانًا يرفض فيه معموديّة الكاثوليك لأنّهم "هراطقة"؟!
هل يتصوّر عاقل أن أحد أساقفة الحرس القديم يُقدّم استقالته، فإذا بزملائه من نفس الحرس يرفضون استقالته لأنّه مُتزوّج أبروشيته في عُرفهم المُتخلّف؟!
وهل يُعقل في القرن الحادي والعشرين أن يرفض كاهن قبطيّ الصلاة على جُثمان شاب إنجيليّ مات في ظروف بشعة في اليوم التالي لزواجه رغم توسُّلات الناس بإجراء الصلاة عليه؟! هل توجد كلمات تصف هذا التصرُّف الأحمق اللاإنساني؟!
لطالما كنتُ أتساءل "لماذا لم تحدث مصالحة بين الكنيسة البيزنطيّة والكنيسة القبطيّة على مدى مائتي سنة تقريبًا؛ من مجمع خلقدونية ٤٥١ ميلاديّة وحتى الغزو العربيّ الإسلاميّ ٦٤٢. ولكن عندما قرأت لمؤرِّخين عالميّين مُستقلين عرفتُ أن محاولات عديدة تمّت ولكن الحرس المُتطرّف من الرهبان أجهضها وقتها، حتى محاولات البطاركة الأقباط من خلفاء البابا ديسقورس غير الملكانيّين، أفشلوها بالمزايدات وادعاءهم الكاذب المُزيّف بأنّهم "حُماة الإيمان" وقتها، بنفس طريقة المُتطرّفين حاليا. ولقد قرأتُ بحثًا للأنبا غريغوريوس الراحل في موضوع الخلاف في مجمع خلقدونيّة أنّه كان خلافًا لفظيًا تافهًا، وحقا كما ذكر الكثيرون أنّه كان خلافًا لفظيًا بالفعل. وكان السؤال المطروح: لماذا لم يحلوا هذا الخلاف اللفظى على مدى هذه القُرون؟ وكانت الإجابة الواضحة: المزايدات من المُتطرّفين من الأساقفة والرهبان. والغريب أنّ هؤلاء المُتطرّفين الذين حرّضوا على الامبراطوريّة البيزنطيّة المسيحيّة حتى سقطت، هُم أنفسهم الذين خرسوا أمام سُيوف العرب، بل تفنّنوا في دعوة شعبهم للخنوع والمذلة!
تخيّل عزيزي القارئ: إنّ عشرات الآلاف من الأقباط دفعوا حياتهم ثمنًا لخلافًا لاهوتيًا لا يعرفون شيئا عنه، ولكنهم ماتوا نتيجة الشحن من المُتطرّفين الرهبان!
لقد ساهم سُقوط مصر في أيدى العرب إلى سُقوط شمال أفريقيا كُلّها، وبعد ذلك ضعفت الامبراطوريّة الرومانيّة الشرقيّة حتى سقطت، ويتحمّل المُتطرّفون القبط جُزءا من المسئوليّة التاريخيّة عن هذه المحنة التي أوقعت ثُلثيّ العالم المسيحيّ القديم في يد المسلمين البربر.
لقد نجح الرُهبان المُتطرّفون في عزل المسيحيّة المصريّة عن المسيحيّة العالميّة، وما يقومون به حاليًا هو فصل جديد في هذا المسلسل الشرير! ما نشاهده حاليا هو فصل من تاريخ التطرّف القبطيّ التراثيّ السلفيّ الجامد المعزول بدون فهم لروح المسيحيّة ولمدرسة الاسكندريّة اللاهوتيّة، وللكنيسة القبطيّة في قُرونها الثلاثة الأولى.
نعم نحن نختلف مع البابا تواضروس سياسيًا ولكننا ندعمه في مواجهة هذا الحرس القديم الذى فاق قساوة الفريسيّين الذين أمطرهم المسيح بالويلات، بل إنّ الفريسيّين هم مجموعة من الملائكة إذا ما قورنوا بهذا الحرس القديم الذى يحكم قبضته على الأقباط في القرن الحادي والعشرين.
يا غبطة البطريرك، تقوّ وتشجّع في مواجهة هذا الحرس القديم المُتطرّف، لأنّ الشعب القبطي سئمَ من تطرُّفهم ودفع ثمنًا باهظًا حين عزلوه عن المسيحيّة العالميّة قديمًا وحديثًا. نتمنّى كذلك أن ينتفض الشعب القبطيّ ضد فريسيّي العصر، لأنّه يكفينا ما نُواجهه من الاضطهاد الإسلاميّ، ولا نُريد مزيدًا من المُعاناة من أساقفة حادوا عن رُوح المسيحيّة الحقيقيّة.






ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- عماد جاد نموذجا لمثقف الأمن!
- ملاحظات على ما حدث فى العريش
- رسالة عاجلة إلى القيادات الكردية
- هل يسير السيسى على خطى ضياء الحق؟
- الدولة المصرية وصناعة المناضلين المزيفين
- التاريخ يتكرر: لعبة السادات ولعبة السيسى!!!!!!!!
- الطعن على عدم دستورية قانون بناء الكنائس
- قوانين بناء الكنائس وإعادة إنتاج شروط الذمية
- دعوة لمسيرة سلمية أمام البيت الأبيض
- حوار منتصف الليل بين أحمد الطيب وعباس شومان
- ماذا قالت فاطمة ناعوت فى مقالتين وبيان؟!
- دكتور مينا بديع عبد الملك..........عيب عليك
- تصحيح المفاهيم الملتبسة لدى الأستاذة فاطمة ناعوت
- كيف تتعامل الدولة الإسلامية العنصرية مع الأقباط
- نهاية بيت العائلة
- فيكتور يونان نخلة وداعا
- من الهجوم على سايكس بيكو إلى التحسر عليها
- أوباما يدفن العلاقات الأمريكية السعودية رسميا
- أزمة المجتمع المدنى المصرى فى كلمات واضحة
- الدبلوماسى الأول فى القرن العشرين وداعا


المزيد.....




- -الأمر يتجاوز الخيال-.. المفوض العام للأونروا يصف حال غزة جر ...
- الجيش الإسرائيلي يشن غارات على لبنان ويستهدف -مهرب أسلحة- مع ...
- إسرائيل تستهدف شخصا ينشط في -تهريب أسلحة- بغارة جنوب بيروت
- أطباء بلا حدود تحذر من فظائع عرقية في دارفور
- المكاديميا أكثر المكسرات المنسيّة رغم فوائدها المذهلة
- بعد إنهاء الخدمة العسكرية.. -بي تي إس- يعودون بألبوم جديد
- النصيرات 274.. وثائقي يكشف تفاصيل جديدة لمجزرة ارتكبت بوضح ا ...
- إلى أين وصلت حرائق تركيا؟ وماذا بعد موجة الإجلاء؟
- حزب بالائتلاف الحاكم في جنوب أفريقيا يتهم وزيرة بالفساد
- أبجد تحتفل مع قرائها بعيد ميلادها الثالث عشر


المزيد.....

- الوعي والإرادة والثورة الثقافية عند غرامشي وماو / زهير الخويلدي
- كذبة الناسخ والمنسوخ _حبر الامة وبداية التحريف / اكرم طربوش
- كذبة الناسخ والمنسوخ / اكرم طربوش
- الازدواجية والإغتراب الذاتي أزمة الهوية السياسية عند المهاجر ... / عبدو اللهبي
- في فوضى العالم، ما اليقينيات، وما الشكوك / عبد الرحمان النوضة
- الشباب في سوريا.. حين تنعدم الحلول / رسلان جادالله عامر
- أرض النفاق الكتاب الثاني من ثلاثية ورقات من دفاتر ناظم العرب ... / بشير الحامدي
- الحرب الأهليةحرب على الدولة / محمد علي مقلد
- خشب الجميز :مؤامرة الإمبريالية لتدمير سورية / احمد صالح سلوم
- دونالد ترامب - النص الكامل / جيلاني الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - مجدي خليل - ندعم البابا تواضروس في مواجهة الحرس القديم