أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعرة والإنسانة في كتاب -الرحلة الأصعب- فدوى طوقان














المزيد.....

الشاعرة والإنسانة في كتاب -الرحلة الأصعب- فدوى طوقان


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5710 - 2017 / 11 / 26 - 10:30
المحور: الادب والفن
    


الشاعرة والإنسانة في كتاب
"الرحلة الأصعب"
فدوى طوقان
تكمل لنا الشاعر الفلسطينية "فدوى طوقان" سرتها الذاتية في هذا الكتاب مبينه دورها كشاعرة في مواجهة المحتل وتبيان حقها في المقاومة، فعندما ألقت بعض قصائدها في أحدى الأمسيات الشعرية السرية التي كانت تقيمها البلديات، وجدنا الحاكم العسكري يؤنب "توفيق قطان احد رجال الأعمال البارزين في الضفتين: وأنت بن السبعين عاما، إذا كانت قصائدها قد أثارت حماستك إلى ذلك الحد، فكيف بتأثيرها على جيل الشباب؟" ص38، وهذا يشير إلى أهمية الشعر والشعراء في تأكيد الهوية الوطنية الفلسطينية ودورها في المقاومة.
وكتاب "الرحلة الأصعب" يكاد أن يكون سياسيا رغم تناوله للأدب، إن كان من الجانب الفلسطيني أو جانب المحتل، فالشاعرة تخبرنا عن غلاة المتشددين في دولة الاحتلال الذين يدعون بقصائدهم إلى تشتيت وتهجير الفلسطيني وعدم القبول به حتى لو هاجر إلى الجحيم وحتى لو قدم مالة والورود والطاعة الخنوع للمحتل، فتقدم لنا قصيدة للشاعر الصهيوني "افرايم تسيدون" والتي يقول فيها:
" لو تخلى الفدائيون عن اسلحتهم وعقيدتهم
وأرسلوا بطاقات التهنئة لكل بيت يهودي
حتى لو شاركتنا المنظمة في بناء المستوطنات للمهاجرين الجدد
حتى لو أعلنوا أما الملأ بأن الضفة الغربية هي أرض يهودية
حتى لو قامت "فتح" بنسج قبعات الصوف ليهود اسرائيل
حتى لو استقبل أهالي الضفة جماعات "غوش امونيم" بالأغاني والزغاريد
حتى لو التزم ياسر عرفات أمام الملأ بأننا الذئب وهم الغنم
وحتى لو اعترفوا بالدولة اليهودية
وقدموا لنا كل أموال التبرعات التي يتلقونها
وحتى لو نقلوا الادئين إلى القطب الشمالي
ورفعوا رايات الهزيمة اياما وليالي
وحتى لو تحولت سيوفهم إلى أقلام ومساطر
فلن نجالسهم ابدا
ولن نحاور؟" ص99و100، الشاعرة ارادت من خلال هذه القصيدة ان تشير إلى وجود الغلاة من المتشددين الذين لا يقبلون بأي تواجد للفلسطيني على أرضه، فقد استعانت بهذه القصيدة وغيرها لتؤكد بأن هناك احتلال ومحتلين يرفضون أي وجود للفلسطيني، فقد كانت قد قدمت هذه القصيدة ب "عند جسر اللنبي" بعد أن تعرضت للشتم والدفع من قبل جنود الاحتلال على جسر والتي جاء فيها:
"جوع حقدي
فاغر فاه، سوى اكبادكم لا
يشبع الجموع الذي استوطن جلدي
آه يا حقدي الرهيب المستثار
قتلوا الحب بأعماقي، أجالوا
في عروقي الدم غسلينا وقار" ص71، فبعد هذه القصدة شن عليها اعلام المحتل هجمة كبيرة وتهمها: "شاعرة في القرن العشرين من أكلة لحوم البشر" ص73، لكنها استطاعت أن ترد هذه الهجمة وتتصدى للمحتل من خلال الأدب أيضا عندما قالت أنها تأثرت بقصيدة "أناشيد باركوحبا" للشاعر اليهودي "مناحيم يبالك والتي يقول فيها:
"هذا ليس بشيء سوى أنكم مرات عديدة أوجعتمونا
وحولتمونا إلى حيوانات مفترسة
وبغضب وحشي سوف نشرب دماءكم بدون رحمة
حين يقوم كل الشعب ويطلب الانتقام" ص75 وبهذه القصيدة التي يؤكد حق أي شعب محتل في المقاومة ومن خلال تأكيدها على وجوب أخذ قصيدتها كاملة، والبحث عن الأسباب التي جعلتها تتحدث عن أكل الكبد استطاعت أن ترد الصاع صاعين وأن تبري ساحتها من أكل لحوم البشر.
ولأن "فدوى طوقان" إنسانة وشاعرة لم تتوقف عند الصورة البشعة للمحتل، بل قدمت لنا صورة إنسانية لبعض الشعراء اليهود الذين يرفضون ما تقوم به دولة الاحتلال، فواجبها الأخلاقي والأدبي يجعلها تقدم الحقيقة كما هي، بعيدا عن إرضاء هذا الظرف أو ذاك، من هنا ترجمت لنا قصيدة "أحمد" للشاعر اليهودي التقدمي "ييبى" والتي يقول فيها:
"بيتك لم أنسفه أنا يا أحمد
شننت حروبي على من فعلوا ذلك
نظيفا برئيا من الاثم آتي اليك
في نور يشع صداقة" ص115، بهذا الحياد والموضوعية تكتب لنا الشاعرة عن الآخر الذي يرفض أن يكون محتلا لنا ولوطننا، وهذا الجرأة تحسب لها، ففي ذلك الزمن كانت تهمة الخيانة جاهزة لكي من لا يتحدث عن "العدو المحتل، المفترس والقاتل والمجرم"، لكنها كإنسانة وكشاعرة كان عليها أن تقدم لنا الصورة على حقيقتها، وليس كما يريدها البعض، فكانت موضوعية فيما قدمته لنا من نماذج من أدب يهودي.
"جمال عبد الناصر وموشي ديان"
تقدم لنا الشاعرة حقيقة عن عبد الناصر ستذهل البعض الذي يرى في خطوة "السادات" "فرصة ذهبية راحت علينا" فتقول على لسانه: "إن سيناء بكل ما فيها من نفظ وثروات معدنية لا تهمني بقدر اهتمامي بالضفة وسكانها" ص51، لهذا نجد وزير دفاع دولة الاحتلال "موشي ديان" يقول عنه هذا القائد: "لن يجلس عبد الناصر معنا على مائدة مفاوضات، وعليكم أن تكونوا فخورين به، إنني على يقين من أنه لا يوجد زعيم أو رئيس دولة عربية باستطاعته التأثير على عبد الناصر بهذا الصدد، ونحن باستطاعتنا التحدث مع بعض الزعماء لو أن في مقدورهم التأثير عليه" ص42، هذا اكلام كان خلال اللقاء الذي جمع الشاعرة مع "ديان" والذي كان اجتماعا مفروضا عليها وكان مفاجئا لها، لكنها استطاعت أن تستوعبه وأن تتجاوز خطورته من خلال اصرارها على نشره للأعلام.
وتحدثنا عن "ديان" وزير الدفاع المنتصر على أربع دول عربية كيف يتعامل مع العدو الصلب والمبدئي، فتخبرنا عن احد الفدائيين اللذين وقعوا أسرى في قبضة المحتل بعد تنفيذهم عملية فدائية،: " قال إنه اقترح على ذلك الأسير الذهاب إلى "أبو عمار" لينقل إليه رغبة ـ رغبة ديان ـ في الاجتماع به، لكن الأسير الفلسطيني رفض أن يأخذ على عاتقه هذه المهمة وفضل أن يبقى في الأسر، وقد عبر ديان في حديثه لي عن الانطباع الجيد الذي تركه في نفسه ذلك الأسير من حيث ذكاؤه وعمق ثقافته" ص59و60، بهذه الاشارة أرادت الشاعر أن تؤكد على ضرورة أن يكون الإنسان واثقا مما يقدم عليه، وأن يكون صلبا أمام عدوه، لأن صموده وصلابته ستفرض احترامها على هذا العدو، لكنه عندما يكون ذليلا جبانا فهو سيحتقر من العدو قبل أن يحتقر هو نفسه
الكتاب من منشورات مكتبة خالد بن الوليد ومكتبة النجاح، نابلس، الطبعة الثانية 1994.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بيضة التمساح مرة أخرى
- الفاتحة السوداء في قصيدة - يا موتنا مت مثلنا- يوسف عمر خليفة
- مناقشة مجموعة قصائد للمرحوم الشاعر الفلسطيني التشكيلي توفيق ...
- البحر والمرأة والثورة في ديوان -العبور إلى الضفة الأخرى- توف ...
- بدايات أدب السجون -تحت أعواد المشانق- يوليوس فوتشيك
- القصيدة العابر للشخصيات -قم حين موتك- عمار خليل
- الأسطورة في قصيدة -تموز والشيء الآخر- فدوى طوقان
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -شهداء الانتفاضة- فدوى طوقان
- مناقشة مجموعة -عندما تبكي الألوان- في دار الفاروق
- استنساخ الاشتراكية في رواية -آن له أن ينصاع- فارس زرزور
- أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي
- الاختزال في حكم خالد سليم الخزاعلة
- الأم الفلسطينية في رواية -الأم الاجيوس/حكاية فاطمة- نافذ الر ...
- محاورات الأموات في رواية -سارة حمدان- ماجد أبو غوش
- المرأة في رواية -عسل الملكات- ماجد أبو غوش
- مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق
- أدوات الصدمة في قصيدة -أبي- جاسر البزور
- الابعاد الثلاثة في قصيدة -خيمة الغريب- عبد الله عيسى
- النص المطلق في قصيدة -جميلة أنت- موسى أبو غليو
- عندما نواجه الواقع في قصيدة -بلادي- موسى أبو غليون


المزيد.....




- الثقافة الفلسطينية: 32 مؤسسة ثقافية تضررت جزئيا أو كليا في ح ...
- في وداع صلاح السعدني.. فنانون ينعون عمدة الدراما المصرية
- وفاة -عمدة الدراما المصرية- الممثل صلاح السعدني عن عمر ناهز ...
- موسكو.. افتتاح معرض عن العملية العسكرية الخاصة في أوكرانيا
- فنان مصري يكشف سبب وفاة صلاح السعدني ولحظاته الأخيرة
- بنتُ السراب
- مصر.. دفن صلاح السعدني بجانب فنان مشهور عاهده بالبقاء في جوا ...
- -الضربة المصرية لداعش في ليبيا-.. الإعلان عن موعد عرض فيلم - ...
- أردوغان يشكك بالروايات الإسرائيلية والإيرانية والأمريكية لهج ...
- الموت يغيب الفنان المصري صلاح السعدني


المزيد.....

- صغار لكن.. / سليمان جبران
- لا ميّةُ العراق / نزار ماضي
- تمائم الحياة-من ملكوت الطب النفسي / لمى محمد
- علي السوري -الحب بالأزرق- / لمى محمد
- صلاح عمر العلي: تراويح المراجعة وامتحانات اليقين (7 حلقات وإ ... / عبد الحسين شعبان
- غابة ـ قصص قصيرة جدا / حسين جداونه
- اسبوع الآلام "عشر روايات قصار / محمود شاهين
- أهمية مرحلة الاكتشاف في عملية الاخراج المسرحي / بدري حسون فريد
- أعلام سيريالية: بانوراما وعرض للأعمال الرئيسية للفنان والكات ... / عبدالرؤوف بطيخ
- مسرحية الكراسي وجلجامش: العبث بين الجلالة والسخرية / علي ماجد شبو


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - الشاعرة والإنسانة في كتاب -الرحلة الأصعب- فدوى طوقان