أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - بدايات أدب السجون -تحت أعواد المشانق- يوليوس فوتشيك














المزيد.....

بدايات أدب السجون -تحت أعواد المشانق- يوليوس فوتشيك


رائد الحواري

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 22:40
المحور: الادب والفن
    



يعتبر هذا الكتاب من أوائل الأعمال الأدبية الإنسانية التي تحدثت عن الاعتقال السياسي عالميا، وقد أخذ في الانتشار عندما عملت الأحزاب الشيوعية العربية والعالمية على تدريسه لأعضائها، وبدون شك أنه كتاب يستحق التوقف عنده، لما فيه من مواقف إنسانية قبل أن تكون حزبية، ومن هنا تكمن أهمية الكتاب، فهو يتجاوز مكان الأحداث جمهورية التشيك ليصل إلى كل إنسان يواجه ويحارب الاحتلال والحرب والقهر.
هناك هدف لأي الكتاب وهدف كتاب "تحت أعواد المشانق" يتمثل في هذه المسألة: " أريد أن يعرف كل الناس أن ليس هناك أبطلا مجهولين قد صنعوا التاريخ، كانوا بشرا، لهم اسماء ووجوه، ورغبات وآمال، ... أريد ان يكون كل هؤلاء قريبين منكم دائما كأناس عرفتموهم جيدا، كأعضاء في أسرتكم، كأنهم أنتم ذاتكم" ص55، تأكيد رائع على إنسانية الشهداء الذي قدموا حياتهم في سبيل حريتنا نحن، في سبيل خلاصنا من ظلم المحتل، وعندما نقوم بهذا الوفاء فأن مردوده/انعكاسه يكون لنا نحن قبل أن يكون للشهداء، لأننا من خلال هذا الوفاء نؤكد على تواصلنا الوطني والقومي والإنساني.
في حالة الاحتلال يفقد العدو كل القيم الإنسانية ويتعامل مع الشعب الخاضع له بل صلافة وعنجهية، فيعمل على اعتقال للأشخاص الوطنيين غير المتفقين معه، من هنا يطال هذا الاعتقال المقاومة الوطنية والسياسية لقوات الاحتلال، فيتم اعتقال كل من لا يكون/يدعم القوات المحتلة، من هنا سيطال أي معارض أو غير متفق مع نهج القوات الغازية، يلخص لنا "يوليوس فوتشيك" عقلية القوات المحتلة بهذه العبارة: "إذا كان العدو قويا ومتوحشا فهو لا يجيد سوى التدمير" ص73، وكأن الكاتب من خلال هذه الفقرة يريدنا أن لا نتوقع من المحتل سوى الخراب والتدمير والقتل، من هنا علينا مواجهته، فلا سبيل للعيش معه أو تحت حرابه.
من المشاهد الإنسانية التي تجعل الكتاب عالمي هذا الموقف: "وحدها زوجتي لم تعرف عني شيئا، كانت وحيدة في زنزانة في الطابق الأسفل، على بعد ثلاث أو أربع زنزانات مني، تعيش فريسة القلق واليأس" ص34، تأكيد من الكاتب على العلاقة الإنسانية التي تجمعه بزوجته، فهو يحمل همها ويتألم لألمها، متجاهلا ما يمر فيه من عذاب جسدي ونفسي.
وهناك مشهد يبين لنا تشبث هؤلاء المعتقلين في الحياة، فهم عشاقها ولم يخلقوا ليموتوا بطريقة غير طبيعية/غير إنسانية، من خلال اعدامهم لأنهم يرفضون ويقاومون المحتل: "لا حياة بدون أغان، كما لا حياة دون شمس، ونحن هنا، بحاجة إلى الغناء أكثر من غيرنا بمرتين، لأن الشمس لا تصل إلينا" ص35، هل يعقل ان يفكر إنسان يخضع لأشرس أنواع التعذيب وينتظر تنفيذ حكم الاعدام بالغناء والشمس؟ بالتأكيد المقصود من وراء هذا المشهد هو اصرار وتشبث الإنسان بالحياة، بالحياة البهية وليس تلك القاسية، وأيضا يقدمنا هذا الكلام من ضرورة تجاوز الألم والقهر والانتقال إلى الحياة وما فيها من هناء، فنحن وجدنا فيها للفرح وليس للشقاء.
من اشكال تجاوز السجن وما فيه من ألم هذا القول: "المساجين والوحشة، لفظتان لا تنفصلان، وهذا خطأ فادح، فالسجسين ليس وحده، لأن السجن هو مجموعة كبيرة لا يمكن أن تنتزع منها العزلة الاقسى شخصا أن لم يقص نفسه هو ذاته، وأخوة المضطهدين هنا هي عرضة لضغط يكثفها، يقسها، ويجعلها أيضا أرهف حسا، فهي تحترق الجدران التي تحيا، تتكلم، وتكتب الرسائل، وتعانق زنزانات نفس الرواق المرتبطة بهموم مشتركة" ص49، وكأن الكاتب يؤكد على ضرورة التمسك بالحياة، رغم وقع السجن، فهو يعتبر الحياة أهم وأرقى وضرورة للإنسان، من هنا نجده يقدم هذه الرؤية للحياة متجاوزا الجدران والألم.
الكتاب من منشورات دار الفارابي، بيروت، لبنان، سنة الطبعة، آذار، 1975.



#رائد_الحواري (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- القصيدة العابر للشخصيات -قم حين موتك- عمار خليل
- الأسطورة في قصيدة -تموز والشيء الآخر- فدوى طوقان
- الفاتحة البيضاء في قصيدة -شهداء الانتفاضة- فدوى طوقان
- مناقشة مجموعة -عندما تبكي الألوان- في دار الفاروق
- استنساخ الاشتراكية في رواية -آن له أن ينصاع- فارس زرزور
- أهمية الفانتازيا في قصة -عرس في مقبرة- علي السباعي
- الاختزال في حكم خالد سليم الخزاعلة
- الأم الفلسطينية في رواية -الأم الاجيوس/حكاية فاطمة- نافذ الر ...
- محاورات الأموات في رواية -سارة حمدان- ماجد أبو غوش
- المرأة في رواية -عسل الملكات- ماجد أبو غوش
- مناقشة ديوان (طفل الكرز) لعدلي شما في دار الفاروق
- أدوات الصدمة في قصيدة -أبي- جاسر البزور
- الابعاد الثلاثة في قصيدة -خيمة الغريب- عبد الله عيسى
- النص المطلق في قصيدة -جميلة أنت- موسى أبو غليو
- عندما نواجه الواقع في قصيدة -بلادي- موسى أبو غليون
- مدخل إلى قصائد -عمار خليل- -على جسدي-
- الموت في مجموعة -عندما تبكي الألوان- زين العابدين الحسيني
- مناقشة مختارات للشاعر مريد البرغوثي
- التقديم والفواتح البيضاء في -قصائد مختارة- مريد البرغوثي
- الأسئلة في قصيدة -ضحكات الثعلب- محمود السرساوي


المزيد.....




- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- حوارية مع سقراط
- موسيقى الـ-راب- العربية.. هل يحافظ -فن الشارع- على وفائه لجذ ...
- الإعلان عن الفائزين بجائزة فلسطين للكتاب 2025 في دورتها الـ1 ...
- اكتشاف طريق روماني قديم بين برقة وطلميثة يكشف ألغازا أثرية ج ...
- من الجو..مصور يكشف لوحات فنية شكلتها أنامل الطبيعة في قلب ال ...
- التمثيل الشعري للذاكرة الثقافية العربية في اتحاد الأدباء
- الكوتا المسيحية: خسارة ريان الكلداني وعودة الجدل حول “التمثي ...
- مؤرخ وعالم آثار أميركي يُحلل صور ملوك البطالمة في مصر
- -المعرفة- في خدمة الإمبريالية والفاشية والاستبداد


المزيد.....

- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش
- مشروع مسرحيات مونودراما للسيد حافظ. اكسبريو.الخادمة والعجوز. ... / السيد حافظ
- إخترنالك:مقال (الثقافة والاشتراكية) ليون تروتسكي. مجلة دفاعا ... / عبدالرؤوف بطيخ
- المرجان في سلة خوص كتاب كامل / كاظم حسن سعيد


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - رائد الحواري - بدايات أدب السجون -تحت أعواد المشانق- يوليوس فوتشيك