أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هشام ميسرة - حمار الزمان














المزيد.....

حمار الزمان


محمد هشام ميسرة

الحوار المتمدن-العدد: 5698 - 2017 / 11 / 14 - 17:55
المحور: الادب والفن
    


كل الحكاية أن الظروف أجبرتني على ركوب عربية كارو بحمار..لا اتذكر هذه الظروف الغامضة..كل ما اتذكره أن بائع الطماطم ..قال لي
-الحمار عاوز برسيم...!!
-طيب ياعم انا مالي انا عاوز الباقي بتاعي..!!😕
-مهو مش هينفع اديك باقي فلوسك والحمار جعان استناني هنا..3دقايق وجاي...(وذهب ليأتي ببعض البرسيم)
الحمار لم يكن وفي مثل الكلب..بل إنه ترك صاحبه وأخذني ومشى..الحمار غدار بطبعه
الظاهر ان الحمار يعرف ان صاحبه لن يأتي له بطعام فذهب يبحث عن طعامه بنفسه..فهل أنتظر أنا فلوسي...!!
الان يمكنني أن آخذ باقي فلوسي جولة على حمار مربوط في عربية.. !
..أن تشاهد العالم من خلال اذني حمار متعة لم يذوقها إلا العربجية والزبالين وبائعي الطماطم!..وشعرت برغبة في أن اصبح عربجي..قلعت هدومي وجلست بالنفنلة واللباس..وامسكت لجام الحمار وصرخت فيه
-شيييه يا ابن المره..يلعن ابوك حمار ابن كلب.. بقولك شيييه..انت اطرش..!!
وسحبت جذع شجرة ولسعته عدة لسعات مبرحه على اذنيه..فنظر لي بحزن....ولكني قلت له..
-لا تؤاخذني فأنا دائما اشاهدهم يتعاملون معك ومع زملائك كده..متبصليش كده..وتحسسني بالذنب..بزمتك عمرك حد ضربك براحه كده..ياعم بهزر معاك بتقفش ليه....وعندما نظرت لحالي وانا اتعامل مع الحمار واتكلم معه..ضحكت من قلبي..ومن قوة الضحك تمددت على العربية الكارو..فرأيت نجوم النهار لأول مرة..وكان خشب العربية الكارو يغرز في جسمي ولحمي وعمودي الفقري..فيزداد فقرا على فقره..
كل ذلك كان جيد..ولكن اتوبيس مر علينا..كانت دفعة علم نفس اعدت رحلة لزيارة الأماكن العشوائية والفقيرة
ووجدت نفسي محاط بزملائي في الجامعة !! كان كل بنات الدفعة موجودين..وكنت احب كل بنات الدفعة ! كنت احاول اخفاء ملامحي.وشعرت بإهانة فظيعة..فنظر لي الحمار وكان على وجهه نصف ابتسامة..
وبدأت المعيدة تقول لي
-حضرتك شبه طالب معانا في نفس القسم..
-ده من ذوقك ربنا يخليكي..انا اصلا مش متعلم ..انا بصمجي..بتاع طماطم زي منتي شايفه..
-الشبه كبير جدا..ده كل الناس دي بتقول نفس كلامي..
-ربنا يخليكي..ليا الشرف ان حضرتك نورتينا..تسمحيلي يا افندم تسيبيني شوية مع الحمار بتاعي..عشان معايا شحنة طماطم لازم تتسلم...
-اسيبك ازاي..ده انا هعمل عليك دراسة..رسالة دكتوراة..هيكون عنوانها(يخلق من الشبه اربعين)
واخرجت الموبايل..وقالت لي..
-بعد اذن حضرتك هتكلم دقيقة وارجعلك..اوعا تمشي..عاوزاك في موضوع مهم..وهديك الفلوس اللي تتمناها وأكتر..
في هذه اللحظة اصابني حيرة..كيف أتصرف...!!
كيف اجعل الحمار يجري باقصى سرعة ويختفي عن الانظار..كان يوجد ماسورة حديد..فأمسكتها وضربت الحمار بأقصى قوة عندي وصرخت فيه
-شيييييه يا ابن ديك الكلب...
ولكنه نظر لي بغضب..وفتح فمه...واظهر لي مخالبه...وقطع الحبل المربوط بينه وبين العربية..فسقط الطماطم ...واصدر صوت زئير.. وجرى خلفي بمفرده..
كل ما اتكره..أنني قلت اشهد أن لا إله الا الله 😌



#محمد_هشام_ميسرة (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- التعليم في الصين
- مريندا
- سندوتش لكل جائع
- شم النسيم
- الفرخة التي تكلمت
- حب في حرم الجامعة
- البواب الجاسوس 1
- اعتقال الغراب
- القلم الحبر
- مشروع الأرنب
- اجرة التروماي
- بحر الاسكندرية
- روبابيكيا
- الطفل المسكين
- بائع الأسماك
- رسالة لمن لم تأتي
- الحب في زقاق الحارة
- صديقي العزيز
- حارة العيد
- دفة حياتك


المزيد.....




- نتفليكس تستحوذ على أعمال -وارنر براذرز- السينمائية ومنصات ال ...
- لورنس فيشبورن وحديث في مراكش عن روح السينما و-ماتريكس-
- انطلاق مهرجان البحر الأحمر السينمائي تحت شعار -في حب السينما ...
- رواية -مقعد أخير في الحافلة- لأسامة زيد: هشاشة الإنسان أمام ...
- الخناجر الفضية في عُمان.. هوية السلطنة الثقافية
- السعودية.. مهرجان -البحر الأحمر السينمائي- يكرم مايكل كين وج ...
- المخرج الأمريكي شون بيكر: السعودية ستكون -الأسرع نموًا في شب ...
- فيلم -الست-: تصريحات أحمد مراد تثير جدلا وآراء متباينة حول ا ...
- مناقشة رواية للقطط نصيب معلوم
- أبرز إطلالات مشاهير الموضة والسينما في حفل مهرجان البحر الأح ...


المزيد.....

- زعموا أن / كمال التاغوتي
- خرائط العراقيين الغريبة / ملهم الملائكة
- مقال (حياة غويا وعصره ) بقلم آلان وودز.مجلةدفاعاعن الماركسية ... / عبدالرؤوف بطيخ
- يوميات رجل لا ينكسر رواية شعرية مكثفة. السيد حافظ- الجزء ال ... / السيد حافظ
- ركن هادئ للبنفسج / د. خالد زغريت
- حــوار السيد حافظ مع الذكاء الاصطناعي. الجزء الثاني / السيد حافظ
- رواية "سفر الأمهات الثلاث" / رانية مرجية
- الذين باركوا القتل رواية ... / رانية مرجية
- المسرواية عند توفيق الحكيم والسيد حافظ. دراسة في نقاء الفنون ... / د. محمود محمد حمزة
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة. الطبعة الثانية / د. أمل درويش


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد هشام ميسرة - حمار الزمان