أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لأنّهما -دافنينه سوا-














المزيد.....

لأنّهما -دافنينه سوا-


راضي كريني

الحوار المتمدن-العدد: 5692 - 2017 / 11 / 8 - 12:28
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    



تشارك صديقان على حمار؛ ليعتمدا عليه في تجارتهما ... كانا يحمّلان الحمار "أبو صابر" البضائع؛ لينقلها بدوره من قرية إلى قرية. في أحد الأيّام، سقط أبو صابر ومات. دفن الشريكان الحمار، بجانب الطريق، حيث نفق، وأقاما عليه مأتما وعويلا، وكانا يعظّمان أجرهما وقبر الحمار، ويلفتان نظر المارّين، ويثيران فضولهم واستفساراتهم، فيسألون عن المتوفّى؛ فيجيبان بعاطفيّة لاستدرار عطف السائل، ولكسب تأييده وكرمه و... فشارك كثير من الناس أحزان الشريكَين، فأخذوا يتحدّثون عن "الولي" أبو صابر؛ فأصبح قبره مزارا للطلب والدعاء والنذور، ومدرارا للتبرّعات. فيتقاسم الشريكان الغنائم. وإذا اختلفا، كان يهدّد الواحد منهما الآخر؛ بأنّه سيطلب من "أبو صابر" أن ينزل أشدّ العقاب به؛ فيجيبه الآخر: "ما احنا دافنينه سوا"!
بعد أن زعم بيبي نتنياهو ووعد بأنّ: "جيش الدفاع الإسرائيليّ مستعدّ لمساندة سكان قرية الحضر، وسيمنع المساس بهم أو احتلال قريتهم، وذلك من منطلق التزامه تجاه الطائفة الدرزية" علّقت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيّتها: لم يكن هذا رسالة تطمين للقيادة الدرزيّة، في إسرائيل، فقط؛ بل فيه رسالة تهديد مباشر لجبهة النصرة أيضا!
لا يا "ألوف بن"، " بيبي وجبهة النصرة دافنينه سوا" أنت تعرف كيف أنّ الأجهزة الأمنيّة الإسرائيليّة، وأذرعها الأخطبوطيّة غائصة وملوَّثة وملوِّثة في الحرب العدوانيّة على سوريّة ... لم تقدّم العلاج الطبّي لجرحى ومصابي الحركات الإرهابيّة في المشافي الإسرائيليّة والميدانيّة فقط؛ بل مدّتها بالعدّة والعتاد، والتدريب والاستعداد، وساندتها لوجستيّا (أوتها ونقلتها وموّنتها، وأمّنت لها الاتّصالات بين وحداتها)، وقصفت المواقع السوريّة، خدمة لأهدافها، و... فلذلك لا يعقل أن تهدّد إسرائيل "جبهة النصرة" وأتباعها. ربّما هدّدت بأبي صابر!
بيبي نتنياهو وجوقاته حاولوا اللعب على الوتر الطائفيّ والمذهبيّ، وزعموا حرصهم على أبناء الطائفة الدرزيّة في سوريّة، بذريعة الروابط العائليّة والمذهبيّة التي تربطهم بدروز إسرائيل. لم نر بيبي خيّرا لدروز إسرائيل، بشكل خاصّ، ولمواطني إسرائيل، بشكل عامّ؛ ليكون اليمين الفاشيّ الإسرائيليّ خيّرا وحاميا لدروز البلاد العربيّة المجاورة. لكنّه شاطر بإتقان دور المسكين ليتمكّن، وشاطر أكثر من جبهة النصرة في الندب على "الدفنينه سوا"، وفي توظيف الورقة الطائفيّة واللعب فيها وبها وعليها، وشاطر في تمثيل دور الحامي والمدافع.
لم تكن أسباب انتشار "داعش" وأشكالها وأفكارهم نتيجة لأسباب موضوعيّة ومنظورة فقط، ولا لانتشار الفقر، وانعدام الأفق الاقتصاديّ، والفساد، والبؤس، ونفسيّة الهزائم و... فقط؛ هذا ما تريد وسائل الإعلام و... الرأسمال والاحتكار أن نفهمه؛ كي يموّه ويدفن بجانب "أبو صابر" السبب الذاتيّ (من بيبي وأشكاله) الكامن وراء الانتشار.
لم تتدخّل الطبيعة في انتشار الفقر واليأس والبؤس والحرمان و...؛ بل الثالوث الدنس (الاستعمار والصهيونيّة والرجعيّة العربيّة) هو الذي صدّر الفكر المتطرّف والمال والسلاح والفقر والاستغلال و... لذلك لم ولن تكون المقاومة ضدّ الفكر المتطرّف من ناحية، ومهادنة رجعيّة دينيّة واستعماريّة من ناحية أخرى؛ عليها أن تكون ضدّ الفكر والناشرين له، والظلم والبيئة الحاضنة له... لن يعيش الإنسان بعدل اجتماعيّ ورحمة ومساواة و... بدون تربية حرّة وثقافة إنسانيّة وحضاريّة و....وإلّا نبقى مع معروف الرّصافيّ:
أو قيل إنّ بلادكم يا قـوم سـوف تُقسَّـم فتحمّـدوا وتشكّـروا وترنّحـوا وترنّمـوا.



#راضي_كريني (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- هل الذكرى مشهد استعراضيّ؟
- السلام حقّ
- -الغرقان يتعلّق بقشّة-
- حقّ تقرير المصير ليس فرصة
- تكاليف السلام أقلّ ...
- ما وراء الصمت؟
- لندكّ الحواجز!
- بيبي في المصيدة
- أعيدوا الإنسان المقاوِم
- توقّعوا العجائب
- دمقرطة القدس
- صرعة السياسة الشخصيّة، وأفول الأيديولوجيا
- قلّة ذوقكم خشّنت طعامكم
- ثمّة بديل
- مفاجأتهم متوقّعة
- تفكيك السلطة، وتنصيب دحلان
- عنف دولة استعماريّة
- حياتنا ليست لعبة حظّ
- قبضَ مالهم وقبض على زمام أمرهم
- أنا أنتظر شعبي، والحمار ينتظر ترامب


المزيد.....




- -جريمة ضد الإنسانية-.. شاهد ما قاله طبيب من غزة بعد اكتشاف م ...
- بالفيديو.. طائرة -بوينغ- تفقد إحدى عجلاتها خلال الإقلاع
- زوجة مرتزق في أوكرانيا: لا توجد أموال سهلة لدى القوات المسلح ...
- مائتا يوم على حرب غزة، ومئات الجثث في اكتشاف مقابر جماعية
- مظاهرات في عدة عواصم ومدن في العالم دعمًا لغزة ودعوات في تل ...
- بعد مناورة عسكرية.. كوريا الشمالية تنشر صورًا لزعيمها بالقرب ...
- -زيلينسكي يعيش في عالم الخيال-.. ضابط استخبارات أمريكي يؤكد ...
- ماتفيينكو تؤكد وجود رد جاهز لدى موسكو على مصادرة الأصول الرو ...
- اتفاق جزائري تونسي ليبي على مكافحة الهجرة غير النظامية
- ماسك يهاجم أستراليا ورئيس وزرائها يصفه بـ-الملياردير المتعجر ...


المزيد.....

- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا
- الموجود والمفقود من عوامل الثورة في الربيع العربي / رسلان جادالله عامر
- 7 تشرين الأول وحرب الإبادة الصهيونية على مستعمًرة قطاع غزة / زهير الصباغ
- العراق وإيران: من العصر الإخميني إلى العصر الخميني / حميد الكفائي
- جريدة طريق الثورة، العدد 72، سبتمبر-أكتوبر 2022 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 73، أفريل-ماي 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 74، جوان-جويلية 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 75، أوت-سبتمبر 2023 / حزب الكادحين
- جريدة طريق الثورة، العدد 76، أكتوبر-نوفمبر 2023 / حزب الكادحين
- قصة اهل الكهف بين مصدرها الاصلي والقرآن والسردية الاسلامية / جدو جبريل


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - راضي كريني - لأنّهما -دافنينه سوا-