أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - - سهرة بلشفيّة -














المزيد.....

- سهرة بلشفيّة -


مريم نجمه

الحوار المتمدن-العدد: 1466 - 2006 / 2 / 19 - 09:43
المحور: الادب والفن
    


على الشرفة تحدّثوا .. وعلى سطح المنزل جلسوا مساء .. وتصفّحوا المجلاّت المصوّرة الجميلة الملوّنة .. بحبّ وفرح وشغف المعرفة قرأناها
تحت سماء صافية .. ومضاءة بقمر الصيف .. ونسمة الأزهار الجبليّة
قادمة من بلاد الثلج .. والغابات .. .. من طلقات بحّارة " لينين غراد " ..
العدالة " الطازجة " .. تعبر الحدود إلى الوطن .. وإلى جبال قريتنا الحبيبة .. وتوقظ الشعوب التي ما زالت نصف نائمة , ونصف مستيقظة , من تعب وقهر واستعباد واحتلال .. واستعمار

فرحت مع والدتي .. التي امتلأت فكرا جديدا .. ونقلة معرفيّة أتتها من البلاد البعيدة .. ودخلت دون الشهادات والتاريخ والتحليل المعقّد ..
هي بسيطة .. وطيّبة .. وكريمة
وأنا إبنة العاشرة .. كنت أصغي بقلبي , وفضولي , لما يدور حولي من أفكار وأخبار ومعارف جديدة
تناولنا العشاء معا ..( الجبن الأبيض والأصفر مع البطيخ – الركّي – السكّري الفلسطيني الطعم واللون , والخبز الريفي المشروح ) .
الجلسة القرويّة البسيطة .. المليئة بالمعاني وحبّ الإطّلاع .. والقبول .. تطول وتطول مع احتساء أكواب الشاي .. .. وتمتدّ مع سكون الليل .. والأحلام البعيدة والقريبة .

أعجبت والدتي بالفكرة .. دون معرفة كيف .. ولماذا .. وأين .. ؟
المهمّ .. هي لصالح الفقراء والبائسين والمضطهدين , لأنها كانت " تعطي باليمين دون أن تدري الشمال " – هكذا كانت أمّي – أم الفقراء والمحتاجين والعجزة .. والأصالة الطبقيّة
المهمّ هي اّمنت بالطريق وهذه التجربة الإشتراكيّة , وأحبّت الصور والمجلاّت وما في داخلها , من أخبار وأفكار , هي لأوّل مرّة تدخل القرية وبيتنا دون اسئذان , أو خوف , أو مراقبة , وتقتحم العقل شبه الأمّي .. وغير المثقّف أو المتعلّم
إنسانة بسيطة بوعيها .. وإدراكها , حيث لا تعرف الكثير عن التاريخ والجغرافيا والفلسفة أو الحقوق ورأس المال ...
هذا ما قرأته على وجه أمّي .. ليس إرضاء لقريبها , الطالب القادم من دمشق في عطلته – من مدرسة الاّسيّة – الثانويّة الأرثوذوكسيّة - حيث أكثر أساتذتها من اليساريين والتقدّميين والمؤمنين بالأفكار الإشتراكيّة الجديدة , لقد كانت هذه الثانوية في حقبة الخمسينا ت من القرن الماضي بمثابة معقلا للفكر التقدّمي والوطني ومركزا للإشعاع والإبداع والأدب والسياسة –
.
تفاؤلها وحبّها وقبولها ورضاها للوهلة الأولى لم يكن إطلاقا محاباة للقرابة أو العاطفة , بل كان إيمانا عميقا بجوهر الموضوع .
لأن حياتها الحقيقيّة هي مع الناس البسطاء وأحلامهم في العدالة الإجتماعيّة والمساواة , وهي تجسيد فعلي وعملي لأنها سمعت لأوّل مرة بأن ذلك الحلم قد تحقّق في بلد جديد هو الإتّحاد السوفييتي .

وأنا أيضا الفتاة الصغيرة , قد انضميّت فورا إلى صفّ والدتي دون أن ترغمني لذلك بالتصويت -
لقد انضميّت داخليّا .. بالروح والقلب والخيال والفكر الغير متفتّحا ومكتملا بعد , لأن مستوى المعرفة والإدراك ما زال برعما صغيرا .. وهو في بداية المشوار ..

مرّت أيام .. وبقيت والدتي أمينة لهذه الأفكار والمبادئ التي شاهدتها على صفحات المجلاّت لأوّل مرّة , وصور لينين وستالين , والشعب السوفييتي البطل وانتصاراته على النازيّة في الحرب الكونية الثانية
كانت تترجمها فيما بعد .. بدفع التبرّعات , وزيارة السجناء والمعتقلين في القلعة والمزّة , أيام ديكتاتوريّة الشيشكلي .

وبدأت المجلاّت والكتب والنشرات تكثر وتزرع هنا وهناك في كلّ أرجاء وزوايا منزلنا الريفي , داعية للسلام بين الشعوب وتحريم السلاح النووي ...


لقد كانت جلسة .. وسهرة صيفيّة تاريخيّة .. غير إعتياديّة
شرارة .. أشعلت الفكر والرؤى والمستقبل ..
وتتالت هدايا اللقاءات .. والقراءات .. طوال الصيف والخريف .. وبقيّة الفصول والأيام , وأصبح منزلنا يعجّ بالنقاشات والإجتماعات واللقاءات مع أفراد العائلة والأصدقاء والطلاّب والأقارب .. والمجلاّت تملأ النوافذ والطاولات
طرحت أسئلة كثيرة وغيّرت إتّجاه تفكيري
لكنّها نامت خمدت هذه الفكرة في الذاكرة , كأنها بذرة زرعت في تربة الخريف .. لتنمو في ربيع ما ... ؟ !


وتوسّعت المعرفة والدوائر .. حتى أصبحت فرقا ومنظّمات نسائيّة وغير نسائيّة .. وجماهيرا .. وأعيادا .. ومهرجانات , أعياد ( الطفل والمرأة ) وغيرها وغيرها ..
الحلقة والدائرة كبرت .. والأصدقاء .. وامتدّت إلى الصديقات وشارات الشال " الفولار " الأحمر تجمعنا ... !



#مريم_نجمه (هاشتاغ)      


ترجم الموضوع إلى لغات أخرى - Translate the topic into other languages



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- بقدر ما أعمل , بقدر ما أكتب , كلاهما اليدّ التي لا تتعب ولا ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ .. الوحدة والتضامن - وال ...
- الحوار المتمدّن .. أعياد المحبّة
- نداء .. وكاريكاتور
- خواطر على رصيف الغربة ..
- اللعب وأثره في التربية .. الطفولة الأولى - 2
- اللعب .. وأثره في التربية - الطفولة الأولى
- تراجع اليسار والعلمانيّة .. وهيمنة اليمين والظلاميّة .. ؟
- من الرائدات .. الشاعرة نازك الملائكة - 2
- من الرائدات - الشاعرة نازك الملائكة
- لن ننساك يا جبران .. أيها البطل الشهيد و ( قدّيس لبنان الجدي ...
- من سمات المرأة الكرديّة في التراث الأدبي الكردي .. سرفراز عل ...
- تهانينا لأسرى الحريّة والرأي في سوريّة - الشمس أشرقت لا مكان ...
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر - تتمّة
- مقتطفات من أقوال الرئيس ماوتسي تونغ : الكوادر
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته الروحيّة والفكريّة والإجتماعيّة ...
- الإغتراب عن الوطن وتأثيراته .. الروحيّة والفكريّة والإجتماعي ...
- اّمال .. وتمنيّات .. لعام 2006
- هولندة محطّة .. تجربة , مواطنة , وتقيم-3


المزيد.....




- غزة في المسابقة الرسمية لمهرجان فينيسيا السينمائي
- السلطان و-الزواج الكبير- في جزر القمر.. إرث ثقافي يتوّج الهو ...
- -مكان وسط الزحام-: سيرة ذاتية لعمار علي حسن تكشف قصة صعود طف ...
- السعودية.. الفنان محمد هنيدي يرد على تركي آل الشيخ وتدوينة ا ...
- المخرج علي كريم: أدرك تماما وعي المتلقي وأحب استفزاز مسلمات ...
- وفاة الممثلة كيلي ماك عن عمر ناهز 33 عامًا بعد صراع مع السرط ...
- ليدي غاغا تتصدر ترشيحات جوائزMTV للأغاني المصورة لعام 2025
- عشرات الإعلاميين والفنانين الألمان يطالبون بحظر تصدير السلاح ...
- بين نهاية العباسي وأواخر العثماني.. دهاليز تظهر أثناء حفر شا ...
- ظهور جاستن ببير مع ابنه وزوجته في كليب أغنية Yukon من ألبومه ...


المزيد.....

- نقوش على الجدار الحزين / مأمون أحمد مصطفى زيدان
- مسرحة التراث في التجارب المسرحية العربية - قراءة في مسرح الس ... / ريمة بن عيسى
- يوميات رجل مهزوم - عما يشبه الشعر - رواية شعرية مكثفة - ج1-ط ... / السيد حافظ
- . السيد حافظيوميات رجل مهزوم عما يشبه الشعر رواية شعرية مك ... / السيد حافظ
- ملامح أدب الحداثة في ديوان - أكون لك سنونوة- / ريتا عودة
- رواية الخروبة في ندوة اليوم السابع / رشيد عبد الرحمن النجاب
- الصمت كفضاء وجودي: دراسة ذرائعية في البنية النفسية والجمالية ... / عبير خالد يحيي
- قراءة تفكيكية لرواية -أرض النفاق- للكاتب بشير الحامدي. / رياض الشرايطي
- خرائط التشظي في رواية الحرب السورية دراسة ذرائعية في رواية ( ... / عبير خالد يحيي
- البنية الديناميكية والتمثّلات الوجودية في ديوان ( الموت أنيق ... / عبير خالد يحيي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - مريم نجمه - - سهرة بلشفيّة -