أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !















المزيد.....

الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !


يوسف ابو الفوز

الحوار المتمدن-العدد: 1465 - 2006 / 2 / 18 - 10:16
المحور: اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق
    


من تابع وقائع جلسات محاكمة الديكتاتور المجرم صدام حسين وسبعة من اعوانه في قضية الدجيل ، سواء الجلسات الاولى برئاسة القاضي المستقيل رزكار محمد امين ، او الجلسات الاخيرة بادارة القاضي رؤوف رشيد عبد الرحمن ، بالتأكيد لاحظ محاولات الحط من شخصية الادعاء العام ، التي قام بها بعض من المتهمين ، وحتى بعض من شهود الاثبات ، من رجالات النظام العفلقي المقبور اثناء نقاشاتهم او الادلاء بشهاداتهم . تمت هذه المحاولات الرخيصة بأسلوب خبيث وذكي ، ومدروس ، ومكتسب بالخبرة المتراكمة والغنية ، فهي اساليب مخابراتية مكتسبة من اساليب عمل اجهزة مخابرات نظام صدام حسين المقبور ، وسبق لهم ان تدربوا عليها ومارسوها وتطبعوا عليها بحيث صارت جزء من شخصيتهم وطباعهم . هذه المحاولات والاشارات الرخيصة ، التي مورست للتشكيك بممثلي الادعاء العام ، لم تمارس جزافا وليست بدون هدف . تركز الهجوم فيها تحديدا ضد السيد جعفر الموسوي ، رئيس الادعاء العام في المحكمة الجنائية العليا المختصة بمحاكمة المجرم صدام حسين و اعوانه ، حيث اتهمه المجرم برزان التكريتي كذا مرة بكونه من رجالات حزب البعث ، بينما عاد اخرين ليشيروا الى ما سموه عمل السيد الموسوي في اجهزة مخابرات النظام المقبور.
لم يكن ذلك مفاجئا للكثير من المتابعين ، وممن خبروا اساليب مخابرات النظام المقبور في تشويه سمعة المناضلين العاملين في صفوف المعارضة العراقية وكل من خالف النظام الديكتاتوري البغيض ورفع راية المعارضة ، اذ ولسنين طويلة عمدت اجهزة النظام المقبور الى اتباع مختلف الاساليب الدنيئة للاساءة من خلالها الى تاريخ رجالات في السياسة والفكر، ومحاولة تشويه سمعتهم والصاق مختلف التهم الرخيصة باسمائهم من اجل التقليل من احترام الناس لهم والحد من تأثيرهم في اوساط الناس والتشويش على تاريخهم وسلوكهم ، وبالتالي ربما يساهم ذلك كله في فقدانهم لمصداقيتهم بين الناس في عملهم ونضالهم .
كانت مخابرات النظام المقبور، تلجأ الى بث الاشاعات الرخيصة ، حول سلوك المناضلين وعلاقاتهم الاجتماعية وارتباطاتهم العائلية ، مستندة الى مبدأ كون الاشاعة تنمو بسرعة وتجد لها ، ولاسباب مختلفة ، مريديها والوسط المناسب لنموها ، حتى بين اعداء النظام الديكتاتوري نفسه ، لتتحول فيما بعد الى واقع يضيف الكثيرين له رتوشهم وتفاصيل وهمية استنادا الى السلب والايجاب في علاقاتهم مع الشخص المعني . وهكذا شهدت صفوف احزاب المعارضة العراقية والجاليات العراقية في المنفى العراقي ، عمليات تسقيط العديد من المناضلين والشخصيات الوطنية من الرجال والنساء ، مما سبب اعتزالها العمل السياسي والنشاط الاجتماعي والاصابة بالاحباط النفسي ، ومن صمد وقاوم وظل امينا لافكاره ورسالته النضالية والفكرية ، بقي يعاني من جروح خناجر هذه الاشاعات الخبيثة ، التي لا يدري متى يستلها البعض من خصومه ، سواء من حزبه او من خارج حزبه ، للنيل منه فجأة حسب اهواء ورغبات مريضة . استطاعت اجهزة النظام المقبور ، بامكانياتها المادية الهائلة ان تروج وتسوق قصص التشويه التي كانت تطبخ في غرف المخابرات الصدامية ، وتسربها وتنشرها بين اوساط المعارضة وبطرق مدروسة للاساءة الى مناضلين شرفاء معروفين في مواقفهم المعارضة للنظام العفلقي المقبور، لم يفلح النظام بتهديداته واغراءاته من ترويضهم او كسر شوكتهم فلجأ الى تلك الاساليب الرخيصة الدنيئة ، التي وجدت لها تلاميذ حتى من بين صفوف معارضي النظام ذاته ، استحسنوها ومارسوها لاسباب مختلفة ، بينها اسباب نفسية وذاتية ، فتجد هؤلاء "التلاميذ النجباء" ولتصفية حساباتهم الشخصية مع هذا أو ذاك ، يلجأون الى اتباع اساليب النظام الرخيصة ذاتها في الاساءة الى خصومهم . ان اعتبارات عديدة هنا ، تمنع ايراد الاسماء وتفاصيل العديد من القصص التي تشكل شواهد مثيرة عن الاساليب الخبيثة لمخابرات النظام المقبور في اوساط المعارضة العراقية ، خاصة تلك القصص التي عملت فيها مخابرات النظام البعثي لنشر اشاعات مدروسة ، ونجحت فيها مخابرات النظام الصدامي في ابعاد العديد من المناضلين الشرفاء عن ساحة النضال بعد ان عمدت الى كسر شوكتهم من خلال نشر الاشاعات الخبيثة عن سلوكهم الاجتماعي والاخلاقي ، بعد ان وجدت لها الارضية الخصبة عند بعض النفوس المريضة من بين معارضي النظام الصدامي نفسه ، فتحولت الاشاعات على اياديهم الى وقائع اساءة الى هذا المناضل او ذاك . يذكر انصار الحزب الشيوعي العراقي ، في خلال سنوات كفاحهم المجيد في جبال كوردستان ، كيف ان قوات الانصار وفي مختلف الوحدات الانصارية ، ومرارا القت القبض على مندسين وعملاء لمخابرات النظام المقبور، ارسلوا ليس لاغتيال القائد الفلاني او لجمع المعلومات عن نشاطات منظمة الانصار ، وانما فقط لاداء مهام مخابراتية تتعلق بنشر الاشاعات لتشويه سمعة هذا القائد او ذاك . عن الاساليب الخبيثة لاجهزة النظام المقبور ، ساحاول هنا ايراد مثال يذكره الكثير من انصار الحزب الشيوعي العراقي ، حيث في عام 1984 ، وفي احد قواطع الانصار ، اكتشفت الهيئات الانصارية المعنية ، رجل مخابرات صدامي حاول الاندساس للعمل في صفوف الانصار ، وتبين انه مدرب بعناية على مختلف السيناريوهات ، بما في ذلك تصرفه في حالة اكتشاف امره . فبعد انكشاف امره وتضيق الخناق عليه في التحقيق كشف عن اسماء شبكة من العملاء في القرى القريبة من مقرات انصار الحزب الشيوعي العراقي ، وبعضهم مرتبط بتنظيمات بعض الاحزاب السياسية العراقية المعارضة الصديقة . ولكن رجل المخابرات الصدامي ، المدرب بعناية والامين لعمله حتى اللحظة الاخيرة ، وهو يقدم اعترافاته ، وضمن سيناريو مدروس ومقصود دس ضمن قائمة اسماء عملاء المخابرات التي قدمها اسماء بعض الانصار والمواطنين من الوجوه النزيهة والشريفة والمعروفة بتاريخها الساطع . لم يكن صعبا للهيئات الانصارية المعنية وبعد التدقيق ان تكشف ان الغاية من ذلك هو ارباك عمل الهيئات الانصارية وخلق جو من عدم الثقة بين الانصار وحرق اوراق بعض هذه الاسماء الشريفة ، ووضع علامات استفهام في التعامل معها ، وبالتالي ربما يتم ابعادها عن المساهمة الفاعلة في العمل النضالي . كانت اجهزة مخابرات صدام حسين تعمل وفق مبدأ ان الاشاعة الخبيثة من السهل اطلاقها ، ولكن الضحية البرئ سيفني عمره لاثبات بطلانها ، لان الاشاعة يمكن ان تجد لها ارضية مناسبة للنمو ، ولاكثر من سبب حتى بين ضحايا النظام نفسه ، ويمكن تغذيتها بأكثر من طريقة ، وحتى يتمكن ضحية الاشاعة من اجتثاثها ، او تطويقها ووقف نموها تكون قد اتلفت الكثير مما حوله ، وساهمت في خلط الثمار في السلة ، ووجدت لها نفسيات مريضة مناسبة تساهم بأنتاجها وترويجها بشكل اخر .
في جلسات محاكمة الديكتاتور صدام حسين واعوانه ، نلمس معاودة الارث اللااخلاقي لمخابرات صدام حسين للعمل بذات الفعالية والذهنية ، فهكذا راح برزان التكريتي وبعض شهود الاثبات ، التلاميذ الاوفياء لمدرستهم المخابراتية واساليبها الرخيصة ، يلحون على ادعاء ارتباط رئيس الادعاء العام في المحكمة الجنائية العليا المختصة بمحاكمة المجرم صدام ، تارة بجهاز المخابرات الصدامي وتارة بحزب البعث . فرجالات النظام المقبور ، وهم يدركون جيدا ان انصارهم ومريديهم من فلول البعث العفلقي ، داخل وخارج العراق ، يتابعون وقائع جلسات المحكمة ، فهم ومن داخل قاعة المحكمة يوفرون لهم افكار جاهزة ليقوموا بتغذيتها بالتفاصيل الملفقة ومتابعتها ونشرها بشكل واسع ومحاولة تحويلها الى واقع ، وفي بالهم ان ذلك سيساهم في زعزعة الثقة بالمحكمة الجنائية العليا والاسماء العاملة فيها ، ونشر جو الشك والحط من قيمة القضاة وممثلي الادعاء العام ، وربما يحالفهم النجاح في ابعاد الاسم الفلاني عن ممارسة عمله والمساهمة في كشف جرائم نظامهم واعاقة نجاحه في توفير ادلة ادانتهم في الجرائم التي يحاكمون بسببها .
سماوة القطب
15 شباط 2006



#يوسف_ابو_الفوز (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- صورة الدم
- من المستفيد من غلق فضائية الفيحاء ؟
- رحيل مناضلة فنلندية صديقة للشعب العراقي
- الانتخابات الرئاسية الفنلندية : فوز تاريا هالونين مرشحة اليس ...
- السينما الفنلندية تخطف الأضواء لفرط إنسانيتها
- اوراق عائلية 3 : أنا وزوجتي والكلاب
- هل يستحق الشعب العراقي هذا الجزاء ؟
- من هو المتهم الاول ؟
- على طريق الانتخابات : في الموقف من تحالفات الحزب الشيوعي الع ...
- هل سمعتم اخر نكتة بعثية ؟
- شماعة البعث هل ستنقذ السيد بيان جبر صولاغ ؟
- أخيرا يا ابناء شعبي ...!
- حنون مجيد ينسج شخصية روايته من ملامح صدام حسين
- - من يستفيد من ذلك ؟-
- الاتحاد الكوردستاني للاعلام الالكتروني خطوة انتظرناها طويلا
- حيث لا ينبت النّخيل جديد الشاعر العراقي عبد الكريم هدّاد
- رجل داهمه المطر !
- قصة ملف
- أيزيدية زهير كاظم عبود
- ماذا لو مات الشيخ ابو مصعب الزرقاوي ؟


المزيد.....




- بايدن يرد على سؤال حول عزمه إجراء مناظرة مع ترامب قبل انتخاب ...
- نذر حرب ووعيد لأمريكا وإسرائيل.. شاهد ما رصده فريق CNN في شو ...
- ليتوانيا تدعو حلفاء أوكرانيا إلى الاستعداد: حزمة المساعدات ا ...
- الشرطة تفصل بين مظاهرة طلابية مؤيدة للفلسطينيين وأخرى لإسرائ ...
- أوكرانيا - دعم عسكري غربي جديد وروسيا تستهدف شبكة القطارات
- -لا استطيع التنفس-.. لقطات تظهر لحظة وفاة رجل من أصول إفريقي ...
- الشرطة تعتقل حاخامات إسرائيليين وأمريكيين طالبوا بوقف إطلاق ...
- وزير الدفاع الأمريكي يؤكد تخصيص ستة مليارات دولار لأسلحة جدي ...
- السفير الروسي يعتبر الاتهامات البريطانية بتورط روسيا في أعما ...
- وزير الدفاع الأمريكي: تحسن وضع قوات كييف يحتاج وقتا بعد المس ...


المزيد.....

- الحزب الشيوعي العراقي.. رسائل وملاحظات / صباح كنجي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية الاعتيادي ل ... / الحزب الشيوعي العراقي
- التقرير السياسي الصادر عن اجتماع اللجنة المركزية للحزب الشيو ... / الحزب الشيوعي العراقي
- المجتمع العراقي والدولة المركزية : الخيار الصعب والضرورة الت ... / ثامر عباس
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 11 - 11 العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 10 - 11- العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 9 - 11 - العهد الجمهوري ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 7 - 11 / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 6 - 11 العراق في العهد ... / كاظم حبيب
- لمحات من عراق القرن العشرين - الكتاب 5 - 11 العهد الملكي 3 / كاظم حبيب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق - يوسف ابو الفوز - الممارسات الرخيصة القديمة الجديدة !